الوتر الخامس

521 72 392
                                    

سي ري :

حاولت استثارة غضبه بحركة كتفي وعبثية حواجبي ؛ شيئاً فشيئاً أظنني اكثر قدرة على استيعاب دواخلك الجريحة
كلماتك الآنفة لم تصدر سوى من قلب يباس انهكه الخذلان وتكالبت عليه الخيبات حتى بات الظلام مفره الوحيد ..
ربما لم تكن وحدتك هي زنزانة قلبك ؛ احيانا تمتلئ حياتنا بالأشخاص الخطأ حتى نفقد اخر ذرة من الايمان بوجود شخص واحد صحيح لنا ..

ربما تكون تلك الفتاة التي تخلت عنه بعد اصابته هي من فتح لها انفاقه فهدمتها فوق رأسه ..!
اذا أردت ان افهمك علي ان اشعر بقلبك وانظر الى الأمور بعينيك ؛ قد لا تكون رجلاً سيئاً وانما حبكة الظروف التي عشتها هي من صلبت قلبك وخنقته بدوامات حزن شجي ..

بالنظر الى ملامحه الوسيمة فلا يوجد فيها ما يبث الخوف بداخلي ؛ بالتمعن في تقاسيم رجولته الجريحة أدرك ان خلف هذا القناع المزدري الذي يتلبسه تختبئ اوجاع مضنية وأسقام منهكة ....
ربما تحتاج لمن يشعر بك اكثر ممن يعالجك ، ربما تحتاج لمن يعاندك ويستفز مشاعرك اكثر ممن يتوانى معك ويطبطب على برود عواصفك ...!

رفعت يدي الى أغصان شجرة البرتقال محاولة التقاط احدى ثمارها متجاهلة صوته المحذر ؛ لكنني شعرت فجأة باهتزاز المقعد الذي كنت أقف عليه قبل ان أفقد توازني وأسقط بقوة ..
لوهلة ظننت انني سأرتطم بالأرض واكسر شيئاً من عظامي ؛ بلحظة فقدت كل الشعور بما حولي ..!

فتحت عيناي ببطئ لأجدني في حجره وبين ذراعيه ؛ جبيني يعانق صدره وعيني تهامس نبضه ..!
رفعت نظراتي اليه بذهول في حين كانت يداي تتمسك بكتفيه وقلبي يكاد يفقد نبضه لهول المفاجأة
امعنت النظر في عينيه الداكنتين اللتين غشاهما الصمت وتسطرت حروفه باردة قارصة شعرت بها تجمد نبض قلبي ..!
ملامحه الهادئة كطوفان هادر أغرقني بسيل مشاعر جارفة هدت سدود عقلي وجرت جريان الدم في عروقي ..

انفاسه الحارقة كانت المنبه الذي أيقظني من شرودي به لأحاول النهوض من فوقه بصعوبة لكن يديه ثبتتني في مكاني لأعيد نظراتي اليه متعجبة فهمس بصوت أخل بتوازن أنفاسي : يبدو انكِ مرتاحة في مكانك هكذا !

انفاسه الحارقة كانت المنبه الذي أيقظني من شرودي به لأحاول النهوض من فوقه بصعوبة لكن يديه ثبتتني في مكاني لأعيد نظراتي اليه متعجبة فهمس بصوت أخل بتوازن أنفاسي : يبدو انكِ مرتاحة في مكانك هكذا !

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
" وتر " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن