مشهد سالم والجد رفعت
"تفضل يا بني"
تقدم سالم إلى داخل غرفة المكتبة لاحقًا بالجد الذي أشار له ليجلس على الأريكة بينما يردف برفق
"اجلس يا سالم... أعرف أنك تتساءل عن الأمر الذي أريدك بشأنه"
جلس بإيماءة صامتة وتأمله الجد للحظات قبل أن يقول
"الأمر يخص خطبتك أنت ووتين"
تململ في مقعده في حرج ليتابع الجد
"تعرف بالتأكيد أنّه يشرفنا نسبكم لكن... عندما عرض جدك أمر الخطبة، ترددت كثيرًا لأسباب مختلفة خاصةً عندما عرفت أنّه يطلب وتين بالذات... لم أعرف كيف أرد طلبه لحظتها ولولا إصرارها هي ما وافقت"
هز رأسه مصغيًا له باهتمام
"أعتقد أنك تعرف الآن واحدًا من أسباب ترددي"
أومأ دون رد فواصل الجد مترفقًا
"أنت رجل رائع وجدير بالثقة يا سالم... أعرف الرجل الجيد حين أراه وكنت سأسعد كثيرًا لو تزوجت إحدى حفيداتي، لكنه النصيب يا بني... وتين أخبرتني أنكّما اتفقتما على كل شيء، صحيح؟"
"صحيح"
رد بخفوت ليهز الجد رأسه وتأمله مليًا قبل أن يسأله باهتمام
"لماذا وافقت وتين على قرارها بني؟... أعرف أن راندا أخبرتك عن زياد قبل خطبتكما؟... لماذا تراجعت الآن؟"
أطرق مقطبًا قبل أن يرد
"أعترف أنني رفضت في البداية، وأخبرتها أنني لا أهتم ما دامت وتين وافقت ومضيت في خطبتنا لكن"
قاطعته دقات هادئة دخل زياد بعدها
"أردتني يا جدي؟"
"تعال يا بني... رحب بسالم واجلس"
اقترب بنظرات قاتلة كادت تجعله ينفجر ضحكًا، لكنه تمالك نفسه وابتسم ببرود وهو ينهض ليصافحه
"أهلًا يا سالم بك... التقينا من قبل، هل تذكر؟"
قال بوجه متجهم ويده تشد على يد سالم بعنف ليرد الأخير
"أهلًا يا دكتور زياد... طبعًا أتذكر لقاءنا... لكنني أذكر أنه لم يكن سارًا بالمرة"
قاوم الجد ابتسامته على رؤيتهما يقفان كديكين متشاكسين وزياد يحترق غيرةً وتنحنح طالبًا منهما الجلوس... أطاعه بسرعة وجلس زياد جواره وما زال يرمق سالم بحدة
"تابع يا بني... كنت تقول..."
رد سالم دون أن يحول عينيه عن زياد الذي سينفجر من الغيرة في أي لحظة وقال ممعنًا في استفزازه باستمتاع خبيث
"كنت أقول أنني مضيت في أمر الخطبة، ولم أكن لأتراجع لأي سبب"
اشتدت قبضة زياد بعنف مع كلماته قبل أن ترتخي بدهشة وهو يكمل

أنت تقرأ
قلوبٌ عصيّة (سلسلة حكايات الحب والقدر ج٣)
Romanceقلوبٌ عصيّة هي ... قلوبٌ رفعت رايةَ العصيانٍ عاليةً، واحتمت خلف آلافِ المتاريس، عصيّةٌ على الفتحِ كقلعةٍ أثريةٍ شامخة، بروجُها المشيّدة تشق عنانَ السماء منذرةً، تحذر من يجرؤ على الاقتراب .. والفاتح الغازي .. خصمٌ .. قوي عنيدٌ .. قديمٌ قدم العالم...