وقررت عهد أن تذهب إلى مكان تعرفه جيداً عن ظهر قلب...
وبعد برهة من الزمن...
وقفت عهد أمام ذلك المنزل القديم الذي تملكه هذه السيدة العجوز ،، ثم طرقت علي الباب طرقات خفيفة....
وبعد عدة لحظات فتحت لها السيدة العجوز بابتسامة : كنت متأكدة أنك هتيجي ،، بس مكنتش أعرف أنك هتيجي بالسرعة دي
ابتسمت لها عهد بارتبارك ثم أخذت نفس عميق وقالت بثقة : أنا جاهزة أشرب أول كاس.....
*الحكاية الأولى*...
ابتسمت لها السيدة العجوز ابتسامة حزينة ثم قالت لها : تمام يا بنتي ،، تعالي أتفضلي
وبالفعل دخلت عهد إلى هذا المنزل القديم ،، لن ننكر أن عهد حقاً كانت تشعر ببعض الخوف والرهبة من التجربة التي هي علي وشك أن تخوضها ،، ولكن هي قررت أن لا تستسلم لشعور الخوف والرهبة وأن تُحل محله شعور الحماس والفرحة لأنها سوف تخوض تجربة جديدة....
قطعت السيدة العجوز شرود عهد وقالت لها بابتسامة : قوليلي يا بنتي عايزة تبدئي بانهي كاس!!!!؟
فكرت عهد قليلاً ثم قالت لها بحماس كبير : عايزة ابدء بكاس الفلوس ،، الفلوس هي اللي هتحققلي كل اللي نفسي فيه ،، وهي أهم حاجة في الدنيا ،، ولو اخدتها مش هبقي محتاجة حاجة تانية
فقالت لها السيدة العجوز بابتسامه وهي تعطيها كاس الغني : تمام يا بنتي ،، سمي بالله واشربي الكاس....
وبالفعل أخذت عهد منها الكأس وشربته بأكمله فهي كانت خائفة من طعمه ولكن طعمه كان ليس بالسوء الذي كانت تتوقعه....
وبعدما أنتهت عهد من المشروب قالت للسيدة العجوز بابتسامة كبيرة وبنبرة حماسية : فين بقي الرجل الغني اللي المفروض أقابله
ابتسمت السيدة العجوز علي سذاجتها فحقاً هي فتاة صغيرة ساذجة ثم قالت لها : ههههههههههههه ،، يا بنتي أحنا مش في فيلم كارتون أو مثلاً أنا ليا في السحر أستغفر الله ،، أنتي هتعيشي حياتك عادي وهتلاقي الصدفة جمعتك بالراجل الغني اللي بتحلمي بيه
ترددت عهد كثيراً بعد كلام هذه السيدة ،، فهي تخيلت بأن الموضوع سوف يكون أسهل من ذلك وأنها سوف تقول شئ مثل التعويذة وبعدها يظهر أمامها الرجل الغني....
فقالت عهد لها بابتسامة مترددة : اااه ماشي
وهنا اختفت أبتسامه السيدة العجوز وحل محلها نبرة جادة ثم قالت لها : بوصي يا بنتي السر انك تخلي الراجل الغني ده يدخل في حياتك هو هو نفس السر اللي لو أنتي عايزة تنهي العلاقة بينكوا ومش هتقدري تكملي معاه
شعرت عهد بجدية كلامها من نبرتها فقالت عهد لها بتوجس : وإيه هو السر ده!!!
أكملت لها السيدة العجوز حديثها بجدية قائلة : هو أنك تركزي علي الهدف اللي عايزة توصليله ،، لو ركزتي علي أنك تقابلي الشخص الغني وأنه يدخل حياتك والموضوع بينكوا يتطور وممكن يتحول لجواز يبقي هتلاقيه وهتقدري تحققي هدفك ده ،، ولو دخل حياتك ومقدرتيش تكملي معاه وعايزة تنهي العلاقة يبقي كل تركزيك يبقي حوالين أنك أزاي هتقدري تنهي العلاقه دي
شعرت عهد بأن السيدة العجوز ليس لديها فائدة فهي تستطيع أن تفعل هذا بدون السيدة العجوز ،، فما هو فائدة الكأس الذي شربته...
فردت عليها عهد قائلة : طب ماأنا ممكن أعمل كل ده لوحدي ،، كده اللي أنا شربته ده ملهوش لازمة أصلاً
فجملتها الاخيرة كانت تتوقعها السيدة العجوز ،، فهذه الفتاة ليس بها صفة الغرور والطمع فقط ،، فالاضافة إلى هاتين الصفتين هي بها أيضاً صفة أخرى وهي صفة الكسل ،، فهي تريد أن تحصل علي كل شئ علي طبق من فضة بدون بذل أي مجهود...
ابتسمت لها السيدة العجوز ثم قالت لها : بوصي يا بنتي ،، أنا هحطلك الشاب الغني ده في طريقك وأنتي لو ركزتي علي هدفك كويس أوي هتاخدي بالك من ظهوره في حياتك ولو ركزتي أكتر هتقدري أنك تدخلي الشاب ده حياتك وتدخلي أنتي حياته
استسلمت عهد للامر الواقع فهي يجب أن تتعب وتبذل جهد كبير حتي تحصل علي أول أمنيه لها ،، وقررت أن تسألها عن المعاد الذي سوف يكون به هذا الشاب حتي تجهز نفسها...
فقالت عهد لها باستفسار : طب أنا هقابله امتي ،، أو أنتي هتحطيه في حياتي أمتي يعني
ردت عليها السيدة العجوز بابتسامة قائلة : القدر ملوش معاد يا بنتي ،، ولو ده قدرك هتلاقيه قدام عينيكي في أي وقت
يا الله ،، هل أنتي تمزحي أيتها السيدة العجوز معي ،، فاانتي ليس لديكي أي أجابة علي اسألتي ،، فماذا افعل معكي الآن...
فلم تفعل عهد شئ إلا أن تقول لها باستسلام : ماشي ،، شكراً علي تعبك معايا
ردت عليها السيدة العجوز بجدية قائلة : لو ركزتي علي هدفك هتلاقيه بين ايديكي ،، مهما كان إيه هو الهدف ده ،، هي دي كلمة السر حطيها حلقة في ودنك واوعي تنسيها....
حفظت عهد هذه الجملة جيداً ،، وقررت أن تحفرها في ذهنها فهذه هي كلمه السر ،، فهذه الكلمه سوف تجلب لها كل ما تريده من الدنيا.....
ثم قالت عهد لها وهي تودعها : خلاص حفظتها وعمري ما هنساها ،، باااي
ابتسمت لها السيدة ثم قالت لها : مع السلامة يا بنتي
ثم غادرت عهد المكان ،، وذهبت إلى منزلها وهي تردد نفس الجملة بداخلها مراراً وتكراراً ،، "لو ركزتي علي هدفك هتلاقيه بين ايديكي "
وبعد برهة من الزمن وصلت عهد إلى منزلها ،، فصعدت إلى منزلها ثم أخذت حمام دافئ حتي تنسي هذا اليوم الطويل الملئ بالأحداث الكثيرة ،، وبعدها ذهبت إلى سريرها ونفضت جميع المخاوف من رأسها ،، فهي كانت خائفة من المستقبل بشدة خاصة بعدما تركت آدم وكانت تشعر بأنها وحيدة فالأول مرة تشعر عهد بالوحدة فهي شعرت بأن لا يوجد أحد بجانبها ،، ولكن حان الوقت لكي تعتمد علي نفسها أكثر من ذلك وأن تحقق أحلامها بنفسها بدون الحاجة لمساعدة شخص ،، فيجب أن تركز علي هدفها وفقط وإذا فعلت هذا فهي من الممكن أن تحصل عليه ،، فهي ظلت تكرر جملة السيدة العجوز في رأسها كثيراً ،، وبعد محاولات عديدة لتنام نامت اخيراً...
ومر أسبوع علي اللقاء الأخير الذي كان بين عهد والسيدة العجوز ولم يحدث به أي شئ مفيد يُذكر ،، فعهد كانت كل يوم تستيقظ بحماس وتكرر جملة السيدة العجوز في رأسها ،، ثم تذهب إلى الجامعة وترجع مثلما ذهبت ،، فكانت علي وشك الإستسلام ولكن غرورها رفض فكرة أن تستسلم وأنها تكون حالمة بشئ وتريده بقوة وفجأه تستسلم وتتخلي عنه بهذه السهولة ،، فقررت أن تركز علي هدفها أكثر من ذلك فيمكن أن يكون العيب بها....
في صباح اليوم الثامن بعد اللقاء الأخير الذي كان بين السيدة العجوز وعهد ،، أستيقظت عهد بحماس مثل كل يوم ،، ثم أرتدت بنطلون جينز وبلوزة بها الوان متداخلة فاعطاتها هذه الملابس رقه وجمال وجاذيية أكثر مما هي فيه ،، ثم أنتهت بارتداء كوتش رياضي أبيض اللون وتركت شعرها حر خلف ظهرها ووضعت بعض المسات الرقيقة علي وجهها....
علي سفرة الطعام...
قالت عهد لوالديها بابتسامة حماسية : صباح الخير
ردت عليها سوسن(والدتها) بابتسامة قائلة : صباح النور يا حبيبتي ،، أقعدي يالا علشان تفطري
فقالت لها عهد بابتسامة عذبة : لا يا مامي ،، أنا هفطر مع صحابي وبعدين أنا لازم أمشي بقي علشان الحق الرحلة
وهنا تدخل حسين (والدها) قائلاً بنبرة قلقة : أنتي لسه برده يا عهد مصممة أنك تروحي الرحلة دي!! ،، أنا خايف عليكي يا بنتي بلاش الرحلة دي
فقالت له عهد بابتسامة مطمئنة : يا بابي خايف من إيه بس ،، ده ركوب خيل ،، وبعدين يا بابي أنت مش فاكر أن من وأنا صغيرة كنت بركب خيل وكنت أشطر واحده كمان تركب خيل
رد عليها حسين قائلاً بابتسامة ممزوجة بقلق : أديكي بتقولي أهو ده كان زمان ،، وأنتي بقالك كتير مركبتيش خيل ،، أنا يا بنتي مش عايز احرمك من حاجة نفسك فيها أنا بس قلقان عليكي
فقالت عهد له بابتسامة مطمئنة : أطمن يا بابي ركوب الخيل ده زي بالظبط سواقة العربيات ،، لو حضرتك أتعلمت السواقة وفضلت 20 سنة مش بتسوق ورجعت سوقت تاني هتلاقي نفسك بتسوق عادي جداً وأنك عمرك ما نستها ،، ولا إيه يا مامي ما تقولي حاجة لبابي
وهنا تدخلت سوسن قائلة بابتسامة : ما تسبها بقي وبعدين أطمن علي بنتك هي عارفة هي بتعمل إيه بالظبط ولو فيه حاجة هتأذيها هي مش هتعملها
"ولكن عفواً يا سيدتي فعهد لا تفعل غير الأشياء الخطأ وفقط"...
ردت عهد عليها قائلة بابتسامة : تسلم بوقك القمر ده يا مامي اللي قال جملتين فعلاً أنا مبعملش غيرهم ههههههههههههه
ثم رد عليهم حسين قائلاً بابتسامة مستسلمة : أنتي بكاشة زي مامتك بالظبط مش هعرف أخد منكوا ولا حق ولا باطل هههههههههههه ،،، خلاص روحي يا حبييتي واتبسطي بس خلي بالك على نفسك برده
قالت عهد له بابتسامة وهي تودعه : حاضر يا بابي ،، يالا باي بقي
رد عليها كلاً من حسين وسوسن قائلين بابتسامة : مع السلامة يا حبيبتي
وبالفعل غادرت عهد ،، ثم ركبت تاكسي وبعد قليل وصلت إلى جامعتها ،، وبعدها حاسبت التاكسي ثم نزلت منه وتوجهت إلى الأتوبيس المخصص للرحلة الذي كان يقف أمام الجامعة منتظر الطلاب...
قالت عهد بابتسامة لصديقتها نيرة : هاي ،، أزيك يا نيرة
ردت عليها نيرة بنبرة لوم : كل ده تأخير يا عهد ،، أحنا بقالنا ربع ساعة واقفين مستنينك أنتي بس وكل الناس جات ماعدا أنتي يا عهد
وهنا شعرت عهد بأن نشوة غرورها ترتفع ،، فهي تعشق أن تتأخر حتي تجد الجميع في انتظارها فهي هكذا تشبع غرورها....
ردت عليها عهد بابتسامة ممزوجة بغرور قائلة : ههههههههه ،، سوري يا نيرو ،، يالا بقي نطلع الأتوبيس
استسلمت نيرة لطلب صديقتها عهد فهي تعلم بأنها لن تاخذ من عهد حق أو باطل...
ثم قالت لها نيرة باستسلام : تمام ،، يالا بينا
وبالفعل صعدوا إلى الأتوبيس ،، وبعد مجئ عهد كان عدد الطلبة قد أكتمل ،، فتحرك الأتوبيس وتوجهه إلى المكان المخصص للخيل...
وبعد مرور وقت ليس بكثير ،، وصل الأتوبيس إلى اسطبل الخيل ،، وبعدها نزل الطلاب وعلي وجههم أبتسامة حماسية ،، ثم نزلت عهد من الأتوبيس وهي تردد في ذهنها جملة السيدة العجوز الاخيرة....
"لو ركزتي علي هدفك هتلاقيه بين ايديكي"
فقاطعت نيرة شرود عهد عندما قالت بنبرة حماسية : اللله ،، المكان هنا تحفة بجد
أعجبت عهد كثيراً بالاسطبل ،، فهي لم تري اسطبل رائع مثل هذا في مصر ،، فهي كانت تراه في البلاد الاروبية فقط علي شاشة التلفاز ،، ولكن ايمكن غرور عهد أن يسمح لها بأن تُصرح بأن الاسطبل رائع مثلما رأته!!!
فقالت لها عهد بنبرة عادية : امممم عادي يعني ،، مش الwoow
ردت عليها نيرة قائلة : حرام عليكي يا شيخة ،، ده تحفففة ،، بس أنتي عمرك ما بتقولي علي حاجة حلوة أنها حلوة
انغاظت عهد كثيراً من حديث نيرة الأخير فمن هي حتي تقول لها هذا...
فردت عليه عهد بغرور : ماهو woow بالنسبالك يا نيرة ،، أنما أنا شوفت أحلى من ده بمراحل فبقي بالنسبالي عادي يعني
قاطع حديثم شاب في أوائل الثلاثينات يتميز بالهئية والوقار والجاذبية الشديدة...
فقال هذا الرجل بابتسامة : أحم سوري يعني لو كنت قطعت كلامكوا ،، بس أنا كنت معدي وسمعت أن الاسطبل مش عاجب حضرتك يا أنسه
فحقاً انجذبت عهد لهئيه هذا الرجل ولكن تحكمت في نفسها وقررت أن لا تظهر انجذابها أمامه...
فقالت له عهد بغرورها المعهود : وحضرتك بقي يا فندم ماشي تتصنت علينا!!!
فرد عليها الرجل بغرور أكبر من غرورها بمراحل : هههههههههههه ،، اتصنت!!! هههههههههه ،، أتصدقي أنك ضحكتيني يا أنسه ،، اكيد أنا مش هسيب اشغالي علشان أجي اتصنت علي عيلة مكملتش ال20 سنة يعني ،، أنتوا اللي صوتكوا كان عالي فدي مشكلتكوا أنتوا مش مشكلتي أنا ،، وبعدين أنا غلطان علشان كنت عايز اساعدكوا ،، بس فعلاً تعمل خير متلقيش غير شر ،، حاسبي كده يا شاطرة من قدامي علشان أعرف أعدي
وبالفعل افسحت له عهد الطريق باستسلام ،، يا الله فمن يكون هذا الرجل الذي كسر حدة غرورها بغروره ،، فهي تعلم أنها مغرورة ولكن لم تكن تعلم بأن يوجد شخص مغروراً أكثر منها ،، فكيف هو لم يضعف أمام جمالها!!! ،، فكيف وصفها بالطفلة!!!! ،، فهل هي في نظره مجرد طفلة فقط!!!!
قاطع شرودها حديث صديقتها نيرة معها ،، فقالت نيرة لها بنبرة إعجاب شديدة : يا لهوي علي الجمال يا ناس هو فيه كده ،، لا وإلا الكارزما بتاعته وشخصيته ااااف بجد ،، وأنتي قدامه معرفتيش تفتحي بوقك يا عهد بنص كلمة ههههههههههههههه
انغاظت عهد كثيراً منها ،، فهذه الفتاة أخذت عليها كثيراً ويجب أن تضع لها حد...
فقالت لها عهد بنبرة إنذار : نيرة!! لآخر مرة هحذرك ،، أنا مش هسمحلك تاني أنك تقوليلي كلمة مش علي مزاجي أنتي سامعة ،، عايزة تتعاملي معايا يبقي تتكلمي معايا بأحترام غير كده متتعمليش معايا نهائي انتي فاهمة ،، ولو قولتي تاني يا نيرة كلمة مش علي مزاجي هتشوفي مني وش عمرك ما شوفتيه ومعتقدتش أنه هيعجبك ،، أديني حذرتك أهو علشان أبقى عملت اللي عليا
تفأجات نيرة كثيراً من رد عهد عليها ،، فهي لم تقول شئ كبير يستحق كل هذه المحاضرة من عهد....
فردت عليها نيرة باستغراب قائلة : وأنا عملت إيه علشان تقوليلي كل ده ،، أنتي معرفتيش تتشاطري علي الراجل اللي لسه ماشي فتيجي تطلعي غيظك منه فيا أنا!! ،، بقولك إيه أنا همشي لحد ما تهدي علشان منخسرش بعض يا عهد ،، سلام
ثم غادرت نيرة المكان وتركت عهد بمفردها...
فحقاً عهد قالت هذا لنيرة من شدة غيظها من هذا الرجل مجهول الهوية ،، فمن يكون هو حتي يتحدث معها بهذه الطريقة المتعجرفة!!....
فقالت عهد بداخل نفسها : أهدي يا عهد ومتتعصبيش ،، مش هتخلي واحد زي ده يعصبك ويبوظ اليوم ،، انسيه خالص ومتفكريش في اللي حصل ،، واتبسطي باليوم وركزي علي هدفك...
وبالفعل هدئت عهد قليلاً ،، وقررت أن تذهب لاصدقائها وتشاركهم مرحهم...
فقالت عهد بابتسامة لاصدقائها : إيه يا جماعة هتعملوا إيه دلوقتي!!
رد عليها خالد صديقها قائلاً : هنركب خيل
ابتسمت لهم عهد أبتسامه حماسية ثم قالت : طب حلو أوي وأنا كمان هركب معاكوا
ردت عليها نيرة قائلة بوجه عابس قليلاً : علي فكرة أنا قولت للراجل يجيب حصان ليكي ومنستكيش ها
ضحكت عهد كثيراً علي أسلوب صديقتها ثم قالت لها : ههههههههههه ،، أنتي حبيبتي يا نيرو
وبعد عدة دقائق جاء الرجل المسؤل عن الخيل ومعه الخيل الذي سوف يركبه الطلاب...
فقال خالد له باستفهام : إيه يا عم عبده ده ،، كده ناقص حصان أنت مجبتهوش
رد عليه عبده قائلاً بتأسف : أسف يا بيه بس الحصان اللي ناقص تعبان ومش هقدر أخرجه ليكوا
رد عليه خالد قائلاً : طب وإيه العمل
قاطعت عهد حديثهم قائلة : بس أنا شايفة في حصانين موجودين جوا أهو وباين عليهم أن صحتهم كويسة ،، أدينا واحد منهم وتبقي كده المشكلة اتحلت
رد عليها عبده قائلاً : لا يا بنتي مينفعش ،، دول ملك البيه صاحب الاسطبل ومحدش بيركبهم غيره علشان كده مقدرش اخرجهم ليكوا
ردت عليه عهد بغرور قائلة : يعني إيه ملك صاحب الاسطبل ،، الحصان اللي ناقص ده مشكلتكوا أنتوا مش مشكلتنا ،، أحنا دافعين فلوس كتير أوي علشان نيجي هنا نركب خيل وننبسط وده حقنا علي فكرة ،، فمتجيش دلوقتي ومتدناش الحصان بحجة أنه بتاع صاحب الاسطبل
أنصدم عبده من طريقة حديثها معه ،، فحتي هي لم تعطي أعتبار لفرق السن الكبير بينهما...
فقال عبده لها بهدوء : يا هانم أنا في أيدي إيه أعمله ،، صدقيني الحصان تعبان وأنا مقدرش أديكي حصان البيه صاحب الاسطبل ده ممكن يرفدني لو عملت كده
تدخلت نيرة قائلة بهدوء : لا طبعاً وأحنا ميرضناش أننا نأذيك يا راجل يا طيب ،، خلاص يا جماعة أنا مش عايزة أركب خيل ،، أنا هصوركوا
قاطعت عهد الحديث قائلة بتحدي : أنا بقي مش هركب غير الحصان الأبيض اللي هناك ده
فزع عبده من اختيارها وقال لها : لا إلا سمارة ،، مقدرش اديهالك أبداً ،، ده البيه مش بس هيرفدني ده ممكن يقتلني كمان
ردت عهد عليه قائلة بتحدي أكبر وغرور : أنا بقي مش هركب غير سمارة وغصب عنك وغصب عن صاحب الاسطبل ،، إيه رأيك بقي!!
تدخلت نيرة في الحديث لتنقذ ما تسطيع ان تنقذه ،، فقالت لها بنبرة هادئة : خلاص يا عهد مش لازم سمارة ،، اركبي أي حصان من دول
ردت عليها عهد بغرور قائلة : نيرة ملكيش دعوة بالموضوع ده لو سمحتي ،، بوص يا عم عبده أنت دلوقتي تروح لصاحب الاسطبل وقوله إني هركب سمارة ولو رفض خليني أقابله واقوله بنفسي
رد عليها عبده باستسلام قائلاً : حاضر يا هانم ،، اللي تشوفيه
وبالفعل ذهب عم عبده إلى صاحب الاسطبل حتي يقول له كل ما حدث معه ،، ولكن تفأجي عبده بأن صاحب الاسطبل رأي كل ما حدث وأنه كان يراقب كل الذي حدث معه ،، وتفأجي عبده أكثر عندما سمح صاحب الاسطبل له بأن يعطي سمارة لهذه الفتاة المتعجرفة ،، فهل هذه معجزة أم ماذا حدث لعقل صاحب الاسطبل!!!
في الإتجاه الأخر كانت عهد في غاية السعادة لأنها اشبعت نشوة غرورها ،، فهي كانت لا تريد أن تركب حصان مثل باقي زملائها فأين إذاً تميزها!!! فهي أرادت أن تركب حصان مميز عن الجميع أو لا تركب ،، ولكن من المستحيل أن تصبح عادية مثل باقي زملائها....
