قلوبٌ عصيّة (سلسلة حكايات الحب والقدر ج٣)

الفصل الخامس

تعلقت عينا رواء بالقمر المطل عليها بينما تنام على أرض شرفتها، هكذا تشعر بسالم قريبًا منها، ترى وجهه على صفحة القمر. نوره الماسي كان يضفي ألقًا على الفقاعة الوردية التي انفصلت فيها عن العالم، يضاعف تأثير السحر الذي يعزف على أوتار قلبها.

"روايا"

انتزعها نداء سالم باسمها عبر الهاتف

"أما زلتِ معي يا رواء؟"

هتف قلبها متراقصاً

"أنا معك دائماً، لا تمر لحظة دون أن أكون معك"

لكن عقلها تدخل ببقايا حكمة تخسرها يوماً بعد يوم بينما تنزلق دون إرادة في بحور عشقه

"آسفة، خرجت إلى الشرفة وشردت مع منظر البدر قليلاً"

وابتسمت بهيام وهي ترفع كفها تحيط بها القمر تحتويه في قبضتها التي خفضتها لتلامس قلبها

"إنه ساحر، أحبه كثيرا. يأسرني دائماً بسحره"

سمعت حركة من جانبه قبل أن يردد بعد لحظات

"وها أنا ذا تخليت عن فراشي الدافيء وخرجت في الشرفة لأرى هذا السارق"

هتفت باندفاع

"ما كان عليك هذا"

انتبهت لصوتها المرتفع قليلاً فأسرعت تكمل همساً

"هكذا ستبرد يا سالم"

"هل تقلقين علي؟"

احمرت وجنتاها وصمتت فعاد يهمس

"روايا؟"

قاومت خجلها لتخبره

"بالطبع أقلق عليك"

وعادت لصمتها بينما تنهد بحرارة ثم ردد بعد لحظة

"لنرى من هذا الذي ينافسني على حب روايا"

ضحكت بينما يكمل بنزق

"إنه لطيف لكن لا تقولي أنكِ تحبينه. أنت حتى لم تخبريني أنكِ تحبينني مثله"

همست اسمه بخجل فواصل بنبرة أذاب قلبها

"أنا أغار يا رواء... أغار عليكِ حتى من هذا القمر الذي ينظر لسحرك الآن بينما أنا محروم من رؤيتكِ "

تسارع قلبها في رقصته المنتشية بينما سالم يردف بعشق

"أغار حتى من النسيم الذي يلامس خصلاتكِ المحرم عليّ لمسها"

بشرود كانت أصابعها تتلاعب بخصلة طويلة من شعرها المفرود. أغلقت أذنيها عن بقايا همس مؤنب يلومها لأنها تستسلم وتستعذب سماع غزله، وقلبها يخبرها ضارباً بكل شيء عرض الحائط أن هذا حقها هي الأخرى.

إنهما يحبان بعضهما، وقريباً سيكونان معاً، روحاهما نصفان خلقا ليكتملا معا، افترقا وبحثا عن بعضهما حتى التقيا لذا ما المانع إن اعترفا، ما يمنع إن أخبرته أنها مثله وأكثر...