الفصل الأول

5.3K 59 12
                                    

الفصل الأول
هل الحياة التي جعلتي سيئة ام انا اختارت ذلك؟! تردد ذلك السؤال كثيرا بخاطري، في كل مرة انتهى من عمل سئ سواء أن كان قتل أو سرقة أو احتيال علي الآخرين، كنت أحزن كثيرا عندما افعل ذلك و لكن بعد انتهاء العملية بساعات اعود إلى نفسي، ايمكن أن يكون شعور الذنب مؤقت، ام ان قدرتي على ذلك لم تكن تستحق العناء و بالنهاية لا أحب ما أفعله و لكني أفعله، فدائماً ما نريده يصبح صعب المنال بل منعدم.
تنهدت سيلين باستياء فتلك الأفكار تشوش عقلها كثيرا، و تفسد مزاجها على الأغلب فحتى أن شعرت بأنها سيئة لوهلة بالطبع جميعا سيئون لا يوجد شخص مثالي و ذلك ما علمته طوال حياتها، فهي تعاني كثيرا فقد انقلبت حياتها فجأة لتصبح ابنة رجل مافيا ، فهي ابنه متبناه لم تشعر للحظة بأنها سعيدة في ذلك المنزل منذ أن دعست اول خطوة به ، فدائماً تشعر بأن تلك الحياة لم تكن حياتها و لا يجب أن تكون، قطع شرودها قدوم ديفيد و لوح لها بيده، انتبهت إليه و ارتسمت ابتسامته باهته على ثغرها فهي لم تكرهه و لكنها لا تحمل له أي مشاعر و هو لا يتركها و شأنها قط
-ماذا تفعلين؟
ردت عليه بوجه عابس فهو يراها جالسة فسحقا لذلك الأسئلة الساذجة و التي ستدعي حوار بلا فائدة من الأساس :
-لا شي كما تراني جالسة
صمت ديفيد ليبحث عن موضوع آخر لكي يفتح الأحاديث معها فحتى أن كانت لا تحبه فهو يحاول و بالتأكيد سيحصل عليها :
-هل جهزت للعمل القادم
رددت بنبرة محتدة :
-نعم عندما يحين الموعد سوف نذهب إلى مصر و انا ارى ان لا يوجد داعي لقدومك فانا استطيع إنهاء العمل بمفردي
اعترض ديفيد مسرعا:
-لا و والدك لم يقبل ذلك
سئمت سيلين فهي اصحبت خبيرة في ذلك و تعلم بأن لا داعي من ذهابه معها و لكن بالنهاية رآها لم يفيد فاكتفيت بذلك القدر :
-افعل ما تريد و انا سوف اجهز نفسي للسفر
        __________
رواية خدعة ابليس ؟ بقلم اسماء صلاح
استيقظت مي كالعادتها مبكرا و قامت تفيق طفلها ذو الست أعوام و البسته ثياب المدرسة و بعد ذلك انزلته عندما أتى الباص الخاص به، و عادت إلى الشقة و اجهزت السفرة 
و دخلت إلى الغرفة لكي توقظه، تفاجأت به يحاوط خصرها فشهقت بخوف، همس إليها بخفوت :
-متخافيش يا حياتي و بعدين مجرد ما قومتي صحيت
ابتسمت مي و قد أعلن قلبها عن نغماته المتراقصة، فكلماته تجعلها مثل فتاة مراهقة تعيش اول حب لها و التفتت إليه لتقابله بابتسامتها المشرقة
-بحبك اوي يا يوسف
-و انا كمان
-يلا عشان تفطر
-عندي شغل مهم أوي والله مش هلحق، ذمت شفتيها بحزن، ابتسم على طفولتها و قبل شفاها بحب و بعد ذلك غادر
تعلقت نظراتها به فهي تعشقه إلى حد يستحيل تحدده و تنهدت بسعادة، فمنذ أن تزوجت به ابتسمت الحياة لها مرة أخرى فهو ابن عمها الذي عشقته منذ أجل و لم تستطيع الحصول عليها و لكن بعد أن توفي زوجها التي لم تحبه قط و ارغمت على الزواج منه و لكن بالنهاية تشعر بأن عوضها عن كل سوء مرت به.
             ___________
رواية خدعة ابليس
ذهب يوسف إلى عمله و بمجرد جلوسه على المكتب، طرق الباب و دخل صديقه بالعمل هادي، لم يتفاءل بقدومه بتلك  السرعة  و لكن بالطبع لم ينتهي العمل بل يزداد
كان ملامح وجه عابس متجمدة :
-خبر مش حلو خالص
اوصد عيناه لوهله و طرد زفيرا و تسأل عما يكون ذلك
فاكمل هادي حديثه :
-مافيا دولية، زعيمها راجل روسي و بنته هي اللي بتقوم بكل حاجه، كل يوم في بلد شكل عندك بقا سرقة و نصب و احتيال و بيقولوا ان العملية الجاية في مصر
شعر بالفضول و الدهشة و تسأل باستفهام :
-و انت عرفت ازاي؟
-اللواء محمود لسه مبلغني و قال إن القضية معانا و اننا لازم نقيض عليها
-طب ايه الصعب في كدا اكيد هنعرف نوقعها
تنهد "هادي" شاعرا بالضيق فيوسف يستهن كثيرا :
-محدش يعرف ليها اسم و لا شكل، و هي بتتقمس عادات وتقاليد البلد اللي بتروحها فعشان كدا محدش عرف يقبض عليها، المصيبة بقا مش في كدا
-ايه هي؟
اردف "هادي" مفسرا :
-مافيا تانية ظهرت جديد و الله اعلم كانت موجودة و لا و المعروف عن صاحبها انه ابليس محدش بيشوفه و لا حتى بتظهر أعماله تقريبا يعني محدش شافه و عاش
قطب جبنيه متعجبا :
-اومال ازاي عرفت مثلا؟
-الإخبار دي جايه من جهات عليا
-يعني ايه ابليس إيه التهريج دا و بعدين لازم يتقبض عليه
تنهد "هادي" باستياء فتلك القضية مستحيلة و من المحتل أن تقضي على مسيرتهم المهنية أو حياتهم :
-تمام، في ظابط جديد هيجي من اسماعيلية
-تمام اول ما يوصل القاهرة يجي على هنا
-اولا هي بنت تمام
غضب يوسف فهو يكره العمل مع السيدات خصوصا اذا كان الامر خطيرا و اردف بضيق بين :
-تمام ادينا هنشوف...

خدعة ابليس بقلم اسماء صلاح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن