الفصل العشرون: 2 جرأة !

115 16 18
                                    


الكاتبة:

بين لواسع الفضول والصدمة العرمرم..تيودر يجلس مقابل الفارس والسيد محمد مكتفا يديه أمام صدره الذي يكاد ينفجر غيضا وارتباكا وغضبا !

متأففتا أنفاسه، متهجم العيون والمنظر، مشمئزا من الهدوء.. نظر للبيدق الذي يقف خلفه يراقب اصطفاف بيادقه على مشارف نافذة توصف على أنها من نوافذ الرعد الأسود الديجور..

يقف البيدق كتوم النفس عريض الكتف حاد العيون يغشاه الضباب لا يتحرك منه شيئ عدى من تمرد من خصلات شعره ووقع من انحنائه الأنيق إلى الخلف قرب الجفون ، النسمات باردة تجتاه تلك الرقبة البيضاء وعروق الدم الزرقاء تغلي بها .. لتحرك ما تبقى للنسمة من قوة عنق سترته السوداء المفتوح بحثا عن الهواء ...

نيران الغضب تحرق أوصاده من ذلك الخبر الثقيل، من عادته اطفاء النار ببعض من الضربات الموجعة لكنها مرة ليست كسائر المرات ، الفارس العزيز، أخوه الأكبر جواد، سيد البيادق وعقلها المفكر الداهي..أم رجل في عمر والده على وشك الزواج من ابنته علم أنه عمه قبل لحظة؟

لم يكن أمام زعيم البيادق غير الصمت والانصات .. يخشى على ترائب الأحبة من اقتراب اللفح بصهده الأجيج ...

بركان يحاول الخمود بنسمة هواء باردة!

لم يرق لتيودر مارآه على تكفرناس من عسر وضيق صدر ولا الفارس الذي يستمر بالضغط على يده امامه يكاد يحطمهما مراقبا تكفرناس هو الأخر....

بدت المسافة بين الأخوين كجرف عال ضخم مظلم عميق يزداد اتساعا مع كل ثانية تمر لذى توجب على الثالث أن يتدخل بأسرع مايمكن..

صبر تيودر المنعدم ينفذ، وهاهو ذا يفتح زر سترته العلوي بحثا عن الهواء هو الآخر.. يرى الفارس وقد حشر رأسه في صدره مخفيا ملامح وجهه غائصا في تفكيره و لم يسبق ان كان النرجسي النبيل بهته الملامح قبلا وبلغ السيل الزبى !..

فيطلق الضخم الوسيم غربي الملامح تنهيدة قوية ويسند ظهره بأكمله على الأريكة التي يجلس بها ثم يصلب رأسه إلى الخلف ناظرا إلى تكفرناس بالمقلوب و يقول بهدوء أجش غشن سفاح وقد استذئبة عيناه وبرزة تفاحة آدم على رقبته بتلك الوضعية المقلوبة أيّما بروز..ونطق:

تيودر: عمي محمد..! حسب معلوماتي فإن لدى البنت تالين صاحبة ابنتك اخوة..

-( ينتهي تيودر من مراقبة تكفرناس بتلك الوضعية المقلوبة ..يعدل جلسته ويضع يديه على ركبتيه ويقف دون أن ينظر للسيد محمد أو الفارس ويتجه بخطى هادئة تسمع فيها طقطقة حذائه الإيطالي على الرخام الاسود بوضوح)

تيودر: وبرأيتي فإن علاقتهم بها تشبه إلى حد كبير علاقة يوسف واخوته لذى ..

(يرفع الفارس نظره من على الارض وليتفت باستغراب هو والسيد محمد إلى تيودر والحيرة تعلو وجوههم فيما يغلق تيودر النافذة امام وجه البيدق ويعدل الستائرر عليها ثم يكمل حديثه وهو يجر تكفرناس من ذراعه جاعلا إياه يسير إلى جانبه متجها إليهما...!

أناقة الإجرام||Elegant Crimeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن