الفصل العاشر

4.9K 149 28
                                    


"هل كل شيء بخير يا سالم؟"

كان صوتها قلقًا يماثل شعوره ورغم هذا ابتسم ورد يطمئنها
"لا تقلقي، كل شيء بخير. أردت فقط سماع صوتكِ"
تنهدت بارتياح ثم همست
"سالم، لقد اتفقنا، لا مزيد من الاتصالات أو الخروج معًا حتى يوافق جدك وتأتي لخطبتي"
زفر وهو يرتمي على فراشه فسألته
"ما الأمر؟ هل عاد جدك؟"
"نعم، كنت أنتظر اللحظة المناسبة حتى أفاتحه في موضوعنا"

رددت بتوتر
"إذن؟ هل تحدثت إليه؟"
"ليس بعد، أردت أن أكلمك أولاً"

وابتسم بحنان

"صوتكِ يمنحني القوة والدعم اللذين أحتاجهما الآن"
"سالم، آسفة لو كنت أضغط عليك لكن"
قاطعها برفق
"لا حبيبتي، أنتِ محقة... أنا أيضًا أريد أن يكون حبنا في النور"

ران الصمت لثوان قبل أن يهمس بحب امتزج بالعبث

"أريد التحرر من كل العوائق التي تمنعني عنكِ، أشتاق بجنون لنكون معا"

أسرعت تتمتم بارتباك
"تصبح على خير يا سالم"

هتف ضاحكاً

"تمام اهربي اهربي، قريباً لن تجدي مجالا للهرب، سأحاصركِ بحبي حتى الغرق"

همست اسمه بلوم فتنهد بعشق
"ادعي لنا حبيبتي، أنا ذاهب لمقابلة الوحش"
"سالم، أنت تخيفني هكذا"
ضحك مرددًا
"لا تقلقي. أخبرتكِ ، جدي يحبني ولن يبخل عليّ بأول شيء أطلبه منه"

تنهدت بحرارة

"أرجو هذا"

"أنا أتصل لآخذ منكِ الدعم يا رواء، لا أريد نبرة اليأس هذه. إن شاء الله لن يحدث إلا ما نريد"
"يفعل الله ما فيه الخير إن شاء الله"

ابتسم مؤمّناً على كلماتها وقال

"أراكِ قريباً، وهذه المرة ستكون في بيتكِ"

"إن شاء الله"
تمتمت برجاء قبل أن يودعا بعضهما، ما أن أغلق الهاتف حتى اختفت بسمته. كيف يخبرها أنّه هو نفسه متوتر وقلق من رد فعل جده؟ صحيح أنّه يفضله عن البقية لكن هذا لا يعني أنّه لا يخضع لنفس القوانين.

"لا، لن يحرمني ما أريد"

همس مطمئناً نفسه، هو لم يعصه قط وطيلة حياته سار على الخطط التي رسمها له محاولاً ألا يخذله، يوازن بين إرضائه وبين رغباته هو، يحاول ألا يتأثر بما يحاول جده غرسه فيه حتى لا يصبح نسخة منه.

ولن يكون أبدًا.

سيحمل اسم العائلة وإدارتها كما يريد جده لكنه سيحتفظ بروحه ولن يتغير مهما حدث.
ابتسم وخيال رواء يداعب خياله، وجودها في حياته سيقويه، لأجلها لن يستسلم. هي نجدة القدر له بعد أن شعر أنّه بدأ يركن إلى الجانب الشديد من شخصيته، هي ستكون رمانة الميزان وستعدل الكفتين بين نصفي نفسه المتنازعين.

قلوبٌ عصيّة (سلسلة حكايات الحب والقدر ج٣)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن