الفصل الحادي عشر

4.9K 153 21
                                    



قلبها أخبرها بكل شيء قبل أن يحدث، ألم يكن هذا ما حذرت نفسها منه؟

توقعت ما ينتظرها حتى قبل أن ترى سالم، كان مستندًا للسور واعتدل فور أن رآها. لم ينتظر في المكان الذي اعتادا اللقاء فيه، لم يستجب حتى لقرارها بعدم رؤيته حتى يوافق جده أو يأتي هو ليخطبها.

أسرعت تبتعد عن بقية الطلبة وعنه شخصيًا، لكنّه أوقفها مناديًا فتلفتت حولها بحرج.

رمقته بلوم وقالت مقطبة
"لماذا تناديني بصوتٍ مرتفع يا سالم؟"

اقترب منها وهي تواصل
"ولماذا أتيت رغم أنني .. "
"يجب أن نتحدث"

قاطعها بها موقفًا قلبها، نسيت قلقها من الناس واندفعت تلحق به
"سالم، ماذا حدث؟"
"سأخبركِ كل شيء، فقط دعينا نتبعد من هنا"
لحقت به تكاد تلهث لتلاحق خطواته
"أنت تخيفني يا سالم، هل حدث شيء؟"
"تعالي يا رواء، لن نستطيع الحديث هنا"

لمحت سيارته على بعد فتوقفت معترضة
"سالم، أخبرتك أنني لن أستقل سيارتك مرة..."

تنهد بقوة وشبه نفاد صبر
"ستكون هذه آخر مرة أعدكِ، فقط تعالي معي"

ظلت مكانها بعناد فزفر عائدًا إليها، وقف أمامها يرمقها بتلك النظرات الحزينة التي ألانت قلبها وآلمته في نفس الوقت

"حبيبتي"
عاد قلبها ينبض مع همسته بينما أردف بتعب
"أنا متعبٌ للغاية، تحمليني قليلًا . أنا لم أنم منذ أيام"

كانت علامات الإجهاد والسهر واضحة على وجهه، لامها قلبها لأنّها لم تستسلم لقلقها وتتصل به، لكنّها بررت لنفسها أنّهما اتفقا مسبقًا وأقنعت نفسها أنّها ستنتظر اتصاله إما ليخبرها بنهاية كل شيء أو ليؤكد موعدًا للقاء والدها.

الفكرة الأولى كانت كفيلة بتعكير مزاجها وملازمة الخوف لها منذ اتصاله الأخير وحتى رؤيته الآن.

نظرت لوجهه وعينيه هامسة
"أنا أيضًا يا سالم، لكن... يبدو كل شيء من وجهك، ربما لا داعي للحديث"
"ماذا يعني لا داعي للحديث؟"

صمت لحظة رافعًا كفه إلى قلبه وأردف
"قلبي يؤلمني يا رواء، أرجوكِ لا تزيدي من ألمي"
ولم يمنحها فرصة لتتحدث، التقط كفها وشدها معه

"سالم، توقف، لا يمكنني الذهاب معك، دعنا نجلس في"

شدد قبضته عليها بإصرار

"سنجلس ونتحدث لكن أولا سنتبعد عن هنا... ثقي بي مرة أخيرة يا رواء. أنا لن أؤذيكِ ، لا نية لدي سوى الحديث معكِ"

زاد توترها وترددها وهي تنظر لظهره، هي تثق به لكن... لقد أخذت قرارًا ووعدت سمراء ونفسها ألا تتهور أكثر.

فتح الباب لتنظر له بتردد فتنهد بيأس
"اركبي يا رواء، أقسم لكِ لن أفعل شيئًا مما تخشينه"
نظرت في عينيه هامسة
"أنا لا أخشاك يا سالم ولا أخشى شيئًا من ناحيتك، الأمر فقط"

قلوبٌ عصيّة (سلسلة حكايات الحب والقدر ج٣)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن