الوتر السابع

449 87 270
                                    

سي ري :

كلماته تلك بدلاً من اثارة غضبي جعلت الحزن يتفشى بدواخلي ، هو مثخن القلب بالجراح ، يتحدث من عمق تجربة قاسية هدت دعامات روحه ونكست أعلام قلبه ..
أتراه علم بشأن زواج حبيبته السابقة من شقيقه ؟
هل وصلت اليه اخبار غدر جديد من شأنه ان يمزق ما تبقى له من أنسجة مشاعره المتهالكة !

رغم قسوتك وعنادك ؛ رغم إجحافك وشراستك وغلظة شعورك نحوي ، هل تصدقني اذا اخبرتك انني لا اكرهك ؟
انا التي حكمت عليها دون ان تصغي لمرافعاتي ، انا التي عاديتني وبنيت عمران الكراهية على اراضي قلبك نحوي ..
هل ستصغي الى صوت قلبي الذي يعترف لك بالخفاء يخبرك انني لا اكرهك وانما اكره شعوراً اخر بدأ ينخر قلبي لك ..!
لم اتمنى لك الموت يوماً .. ولو خيروني لكررت انقاذك للمرة الثانية حتى مع علمي انك ستحقد علي لانقاذك فلن أسلمك للموت بارادتي ...

دلكت اكتافه بوعي غائب وذهن مثقل ؛ لماذا يباغتني كل هذا الشعور بالقهر من اجلك ؟
لماذا كان لكلماتك القاسية واتهاماتك المجحفة هذا الوقع المغاير على قلبي ، فبدلاً من بغضك والدفاع عن نفسي أجدني أقف بصفك واتفهم عمق شعورك ..!

مظهره الهادئ رغم ألامه الظاهرة والباطنة ، صموده على ركام من الخراب انهار في دواخله المشبعة بالحزن لسنوات استعطفا نبض قلبي لأسمع لحن وترٍ جديد لامسه طيفه الآني ..
أرخيت ذراعي حول عنقه مصغية لصوت قلبي يناجيني لاحتواء وحدته القاتله ؛ وتشرب تفاصيل رجولته المرهقة لعلني أمده بالقليل من عطفي وحنيني .!

همست بصوت هادئ مستسلمة لجماح شعور ناسف زلزل أركان قلبي : انا لا اكرهك دونغهي .. ولا اتمنى لك سوى النهوض من مكانك فلا تحكم على نواياي المخلصة لك ..!

لم أجد منه رداً فأسدلت عيناي أستلذ بدفئ جسده رغم برود رده ، استنشقت نشيج عطره القوي والتقطت همسات انفاسه المحترقة ..
لا اعلم في أي قعر من وديان التعاسة عشت مسبقاً ولا يهمني في أي خانات الوجع أسكنتني في صدرك
لكنني لن أبارح قلبك حتى انقذ ما بقي منه ، لا اريد ان اتركك لظلامك وبؤسك فهل ستفتح لي نوافذ روحك حتى أتمكن من انعاش قلبك مرة أخرى ..؟

تحرك أخيراً لتمتد كفه بتمهل وتحط على ذراعي ؛ لمسته تلك أحلت ما بقي من عزمي وأثارت الضجيج بقلبي وما عدت أفهم وقع صيحاته
لكنه أبعد ذراعي عنه ليصلني حسيس برودة جمدت أطرافي وهو يسحبني لأقف مقابلاً له وقد اعتلت نظراته أجراس الغضب
زجرني بنظراته المعتمة وأحرق قلبي حتى أصبح كالرماد في حمى كلماته المتجبرة التي لا تستوعب صدق مشاعري : ان كان شعور الشفقة يسيطر عليكِ فاقتليه قبل ان اقتلكما معاً ..!

بهدوء نبست : ليست الشفقة هي ما تتملكني .. افتح قلبك قليلاً لعلك تستوعب معنى شعوري ..

" وتر " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن