البارت الخامس عشر

57 9 0
                                    

....

سأل ريتشارد عن سبب إصابة مايكل و ماذا حدث مع الفتاة و أين هى هيلين ؟!

لم يرد مايكل و لم ينطق اطلاقا ، لا يعرف ماذا يقول ؟! حقا أن موقفه ليس جيد ، بلع ريقه و قال :
سيد ريتشارد ، المعذرة ، انا لا أستطيع أن أتكلم الان ، سأذهب لاستريح قليلا ثم سأتحدث اليك بعد الغداء

ريتشارد : حسنا مايكل ، دعنى اوصلك لغرفتك

مايكل بقلق : لا ، لا سيد ريتشارد ، انا سأذهب بمفردى

استغرب السيد ريتشارد الأمر قليلا و لكنه تركه كما يريد و انصرف ..

استعاد مايكل اتزانه ثم خرج من الغرفة و اتجه ناحية غرفته حيث هيلين المنهارة !!

..

اما عند السيدة آن ، كانت جالسة فى غرفتها و أمامها الفتاة جالسة و هى تنظر للأرض ، لقد ظلت تبكى فترة طويلة و اخيرا هدأت و تمالكت نفسها  ، قالت آن : و الان عزيزتى ، يجب أن نتفق على شئ ، يجب أن تدعينى اساعدك ، يجب أن تتعلمى يا ابنتى ، عليكى بمعرفة ما يدور حولك ، لن تستطيعى العيش هكذا و انتى لا تفهمين كلمة مما نقول ، تنهدت السيدة آن فهى تعرف انها تكلم نفسها و لكن لا يهم عليها أن تصبر على الفتاة حتى تتعلم

نظرت لها الفتاة نظرات قلق و عدم اطمئنان ، فابتسمت لها السيدة آن مطمئنة لها و قالت : لا عليكى عزيزتى ، هل تتذكرين لعبتنا ، سماء بحر سفينة ...

ما أن سمعت الفتاة تلك الكلمات حتى اقتربت من السيدة آن و أمسكت يدها و اخذت تهز فى رأسها بشكل مستمر و كأنها قد وجدت ضالتها ، لقد لمست السيدة آن ما كانت تريده الفتاة ، أنها تريد أن تتعلم
، ظلت تلح الفتاة بنظراتها و كأنها تطلب من آن أن تستكمل تلك اللعبة معها ، اندهشت آن مما فعلته الفتاة و ما زاد اندهشاها أن الفتاة قد نهضت و اتجهت ناحية النافذة و كررت ما فعلاه المرة السابقة ، اشارت للسماء و قالت اسمها و كذلك البحر و السفينة ، كانت السيدة آن سعيدة جدا بما ترى و لكنها رأت الفتاة و هى تشير بيدها لأشياء أخرى غير السماء و البحر و السفينة ، اخذت تشير بيدها للأشياء الموجودة بالغرفة ، اشارت للسرير مرتين و كأنها تريد أن تعرف اسمه ، كما أشارت للمرآة و المقعد و غيرهم ... نهضت السيدة آن و هى غير مصدقة ، أن الفتاة تريد أن تتعلم كلمات أكثر ، أنها تسهل المهمة كثيرا ... اقتربت منها السيدة آن و مسكتها برفق من يدها و اجلستها على المقعد و هى سعيدة و تقول : حسنا عزيزتى ، سأعلمك كل هذا و هى تشير إلى الأشياء ، ثم استكملت كلامها : و لكن أولا يجب أن اعرف اسمك و تعرفى اسمى !!
ثم اشارت لها ثم للفتاة
قالت آن و هى تشير لنفسها لأكثر من مرة  : انا آن ، آن ..
و انتى ؟!

لم ترد الفتاة و عبست فجأة ، لقد فهمت ماذا تريد هذة السيدة .. لم ترد أن تخبرها باسمها ، لا تريد أن تتذكره حتى لا تتذكر قبيلتها و احبائها ، لا تريد أن تتذكر بشاعة ما حدث لهم ، يجب أن تنسى مؤقتا حتى تتجاوز ما هى فيه ، ثم ستنتقم من أجلهم جميعا !!

إبادة عاطفية  .. Passionate Genocideحيث تعيش القصص. اكتشف الآن