الوتر الأول

1.3K 79 509
                                    

هدية الساعة الأولى من العام الجديد ♥️
كل عام وانتم بخير أصدقائي الأبديين ؛ اتمنى لكم عاماً سعيداً تتحقق فيه احلامكم وامالكم ..
استمتعوا مع اول فصول رواياتي الجديدة .

دونغهي :

أشعر بثقل يكاد يهشم رأسي ؛ بالكاد يمكنني ان افتح عيناي بوهن لم يكن من صفاتي يوماً ، شيء ما يطبق بقوة على جسدي يطحن عظامي ..
اين انا ..؟

أحاول امعان النظر امامي لكن الصورة تبدو مشوشة بسيول من الدماء الساخنة تتدفق من شج رأسي
رويداً رويداً أشعر بظلام دامس يسحبني الى دهاليزه المظلمة ؛ الصورة أمامي مقلوبة فأرى الأرضية الاسفلتية سماءاً تهرسني ولا يمكنني ابصار غيرها ..
أظنني عالق في مكان ضيق يكاد يطحنني ويفتتني لشظايا كما الزجاج المكسور والان عاد الظلام ليغشي بصري ..

شعور آخر كوميض البرق في ليلة ظلماء ماطرة لمع امام نظراتي الكسيرة ؛ ملاك أبيض جميل بملامح ضبابية
هل انا ميت بالفعل ...؟
هل صعدت روحي الى السماء واستقبلتني الملائكة هناك !
لكن لا اظنني أستحق الارتقاء الى النعيم بهذه السهولة ؛ اعتقدت انني سأهوي الى الجحيم حال موتي !!

لكنها هنا ؛ خصلات شعرها البندقية تلامس ملامحي ، رائحته أشبه بأريج عطر الياسمين .. او ربما النعناع ..!
لا اعلم !
لكنها فوقي .. ما الذي تفعلينه ايتها الملاك فوقي وبماذا تهمسين بصوتك المنهك اللاهث لي ..؟

" لا ترحل .. ارجوك .. تماسك .. "

أيعني ذلك انني لم أمت بعد ؟
هل تحاولين انقاذي ؟
اعلم انني عشت حياة قصيرة لكنها لم تكن بتلك الروعة ؛ لم انتظر من احدهم ان يحزن على فراقي او يبكي على موتي !
اعتدت الوحدة واتقنت تقمص فصولها ؛ ذقت من شراب الفراغ حتى اضحى داخلي مساحات شاسعة مقفرة تسمع فيها صدى الضجر ..
روحي خالية وقلبي مغلق للصيانة بعد ان احلته للتقاعد منذ سنوات حتى سكنته شباك العنكبوت وغلفته الأتربة والغبار ....

ضغطة أخرى على صدري وكأنما تحاول انعاش قلبي جعلتني استسلم لظلام اعتقدته سرمدياً لن ينتهي ..
أهكذا يكون شعور الموت ؟
البرودة التي تغزو اطرافي وتتسلل الى كل أجزاء جسدي .. وصدى أصوات باهتة لا يمكنني استيعاب وقع حروفها ؟
ثم فراغ موحش وصمت مطقع وعتمة مهيبة تسيطر على كل حواسي .. أظنني هلكت ....

سي ري :

ليلة جديدة طويلة الأمد مرهقة في مشفى هانسونغ المركزي الواقع في جزيرة جيجو حيث أروي احداث قصتي ..
لازلت في منتصف العشرينات من عمري ، ورغم ذلك تمكنت من اثبات قدراتي ونجحت ببراعة في مجالي حيث اعمل كطبيبة اعصاب في مشفى هانسونغ المركزي
وفي هذه الليلة التي بدت فارغة خالية من الأحداث التي تذكر قضيت وقتي اعمل على دراسة بعض الحالات التي تحتاج عمليات جراحية صعبة سأقوم بها خلال الاسبوع المقبل حتى تأخر الوقت وكاد الليل ينتصف
وعندما لاحظت تأخر الوقت جمعت حاجياتي ووضعتها في حقيبتي لأخلع عني رداء الأطباء واعدل من قميصي الأبيض استعداداً للمغادرة

" وتر " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن