سوهان :
شعرت بأنفاسي تتلاحق وقلبي كاد يفقد وعيه على وتر اقترابه مني دون أي حواجز ؛ كاد يصل الى شفتي لكنني بترت أي تهور قد يأتي من ناحيته عندما أسندت جبيني الى صدره الدافئ ..
لا يمكنني ان اترك نفسي لك ؛ لا يمكنني ان افضح جنون مشاعري وان اعري لهفتي وانا التي وقعت في حب انهيوك كما يفترض ...شعرت بتنهيدة خافته هربت من قلبي عندما حرك كفه بلطف على ظهري كما لو انه يربت عليّ بخيبه
اعذرني يا صديقي لكن دعنا لا نتجاوز حدود صداقتنا البريئة ؛ دعنا لا ننسى اساسات مشاعرنا الأولى ..ابعدني عنه بقدر بسيط ليهمس بهدوء : لنذهب الان .
سحبني خلفه لنتجه نحو العروسين نقدم لهما التهاني فوجدت تعابير الدهشة على ملامح شقيق دونغهي وكأنه لم يتوقع حضوره
قلب نظراته بينه وبين عروسه مستنكراً فتكلم بفراسة : لا تعجب وجودي هنا ؛ لقد أرسلني دونغهي لتقديم التهاني عوضاً عنهامعنت النظر بملامحه احاول اقتناص افكاره ومشاعره ازاء ذكر دونغهي ؛ لكنه بشكل مريب كان يستمر بالنظر خفية الى تلك المرأة التي بدا الارتباك عليها جلياً من نظراته
أيعني ذلك انه لم يرغب بدعوة دونغهي منذ البداية ؟
هل كانت دعوة دونغهي لهذا الزفاف من تدبير تلك المرأة دون علمه اذاً !أضاف وهو يقدم له مغلفاً أبيضاً أوعزه دونغهي له على ما يبدو كهدية لزفافهما : انها هدية بسيطة من دونغهي أراد مني تقديمها لكما
أخذها منه بتردد ليفتح المغلف بهدوء وانا اراقب أدق تفاصيل تعابيره وسرعان ما اتسعت عينيه ليعيد بصره اليه مستنكراً فابتسم بمكر لم أره في عينيه يوماً
لا أعلم ما هو محتوى ذلك المغلف ولا افهم سر تلك النظرات الجزعة التي بدت على ملامح شقيق دونغهي !غادرنا بعد ذلك لأنظر اليه بطرفي وهو يقود السيارة بهدوء ؛ لا اعلم ان كان يجدر بي سؤاله ام لا !
لكنني اعتقد انه فهم سبب صمتي وادارك حيرتي عندما تكلم أولاً : لابد انكِ تتساءلين عن محتويات ذلك المغلف والأوراق التي كانت بداخله !ابتسمت بخفة : لن انكر ذلك !
تنهد بهدوء قبل ان يتكلم باسهاب : انها وصية دونغهي في حال أصيب بأي مكروه ؛ لقد منع شقيقه من ارثه كاملاً وكتب كل املاكه لانهيوك بما في ذلك الشركة ومنصب الرئاسة
رفعت حاجبي بتعجب : ذلك سخاء كبير منه !
بعينين شاردتين اجاب : ليس لديه أحد ليترك له ثروته اذا ما اصابه مكروه ؛ ولانه اراد ان يمنع شقيقه من الحصول على شيء من بعده قرر ذكر ذلك في وصيته ؛ ان دل ذلك على شيء فهو يؤكد حقيقة شكوكي ، ربما كما ذكرتِ سابقاً قد يكون دونغهي على علم بالشخص الذي حاول قتله ، حتى ان اراد التستر عليه فعلى ما يبدو هو اراد ان يعاقبه بحرمانه من الثروة التي سعى لقتله من أجل الحصول عليها
أنت تقرأ
" وتر "
Romansaحياة الانسان أشبه بآلة موسيقية تعزف اوتاراً مختلفة .. ولا يكتمل لحنها الا اذا عبثت انامل القدر بكل وتر من اوتارها .. قد تعزف وتر الحزن يوماً .. ثم وتر الفرح ... يليه وتر الحب .. ووتر الوجع .. كل وتر هو فصل جديد يغزل لحناً كاملاً لأغنية حياتك...