الوتر الثاني

577 67 339
                                    

دونغهي :

حدقت فيها بسكون للحظات احاول استيعاب صوتها المرهف ؛ هل تشعر بالشفقة علي ؟
بغضب اكتنف الروح امسكتها من عنقها ودفعتها الى السرير بقوة لأعتليها بجسدي مسنداً نفسي على ذراعي مثبتاً جسدها بغيظ من صوتها الحزين ونظرة الاشفاق التي اعتلت ملامحها
اردت ان امحو اي اثر للشفقة من داخلها ؛ اكرهيني .. ابغضيني ،، لكن لا تشفقي علي ..!

حاولت التفلت من قبضتي ودموعها تنساب بوفرة على جانب وجهها في حين لم يرف لي جفن وانا أهسهس بصوت حانق دميم : انتِ ؛ انتِ من فعل هذا بي ..

أجل انها انتِ ؛ انتِ من أنقذ حياتي في حين كان بوسعي الفلات والخلاص من هذا الجحيم ..
ان كان عليكِ انقاذي فكان يجدر بكِ انقاذي كلي وليس جزءاً مني ؛ ان كنت ستفعلينها فافعليها بشكل صحيح !
ما الجدوى من انقاذ روحي وحبسها بجسد ضعيف عاجز ؟
ما الفائدة من بقائي حياً حبيساً على مقعد متحرك يكون هو لحدي الحي وزنزانتي الأبدية ؟!

بصوت يكاد يتلاشى اختناقاً نبست : دعني .. ارجوك ..

ازدادت قبضتي غِلظة على عنقها النحيلة وانا اتكلم بقسوة جُبلت عليها منذ الأزل : لماذا انقذتني ؛ لماذا لم تعملي بجد لانقاذ قدمي ان كنتِ لن تتركي روحي تغادر بسلام ؟؟

شعرت بوهن أنفاسها بين يدي فتركتها أخيراً لتلقط أنفاسها بصعوبة وهي تهرب من امامي بخوف
وقفت امام الباب بجسد يرتعد ونظرات مشدوهة باكية امام غُل نظراتي التي كانت تهاجمها بشراسة ..
لست سوى أسدٍ جريح ؛ لكن الأسود حتى اذا كانت على وشك الموت فهي تحارب حتى اخر رمقٍ لها ..
وانتِ هي سبب جرحي وموتي وانا على قيد الحياة ؛ عليكِ ان تدفعي ثمن غضبي وسخطي ، عليكِ ان تتحملي لعنة وجودي ..
ما دمت حياً فأنتِ ستدفعين الثمن باهظاً ثقي بذلك ...

لم تنطق ببنت شفاه ؛ فرت من امامي ولن اتعجب اذا قدمت شكوى ضدي لكنها لم تفعل
انا من سيفعل منذ اليوم ، عيشي وترقبي كيف سأحول حياتك لجحيم مستعر ..
سأوجه كل غضبي وسخطي عليك ؛ سأجعلك شماعة أعلق عليها اسباب عجزي وامارس عليها اساليب قوتي ....

سي ري :

مرت الأيام بتتابع سريع ؛ مرت علي اوقاتها صعبة عسيرة منذ ذلك اليوم الذي استيقظ به ذلك المريض
بعد ان غادر المشفى تلقيت اول صفعة مدوية منه على شكل دعوى قضائية اتهمني فيها بعدم استخدام مهاراتي الطبية بشكل ملائم
ورغم انه لم يملك أي ادلة او اثباتات على وجود خطأ من جهتي فقد كان له صلات مقربة مع ادارة المشفى ليقوموا بتدمير مستقبلي مرة تلو الأخرى

تم منعي من اجراء العمليات الجراحية ؛ كما تم اقصائي من أي ترقية محتملة واختيار من هم أقل مني قدرة وبراعة
تم تجاوزي في كل مرحلة بذلت جهدي فيها كما لو انني لم اكن موجودة أبداً لكنني لم أتمكن من فعل شيء سوى تحمل الشعور بالظلم
لست سوى فتاة بسيطة معدمة ؛ لا يمكنني ترك العمل او حتى التذمر من الظلم الذي اتعرض له
علي ان احافظ على قوت يومي ومصروف حياة شقيقتي الصغيرة التي لم تنهي مرحلتها الثانوية بعد ..

" وتر " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن