Ch14

837 59 135
                                    


*استمتعوا*

💖💖💔

"بِالرغمِ من رحيل تلك السنين، تبقىْ بعقولنا و قلوبنا أشياء لم ترحل."
*******

في ذلك الصباح السعيد , انهمرت حبات الثلج البيضاء بغزارة، ارتبكت الشوارع، أقفلت المتاجر، الكل مسرعاً باحثا عما يحميه من الثلج، وها هم الأطفال هاربين لبيوتهم للاحتماء من حبات الثلج التي كانت تعانق الارض بهدوء كعناق المشتاق لحبيبه، اغلقت الأبواب وأحكم إغلاق النوافذ....

راقب تلك القطرات المتجمده الساقطة من السماء بامعان، بينما قلبه كان ينبض فرحا ومغمورا بنوع من الأمل ، غطى ذلك الشعور بالبرد القارص الذي كان يتركه ويرحل حالما ينفخ يديه بنفسه الساخن.

فتح ذراعيه مرحبا بحبات الثلج ببشرته البارده، مستقبلا إياها برحابة صدر للتتعاون مكونتا كتلا بيضاء على معطفه الاسود الطويل، لتمتص حرارة ذكرياته تلك البروده الشديده

شعورا بالدفء اجتح جسده لحظة إحاطة جسده بغطاءا دافئ، ثم تلاه برأس يستند على كتفه الايمن هامسا بإذنه بحب وحنان:ماذا تفعل هنا؟ الجو بارد، هيا ادخل...

نظر بعينه الخضراء الزمرديه لذلك الجسد الطويل ليهز رأسه رافضا لما تمتم به صاحب الشعر الاسود الحريري، ابعد الغطاء عن جسده بهدوء ثم اعطئ الآخر الغطاء قائلا باستئذان:اريد البقاء هنا قليلا لاشعر بالبروده، ربما ساعه واحدة من البرد، سوف تمتص حرارة خمس سنوات.

أخذ الغطاء وأعاد وضعه على صاحب البني الشعر ثم أحاط جسده بذراعيه ليعطيه دفئا إضافيا هاتفا بحنان:كما تريد عزيزي، لكن سأبقئ بجانبك لاطمئن من بقاء جسدك دافئا... أعطئ الآخر قبله على خده الايمن ليحل الهدوء بينهما

أحدهما يغمض عينه ليجعل ذكرياته تفيض بقوه ليستقبلها الثلج بحراره، والآخر يطمئن لتدفئة جسد الفتئ ذو الثامنة عشر...

قام بتعديل الغطاء القطني ليضعه فوق رأس الفتئ ساحبا إياه بلطف متوجها لذلك القصر الكبير المتميز بالطراز الحديث، نظر للفتئ بعينان تلمعان حبا ودفئا كبيرا اغرق جسد الفتئ بالدفئ والحنين ليسند رأسه على صدر الاخر الكبير....

أصنع شرابا ساخنا لصغيري....امر احدئ الخدم الذي اسرع بتنفيذ ما طلبه سيده ليجلس مع الفتئ على احدئ الارائك الدافئه في غرفة الاستراحه ليدفن وجه الفتئ بصدره ماسحا لشعره البني الطويل الشبيه بالشوكولاته بلطف....

ابتسم بسعاده برؤية الفتئ يستقبل لمساته برحابة دوم توتر او اعتراض او ارتباك على عكس السابق الذي كان يصنع بينهما حدودا ولايقبل بلمسه او عناقه، لكن الان قد كسر ذلك الحاجز الذي كان بينهما واصبحوا عن حق كعلاقة الابن والاب....

أرواح من زجاجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن