ليثك تَعُود
فِي الصَّبَاحِ البَاكِرِ ، وَمَع أَصْوَات الْعَصَافِير و نَسَمَات الْهَوَاء الْعَلِيل ، بَيْنَمَا كُنْت أَمْشِي فِي حَدِيقَةِ مَنْزِلِي ، أوقفتني فجأةً ذكرياتي ، تراودني كشلال فتلك هِي شجرتنا الَّتِي زرعناها معاً ، لازلت اذكر بِرَايَتِنَا وضحكاتنا حِينِهَا ، كَانَت مُجَرَّد الْأَشْيَاء بسيطة تسعدنا ، أَحْبَبْنَا بعصنا بِصِدْق ، وَتِلْكَ الشَّجَرَةُ تَشْهَد اوراقها عَلَى حُبّنَا ، لكِنَّنَا كَبِرْنَا كثيراً و فَرَّقَتْنَا السِّنِين ، وَهَا أَنَا اجْلِس وَحْدِي اتذمر مصطحبا شَوْقِي و مُشَارَكَة ذكرياتي مع تِلْكَ الشَّجَرَةِ ، لَكِن الْآنَ هَلْ ستفهم مشاعري بعد كُلِّ شَيْءٍ ، فَكُلُّ شَيْءٍ أَصْبَح ضِدِّي رَحَلْت ورحلت كلماتي مَعَك هواجسي المتتالية ، فِقْدَان قَطَعَه أُخْرَى مِنْ فُؤَادِي ، أَصْبَحْت ترعبني فكرة مرور الْوَقْت هل ستعود لتغمرني بأحضانك وحنانك عد لَن ازعجك حَتَّى غَضَبِي مِنْك اِخْتَفَى ، أَمْشِي وأمشي وَحْدِي و لَا زِلْت أَتَذْكُر ضحكاتنا ، لَكِن أَيْنَ هِيَ تَلِك الضحكات الْآن ؟ رَحَلْت مَعَك لَكِنَّنِي بَعْدَهَا بدأت أَسْمَعُ صَوْتَ الْأَذَان يناديني فأتذكر كَلِمَاتِك لِي أَنْ أحافظ على صلاتي لأجهش بالبكاء واناجي رَبِّي بأن يجمعني مَعَك فِي الْجِنَانِ .
تَحْرِير مُرِيد غَبْنٌ