الوتر السادس عشر

500 97 443
                                    

دونغهي :

لم يعد بوسعي الصمت اكثر او اخفاء ذلك الشعور الذي يضرب تعقلي بهمجية ليخرج صوتي ثائراً بوميض نبضي : لانكِ لي انا .. لأنني احبكِ لا يمكنك ان تكوني له او لأي رجل اخر ......

أخيراً نطقت بها .. أخيراً أطلقت سراح تلك الكلمة التي كانت عالقة في قلبي وتكاد تقتله اختناقاً لكتمها طويلاً ...!
حدقت بي بذهول ولم أكن أقل منها ذهولاً بما نطقت به ..
تنفست بهدوء محاولاً التقاط ذرات الهواء التي بدت نادرة بيننا في تلك اللحظات وتهربت من النظر الى عينيها مباشرة

تمنيت لو تنشق الأرض وتبتلعني ؛ اتمنى لو باستطاعتي الرجوع بضع دقائق للوراء لأمنع فتح هذا الحوار منذ البداية !
اجل انا احبك .. لكنني لم ارغب بالاعتراف بهذا الحب .. لم ارغب بفتح الباب لأي علاقة بيننا قد تؤذيكِ وتؤذيني أكثر ...
ليتكِ تصرخين بي ترفضينني وتهربين .. ليتك تنهرينني وتصيحين انني عديم الحياء وعني تبتعدين ..!

ولأكون أكثر صدقاً مع قلبي ليتكِ مني تقتربين ، وبذات الحب تنطقين ..
ليتك بين ذراعي ترتمين وعند أذني بمدى حبك وصدق مشاعرك تهمسين .. ليتك إلي تنتمين .....!

فكيف تتناقض امنياتي هكذا على اعتاب حبك ؟
كيف افهم نفسي واستوعب ما اريده بداخلي حقاً ؟
كيف أحل السلم بين حرب هذه التناقضات وأرسو على ميناء الأمنيات واحقق ما اريده صدقاً وانا نفسي اجهل من انا وما اريده !!!

طال الصمت بيننا ولم تنطق بحرف ؛ شعرت بقلبي ينقبض وروحي تتوه في غيابة رفض بدأ يلوح على اعقاب قلبي سينهي ما بقي منه ..
لكنها خالفت توقعاتي عندما لامست اناملها ملامحي الشاحبة لتجبرني على النظر الى عينيها الدامعتين !
رغم انها لم تنطق بحرف إلا انني أسمع صوت قلبها يرد على نبضي الملهوف !!
لا اعلم كيف نسيت انني ادرك مشاعرها جيداً !
كيف غفلت لوهلة امام هيبة الاعتراف انها اعترفت بطرفها ملايين المرات وكنت انا من يصدها !

تكلمت أخيراً بصوت هادئ كوتر الكمان عزف الحب في قلبي : ظننتك لن تعترف بذلك أبداً ...!

تباهت دموعها برونقها اللامع وهي تنساب بنعومة على وجنتيها بينما أردفت امام صمتي : وانا احبك دونغهي ... احبك ..

لم أعرف كيف حشرت جسدها الصغير بين ذراعي ؛ كيف اندست داخل صدري وتمسكت بي بقوة !
ولا اعلم كيف تمسكت بها بقوة أكبر وضممتها بلهفة خشية ان تختفي من بين يدي ..

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
" وتر " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن