الفصل 3: انت مثير

729 54 2
                                    

في منزل هادء اثناء الليل، جلس رجل في منتصف العمر وحيدا تحت مصباح مضيء وكتب على ورقة بيضاء.

"لقد انهيت الخطاب اخيرا" الرجل نظر مبتسما نحو الورقة واخذ يراجعها "سيمنحني هذا الخطاب مكانة اعلى داخل الثوار حتما" رغم تعبه، استطاعت ابتسامته السعيدة ان تخفي ذلك.

الرجل نهض من مجلسه واتجه نحو المطبخ ليرى ان كان هنالك طعام لاكله فيما اخذ يفكر 'حينما تنجح الثورة، اعتقد انه سيتم منحي مكانة مرموقة في البلاد..' نظر داخل الثلاجة وتجهم "اوه اللعنة اعتقد انني ساخرج لاحصل على بعض الطعام سريع"

ارتدى الرجل معطفه وخرج من منزله مليئا بالطاقة، وبينما يتمشى في الظلام، ظهرت خلفه امراة ما وصوبت مسدسا نحو رأسه.

"من انتِ" تجمد الرجل مكانه رعبا.

"ياللظرافة" المرأة لعقت شفاهها وابتسمت بغرابة فيما لفت ذراهها حول عنقه "انني قاتلة مأجورة"

"لماذا تستهدفينني؟" الرجل كاد يتبول في سرواله.

"هاه؟ لماذا قد يستهدفك قاتل ماجور مثلا؟ لان احدهم قام باستئجاره" القاتلة المأجورة دقت بفوهة المسدس على راس الرجل واكملت "عليك استخدام رأسك هذا للتفكير"

العرق البارد انتشر في ظهر الرجل وتحدث بارتباك "لا- لا- لقد.. قصدت.. لماذا قد يريدني احدهم ميتا؟"

القاتلة المأجورة ابتسمت "انت انضممت الى حركة الثوار دون ان تعلم عواقب ذلك؟ افراد الحكومة يجلبون للملك رؤوس افراد الثوار كي يتقربوا منه، حتى ولو لم تكن فردا مهما حقا، فحينما يتم جمع رأسك مع حفنة رؤوس اخرى سيكون ذلك كافيا لاستخدامه لابداء حسن النية للملك، او ربما حتى لخطب الاميرة"

"هذا.. هذا جنون" الرجل شعر بالرعب والضعف ولكن انذاك فكر في باطنه 'ربما هنالك سبب لعدم قتلها لي بعد! قد استطيع جذبها لجانبنا بمهارة كلامي' هو تنفس بعمق ثم تحدث "ايتها السيدة، كمواطنة في هذه المملكة، انت تعرفين عن فساد الملك، صحيح؟ فيما تنفعنا الاسوار العملاقة المحيطة بالمملكة اذا كانت الوحوش موجودة هنا؟ الملك لديه علاقات مع الشياطين ومصاصي الدماء وكل انواع الوحوش فقط للحفاظ على ملكه!"

القاتلة المأجورة ضيقت ذراعها على عنقه وتحدثت "اه ذلك.. انا لا اهتم! ما دام احدهم يدفع لي جيدا فساقوم بعملي" قامت بحشر رصاصة في راس الرجل ليسقط ارضا وتبدا الدماء بالسيلان من جمجمته واكملت "وايضا اياك ان تجرؤ على الاستهانة بما يوجد خلف الاسوار! صحيح ان الشياطين ومصاصي الدماء وشتى الاجناس التي نعتبرها وحوشا توجد هنا، ولكن على الاقل يمكن التحدث معهم والتفاهم معهم بالمنطق" هي انحنت واخذت تقطع راسه بسكين "انت لم تجرب ابدا ان تطأ بقدم خارجا ايها الجبان.. وتتحدث عن الوحوش"

بعد مدة، انتهت القاتلة المأجورة من تسليم الرؤوس التي جمعتها لسياسي بدين وذهبت الى احدى الحانات كي تحتسي النبيذ.

"كالعادة" قالت للنادل وجلست على كرسي ما وحدها واخذت تنظر بالارجاء.

"اوه يا رجل انظر الى تلك المراة المثيرة! دعنا نقترب منها" احدهم تحدث في اذني صديقه.

نظر صديقه نحوه بغضب ووبخه "اخرس ايها اللعين، الا تتساءل لماذا لا يقترب اي شخص من امراة مغرية كتلك؟ في الواقع انها ستحب لو اقتربت منها وسوف تعبث معك، ولكنها ستقتلك في النهاية"

"تقتلني" الرجل قال بسخرية قبل ان يفهم من نظرة صديقه انه جاد ويخرس.

في تلك اللحظة، دخل رجل ذو ملابس سوداء الى الحانة واتجه بهدوء وجلس بهدوء بجوار القاتلة المأجورة.

لم يكن ذلك الرجل سوى سليبي.

نظرت القاتلة المأجورة نحو سليبي باهتمام.

"اعطني بعض النبيذ الاحمر" سليبي اتكأ على يده وقال، ثم نظر بدون اهتمام نحو القاتلة المأجورة التي تحدق اليه.

نهضت القاتلة المأجورة من مكانها ووقفت خلف سليبي الذي استدار لمقابلتها.

"انت وسيم" القاتلة المأجورة نظرت نحوه مبتهجة.

"همم، احقا ذلك" سليبي اجابها ببرود.

"اجل، انك مثير حقا" امسكته من ذقنه دون ان يبدي اي مقاومة وجلست في حضنه "انت مثير لدرجة انني ربما قد افكر في منحك.." اقتربت من شفتيه "في منحك قبلة" ابتسامة القاتلة المأجورة كانت مغرية للغاية، الرجال بالارجاء تعجبوا من مهاراتها في الاغواء حتى رغم علمهم بخطرها شعروا نوعا ما بالغيرة من سليبي.

اقتربت من شفتي سليبي اكثر، وحينما لاحظت انه لا يقاوم، سحبت مسدسا ووضعت فوهته امام رأسه "اتظن انني لم اشعر بتعقبك لي؟ بالنسبة الى قاتل مأجور، اليس من السخرية ان تفقد دفاعك مقابل اغواء بسيط؟" القاتلة المأجورة ابتسمت ابتسامة واسعة فيما انفتحت اعينها بكل واسع، كانت تلك ابتسامة جد غريبة.

"اوه، انت لم تنظري الى يدي منذ البداية، صحيح؟" سليبي   تحدث دون اي خوف.

"هاه؟" تعجبت المرأة ونظرت نحو يده اليمنى قبل ان تندهش، لقد كان في يده مسدس اسود يصوب نحو رأسها 'هل كان يشير بمسدسه نحوي كل هذا الوقت دون ان الاحظ؟ اي نوع من المزاح هو هذا؟'

"..." سليبي استمر بالتحديق بهدوء في عينيها القريبتين من عينيه.

"هاهاها" القاتلة المأجورة ضحكت بحماس ثم ابعدت مسدسها عن رأس سليبي وعادت للجلوس على الكرسي امامه "انت جيد! جيد حقا! ولكن بما انك لم تقتلني رغم قدرتك على ذلك.. هذا يعني انك لست هنا لقتلي"

وضع سليبي مسدسه بعيدا بدوره ورفع كاس النبيذ الموجود امامه وارتشف منه.

"اتعلم انني قتلت شيطانا من قبل؟" القاتلة المأجورة  قالت بفخر وتحدثت.

________
سانشر الفصل التالي غدا لان واتباد سيتوقف عن العمل بعد غد..

قبليني، أشعر بالملل -مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن