رواية الخرساء والوجه المقنع
باقى الحلقه السادسة عشر بقلمى / يمنى عبدالمنعم
////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
استكملت همس كتابتها وكانت وقفت عند هل ستخبر أختها أم لا بما رأته عيناها ومن خيانة زوجها لها وهى تعرف أن شقيقتها ستتألم كثيراً عندما تعرف الحقيقه لأنها تحبه كثيراً وأثناء تفكيرها وهى تراقبه بعد عدة أيام رأت نفس السياره التى رأتها من قبل فاقتربت أكثر فرأت وجهه هذه المره أفضل من المره الفائته وكانت ملامحه غريبه عليها فهو شخص ليس كبيراً بالسن كما تخيلته بل بالعكس إنه شاب فى حدود الخامسه والثلاثون وصعد فى نفس العماره وبعد قليل نزل ومعه سمير و فهمت هكذا أن سمر بمفردها فى ذلك اليوم فقالت لنفسها أفضل حاجه أعملها دلوقتى إنى أأقابلها وأتفاهم معاها علشان خاطر هناء .
وبالفعل بعد قليل وجدت همس أن البواب منشغلاً ويتكلم فى تليفونه وجاءت من وراءه وعلى حين غفله وصعدت بسرعه لنفس العماره وهى تلتفت وراؤها خوفاً من أن يراها البواب ولكنه كان مازال يتحدث فى الهاتف فاستكملت صعودها فى إطمئنان بعض الشىء وقبل أن تطرق عليها الباب أخرجت ورقه وقلم حتى تستطيع التفاهم مع سمر وطرقت الباب وهى خائفه ومتردده بعض الشىء وبعد عدة ثوانى فتحت سمر الباب واستغربت عندما رأت همس وقالت لها سمر عايزه مين فأشارت همس لها بأنها تريدها هى فاستعجبت
وقالت عاوزانى أنا ليه أنا عمرى ما شوفتك قبل كده فكتبت همس بعض الكلمات وناولتها إياها فى يدها فأخذتها سمر بدهشه وذهول وقالت لها إنتى همس أخت هناء زوجة سمير فهزت همس رأسها بالموافقه فانصدمت أكثر وقالت بارتباك طب اتفضلى إدخلى فدخلت همس وهى خائفه بعض الشىء وتأملت المكان حولها وأدخلتها سمر إلى حجرة الصالون فنظرت همس حولها بارتباك وسألتها سمر وهى محرجه تحبى تشربى إيه فهزت رأسها بالرفض بأنها لاتريد أى شىء فقالت سمر طب إتفضلى إقعدى فجلست همس وهى تحاول أن تتمالك أعصابها فسألتها سمر بدهشه ممكن أعرف انتى عرفتى عنوانى إزاى فكتبت لها على الورقه الموجوده بيدها أنها راقبت سمير عندما أتى عندها عدة مرات فذهلت سمر مما رأته وقالت لها إنت مش خايفه وانتى بتراقبى سمير ولا إيه فهزت رأسها بالرفض فقالت سمر بتهكم قلبك جامد بقى فكتبت لها لأ بس الموضوع يتعلق بأختى يبقى لازم أجمد قلبى فابتسمت فى سخريه منتيش خايفه من سمير ليعرف ويعرف كمان إنك جيتى هنا فهزت رأسها بالرفض فالت سمر باستهزاء لأ ده باين عليكى إنك بتحبى أختك أوى فهزت همس رأسها بالموافقه فقال سمر بجديه طب دلوقتى المطلوبمن إيه فكتب همس لها إنك تسيبى سمير فى حاله وتبعدى عنه انتى ما تعرفيش إن سمير عنده بنت بيربيها فقالت سمر بهدوء عارفه وأنا ما بجبروش على علاقته بيه وياريت لو عاوزه تتكلمى تتكلمى معاه هوه فكتبت همس تقول برجاء يرضيكى إن بيت اختى يدمر وإنها ممكن تعرف فى أى وقت وانتى هتكونى السبب فقالت سمر بجراءه وأنا ميهمنيش إذا كانت تعرف ولا لأ المفروض تروحى وتتكلمى معاه هوه وتقوليلوا الكلام ده فهزت همس رأسها بيأس وقامت من مكانها فجأه وكتبت همس تهددها أنا مش هسكت فاهمه وتركتها وانصرفت فنظرت سمر إليها بالامبالاه وأغلقت خلفها الباب .
///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
نزلت همس من عند سمر وهى تشعر أنها يائسه تماماً وحزينه من أجل شقيقتها هناء وتلفتت يميناً وشمالاً لترى البواب فلم تراه فاستعجبت وأسرعت فى النزول وهى تجرى وخائفه من أن يمسكها .
وبعد يومين كانت همس تراقب سمير ورأته يركب برفقة هذا الرجل الغريب وتانى يوم قررت همس أن تذهب مره أخرى لسمر فوجدت سمير نازل من عندها فقالت لنفسها أما أطلعلها تانى كده يمكن تقتنع المره دى وتترك سمير .
طرقت همس عليها ففتحت سمر لها الباب ولما رأت همس فى وجهها قالت بتأفف إنتى تانى خير فأشارت لها بأن تدخل وتتكلم معها فقالت سمر بالامبالاه إحنا مش اتكلمنا قبل كده فهزت همس رأسها وأشارت لها بأنها تريد التحدث معها وكانت همس تصر على الدخول خوفاً من أن يراها البواب فقالت اتفضلى إدخلى لما أشوف أخرتها معاكى فدخلت همس إلى الصالون التى دخلته من قبل فبادرتها سمر بقولها همس أنا هقولك على نصيحه علشان تعملى بيها ومتجنيش هنا تانى فاهمه فهزت همس رأسها بيأ فتابعت سمر تقول بتحذير همس من الأفضل ليكى إنك ما تكلميش مع أى شخص فى موضوع سمير ده وأحسن حاجه كأنك ماعرفتى حاجه فاندهشت لهذا الكلام وتابعت سمر تقول ابعدى عنه أحسن ياهمس لأن سمير مش سهل ده رجل عصابه مخدرات ولو عرف انك بتراقبيه مش هيسكت فاهمه
فصدمت همس من الكلام التى عرفته وقالت لنفسها معقول معقول الكلام ده اللى عرفته مش ممكن يكون سميركده فكتبت لها انتى كدابه كدابه سمير رجل أعمال واستحال يفكريعمل كده فقالت سمر بسخريه والله لو مش مصدقانى انتى حره وممكن كمان أوريكى الدليل علشان تصدقى وأتت لها بمجموعه من الأوراق ،، وقالت انتى بتعرفى تقرئى شوفى الأوراق دى واحكمى بنفسك نظرت همس إلى داخل الأوراق وهى ترتجف من الصدمه وبأن كلام سمر صحيح وقالت لنفسها معقول معقول اللى أنا شيفاه ده أنا مش مصدقه الكلام ده معقول سمير يطلع منه كل ده مش مصدقه نفسى وفجأه قطعت عليها شرودها مر وهى تقول أنا رايحه أفتح الباب لغاية ما تطلعى من الصدمه اللى انتى فيها .
مر الوقت على همس ثقيل جداً وهى مازالت غيرمصدقه وانتظرت سمر أن تأتى ولكنها لم تأتى فقالت همس بضيق لنفسها هيه إتأخرت كده ليه وقامت من مكانها لترى لماذا تأخرت عليها بهذا الشكل وكانت لا تزال همس ممسكه بالأوراق فى يدها فبحثت بعينيها عليها خارج الصالون فوجدت سمر ملقاة على الأرض وهى تنازع فى نفسها الأخير فجريت ناحيتها ووقعت الأوراق وحقيبتها فى الأرض من شدة صدمتها عندما رأت سمر بهذا الشكل والدماء تغرقها ومالت ناحيتها لترى مابها ونظرت إليها غير مصدقه لقد وجدت سكينة مطعونه بها فى صدرها فشهقت همس وهى مصدومه مما رأته عيناها واقتربت منها همس أكتر وقالت سمر بضعف وهى تنازع عندما رأت همس قتلنى المجرم الندل فأشارت همس بيدها مين اللى عمل فيكى كده فقالت سمر وهى تنازع بالنفس الأخير يعنى هيكون من غيره الندل الحقير اللى اسمه ..... إلى هنا انقطع كلام سمر مع آخر نفس لها
فصعقت همس مما رأته وبدون أن تدرى كانت همس قد أمسكت بالسكينه وهى موضوعه فى صدرها وهى تميل عليها لترى مابها وخافت همس من المنظر فأخذت حقيبتها وكانت ستجرى إلى الخارج لولا دخول سمير الشقه فجأه وقال لهمس بصدمه عملتى إيه يا مجنونه انتى قتلتيها يا مجرمه وكان سيمسكها من ذراعها ولكن همس باغتته فجأه وخبطته على رأسه بزهرية موضوع بها بعض الورود وكانت على مقربة منها ونظرت إليه مصعوقه من من منظره وهو ملقى على الأرض ومغمى عليه وتركتهم هما الأثنين ملقيين على الأرض وتركتهم تجرى واستخبت من البواب إلى أن وجدته يشرب الشاى وهو داخل إلى غرفته المخصصه له فانتهزتها فرصه وجريت حتى لا يلحق بها أى أحد وظنت فى نفسها أنها ممكن أن تكون قد قتلت سمير ولكنها كانت تدافع عن نفسها وعن أنها بريئه مما نسبه إليها سمير وقررت فى هذه اللحظه ألا تعود إلى أختها وقررت الهرب خوفاً من أن ينكشف أمرها وتضع داخل السجن على جريمه لم ترتكبها وأخذت تجرى وتجرى فى هذا المكان الهادىء ولم ترى أى شخص أمامها لكى يراها وكانت وهى تجرى لا تعلم بأن قدميها تقودها إلى المكان المنعزل الموجود به بيت حبيبها آدم ودموعها على وجهها وبشعرها المشعث واستوقفها منظر سيارة آدم وعصابه تطارده ويطلقون عليه النار فاستخبت فى وقتها الى أن هدأ الموقف وتابعت الجرى وهناك رأته لأول مره عندما رأها من مرآة سيارته الجانبيه واستغرب فى وقتها لماذا توجد فتاه فى هذا المكان وفى هذا الوقت المتأخر من الليل ونزل من سيارته فى وقتها لكى يلحق بها وتقابلت معه لأول مره تحت المطر وأنقذها حبيبها فى هذا الوقت المتأخر وهى كانت تجرى ولا تعرف إلى أين ولا تعلم بأن قدرها أن تقابل حبيبها فى هذا التوقيت من الوقت المتأخر من الليل وبهذه الظروف إلى هنا انتهت همس من روايتها فى الأوراق التى أعطاها آدم لها .
///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
تأملها آدم وهى تضع القلم على الأوراق وفهم أنها انتهت من كتابتها وشعرت همس بأن كأن هناك جبل على أكتافها وانزاح بسبب هذا الأعتراف وشعرت بالقلق والخوف من نظرات عينيه وتساءلت هل سيصدقها أم لا ويتركها تتعذب بداخل هذا السجن فقال عندما رآها بسخريه شارده ها يا قطتى خلصتى فهزت رأسها بالموافقه وكان القلق يتزاحم فى مع عقلها وقلبها وقال وهو يقترب من وجهها إوعى تكونى خبيتى حاجه يا سجينتى الخرساء وإلا إنتى عارفه يا ويلك منى فهزت رأسها بالنفى وهى قلقه من نظراته إليها وقامت من مكانها وخوفها يتزايد وابتعدت عنه عندما رأته بقوم هو الآخر من مكانه ويقترب منها ببطىء ومعه الأوراق والتقرير وقال لها بسخريه عارفه يا قطتى لو لاقيت حاجه مخبياها عارفه أنها هعمل فيكى إيه ثم صمت وقال باستهزاء لأ مش إسمها أنا أقصد سجانك هيعمل فيكى إيه فهزت رأسها بالموافقه وقلبها يرتجف من الخوف وأمسكها من ذراعها وقربها منه وتأمل عينيها بصمت حائر وقال بتساؤل يا ترى يا قطتى عينيكى مخبيه إيه تانى عليه فهزت رأسها بالنفى أنها لاتخبى شىء فقال بصوت خافت أمام وجهها مش عارف ليه جوايا إحساس إنك كدابه مش عارف ليه وعينيكى بتقول كتيير أوووى يا همس وأغمض عينيه وتنهد وقال بهمس ليه يا همس ليه وأفاق لنفسه وقال بغضب من نفسه ومنها إستنينى هنا لغاية ما أقرأ كلامك وأشوف التقرير وهجيلك تانى وتركها بقسوه وارتج جسدها وتماسكت وجلست بعد أن انصرف من أمامها على الكرسى وراؤها وقلبها يرتجف من الخوف والقلق من التقرير ومن خوفها ألا يصدقها ويظلمها مرة أخرى وتنهدت بيأس ودعت ربها أن يظهر الحقيقه .
