الوتر العشرين والأخير

835 65 384
                                    

دونغهي :

كل شيء انتهى ..
لن يكون هناك أي صراع جديد يمزق اوصالي ..
مع انتهاء تلك القضية أعدت شقيقي للعمل في الشركة ومنحته نصف ما تركه لي والدي لأنهي صراع المال والثروة ..
لم يعد لدي شيء لأحارب من اجله ، ما عاد هناك ما يغريني سواها حبيبتي التي حطمتها وابعدتها عني بأقسى الطرق

من جديد ها انا اجلس على مقعدي اراقب البحر الواسع من خلف زجاج نافذتي ؛ فأراك هناك فوق أحد تلك اليخوت التي تعبر الأمواج تلوحين لي من بعيد ..
اسمع صوتك الرقيق يخبرني ان لا استسلم أبداً ..
اسمعك تهتفين بحماس اننا سنحقق أحلامنا معاً وانه ما عاد من متسع للاستسلام واليأس ..
وللحظة اسمع صدى همسكِ يخبرني انكِ الي تشتاقين .. !

أسمع صوتك باكياً يهز اركان نبضي ويعصف الحزن بدواخلي وانتِ تشكين قسوتي معك ..
اسمع اتهامات انفاسكِ لي بخيانتك وخذلانكِ ..
لكنني أقف عاجزاً حتى عن التبرير لكِ يا ملاكي ...!

ربما لن تغفر لي فعلتي أبداً
ربما أصبحت تكرهني وبت أسوء كوابيسها واخر من ترغب برؤيته في هذا العالم البغيض
لكنها بقيت على مكانتها في قلبي ..!
لازلت الملاك الذي أهواه ، حلمي الفريد ومستقبلي الواعد الذي أسعى اليه ..

أبعدتها عني في سبيل حمايتها ؛ خشيت اذا ما بقيت بجواري ان تتعرض للأذى من هانول فكان خياري الأمثل هو الادعاء بانني خدعتها وانني لم احبها من الاساس ..
أعلم انني جرحتها ؛ اعلم انني اذيتها ومزقت شعورها بقسوتي لكنني كنت مجبراً على اتخاذ هذا الخيار لحمايتها ..!

تتالت الأيام تباعاً أعيشها كما لو انها صفحات كتاب فارغ يئس منه كاتبه وما عاد لديه المزيد من الكلمات ليسرفها على هذا الكتاب ..
من بعيد لازلت أتبع أخبارها بقلب عاشق تاق للقياها وتشرب تفاصيلها ، بدون ان تعلم اوصيت بها لقبول طلب توظيفها في مشفى هانسونغ حيث كان لقاؤنا الاول عندما أنقذت حياتي
بدون ان تدرك كنت الوسيط الذي جعل صاحب الشقة الصغيرة التي تقطن بها يمنحها لها بسعر زهيد لا يذكر بينما اقدم له باقي المبلغ سراً .

وبالطبع لم اهمل حالتي الصحية بعد رحيلها ؛ لازلت انتظر اليوم المناسب لأعود اليها
بعد ان احببتك لن اتخلى عنكِ ابداً ..
كل ما احتاجه هو المزيد من الوقت حتى اتمكن من العودة اليكِ كما يجب لأطلب عفوكِ وغفرانكِ ..
سأعدكِ ان احبك بكل مشاعري وان لا اجرحك أبداً ..
سأعتذر عن كل ما سببته لك من حزن ودموع وسأحتويكِ بنبضي مرتلاً اهات عشقي وهمسات اعتذاري حتى انال صفحك ..

لكنني لازلت احتاج لما يخفف من مرارة هذا الاشتياق اللاذع الذي يجلد روحي ، احتاج للعوم في مساحات عينيكِ لأتشرب همسات الحب من بين جفنيك ..
قلبي منذ عرفتكِ لم يعد أرضاً خاوية ؛ غدا قلبي مستعمرة مهجورة سكنتها خيالات حبنا المجروح
روحي تحولت لبقايا انفاس مشتتة وزعتها قبلاتك على نبضي يوماً ..

" وتر " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن