الفصل 6: عين الاله

475 37 3
                                    

تحرك اليخت واخذ بالابتعاد عن المرفأ.

"سيدي" شاب وسيم نادى سليبي باحترام، يبدو انه المرشد لهذه الرحلة، حينما نظر اليه سليبي، المرشد تحدث "أقترح ان تنزع رداءك الاسود الطويل"

"..." نظر سليبي نحوه لولهة باعينه النعوسة ثم نظر الى صندوق مليء بالثلج وأخذ قارورة شراب بارد وفتحها.

"اوه.." فهم المرشد الشاب ان سليبي لا يهتم باقتراحه.

"لقد اعتقدتُ ان صرف مالي قد يغير مزاجي قليلا..." نهض سليبي من مكانه وذهب الى حافة اليخت واخذ يحدق في المرفأ الذي غادروه.

"سيدي، الطعام جاهز في حال اردت ان تتناول شيئا" المرشد الشاب لازال خلف سليبي يحاول القيام بعمله.

ومن جهة اخرى نظرت بائعات الهوى نحو سليبي باهتمام وحاولن جذب انتباهه.

"كم حجم هذا البحر؟" سليبي حدق في زرقة البحر وسأل.

"انه كبير كفاية كي نعتبره بحرا، ولكنه صغير كفاية كي يتسع داخل اسوار المملكة" المرشد الشاب اجاب.

صمت سليبي طويلا ثم تحدث "اتعلم ما الذي يوجد خارج الاسوار؟"

"ال- الشياطين؟" المرشد الشاب قال، في نفس الوقت فكر داخليا 'ياله من سؤال المفاجئ.'

تجول سليبي داخل اليخت دون ان يتحدث بعد ذلك، لقد راى الطباخين يطبخون شتى الاطعمة من اجل اثارة اعجابه، فيما حاولت بائعات الهوى لفت انتباهه بملابس السباحة خاصتهن كلما مر بجانبهن.

جلس سليبي امام مائدة طعام عملاقة ونظر نحو شتى انواع الطعام الفاخر، امسك بشريحة لحم مشوية وحدق فيها قبل ان يضعها في فمه.

"لماذا قد نأكل حتى؟ هل ايجادنا لانفسنا فجأة في هذا العالم هو سبب كاف كي نحاول النجاة؟" سليبي اتكأ على قبضته ونظر نحو الطعام بخيبة امل.

"سيدي! لقد اقتربنا من رؤية احد اجمل المناظر في الارجاء! انظر هنالك الى ذلك الجبل العملاق!" المرشد الشاب اشار نحو جبل شاهق الارتفاع ذو رأس حاد كالرمح ، رغم كونه بعيدا، لقد بدا وكانه بالارجاء، الشمس فوقه ارسلت اشعتها لتصطدم بحواف الجبل وتلتف حوله فترتطم بالماء المجاور لليخت. سحابة بيضاء وحيدة صادف ان تواجدت بالقرب من الجبل جعلت المنظر يبدو اكثر جمالا! بدت الصورة شاعرية ومثرة جدا، حتى ان الذين شاهدوها شعروا بالضآلة والدهشة! ماذا يكون جمالهم امام هذا الجمال؟ وماذا يكون حجمهم امام هذه الاحجام؟

ولكن المنظر لم يستمر بكونه بتلك البساطة فحسب، السماء التي بدت مثل المعتاد قد انفتحت داخلها مقلة عين عملاقة اكبر من حجم الشمس المنظور بعشرات المرات.

مقلة العين التي ظهرت بالسماء اخذت تحدق بالاسفل في شتى البقاع.

"ياللجمال" المرشد الشاب نظر بدهشة للسماء وشهق، لم تكن هذه المرة الاولى التي يرى فيها منظرا مشابها، ولكن لازال قلبه ينبض بقوة وشعور منعش يغسل صدره، هو لم يكن يتوقع ان تنفتح عين الاله في هذه اللحظة بالذات، ولكنها زادت اللوحة امامهم شاعرية وجمالا.

قبليني، أشعر بالملل -مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن