ما خلَّفه الماضي

الفصل الرابع

كان حسن يجلس مع أحفاده قائلا:الموضوع اللي جايلكم عشانه هو ان ... لم يكمل حديثه حيث رن هاتفه وتفاجأ بأن المتصل هو يُسر فنظر لأحفاده شرزا ثم رد عليها قائلا بابتسامة: يسر حبيبة جلبي كيفك ياغالية.

بينما انتهي هو من حديثه لم تستطع (يُسر) تمالك نفسها واردفت ببكاء: جدو حسن انا خايفة أوي .. ثم عادت للبكاء مرة أخري، هب الجد حسن واقفا من مكانه قلقا من صوتها وأخذ الأحفاد الثلاث ينظرون لبعضهم البعض بعدم فهم ...

أردف حسن بخوف: اهدي يابتي عشان افهم، فين وعد هي مش معاكي؟

ردت يُسر ومازالت مستمرة في البكاء أخذت تشهق أثناء حديثها: لا يا جدو مش معايا قالتلي أن عندها محاضرة مهمة روحت اسأل صحابها عليها قالوا إنها مشيت وانا خايفة عليها اوي.

تحدث حسن محاولا طمئنتها: طب اهدي يابتي، بصي خليكي مكانك وهبعتلك عربية تجيبك ليا ماشي يابتي.

اردفت يُسر من بين شهقاتها: انت هنا في القاهرة طب مقولتش ليه.

رد حسن بمرح كي يهدئها: انت في ايه ولا في ايه دلوجيت زي ما جولتك خليكي مكانك هبعتلك عربية.

اومأت يسر كأنه يقف امامها وهي تزيل دموعها مردفة: حاضر يا جدو مستنية اهو سلام.

رد حسن بحب: سلام ياجلب جدك.

اغلق الجد حسن الهاتف ثم نظر لسفيان المندهش مما يحدث قائلا له بلهفة: سفيان ابعت عربية بسرعة تجيب يسر من قدام جامعتها جامعة القاهرة من بوابة كلية تجارة يلا بسرعة يا ولدي.

تحدث سفيان بعدم فهم: ها يُسر مين وجامعة ايه مش فاهم حاجة.

أردف حسن بانفعال: مش وقت أسئلة ابعت بسرعة عربية علي العنوان ده تجيب يسر خلص يا ولدي.

نهض سفيان مسرعا واجري اتصالا بسائقه آمرا إياه أن يذهب ليأتي بيُسر ثم اغلق الهاتف وجلس إلي جانب جده وأبناء أعمامه ..

تحدث حسن بعدما اطلق تنهيده: طبعا كلكم بتسألوا مين ديه.

نظروا إليه باهتمام فنظر هو إلي زياد قائلا بجدية: ديه تبقي اختك يا زياد.

صُدم كل من تميم وسفيان وكانت الصدمة الكبري من نصيب زياد ..

نهض زياد مردفا بعدم تصديق: ايه!! انت بتقول ايه يا جدي ازاي اختي امتي حصل ده مستحيل.

رد حسن بهدوء: اهدا يابني واقعد نتكلم.

تحدث زياد بانفعال: نتكلم في ايه يا جدي أنا وحيد امي وابويا الله يرحمهم مليش اخوات جت منين يعني.

وضع تميم يديه علي كتف زياد يهدئه بينما أردف سفيان ضاغطا علي أسنانه بغضب: زياااد، التفت له زياد محاولا تهدئه نفسه ليقول سفيان ناظرا لعيني زياد بحدة: لما تتكلم مع جدك متعليش صوتك.