الوتر الرابع

504 72 428
                                    

سوهان :

قلبي .. أشعر انه تجمد في تلك اللحظة وحتى الان لم يعد لوقع خفقاته صدى في أذني ..!
من يكون ذلك الرجل الغريب ؛ متى ظهر امامي بشكل مفاجئ وما كل ذلك الغموض المثير الذي كان يحيط به ؟!
لا يمكنني انتزاع تلك اللمحة السريعة التي سرقتها منه قبل اختفائه في حلكة الظلام الغابر ...

شعره الأسود الفحمي الذي كان يتهادى بسوداويته على عينيه القمريتين وبريقهما الخافت الجذاب
صوته الهادئ المثير ؛ هيأته الأنيقة وجسده الموشح في الظلام والذي تلاشى كالضباب في غضون ثوانٍ لم اتمكن فيها من استيعاب كل ملامحه لأرسخها في ذهني ..
ورغم ذلك علق في مخيلتي كما تتعلق أوراق الشجر بأغصانها ..!

استلقيت على سرير احاول انتشال صورته الغامضة من ذهني دونما جدوى فتقلبت بضجر لأسمع صوت سي ري متذمرة من ازعاجي : توقفي عما تفعلينه سوهان ، لا استطيع النوم بسبب ازعاجك وانا مرهقة بالفعل !

أسندت رأسي على ذراعي لأتكلم متسائلة : كيف كان يومك الأول بالعمل ؟

فتحت عينيها لتحدق في الفراغ لثوانٍ من الصمت قبل أن تصرح : دونغهي رجل صعب المراس ورعايته ليست بالأمر الهين ، انه يرهقني لذلك احتاج لتخرين بعض القوة لمواجهة جديدة معه في الغد

ضحكت بخفة على كلماتها : مواجهة ؛ تتحدثين كما لو انكِ مقبلة على حرب !

سي ري : انها كذلك بالفعل ..!

بفضول اختلج في صدري سألتها : ما هو مرضه ؟

صمتت لوهلة جعلتني انفخ خداي بضجر متذمرة : هل تحتاجين لوقفة صمت قبل اي اجابة تمنحينها لي ؟؟

رمت علي بوسادتها لتسكتني قبل ان تجيبني : لا اعلم تماماً ما هي حالته ؛ هو مقعد عاجز عن المشي ، لكنني اعتقد ان قلبه هو المقعد الحقيقي وليس قدميه ..!

صفرت بمرح ساخرة : ما هذا التعبير العميق بشكل مفاجئ ، هل ستكونين طبيبة قلبه اذاً ؟

زفرت انفاسها بغيظ واستدارت للجهة الأخرى لتوليني ظهرها فأضفت محاولة ازعاجها : كم هو عمره اذاً ؛ ارجوك لا تخبريني انكِ على وشك الوقوع لعجوز هرم ، اخبريني هل هو وسيم على الأقل ؟!

سي ري بغضب : اذا لم تصمتي الان ستندمين حقاً !

ضحكت مقهقة بصوت مرتفع فتجاهلتني لأعود الى صمتي أفكر بذلك الغريب ، اعتقد يا شقيقتي انني انا من توشك على الوقوع في الحب
اعتقد انني عثرت على رجل احلامي الذي كنت ابحث عنه بين الرجال بيأس ، ذلك الغموض الآسر والوقار المهيب .. انه هو بلا أدنى شك ...

" وتر " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن