الوتر الثامن

418 87 239
                                    

دونغهي :

لا يسعني ان افهم تصرفاتها الغريبة تلك ؛ مهما حاولت تفسير اشعارات عينيها الساكنتين وقبضة اناملها المتمسكة بي لازلت لا افهم السبب الذي يجعلها تتمسك بي وتنقذني مجدداً بعد كل ما جعلتها تقاسيه !
ألا يجدر بك ان تكوني أكثر من يتمنى موتي ؟
غيرك حاول قتلي وانا في أوج قوتي ، غيركُ كثيرين تمنوا الخلاص مني رغم انني لم احاول أذيتهم بقدر ما أذيتك ..!

سكنت بهدوء يائساً من اقناعها بالعودة الى المنزل لجلب المساعدة ؛ لكنها تمادت أكثر بالعبث بخصلات شعري الذي ينام في حجرها كما هو حال رأسي لتزيدني شعوراً غريباً بدأ يسكن أضلعي رغم محاولاتي لنفيه بعيداً عني فنفخت أنفاسي بضيق لأرفع نظراتي اليها
لكنها عقدت لساني بدموعها الأنيقة التي كانت تزين شهد عينيها فوجدتني انحاز للصمت محاولاً استجماع شتات كلماتي

ما الذي يبكيك من جديد .. انتِ .. لماذا تبكينني ..؟

ببرود نبست : ما الذي يبكيكِ ؟

وجدتها تعانق رأسي بقوة تدخله في ثنايا صدرها وهي تتمسك بي لتخل توازن نبضي من جديد ؛ انا حتى اللحظة لم اتمكن من استعادة اتزاني بعد عناقنا الأول ذاك فلماذا تتعدين علي أكثر وتسحبينني للوقوع فيكِ ...!

تكلمت بصوتٍ باكٍ متقطع : للحظة ظننت انني لن اتمكن من اللحاق بك ، لوهلة كدت أفقد قلبي عندما رأيت أشلاء مقعدك محطمة تتقاذفها الأمواج ، كيف واتتك كل هذه القسوة لتفعل ذلك بي ؟؟

خالطت رائحة عطرها الشذية أنفاسي ؛ احتوتني بحرارة شعور أكره سيطرته علي فأجبت بهدوء : حمقاء .. ليس عليكِ ان تبكي بسببي ، انا لا استحق خوفك ودموعك .!

أبعدتني عنها بقدر بسيط لأرى دموعها جواهر تتناثر بوفرة على بساتين وجنتيها فكم تمنيت التقاطها وملامسة ملامحها باناملي لعلني ابعد ذلك الحزن الشجي عنها
لكنني أكثر صلابة من الانصياع لنوبة حنين قد تودي بي للهلاك ، وعوضاً عن ذلك خلعت سترتي لأضعها على اكتافها احاول أن أقيها برودة الجو التي أخذت تباغتنا رويداً رويداً

صاحت باعتراض وقد بان القلق في تقاسيم ملامحها الجميلة : قد تصاب بالمرض !

لم أصغي لاعتراضها وتأكدت من وضعها بشكل جيد على أكتافها قبل ان أرخي رأسي براحة على قدميها مرة أخرى متكلماً بهدوء : ستبردين ..

هدأت لبعض الوقت فلم أسمع لها صوتاً ؛ ومن ناحيتي اتخذت السكون ملجأ لي من تضارب شعوري
حدقت في السماء التي بدأت تنحاز لألوان الغروب الداكنة متلفحة بسحب معتمة مثقلة بالمطر
ما الذي يمكنني فعله من اجلك الان ؛ ماذا لو لم يلاحظ أحدهم غيابنا وبقيت عالقة معي تحت السماء الممطرة ؟
كيف سأغفر لنفسي اذا اصابكِ مكروه ما ..!

" وتر " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن