أناقة الإجرام||Elegant Crime

الفصل العشرين:01 سقوط الأقنعة!

تكفرناس :[يمد يده مصافحا والد تتروين ثم يقبل كتفه وهو يقول]

تكفرناس: أهلا وسهلا بك والدانا العزيز، طِبْتَ وطابت خُطاكْ..!

تتروين:

والقبضة تبايع القبضة ، ترتفع هاماتهما عدة أمتار في السماء وما كانت تلك المصافحة أن تمر دون أن تكسر عظام أيديهما لولا وجود أمي التي توجَّب على البيدق القاء تحية مناسبة لها..

فك اللحام وانفضت الشرارة وقد كادت أعين الجمهور أن تسقط أرضا من شدة التركيز والتمحيص على مشهد سيرونه مرة واحدة في حياتهم لأن كل ما يحصل هنا حصري وذو نسخة واحدة نادرة سيلعب القدر دورا كبيرا في السماح لك برأيتها..

تكفرناس: شرّفتِنا أمي.. أهلا بك في قصرك!

تتقدم وفود البيادق السوداء الضخمة القوية الشديدة شرفا وعزة وتصطف ثابتتا على قارعة طريق مدخل الرعد الأسود وكأنه طريق المجد...وكأنهم المحاربون قادة جيوش تحس خلف كتف الواحد منهم مئة أو يزيد..

وكما يكون الأمر للأباطرة والملوك يتقدم البيدق والسيد أبي المسيرة...خلفهم مباشرة الفارس صاحب الكاريزما اللبق الوسيم يسلي أمي وتالين بأحاديثه ومجاملاته النبيلة الشهمة ، الفارس على اليمين وتالين على الشمال وأمي في المنتصف...

ثم أنا وتيودر نسير بالخلف...

كنا ملاحقين بنظرات البيادق الساذجة المحبة وهم يعلمون أن أكثر اثنين سيصعب عليهم ما قد يحصل داخل الرعد الأسود هو تيودر وتتروين بلا ريب..

تيودر ضخم الجثة وسيم الهيئة غربي الملامح يدفن يده هو الآخر في بنطاله الكلاسيكي الأنيق جامد الملامح مرتفع الهيبة والأكتاف والهمة ...

وأنا المتوترة المتفائلة المتحمسة الخجلة أسير وقد تشابكت أصابع يدي أمامي واختفت في طيات ثوبي الأسود المطرزة العريضة ... أنظر إلى قدمي أراقب خطواتي ...

قطرة مطر وقعت على حذائي والأخرى على الأرض أمام قدمي...ثم وقعت أخرى على كتفي...

أحب مطر السحاب الداكن، وأحب السير تحته خاصتا ان كان هادئا بزخات قليلة...

أسلي نفسي وأنتظر أن أعرف المكان الثالث الذي ستلامس به القطرة الرابعة...لكنه شعور لم يحصل قط...

أزلفة المضلات المطرية التي من المأكد جدا ان لونها أسود أنيق فوق رؤوسنا من العدم..

فجأة.. بيدقين كل واحد منهما يحمل مضلة فوق البيدق وأبي يسيران بجانبهما منصتين بابتسام لحديث تكفرناس وأبي عن الطقس الماطر وحبهما له..

خلفهم بجانب تالين بيدق آخر يحمل مظلة يغطيها بها وقد تبادل مع تالين ابتسام التحية بالفعل...