الرابعه عشر

4.1K 275 26
                                    


الخامسه عشر

مرشهر شهر كامل على الجميع خرجت ثلاثين شمس بأوجاع مختلفه ومشاعر مختلطه ولا شئ يساعد على النسيان إلا مرور الايام

عادت "مكه " عملها بعدما تم شفاء والدها من نوبة القلب التى اصابته فور رؤيتها برغم أن كل أهل منطقتها تجنبوها

ولم يكفوا عن زجرها سواء بالكلمات أو النظرات التى لاتحتمل لكن خروجها للعمل كان هو الضوء الضعيف الذى ينير حياتها التى اصبحت مظلمه لم تعد تفكر فى مشاعرها أو حتى بقلبها تعلمت الدرس جيدا ولن ترفع عينها عن مستوى

نظرها لن تحلق فى الخيال أو تصدق احلامها مجددا كل ما تفعله هو أن تحاول النجاه من الحزن وليس خلق سعاده فهى فأصبحت لا تعيش الايام بل تنجو منها بات محاصره فى المنزل والشارع وايضا العمل

مازالت حتى الآن تسمع الهمز واللمز وهى تنكب على كتابة مهامها اليوميه على الحاسوب لم تعد تهتم

أصمت أذنها عنوه حتى لا تسمع ما يضايقها واجبرت نفسها على الانهماك فى العمل والتركيز فيما تفعل

حتى لطمت احداهن سطح مكتبها المقابل بعدما انفجرت غيظا من تجاهلها انتفضت "مكه " على اثر الصوت المفاجئ

لتنظر نحو الصوت بفزع لتصيح الاخرى وهى تحدق بعيناها :

_ بنات ما اتربتش صحيح

ضاق صدرها من ما ترمى لكن كتمت غضبها وعادت للتجاهل كل شئ قابل للنسيان الا خطأ اقترفه غيرك من اسبوعين

وهى تفعل هذا دون ملل بعدما ذهب اسبوعين من هذا الشهر فى المشفى مع والدها وهذه لم تنسي وطوال الوقت تلمز

وتسب وتلعن كأنها امسكتها بالجرم المشهود نهضت "مكه " باتجاه غرفة المدير وبعدما التقطت الملف من اعلى سطح مكتبه

لتعرض عليه بعد الانتهاءمنه طرقت الباب الموصد بطرقات هادئه استطاع "اسلام " تميزها فأتها صوته :

_ إدخل

ادارت المقبض وهى لا تنظر باتجاهه وضعت الملف على مكتبه لتترك له المراجعه ظل يرمى لها نظرات

واحده تلو الاخرى بينما هى لاتحيد عينها عن الارض الا بعدما شعرت بنهوضه من كرسيه وجهت بصرها

تجاه بإرتباك لينطق وهو يتجه صوبها :

_ انتى شايفه شغلك كويس يامكه برغم الضغط اللى عليكى وبرغم الحادثه اللى حصلتلك

لم تجبه لأنها لم تجد ردا على تلك الخبريه فأردف ليوضح :

_ اكيد انتى عارفه انك بسبب غيابك كنتى اتفصلتى لكن الاومر العليا اللى أجبرتنا اننا نرجعك

انهى جملته وهو يقف بوجهها وبخبث بالغ سألها :

_ إيه هى وسطتك ؟

شـئ  خــرافــىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن