الفصل 13: جنس صامت

449 19 0
                                    

في غرفة خافتة الاضاءة، تردد صوت اهتزاز السرير.

المرأة التي كانت اسفل الرجل وضعت كفيها على فمها وحاولت قمع التأوهات التي تهرب من فمها.

والرجل الموجود اعلاها بدا هادءا جدا، كانت بطانية تخفي جانبه السفلي بينما يواجه ظهره السماء.

"..." كان جنسا صامتا للغاية.

في النهاية وبعد فترة، استلقى الرجل بجانبها ونظر للسقف بصمت.

نظرت المراة نحو ملامح الرجل بابتسامة وهي تدقق فيها، كان ذلك الرجل هو المدعو بسليبي عديم المشاعر، لم تكن تعلم ان وجهه سيظل بدون مشاعر حتى حين ممارسة الجنس.

"كان هذا جيدا" المراة قالت بحماس.

ولكن ملامح سليبي ظلت كما كانت دائما، نظر للسقف بوجه بارد وكأنه يعالج مسألة فلسفية كونية، في النهاية، فتح الصامت فاه اخيرا:

"لم تساعدني تلك اللذة المؤقتة الا في معرفة كم هو ممل شعور اللالذة.." صمت لمدة واكمل "ماذا يعني الجنس اساسا؟ ولماذا نفعل اشياء مؤقتة جدا لا تساهم في شيء ولا تغير شيئا" سليبي صمت لمدة ثم قال "ان الجنس بنفسه يصبح اكثر مللا مع الوقت، انه يصبح روتينا وعبثا"

'هذا المعقد' المراة فكرت في داخلها منتقدة تعاليق سليبي السلبية رغم شعورها بقليل من الصحة في كلامه ولكن في هذه اللحظة، تحطمت باب الغرفة ودخل غادس فيفوريت.

نظر نحو سليبي وتحدث "لقد حان وقت المهمة!"

شعرت المرأة بالخجل وغطت وجهها بالبطانية.

كان اقتحامه للغرفة بهذه الطريقة ليس سوى رغبة منه في استفزاز سليبي، ولكن هذا الاخير فقط نهض من مكانه بهدوء وبدء بارتداء ملابسه السوداء.

"..." غادس فيفوريت غطا اعينه لكي لا يرى اجزاء سليبي الخاصة وصرخ "ايها اللعين الا تعرف الاحترام؟"

سليبي تجاهله كليا، وبعد لحظات، كان في المقدمة متجها نحو باب الغرفة تاركا غادس فيفوريت وراءه.

تجمع بعد مدة العديد من القتلة المأجورين، كانت هذه فرقة ابادة اخرى، في الوسط، وقف هيفن بريكر بصفته قائدا لهذه الفرقة.

عُرِف عن هيفن بريكر انه البشري الاقوى، يشاع انه هزم وانايد كات حتى عندما كان لايزال يمتلك كلتا عينيه (كان لوانايد كات عين ترى المستقبل سابقا وفقدها في ظروف غامضة)

كان هيفن بريكر ذو جسد ضخم وعضلي، يمسك في يده سيفا عملاقا، بدا كاحد الهة الحرب من الاساطير القديمة، ولم يمتلك اي مسدس او سلاح اخر، بدا الامر وكانه يعلن انه حتى ولو كان سلاحه محدود المدى، وفليس هنالك من يستطيع الهروب من مداه.

نظر نحو القتلة المأجورين المختلطين الموجودين امامه وصرخ "نحن الان في مهمة كبيرة، مهمة سوف تؤثر على مستقبل المملكة للابد، مهمة ستغير تاريخا طال لملايين السنين" هيفن بريكر في هذا الوقت ابتسم "ولكن من يهتم بالمجد حينما يكون هنالك مال؟ هاهاهاها " ضحك هيفن بريكر بينما يمسك ببطنه ثم اكمل "اليوم.." اشار هيفن بريكر بسيفه نحو عنقه وقام باشارة تعني *الذبح* واكمل "سنبيد العائلة الملكية"

بعد حديث طويل وتذكير بالخطط نادى سليبي وغادس فيفوريت كي يقفا امامه، حتى سليبي الذي كان يعتبر طويل القامة بدا حجمه صغيرا بمواجهة هيفن بريكر.

"انت!" اشار هيفن بريكر نحو غادس فيفوريت بسيفه.

حتى غادس فيفوريت المغرور في العادة شعر بالخوف بمواجهة البشري الاقوى، اي تفضيل من الطبيعة كان يتحدث عنه؟(قدرة الالف هي التفضيل من قبل الطبيعة، بمعنى ان حظهم مرتفع بشكل خارق بحيث ينقذ حياتهم بشكل سخيف.. وذلك سبب غرورهم في الاساس) شعر بوضوح انه ان اراد الشخص الاخر قتله فحتى الطبيعة ستتخلى عنه.

"نع- نعم سيدي" غادس فيفوريت شاحب البشرة اجاب بخضوع.

بعد رؤية خضوع المغرور امامه شعر هيفن بريكر بالرضا، بعد ملاحظته للجو المغرور المحيط بهذا الالف الشاب هو عمدا قرر تحطيمه، بعد تحقيق هدفه، اجاب بنظرة جدية "انت ستقتل الامير"

"حاضر" غادس فيفوريت تنفس بصعوبة.

ان قتل احد افراد الاسرة الملكية الثلاثة كان الاصعب والاخطر في هذه المهمة، بسبب الحراسة المشددة عليهم، ولكن ذلك لم يكن صعبا حقا بالنسبة له.

في هذا الوقت نظر هيفن بريكر نحو سليبي، لم يكن يحيط بسليبي اي جو من الغطرسة، ولكن بدلا ذلك جو من البرود وعدم الاهتمام، حيث يجعلك تشعر وكانك مجرد تافه يعبث في الارجاء.

'حان الوقت لتحطيم غطرسة هذا الفتى ايضا' هيفن بريكر فكر ثم اشار بسيفه نحو سليبي وتحدث "وانت!"

انتظر الجميع ان يروا تحطم سليبي عديم المشاعر اخيرا! ربما لم يكن عديم المشاعر حقا، ربما هو فقط لم يلتق شخصا مخيفا كفاية ليحفر مشاعر الخوف في قلبه.

ولكن رد فعل سليبي خيب املهم وأدهش هيفن بريكر، سليبي لم يكن حتى ينظر نحو هيفن بريكر، لقد كان يحدق في غراب يحلق نحو الغروب ويفكر 'هل ربما غاية حياتنا هو ان لا نتساءل عن اي شيء ونتجه فقط نحو تلك الاضواء المشعة؟ فنموت دون ان نصل اليها لانها موجودة خلف المالانهاية او نموت حينما نصل اليها لانها ليست سوى نار مستعرة ونحن لسنا سوى حشرات اعماها الضوء؟'

في اللحظة التي ظن الجميع ان سليبي كان شاردا ولم يسمع اي شيء، نظر نحو هيفن بريكر دون اهتمام وتحدث "نعم"

كان هيفن بريكر مندهشا حقا، هل هذا الطفل الصغير حقا لا يعرف الخوف؟(سليبي في العشرينات من عمره، اما هيفن بريكر ففي الاربعينات من عمره، لذلك هو ينادي الشباب بالاطفال) هل حقا لم يخفق قلبه بتاتا رغم كل الضغط الذي عرضه هيفن بريكر؟ ولكن هيفن بريكر لم يكن طفوليا بحيث يغضب من هذا السلوك البسيط، نظر نحو سليبي وتحدث "ستقتل الاميرة"

برؤية نجاة سليبي رغم سلوكه الغير محترم مع هيفن بريكر، شعر الاخرون بالحزن، الحياة حقا تكافئ الشجعان بكمية كبيرة من الحظ...

"وانا.. ساقتل الملك" اشار هيفن بريكر نحو نفسه وقال بصوت قوي واشار بعد ذلك الى الحشد المتبقي "اما انتم، فتقتلون كل من تبقى"

قبليني، أشعر بالملل -مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن