ضوضاء شديدة تعم المكان ،، فهذة الضوضاء عبارة عن ضحك وفكاهه وأحاديث متداخلة ،، نعم فهذه الضوضاء في مدرج بكلية طب نفسي ،، الطلاب والطالبات يضحكون ويتسامرون مع بعضهم البعض بصوت عالي...
تدخل عليهم سيدة في أوائل عقدها الثالث ،، ترتدي چيبة تصل إلى ركبتها ومن فوقها بلوزة حريرية ،، ومصففة شعرها بشكل كلاسيكي...
وتزين وجهها بنظارة طبية تعطيها المزيد من الوقار...
وقفت علي المنصة المخصصة لها لكي تعطي المحاضرة ،، ولكن لم ينتبه أحد بدخولها ،، فظلوا يتحدثون ويضحكون مثلما كانوا...
شعرت دهب بالتجاهل من طلابها فقررت أن تلفت انتباههم فتحدثت قائلة : أحم ،، السلام عليكم
وهنا التفت الطلاب لدخولها ،، فكلمتها الكلاسيكة أصابتهم بالحرج وقرروا أن يردوا لها السلام وبعدها ينتبهوا إلى المحاضرة فقالوا جميعاً : وعليكم السلام
ردت عليهم دهب بابتسامة هادئة : عاملين إيه يا دكاترة المستقبل
رد عليها الجميع قائلين : الحمد لله
فأحبت دهب أن تثير فضولهم قليلاً حتي تسيطر علي انتباههم بالكامل فردت قائلة : أنتو عارفين إيه موضوع محاضرة انهاردة!! ؟
ردت عليها طالبة بتلقائية : الصراحة يا دكتور أنتي علطول بتبعتي علي الجروب إيه هو الموضوع اللي هنتكلم فيه كل محاضرة بس المرة دي حضرتك مبعتيش حاجة فعلشان كده أنا مش عارفة
ابتسمت دهب علي عفويتها وردت عليها قائلة : الصراحة انهاردة يوم مميز جداً ليا ،، زي انهاردة من تلت سنين كنت بقدم الرسالة بتاعت الدكتوراه بتاعتي ،، وفي نفس اليوم ده جبت امتياز مع مرتبة الشرف
رد عليها طالب بعفوية : عقبالنا يا دكتوره هههههههههه
ابتسمت دهب له وقالت : أن شاء الله هتبقوا أشطر دكاترة في مصر ،، محدش عايز يعرف إيه هي الرسالة بتاعتي اللي خلتني أحصل علي درجة الامتياز مع مرتبة الشرف!!؟
رد عليها طالب مستفسراً : الصراحة يا دكتور أنا عايز أعرف ليه حضرتك مبعتيش موضوع المحاضرة علي الجروب (ثم أكمل بابتسامة) وبرده عايز أعرف إيه هي رسالة حضرتك
ابتسمت دهب لأنها اكتشفت أنها علي وشك أن تسيطر علي انتباههم بالكامل وأن يوجد معها من يركز في جميع التفاصيل فردت قائلة : أنا مبسوطة منك علشان أنت مركز في كل حاجة ،، وهجاوبك علي الاسئلة بتاعتك ،، أولاً أنا ليه مبعتش موضوع المحاضرة ليكوا علي الجروب!! ؟ لأن أنا كنت عايزة المحاضرة انهاردة تبقي مميزة وتبقي مختلفة عن أي محاضرة تانية فكنت بفكر كتير في كذا موضوع وفي الأخر استقريت أن يكون موضوع المحاضرة انهاردة هو رسالتي وقولت اعملهالكوا مفأجاه ،، ها موافقين!!!؟
رد عليها الجميع بحماس : أيوه يا دكتور
قطع عليهم طرقات خفيفة علي باب المدرج...
فقالت دهب بنبره هادئه : أدخل
دخل عليهم رجل في أواخر عقده الثالث ،، فاستغرب جميع الطلاب منه ،، وتسألوا جميعاً نفس السؤال ،، من يكون هذا الرجل!!! ؟
علمت دهب بما يدور في ذهنهم وقررت أن تدخل هذا الرجل حتي تثير فضولهم أكثر وأكثر ،، فابتسمت للرجل وقالت : اهلاً وسهلاً ،، أتفضل يا أستاذ أياد
أبتسم لها أياد وقال : شكراً يا دكتور دهب
ثم دخل وجلس وسط الطلاب ،، وهذا أثار فضول الطلاب أكثر وأكثر ولكن لم يجرء شخص منهم أن يسألها من يكون هذا الرجل ولماذا جعلته دهب يجلس معهم ويحضر المحاضرة...
ابتسمت دهب للطلاب وقالت : نرجع بقى لموضوعنا ،، قبل ما أتكلم عن تفاصيل رسالتي ،، عايزة اسألكم كام سؤال كده (ثم أوقفت دهب طالبة وقالت لها) : أسمك إيه؟ فردت عليها الفتاة قائلة : أسمي سهي
ابتسمت لها دهب قائلة : طب قوليلي يا سهي ،، عمرك حبيتي قبل كده!! ؟
خجلت الفتاه بشدة من سؤالها ولم تعرف هل تكذب عليها أم تقول الصدق ،، فإذا كذبت فسوف تعلم دهب أنها تكذب لأن دهب من أنجب الدكاتره النفسين والفتاه تعلم أن دهب تستطيع أن تعلم كل شئ بداخلها قبل الافصاح عنه...
في هذا التوقيت علمت دهب بما يدور في ذهنها وقررت أن تنتشلها من أفكارها المشتتة فقالت لها بابتسامة : مكسوفة تقولي!!
ردت عليها الفتاة بخجل قائلة : الصراحة أه
ابتسمت لها دهب ابتسامة عذبة حتي تطمئنها قليلاً ثم قالت لها : غمضي عينك وخدي نفس عميق ،، وبعدها اتكلمي كأنك بتتكلمي مع نفسك
استسلمت الفتاة لها فهذا حل أفضل كثيراً من أن تتحدث وهي تري الجميع ينظر لها ،، فهذا يصيبها بالخجل والحرج الشديد...
وبالفعل أغلقت الفتاه عينيها وأخذت نفس عميق وبدئت تتحدث قائلة : الصراحة أنا أعجبت بولد من وأنا صغيرة وهو كان يعتبر يعني فتي أحلامي ،، وأنا في ثانوي جه واعترفلي أنه بيحبني وقتها كنت أسعد واحده في الدنيا وكان حلمي أخيراً بيتحقق ،، بس للأسف سعادتي مكتملتش ،، هو طلب مني أني مدخلش الجامعة تحت عنوان الغيرة واني كده كده مش هشتغل ،، فلموش لازمة إني أدخل الجامعة ،، وقتها أنا مكنتش عارفة أتصرف أزاي ،، أوافق وأبقى هدمت حلم عمري إني أبقى دكتورة ناجحة وشاطرة في مقابل إني أتجوز أكتر أنسان حبيته في الدنيا ،، ولا إني أرفض عرضه واتنازل عن حب عمري وسبب سعادتي وأماني في مقابل دراستي وكاريري اللي عايزة احققه ،، حاولت كتير أقنعه بالجامعة كان نفسي أخد الاتنين ،، كان نفسي يبقي معايا حب عمري وأبقى في الكلية اللي بحلم أدخلها كل يوم ،، بس للأسف فشلت أني أخد الاتنين ومكنش قدامي غير أني أختار حاجة واحده بس منهم ،، كان أصعب إختيار اختارته في حياتي
شعرت دهب بمدي الألم التي تشعر بيه الآن ،، فقررت أن تتدخل في الحديث حتي تمنعها من البكاء أمام زملائها...
فقالت لها دهب : وبما أنك قاعدة هنا دلوقتي يبقي أنتي اختارتي الجامعة والكارير ورفضتي إختيار حب عمرك ،، تقدري تفتحتي عينك يا سهي
فتحت الفتاه عيونها وردت عليها قائلة : مكنش نفسي إني اتحط في موقف زي ده ،، بس أنا متحملتش فكرة أني بعد كل التعب اللي تعبته في الثانوي ده ،، أبقى في غمضة عين اتنازلت عنه وأبقى من غير أي شهادة
ابتسمت دهب لها وقالت : شكراً ليكي يا سهي ،، تقدري تستريحي دلوقتي
جلست الفتاه وهي تشعر بألم في قلبها علي فراق حبيبها ولكن حاولت أن تصمد أمام زملائها وأن تداري شعورها بهذا الألم...
قررت دهب أن تغير الموضوع فأوقفت شخص أخر وقالت له : أسمك أيه!!؟
رد عليها الطالب قائلاً : أسمي منير
ابتسمت له دهب وقالت له :قولي يا منير ،، من دلوقتي لحد سن ال50 نفسك تكون حقتت إيه!! ؟
رد عليها منير بحماس قائلاً : نفسي أجيب امتياز في كل السنين ،، وأبقى أشهر دكتور نفسي في مصر والوطن العربي كله ،، ويبقي عندي بدل العيادة مستشفى ،، وبدل المستشفي مستشفيات ،، واني أتجوز واحدة حلوة وناجحة وتدعمني علشان أوصل لحلمي ده واحققه
ابتسمت له دهب وقالت : هههههههه ،، طب أتفضل أقعد ،، حد عارف ايه المشترك بين منير وسهي!! ؟
رفع طالب يده وقرر أن يجاوب عليها فسمحت له دهب قائلة : أتفضل قول
رد عليها الطالب قائلاً : أنا شايف أن مفيش حاجة مشتركة بينهم نهائي ،، لأن منير شاغل دماغه بالمستقبل 100% ،، بس سهي لسه متعلقة بالماضي وبتتأثر بيه ،، وفي فرق شاسع بين الماضي والمستقبل
تفهمت دهب وجهه نظره وقالت له : بس لو مفيش ماضي مش هيبقي فيه مستقبل ،، يعني ممكن علشان الماضي القاسي اللي اتعرضت ليه سهي يخلي مستقبلها حلو وتحقق إنجازات كبيرة في المستقبل.. (ثم أكملت بتسأل) طب فيه حد عايز يقول إجابة تانية!! ؟
رفعت فتاه يديها وقررت أن تشارك معاهم وتقول وجهه نظرها..
ابتسمت لها دهب قائلة : أتفضلي قولي
ردت الفتاه عليها وقالت : أنا شايفه أنهم مشتاركين في نقطة واحدة بس وهي الهدف ،، الاتنين هدفهم أنهم يعملوا كارير ويحققوا إنجازات كبيرة ويبقوا دكاتره ناجحين ،، وسهي لما حست أن فيه حاجة ممكن تعوق حلمها وهدفها ده قررت أنها تبعد العائق ده عن حياتها وتختار الكارير والنجاح
ردت عليها دهب بابتسامه قائلة : تمام شكراً ،، أتفضلي أقعدي ،، وبعد ما سمعنا أراء بعض ووجهات نظر مختلفة ،، أقدر أنا اقولكوا إيه هو المشترك بين حكاية سهي وحكاية منير ،، مقدرش أقول أن مفيش حاجة مشتركة بينهم لأن فيه نقطة مهمة أوي مشتركة بينهم وفي نفس الوقت مقدرش أقول أن المشترك بينهم هو الكارير والنجاح لأن مش ده اللي مشترك في حكايتهم ،، أنتو لما بصيتوا علي حكايتهم بصيتوا عليها من برة بصيتوا علي قشرتها ،، مدخلتوش جوا الحكاية وتفاصيلها لو كنتو عملتوا كده كنتوا هتلاقوا حاجة كبيرة أوي مشتركة في عمق حكايتهم ،، "التكامل" ،، التكامل هو اللي كان مشترك بينهم ،، كل واحد فيهم عايز يوصل لمرحلة التكامل ،، سهي كان نفسها يبقي معاها كل حاجة ،، يبقي معاها حب عمرها ويبقي معاها كارير ناجح ،، ومنير عايز يبقي معاه كل حاجة الشهرة والفلوس والنجاح والزوجة الحلوة الناجحة اللي هتدعمه في تحقيق كل أحلامه واهدافه يعني من الأخر زوجة مفيهاش غلطة ههههههههههه
ضحك الجميع علي جملة دهب الاخيرة :هههههههههه ،، ههههههههه ،، هههههههههه
ابتسمت لهم دهب وقالت : وموضوع رسالتي كان عن التكامل ،، منقدرش ننكر أن كلنا بنحارب علشان نحقق كل حاجة ممكنة وغير ممكنة ،،عايزين نحقق شهرة ،، ونحقق نجاح ،، ونحقق فلوس ،، ونحقق حياه زوجية سعيدة مفيهاش غلطة ،، عايزين كل حاجة ودائماً بنحس أننا ناقصين في حاجة معينة ،، يعني لو حققنا النجاح مش هنكتفي بيه ،، لأن هنبقي عايزين حاجات أكتر من النجاح بكتير... تفتكروا إيه أكتر رقم ممكن يدل علي التكامل ،، تعالوا نفكر كده مع بعض ،، لو فكرنا شوية وحاولنا نربط كذا حاجة ببعض ،، هنلاقي أن الاتجاهات أربعه ،، وأن أنهار الفردوس أربعه ،، وأن الخلفاء المسلمين أربعه ،، وأن ائمه الفقه والشريعة أربعه ،، لو فضلنا نتكلم عن رقم أربعه ده من هنا للصبح مش هنخلص ،، حقيقي رقم أربعة ده طلع رقم معجزة ،، هنلاقي دائماً أن الحاجة المكتملة من أربع حاجات ،، رقم أربعه ده من أغرب الأرقام اللي قابلتها في حياتي ،، ولما بحثت كتير لاقيت أن رقم أربعه هو أنسب رقم علشان نرمز بيه للاكتمال ،، ومن هنا جات فكرة رسالتي أني ليه مقسمش رسالتي إلى أربع أجزاء يمكن وقتها أكون حققت عنصر الاكتمال في رسالتي ،، وقررت أن كل جزء يبقي عبارة عن حكاية بشكل ولون ومختلفة عن أي حكاية بعدها ،، وفي نفس الوقت تكون كل حكاية واقعية وحقيقة وموجودة حوالينا وممكن نكون اتعرضنا ليها أو لسه هنتعرض ليها ،، ها جاهزين تسمعوا أول حكاية!! ؟
فيجب أن نعترف أن أسلوب دهب بسيط وعميق ومؤثر ويثير الفضول في نفس التوقيت ،، فأسلوبها أثار فضول الجميع وجعل الحماس يخترق خلايا جسدهم ،، فرد عليها الجميع بنبرة عبارة عن خليط بين الفضول والحماس قائلين : أيوه عايزين نسمع
ردت عليهم دهب بابتسامة قائلة : بس بشرط ،، لازم تسمعوا كل حكاية بعمق متبصوش علي قشور الحكاية وتشوفها من بره ،، أدخلوا جوا الحكاية وانسجموا مع تفاصيلها ،، تخيلوا انكوا الأبطال وفكروا بعمق في كل حكاية ،، ها موافقين!!!!
فهل بعد كل هذا التشويق يسطيع أحداً منهم أن يرفض لأن يعرف سر الاكتمال التي حققته دهب والتي من الممكن أن يتبعوا نفس خطواتها حتي يصلوا إلى الاكتمال ،، فهل يسيطع أحد أن يرفض أن يسمع الأربع حكايات بدون تركيز في التفاصيل وبدون التفكير بعمق ،، فرد الجميع بحماس وتشويق كبير : أيوة موافقين
ابتسمت دهب لهم ،، لأنها حققت أول هدف لها في المحاضرة وهو أن تنال تشويقهم وتثير فضولهم وتسيطر علي انتباههم وتركيزهم بنسبه 100% وهي الآن قد فعلت هذا ،، فقالت لهم بابتسامة عذبة : بداية الحكاية كانت عهد ،، بنت مدللة جداً ،، هي وحيدة أبوها وأمها ،، مفيش حاجة مش عايزاها مش بتاخدها ،، من أجمل البنات اللي ممكن تشوفوها في حياتكم ،، عينها لونها أخضر فاتح وواسعة ،، وشعرها حرير مفيش شعر في نعومته ولونه بني فاتح ،، بتهتم أوي براشقتها وجسمها واناقتها ،، جمالها الصارخ ده خلاها مغرورة شوية بنفسها ،، اتولد عندها شعور أنها عايزة يبقي معاها كل حاجة ،، في البداية الشعور ده كان بذرة صغيرة ،، بس للأسف كانت كل ما بتكبر كل ما الشعور ده بيكبر جواها من غير ما تحس ،، الحكاية بدئت في أول يوم جامعة لعهد....
في غرفة بسيطة تملكها فتاه في مقتبل عمرها ،، فتاه تتميز بالجمال الصارخ فأقرب صوره لها هي صورة سندريلا...
أشرقت الشمس ومع شروقها أشرقت حياة جديدة بأمل جديد وحلم جديد وأحداث جديدة تخترق حياتنا بدون سابق إنذار....
رن جرس هاتف عهد ،، ترن ترن...
أستيقظت عهد من نومها ونظرت لهاتفها بنصف عين فودت لو أنها رمت هاتفها العين بعيداً ،، لأنه ايقظها من أحلامها التي تتمني في يوم أن تتحقق...
ولكن ظل هاتفها يرن ويرن ،، فحسناً لا مفر من الهروب علي الرد علي المتصل الذي لا يمل من الإتصالات ،، فردت عهد بتأفف قائلة : الو مين!!!
رد عليها صديق عمرها قائلاً : إيه يا عهد كل ده نوم
عهد : ااااف ،، عايز إيه يا أدم علي الصبح
أدم : أنتي لسه كل ده نايمة يا عهد ،، انهارده أول يوم جامعة ليكي وكمان عيد ميلادك ،، يالا قومي بقي وبطلي كسل علشان أنا محضرلك مفاجات كتير أوي
فعهد تنتظر هذا اليوم المميز كل عام علي أحر من الجمر ،، فأجمل يوم في السنة بالنسبه لها هو يوم عيد ميلادها ،، فهي دائماً تقول لنفسها بغرور ،، أن هذا اليوم هو اليوم الذي جاء فيه إلى الدنيا أجمل بنت في تاريخ البشرية...
فردت عليه عهد بحماس : أه صح ،، بفكر مروحش الجامعه انهاردة ،، انهاردة أول يوم جامعة وأكيد الدنيا هتبقي زحمة أوي وأنا الصراحة مش عايزة حاجة تعكر مزاجي انهاردة
رد عليها أدم بنبرة حانية : طب ناوية تعملي إيه انهاردة
تحمست عهد كثيراً وقالت له بحماس كبير : بفكر أروح الكوافير وأعمل شعري واهتم بنفسي شوية ،، انهاردة يوم مميز وللأسف مش بيجي غير مرة واحدة بس كل سنة
ضحك أدم علي أسلوبها ،، فهو مازال يراها الفتاة الصغيرة المدللة ،، فرد عليها قائلاً : طبعاً يا برنسس ،، أنتي انهاردة أميرة تعملي كل اللي نفسك فيه ،، أنا ربع ساعة وهعدي عليكي أوصلك للكوافير علشان متتبهدليش في المواصلات
فادام لم يقل الجملة الصحيحة التي يجب أن يقولها لعهد ،، انغاظت عهد كثيراً منه وقالت له بغرور : مواصلات إيه دي اللي اركبها!!! أنا بركب تاكسي أو اوبر ،، وبكرة يبقي عندي عربية بسواق وأروح بيها كل الأماكن اللي نفسي فيها
فادام كل هذه الأعوام لم يعترف لنفسه غرور وعجرفة عهد ،، فهو يراها فتاته الصغيرة المدللة فقط ،، فرد عليها بابتسامة قائلاً : ماشي يا ستي مضايقيش نفسك بس علشان انهاردة عيد ميلاد أجمل بنت في العالم ،، كل سنة وأنتي طيبة يا عهد
ابتسمت عهد ،، فادام الآن ذكرها بعيد ميلادها وذكرها بأنها أجمل بنت في العالم ،، فردت عليه بثقة قائلة : وأنت طيب يا أدم ،، أنا هقوم أجهز بقي علي ماانت تيجي
رد عليها أدم بابتسامة : تمام ،، مع السلامة
عهد : باي
نهضت عهد ونظرت لنفسها في المرآة ،، فهي تعشق مرآتها أكثر من أي شخص في حياتها ،، فمرآتها هي الوحيدة التي تعكس لها سحر جمالها ،، فقالت بداخل نفسها : يا لهوي علي الجمال ،، مش معقول كل يوم بحلو عن اليوم اللي قبله ،، انهاردة لازم أبقى أحلى واحدة أكتر ماأنا أحلى واحدة أصلاً هههههههه ،، اممم هلبس إيه بقي!!! ؟
وبعد تفكير طال لعدة دقائق ،، قررت أن ترتدي بنطلون جينز ومن فوقه تيشرت رقيق وعقصت شعرها إلى الخلف ،، فبرغم بساطة ملابسها ولكن كانت حقاً في منتهي الجمال والرقة.....
وبعد عدة دقائق رن هاتفها مرة أخرى..
فردت عهد بحماس قائلة : أيوه يا أدم ،، أنا خلاص جهزت
رد عليه أدم بابتسامة عذبة قائلاً : طب يالا أنزلي بقي ،، أنا مستنيكي تحت البيت
فقالت له عهد وهي علي وشك أن تغلق الخط : تمام ،، باي
رد عليها أدم قائلاً : باي (ثم أغلق معها الخط)
خرجت عهد من غرفتها وتوجهت إلى غرفة الصالون حيث كان يجلس والديها يشاهدون التلفاز...
ابتسمت عهد لهم وقالت : صباح الخير
ردت عليها والدتها سوسن بابتسامة قائلة : صباح النور يا حبيبتي ،، كل سنة وأنتي طيبة ي حبيبتي
ردت عليها عهد بابتسامة ممزوجة بغرور قليلاً قائلة : وأنتي طيبة يا مامي
أبتسم والدها فعهد هي فرحته الأولى والأخيرة وهي صغيرته المدللة التي يعشقها فقال لها مبتسماً : كل سنه وأنتي مبسوطة وجميله يا حبيبتي
فرحت عهد كثيراً فهي تعشق من يعظم في جمالها أو يتمني لها أن تظل جميلة للأبد ،، فردت عليه وهي مبتسمة قائلة : وأنت طيب يا بابي ،، ربنا يخليكوا ليا ،، علي فكرة أدم جه تحت علشان هيوصلني للكوافير أعمل شعري واهتم بنفسي شوي
ردت عليها والدتها بتفاخر قائلة : أنتي قمر من غير حاجة يا حبيبتي
وأكمل والدها علي كلام والدتها قائلاً : فعلاً يا سوسن عندك حق ،، ربنا يحميكي يا حبيبتي من أي عين
فرحت عهد كثيراً من كلامهم فردت بابتسامة بها لمسة غرور بنفسها قائلة : كده هتغر علي فكرة ههههههههههه ،، أنا هنزل بقي علشان متأخرش علي أدم أكتر من كده ،، باي
رد عليها والديها في نفس التوقيت بابتسامة عذبة : بااااااي يا حبيبتي
في مكان أخر ،، في المدرج
شعرت دهب بأن الأشخاص الذين أمامها الآن سوف يكونوا في يوم من الأيام مسؤلين عن أسرة وأطفال وعائلة ووقتها قررت أن ترسل لهم موعظة وحكمة لكي يتصرفوا بشكل صحيح مع ابنائهم في المستقبل فقالت لهم بابتسامة عذبة : لو حد فيه صفة وحشة زي الغرور أو الكدب أو أي صفة تانية مش كويسة ،، هو أكيد متولدش كده ،، ممكن يكون أتعرض لمواقف معينة خلت فيه الصفة السئية دي أو ممكن يكون كان عنده صحاب خلت الصفه دي في طبعه ،، بس الأكيد أن أصعب حالة ممكن نتعرض ليها هي أن الأهل تكون هي السبب في الصفة السيئة دي ،، أتمنى تكونوا فهمتوا رسالتي اللي عايزة أوصلها ليكوا ،، نرجع بقي لحكايتنا تاني....
في أسفل منزل عهد ،، يقف أدم مستنداً علي سيارته ينتظر عهد التي دائماً لا تأتي في مواعيدها ويجب أن تتأخر عليه....
وأخيراً نزلت عهد ورأها أدم فقال لها بابتسامة عذبة : أزيك يا عهد عاملة إيه
ردت عليه عهد بابتسامة قائلة : هاي ،، أزيك يا أدم
فرح أدم بشدة لأنها ابتسمت له فهو يعشق ابتسامتها فرد عليها بابتسامة عذبة قائلاً : أنا كويس الحمد لله ،، كل ده تأخير يا عهد
وهنا أدم أشعل فتيلة غرور عهد بدون قصد منه فردت عليه بابتسامة ممزوجة بغرور قائلة : يا أدم مية مرة أقولك إني بتبسط لما بتاخر علي الناس وهما يفضلوا قاعدين منتظرني كده ،، بحس بقيمتي وبحس أني مميزة
انغاظ أدم من عجرفتها ولكن قلبه يمنعه من أن يقول لها الصح من الخطأ فهو خائف من أن تبتعد عنه أو أن تقرر أنها لن تتحدث معه علي طبعيتها مرة اخري ،، فقرر أن يغير الموضوع قائلاً : ماشي يا ستي انهاردة عيد ميلادك بقي ومقدرش أقولك حاجة ههههههههههه
ابتسمت له عهد وقالت : طب يالا بقي علشان توصلني للكوافير
فرح أدم لأنها دائماً ما تلجأ له في أي شئ فرد عليها بابتسامة عذبة : يالا اركبي العربية ،، علي فكرة أنا مجهزلك مفأجاه باليل هتعجبك اووي
فرحت عهد كثيراً فهي تعشق المفاجات وتشعر بتميزها إذا فعل لها شخص مفأجاه ،، فردت عليه بابتسامة قائلة : بجد يا أدم ،، شوقتني أعرف هي إيه
فرح أدم علي فرحتها فهو يعرفها عن ظهر قلب ويعرف ما تحبه وما الأشياء التي تجعلها سعيدة فرد عليها بابتسامة عذبة قائلاً : لا خليها مفأجاه دلوقتي ،، أستني لبليل وهتعرفيها
ابتسمت عهد له وقالت : خلاص هستني بقي وامري لله ههههههههههه
وبعدها ساق أدم سيارته واتجه إلى مركز التجميل ،، ثم نزلت عهد من سيارته وودعته ودخلت إلى مركز التجميل في شموخ وتفاخر ،، وبعدما أطمئن أدم أنها دخلت قرر أن يذهب ويبدء في تحضير المفأجاه لعهد....
في مركز التجميل...
ابتسمت صاحبة المركز لعهد قائلة : أزيك يا عهد عاش من شافك
ردت عليها عهد بابتسامة ممزوجة تفاخر شديد : هاي يا سوزي ،، معلش بقي كنت مشغولة اليومين اللي فاتوا ،، المهم انهاردة عيد ميلادي وعايزة أبقى أجمل أكتر ماأنا جميلة أصلاً ههههههههه
انغاظت سوزي قليلاً من طريقتها المتعجرفة ولكن هي ذبونتها الخاصة فهي لا تستطيع أن تفعل شئ إلا أن ترد عليها بابتسامة وأن تلبي جميع طلبتها ،، فردت سوزي عليها بابتسامة وهي تحاول أن تداري غيظها من هذه الفتاه المدللة فقالت لها : طبعاً طبعاً يا حبيبتي ،، أنتي بس سبيلي نفسك خالص وأنتي هتبقي ملكة جمال العالم
ردت عليها عهد بتفاخر قائلة : تمام ،، يلا بقي شوفي شغلك
في البداية ذهبت عهد لارتداء فستانها المخصص لعيد ميلادها ،، فكان الفستان لونه مثل لون الفستق الخلاب ،، وكان له فتحه ظهر كبيرة إلى حد ما ،، فأظهر جمال ظهرها ،، وكان الفتسان طويل ويأخذ شكل الجسد ،، فأظهر قوامها الممشوق وجعل غرورها بنفسها يصل لأعلى درجاته ،، ثم جلست عهد علي الكرسي المخصص للزبائن لعمل الميكب ،، وبدئت سوزي أولاً في عمل ماسكات لعهد ثم بدئت في عمل ميك أب لها ،، فهي كانت ترسم لوحه فنية في غاية الجمال والرقة ،، فحقاً وجهه عهد لا يوجد به غلطة صغيرة حتي ،، وبعدها صففت لها شعرها الحرير وجعلته في غاية الرقة ،، وهكذا كانت قد انتهت من المسة الأخيرة علي هذه اللوحة الرائعة ،، فأعترفت سوزي لنفسها بأن حقاً أجمل فتاه دخلت مركز تجميلها كانت عهد....
ابتسمت سوزي بانبهار مما فعلته فقالت : تقدري تبصي في المراية دلوقتي ،، إيه رأيك بقي!!!
نظرت عهد إلى أعز صديقة لها وهي المرآه ،، فنظرت لنفسها بانبهار شديد فهي حقاً أصبحت في غاية الجمال وأصبح جمالها صارخ ،، فابتسمت لسوزي وقالت : ثانكس كتير يا سوزي ،، تسلم ايدك
ابتسمت لها سوزي ابتسامة ممزوجة بغيرة من جمالها وقالت : دي أقل حاجة أعملها يا حبيبتي
ردت عليها عهد بتفاخر قائلة : بس متنسيش أن لولا جمالي مكنتش دي هتبقي النتيجة ولا إيه هههههههههه
ابتلعت سوزي غيرتها ومرارة جملة عهد الأخيرة وحاولت أن تتماسك فردت عليها قائلة بابتسامة : ههههههههههه ،، طبعاً يا قمر
ردت عليها عهد بغرور أكثر وأكثر قائلة : أنا هروح أحاسب بقي علشان الحق حفله عيد ميلادي
ردت عليها سوزي بابتسامة : تمام يا قمر ،، كل سنة وأنتي طيبة
فقالت لها عهد بغرور : ثانكس يا سوزي ،، باي
ردت عليها سوزي بابتسامة قائلة : باي
وبالفعل ذهبت عهد إلى المكان المخصص لدفع النقود ،، ثم دفعت كل ما عليها من نقود ،، وبعدها أوقفت تاكسي وتوجهت إلى الكافية المخصص لحفلة عيد ميلادها....
وبعد عدة دقائق ،، وصلت عهد إلى الكافية وبعدها حاسبت التاكسي وتوجههت إلى الكافية ،، فكان يوجد بداخل الكافية أقاربها واصدقائها المقربون ،، فدخلت عهد بكل غرور وتفاخر بجمالها الصارخ ،، فكانت تشبه الطاوس في غروره ،، فلن ننكر بأن الجميع انبهر بها وبجمالها ،، فالرجال أصبحوا غير قادرين عن تحريك أعينهم عن هذه الحورية الفائقة في الجمال ،، وفي الإتجاه الأخر اُصيب النساء بالغيرة الشديدة منها ،، فهي حقاً أجمل منهم بمراحل ومهما فعلوا من مكياج أو من ارتداء ملابس أنيقه فسوف يفشل جمالهم أمام جمالها الصارخ....
ثم اقتربت منها والدتها وقالت لها بانبهار : تحفففه يا عهد ،، زي القمر يا حبيبتي
ردت عليها عهد بتفاخر قائلة : ده العادي بتاعي يا مامي هههههههههه
وهنا تدخل والدها فقال لها بنظرة إعجاب : عقبال ما أشوفك في الكوشة يا حبيبتي
ضحكت عهد ضحكة عالية قليلاً وقالت له : هههههههههه ،، ده أنا عايزة مواصفات خاصة جداً في كل حاجة من حيث الشكل والفلوس والنجاح وكل حاجة يا بابي ،، هتعب أوي علي ما أقابل حد فيه كل اللي بتمناه ههههههههههه
ردت عليها والدتها بتفاخر : طبعاً يا حبيبتي أنتي تستاهلي أحسن حد في الدنيا
وهنا قطع أدم عليهم حديثهم هذا ،، فقال لها بابتسامة عذبة : كل سنة وأنتي طيبة يا أغلى شخص في حياتي (وفي هذه اللحظة أمسك أطراف أصابعها بيده وجلس بركتبه علي الأرض وأخرج خاتم رقيق للغاية وقال لها بنظرة حب) انتي أحلى وأجمل واحده دخلت حياتي ،، أنا بحبك اوووي يا عهد ،، ومش من دلوقتي لا ده من زمان أوي من أيام ما كنا عيال صغيرة ،، وأنا انتهزت الفرصة أن انهاردة عيد ميلادك وأن اليوم ده بيبقي مميز ليكي جدا ،، وأن كل أهلك موجودين وكمان كل صحابنا ،، فأنا أخيراً بعد كل السنين دي اتشجعت وقررت أقولك اللي في قلبي من ناحيتي ليكي يا عهد ،، اللي جوايا كتير أوي يا عهد بس يتلخص في جملة واحده بس ،، عهد!!! أنا بحبك ،، تتجوزيني!!! ؟
عهد : ......
لو عايزين تعرفوا عهد هتقول ايه لادم وايه رد فعلها علي كلامه ده ،، وهل ممكن تتنازل عن مواصفات فتي احلامها في مقابل الحب ،، ولا غرورها هينتصر في النهايه وهترفض طلب ادم ،، لو عايزين تعرفوا كل ده انتظروا البارت اللي جاااي 🔥🔥🔥🔥🔥
تااااااابعووووووااااااا... ،،،،
....................................................................
أنت تقرأ
چِـــهـــار
Romanceالحياة كالبيانو، هناك أصابع بيضاء وهي السّعادة، وهناك أصابع سوداء وهي الحزن، ولكن تأكد أنّك ستعزف بالاثنين لكي تعطى الحياة لحناً لذلك يجب عليك اولا تعلم العزف علي اوتار الحياه المتقلبة ♥