الوتر التاسع عشر

484 104 300
                                    

دونغهي :

كما كل صباح ؛ أجلس على مقعدي المتحرك بسكون امام نافذتي العملاقة ؛ أرسل نظراتي بعيداً فوق أمواج البحر المتعالية
اراقب طيور السماء وهي تتهادى فوق سطح الماء لتبلل ريشها ثم تطير بعيداً الى الأفق المجهول ..
ألاحق شعاعات الشمس التي تتكسر على امواج البحر فتبدو كقطع من ذهب غرقت في زرقة البحر الأبدية ...!

يوم جديد أشرقت شمسه في جوانب قلبي أخيراً بعد ان طال ليلي حتى حسبته سرمدياً لا ينتهي ..
لكن تعاقب الليل والنهار صفة دائمة لا تبديل عنها ولا تحويل ؛ بعد الليل يأتي الصباح ، وبعد هذا الصباح لابد ان يأتي ليل جديد ...!

حركت مقعدي متقدماً من جهاز المساعدة على المشي احدق فيه بهدوء ؛ أيمكنني ان افعلها ؟
هل لدي ولو فرصة واحدة للوقوف من جديد لأتمكن من منحك السعادة التي تستحقينها !

وضعت كلتا يداي على القضيبين الحديديين ورفعت جسدي ببطئ أرتكز عليهما كما نفعل بتدريبنا الروتيني
وبعد ان نهضت عن مقعدي أخذت نفساً عميقاً وببطء وحذر ارخيت ثقلي على ساقي محاولاً الوقوف
وبالفعل أشعر بقدماي تلامسان الارض وترفعان جسدي بمساعدة ذراعي ؛ ولفرط سعادتي كدت أرفع يداي لأهتف بسعادة
لكنني تمهلت قليلاً وحاولت دفع قوة ارتكازي لساقي اكثر من ذراعي بالتدريج ولم يفشل الأمر !
أخيراً أبديت تحسناً ولو بقدر بسيط بعد كل ذلك العلاج ، اخيراً يمكنني القول انني اقف على ساقاي تقريباً !!

حاولت تحريك قدمي لأمشي دون جدوى ؛ لا اعلم ما هي الخطوة التالية ، لازلت لا اجيد التحكم بعضلات قدمي لأمشي لكنني على الأقل لم اسقط ارضاً !
بحذر عدت الى مقعدي لأتنفس الصعداء بسعادة ، ولم اعلم كيف شعرت بدموعي الحارقة تنزل على وجنتاي لشدة سعادتي ..

لم افعل الكثير ، مشوار هذا العلاج لازال طويلاً على ما يبدو لكنه اتى بشيء من ثماره اخيراً

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

لم افعل الكثير ، مشوار هذا العلاج لازال طويلاً على ما يبدو لكنه اتى بشيء من ثماره اخيراً ... !!

صوت وقع خطواتها داهم السكون حولي فمسحت دموعي بسرعة وادعيت الهدوء دون ان التفت اليها
ولم يطل الوقت حتى شعرت بذراعيها تحيط عنقي من الخلف لتطبع قبلة ناعمة على يمين خدي
ابتسمت بحب لألثم ظهر كفها بقبلة هادئة وابعدتها عني لالتفت اليها وأقابل وجهها المشرق متسائلاً : كيف اصبحت سوهان الان ؟

" وتر " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن