....
بلعت السيدة آن ريقها ، دقت على باب غرفة كاثرين ثم دخلت ، وجدتها تمشط شعرها أمام المرآة ، ما أن رأتها كاثرين حتى ابتسمت و التفتت لها ،
جلست السيدة آن على أحد المقاعد المجاورة لها و أشارت للفتاة لكى تجلس أمامها ، فكرت السيدة آن جيدا قبل أن تتكلم ، أنها كلمات ثقيلة على اللسان و لكن يجب أن تقولها ، آن :
عزيزتى كاثرين ، لقد أتى مايكل اليوم إلى هنا
ما إن سمعت كاثرين اسمه حتى اختفت ابتسامتها
لاحظت آن ذلك و قالت : كاثرين ، انا حتى الآن لم أسألك كيف أتى بكى مايكل من ارضك و ماذا فعل معكى !! لم أريد أن أسأل لاننى اعلم جيدا أن هذا الأمر يزعجك و لكن اعتقد ان الوقت قد حان لكى أعرف ماذا فعل معكى هو و زوجته ..
كاثرين شعرت بالقلق و ردت عليها بلغة ركيكة :
هل يريد أن يأخذنى ؟! ..
ثم استوعبت الأمر فقالت :
لا ، ارجوك سيدة آن ، لا تتركيهم يأخذونى من هنا
انا لا اريد
آن : حسنا كاثرين ، يجب أن تخبرينى ماذا حدث معك ، حتى استطيع أن اساعدك ، على الأقل حتى نعرف كيف نتعامل معهم
سكتت آن قليلا ثم قالت : انظرى يا ابنتى ، انا لم افعل كل هذا معك لكى اتركك ببساطة تذهبى لهم و يعذبوكى ، لا تخافى ، و لكن احكى لى حكايتك كلها حتى نستطيع أن نفكر جيدا ..
لم يكن هناك مفر ، اومأت لها كاثرين و قررت أن تقص عليها ما حدث :
لا أدرى كيف ابدأ ، و لكن ... حسنا
انا اسمى هالونا ، انتمى لقبيلة كبيرة فى ارض بيدمونت ، لقد كنت اعيش معهم فى سعادة ، كانت جدتى ترعانى جيدا لان والدتى قد ماتت و انا صغيرة ، كما أن أبى كان زعيم كبير و كان منشغل بأمور القبيلة ، فتولت هى أمرى حتى كبرت
آن : اوه حبيبتى ، انا اسفة لذلك حقا
سكتت قليلا ثم استكملت بأسى : اليوم الذى خطفنى فيه هذا الوحش كان يوم زفافى
السيدة آن بصدمة : ماذا ؟!
هل مايكل خطفك فى يوم زفافك ؟!
هل أفسد زواجك أيضا .. اوه يا الهى
سيطرت السيدة آن على غضبها و إشارات للفتاة لتكمل ..
: قبلها بعدة أيام كنا قد بدأنا فى مراسم الزفاف ، هذة تقاليدنا ، تستمر الاحتفالات لمدة أسبوع و خلال هذا الأسبوع نحتفل سويا كما يقدم جميع أفراد القبيلة الهدايا الثمينة للعروس ، و التى وضعناها فى ساحة كبيرة ، لا أدرى و لكن يبدو أنهم طمعوا بتلك الهدايا و أرادوا أن يستولوا عليها ، لأنهم كانوا كمن يبحثون عن شئ هم متأكدين من وجوده .. لا أدرى ، ربنا اكون مخطئة
ثم استكملت بابتسامة جانبية : و لكن لسوء حظهم ، لم يعلموا اننا قد اشعلنا النار فيها
آن باستغراب : و لم فعلتم ذلك ؟!
كاثرين : أنها التقاليد ، بعد أن يقدم الجميع الهدايا و التى تكون فى الغالب من الذهب ، نشعل النيران بها حتى تنصهر تماما و تصبح كتلة واحدة ، ثم نحفر حفرة كبيرة و ندفنها بها ، ثم نبنى خيمتنا التى سنتزوج و نعيش بها فوقها تماما ، هذا الطقس يحمل معنى كبير لدينا و هو أن أساس البيت ثمين و قوى و لن يتآكل ابدا أو يهدم
آن : و بذلك هم لم يجدوا ابدا ما أتوا من أجله
اومأت كاثرين : نعم ، و لكن .. لم يرحلوا فى هدوء بل دمروا كل شئ ، قتلوا الكثير من أفراد القبيلة و خصوصا الرجال أما النساء فاغتصبوا منهن الكثيرات أيضا و هذا الوحش المدعى مايكل ، هددنى بالسلاح لأمشى معه ، لم ينتظر البقية ، بل اخذنى انا فقط و ذهب مسرعا و كأنه يهرب منهم ، أو ربما هذا اتفاقه معهم
آن : و آشاق ، ماذا حدث له ؟!
كاثرين : لقد أمر مايكل الرجال الذين أتوا معه ، أن يأخذوا مجموعة من شباب القبيلة و بينهم آشاق لكى يذهبوا بعيدا ، لا اعلم إلى أين اتجهوا
آن : هل لا زلتى تحبيه ؟!
كاثرين بحزن : كثيرا ، لم أتخيل أننى ساتركه ابدا ، بل كنت أعد نفسى لأكمل معه باقى عمرى و لكن ما حدث ...
لم تستطع أن تكمل كلامها ، سقطت الدموع من عينها ، اقتربت منها آن و احتضنتها و حاولت تهدأتها ، أن الأمر حقا صعب و لا يحتمل ،
بعد أن هدأت الفتاة ، تكلمت آن بجدية معها و قالت :
و بعد أن أتى بكى ، ماذا فعل هو و هيلين ؟!
كاثرين : هو يحاول أن يقترب منى دائما و فى كل مرة امنعه و أبعده عنى ، اما هى فتتعامل معى و كأنى حيوان ، ليس إلا
آن : هل حاول أن يعتدى عليك يوم دخلنا عليكم انا و ريتشارد ؟!
اومأت كاثرين و قالت : نعم حاول و قال كلام غريب لم افهمه وقتها و حاول ... حاول أن يقبلنى و لكننى جرحته فى شفتيه حتى يبتعد عنى
آن : حسنا حبيبتى ، لتسمعينى جيدا ، انا اعتبرك ابنتى يا كاثرين و لن ادعك ابدا ، و لكن يجب أن تتعلمى كيف تتعاملى معهم ، كيف تحمى نفسك منهم و انتى معهم ، كيف تأخدين حقك حتى ترتاحى
كاثرين : انا لن ارتاح حتى انتقم منهم
آن و هى توافقها تماما : معك حقك و لكن من الممكن أن تؤذى نفسك فهؤلاء ليسوا بشر
كاثرين : لا يهم ، و لكن انا وعدت نفسى أن انتقم منهم
آن و هى تفكر : انا لن اتركك وحدك معهم ، اطمأنى و لكن هل فكرتى فى طريقة للثأر
كاثرين : ماذا تعنى بالثأر ؟! ما معنى تلك الكلمة ؟!
آن بهدوء : الثأر حبيبتى هو أن يأخذ الشخص بحق أقاربه ممن اذاهم
كاثرين : هذا حقا ما أريده
آن : حسنا ، هل تعلمين أننى ادعمك و اساعدك دائما ، و لكن يجب أن نفكر جيدا ، كل ما فكرت فيه الايام السابقة هو أن نبعدهم تماما عنك و ينسوا أمرك و تظلى هنا معنا ، و هذا ما سيحدث ، و لكن يجب أن نخطط جيدا له ، مايكل قد أخبر ريتشارد اليوم أن قصرهم سينتهى بعد عشرة أيام و عندها سينبغى عليكى الذهاب و العيش معهم
كاثرين بضيق : لا أريد
آن : و كيف ستنتقمى منهم إذا ؟!
نظرت لها كاثرين و صمتت ،
آن : كاثرين ، هل تثقين بى ؟!
كاثرين : بالتأكيد
آن : حسنا ، فلتسمعى ماذا ساقول جيدا ، غدا حفل الاوبرا سوف نذهب و هم أيضا سيذهبوا ، هذة هى نقطة البداية ، سوف ننفذ خططتنا بدءا من الغد
كاثرين : خطة ماذا ؟!
آن : سأخبرك ....
...
يتبع
أنت تقرأ
إبادة عاطفية .. Passionate Genocide
Romanceها قد أتى اليوم الذى تحلم به كل فتاة فى قبيلتنا ، يوم زفافها ، لم أكن اصدق أن حلمى سيتحقق و اتزوج من آشاق ، بالرغم من رفض ابوينا و لكنهم فى النهاية وافقوا ، بدأت الاحتفالات و امتلأت الأجواء بالسعادة و ها نحن نستعد لبدء مراسم الزواج حسب تقاليدنا ، ف...
