الفصل السادس والعشرون

5.8K 161 53
                                    


نظرات غضب وازدراء وهتافات غاضبة بالتركية لا تفهم منها سوى اسم شاهين الذي حاول طمأنتها بتربيتة رقيقة على كف يدها المتشبث بساعده

"أمي،أرجوكِ. أنتِ لا تفهمين، نحن"

قاطعته وهي تلوح بذراعها نحو رويدا

"ما الذي لا أفهمه؟ كان يجب أن أشك مع اختفائك الغريب طيلة الوقت. كنت تدعي الانشغال في أعمالك والآن أكتشف أنّك تتسكع مع حثالة هنا"

"أمي أرجوكِ توقفي، دعيني أشرح لكِ"

نقلت بصرها بينهما

"ما الذي ستشرحه؟ هل الوضع يحتاج لشرح يا شاهين بك؟"

لم تحتمل رويدا نظراتها المزدرية فاعتدلت مبتعدة عنه وقاطعت كلمات شاهين مرددة بالإنجليزية

"هلا تحدثتما بلغة مفهومة؟ أنا لست هواء هنا"

التفت لها شاهين بهدوء أرادت بشدة أن تصفعه عليه

"رويدا، هذه أمي، درايا هانم"

وقبل أن يقدمها إلى أمه رددت بعجرفة أحرقت دم رويدا التي لم تفهم مجددا كلامها لكن طريقة نطقها ونظراتها أغنت عن أي ترجمة

"ﻻ ينقص سوى أن تعرفني على حثالتك أيضا"

انتفضت واقفة بعصبية غير منتبهة لقميص نومها

"لو سمحت يا هانم، إن أردت شتمي فافعلي بلغة أفهمها، لأرد عليك بما يناسبك"

شهقت داريا والتفتت لابنها الذي ظل صامتًا رغم هتافها باسمه، التفتت رويدا له فاندفع الدم بغزارة إلى وجهها وهي ترى نظراته تُفصلها، وانتبهت لحظتها كيف تقف أمامهما.

الوقح قليل الأدب لا يهتم لوقوف أمه بينما يرمقها بتلك النظرات الوقحة

"شاهين"

انتفض الاثنان على صوت أمه والتفت بارتباك

"نعم يا أمي"

ضغطت على أسنانها وأشارت نحوها كأنها قمامة، بإصبع تمنت رويدا أن تعضه لها

"ألق هذه القمامة خارجًا في الحال، لن أحتمل قلة الأدب هذه طويلًا"

أغمضت رويدا عينيها ثم هتفت بالعربية، بنفاد صبر مقاطعة

"ما بها السيدة والداتك؟ لماذا دمها حام هكذا؟"

كاد ينفجر ضاحكا وهو يراها انقلبت على القناة المصرية مجددا

"شاهين هل تضحك؟"

هتفت أمه بحنق حين رأت ابتسامته المكتومة فحرر ضحكته ونهض مقتربا من رويدا التي صاحت بحنق مماثل

"أنت مجنون بالفعل، هل ترى الموقف مضحكا؟"

"بصراحة لا أرى شيئا مضحكا أكثر من هذا"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 20 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

قلوبٌ عصيّة (سلسلة حكايات الحب والقدر ج٣)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن