الوتر الثاني عشر

383 97 101
                                    

انهيوك :

احتل الصمت لسانه للحظات قبل ان ينبس بصوت بائس أشعل النار بصدري : اريد الذهاب الى الموت .. حررني انهيوك ..

اتسعت نظراتي وفزعت من مكاني بنفور أصيح : ما هذا الهراء الذي تهذي به ؟

اعتدل بجسده لأبصر ملامحه الشاحبة بوضوح ؛ نظراته وحيدة متلكئة وكأنه رفع كل راياته البيضاء بعد حرب طويلة الأمد ليتكلم : لقد صبرت بما يكفي ؛ خذني الى دولة تشرع القتل الرحيم فقد اكتفيت ...

صحت بكل ذلك الغضب الذي سرى كالسم في جسدي : دعك من هذا الهراء دونغهي ؛ لا تستسلم بهذه الطريقة البائسه فحالتك ليست بذلك السوء الذي تهوله !
حتى اللجوء للقتل الرحيم لن يكون سهلاً فانت لا تعاني من اي الام او مرض مزمن يعذب جسدك ليأخذ بعين الاعتبار حتى يحاولوا التخفيف عنك باستخدام قانون القتل الرحيم !!

بانفعال صاح : انا عاجز ؛ اعجز عن تأدية أبسط أموري فما الذي تدعوه بمرض ليس مزمناً  ولا يعذب جسدي ؟
جسدي يتعذب ، روحي تتعذب وحتى قلبي يتعذب فما الذي تفهمه انت بهذا الشأن ؟؟

أخذت أدور في مكاني بغضب مندداً : كل ذلك هراء ؛ حاول بجد لتتمكن من المشي مرة أخرى ودع عنك هذا الاستسلام الغبي فهو لن ينفعك
انا لن اسلمك لوساوسك الغبية هذه ابداً ؛ لن اسلمك للموت فلا تحاول عبثاً !

دونغهي : سأفعل شئت ام ابيت ؛ انها حياتي انا وانا وحدي من يقرر مصيري ..

حاولت كتم غضبي والتكلم بتعقل لعل ذلك يجدي نفعاً معه : ألم تعدني ان تمنح نفسك فرصة لستة أشهر ؟
انا اسعى بجد لايفاء جزئي من الشرط فماذا عنك ؟

تنهد بفتور ليجيبني بصوت هادئ : لم أعد أطيق التحمل أكثر ، لقد اكتفيت ..

بمحاولة يائسة مني حاولت استغلال مشاعره فأضفت : ماذا عن الطبيبة يون ؛ ماذا عن مشاعرك نحوها ، هل ستتركها تفلت منك ببساطة ؟

أشاح نظراته بعيداً عن مدار عيني وتكلم بصوت أقرب للهمس : أي مشاعر هذه التي تتحدث عنها ...!

وضعت كفي على كتفه وانا اعود للجلوس بجواره : هل مشاعرك نحوها هي السبب بيأسك هذا ؟

اعاد نظراته الي لألمح فيهما ضياعه الأزلي وظلمة أفكاره الملحده : ما الجدوى من مشاعر بكماء لرجل يكتسيه النقص ؟

حركت رأسي نافياً : لا تفعل ذلك بنفسك يا صديقي ؛ لا تحاول قتل مشاعرك قبل ان تسمح لها بالوصول اليها ..
لعلها تحمل شعوراً مماثلاً لك ؛ لعلها تحبك في المقابل وتحول حياتك المقفرة الى بساتين مزهرة فلماذا تغلق على نفسك ومشاعرك بهذه الأقفال !

" وتر " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن