الفصل الثالث و العشرون
عادت بخطواتها للخلف و من ثم أدارت ظهرها و ركضت بسرعة لكي تذهب فهي لا تريده رؤيته و لا التحدث معه، فكرت في مكان لا يستطيع تتابعها بها و دخلت إلى المرحاض و أخذت تأخذ انفاسها التي زادت وتيرتها و قلبها الذي اضطربت نبضاته، فتحت المياه لتغسل وجهها و تفيق من تلك الصدمةتفاجأت به يدلف خلفها و يقفل الباب
التفتت سيلين له و قالت بدهشة :
-انت بتعمل ايه هنا؟
-انتي بتهربي مني؟
تنهدت سيلين و قالت :
-ممكن تمشي لوسمحت، لو حد شافنا كدا الوضع مش هيبقي لطيف
و اتجهت ناحيه الباب لتفتحه و تخرج و لكنه كان مغلق من الخارج و قالت بغضب :
-خليهم يفتحوا الباب
قبض على ذراعها و ادارها إليه و هتف بغضب :
-جاوبني الأول و بعدين امشي
-مستغرب اني لسه عايشه و لا عايز تقتلني؟
-الاتنين
اخفضت نظرها للأسفل و قالت برجاء :
-عايزة اخرج عشان انت كدا هتعملي مشاكل في شغلي
-يتحرق شغلك، كنتي فين كل دا و ليه مكلمتنيش؟
تهاوت دموعها على وجنتيها و بقيت على حالها، تنهد يوسف و رفع ذقنها و قال :
-هو انتي بتعيطي ليه؟
-مفيش حاجه بينا تخليني اكلمك، انا مرتاحة هنا؟
-بقالك شهرين و نص مختفية
-دا على أساس انك كنت قاعد بتعد الليالي مستني اجيلك
يوسف بضيق :
-تمام انتي حرة و تعالى معايا عشان نشوف القضية اللي انتي مبلغة عنها دي
سيلين باقتضاب :
-تمام، هروح فين؟
-هتيجي معايا
ارتبكت سيلين و قالت :
-لا مش عايزة اجي معاك و لو انت عايز تحقق معايا هيكون هنا
شعر بالضيق فهو لا يعلم سبب ذلك الموقف و قام بطرق الباب لكي يفتح له العسكري الذي في الخارج و سحبها من معصمها و خرجوا، كانت تحاول التخلص منه و قالت :
-مينفعش يا يوسف كدا لو سمحت سيب ايدي
و بعد ذلك صمتت عندما لاحظت نظرات الناس اليها و قالت بهدوء :
-طب همشي خلاص بس بلاش تمسكني كدا
تنهد و ترك يدها، فسارت سيلين بجواره و قالت :