وبعد عدة دقائق ،، تفأجي الجميع بأن عم عبده يمسك سمارة في يده ويتجه اليهم ،، في هذه اللحظه فرحت عهد بشدة لأنها حققت ما كانت تريده...
ثم قال عبده لها بتوجس : البيه سمح أنك تركبي سمارة انا معرفش ده حصل أزاي!! ،، دي أكيد اللي حصل ده معجزة ،، بس خلي بالك عليها يا بنتي لحسن دي غالية أووي عند البيه
ردت عليه عهد بغرور قائلة : كنت متاكدة أن صاحب الاسطبل مش هيقدر يرفضلي طلب ،، وبعدين هو اللي يشوف عهد يقدر يقاوم جمالها ويرفضلها طلب برده هههههههههههههه
قاطع خالد حديثهم قائلاً : طب يالا بقي يا شباب نركب الخيل وكفاية تضيع وقت أكتر من كده
وبالفعل صعد الجميع علي الخيل ،، فمنهم من صعد بصعوبة ومنهم من صعد بشكل عادي ،، ولكن الوحيدة التي صعدت برشاقة ومهارة عالية كانت عهد ،، فحقاً من يري عهد وهي تصعد علي الخيل بهذه المهارة يُجزم علي أنها ماهرة بشدة في ركوب الخيل...
ثم بدء الجميع في التحرك والمرح علي الخيل ،، فمنهم من كان يشعر بالخوف ومنهم من شعر بالفرح ولكن عهد كانت تشعر بالتميز فهي كانت مثل الطاوس المغرور الذي يتحرك بين الجميع بكل غرور وعجرفة وتميز...
وفي هذا التوقيت قرر رجلاً ما أن يشاركهم في ركوب الخيل وتحديداً أن يشارك عهد....
فقال صاحب الاسطبل لعبده بصوت منادي قائلاً : عبددده
رد عليه عبده سريعاً قائلاً : أيوه يا بيه ،، تحت أمرك
رد عليه صاحب الاسطبل بنظرة مكر قائلاً : جهزلي فهد علشان وحشني إني أتمشى بيه شوية زي أيام زمان
تفاجي عبده كثيراً من طلب صاحب الاسطبل وقال بداخل نفسه : هو انهارده يوم المعجزات ولا إيه ،، أنا مش مصدق اللي بسمعه ده
ثم رد عليه عبده قائلاً : حاضر يا بيه ،، خمس دقائق وفهد هيكون جاهز لحضرتك
وبالفعل ذهب عبده إلى الحصان الأسود العربي الأصيل المُسمي "بفهد" ،، واحضره لصاحب الاسطبل ،، ثم خرج عبده ومعه الحصان فوجد صاحب الاسطبل في انتظاره بالخارج...
فقال عبده له بنبرة فكاهية : هههههههههه ،، أول مرة حضرتك اللي تستني فهد يا بيه ،، علطول فهد اللي بيقف يستناك لحد ما أطلع أنادي حضرتك
رد عليه صاحب الاسطبل بضحك قائلاً : هههههههههه ،، مرة من نفس فهد بقي استناه مرة في عمره ،، مش هيفضل عمره كله بيستناني بس
رد عليه عبده بنبرة مكر قائلاً : آه أكيد يا بيه ،، وأكيد سمارة خفت عليها فقولت تخلي فهد يونسها ،، صح يا بيه هههههههههههه
ضحك صاحب الاسطبل كثيراً علي أسلوب عبده ،، ثم قال له بضحك : هههههههههه ،، هو أنت يا راجل يا طيب علشان معايا بقالك 10 سنين ده يديك الحق أنك تفقسني كده علطول هههههههههههه!!!!؟
ضحك له عبده وقال : هههههههه ،، فهد جاهز يا بيه ،، أبقى سلملي علي سمارة بقي هههههههههههه
رد عليه صاحب الاسطبل قائلاً : ههههههههههه ،، ماشي يا عبده ،، يالا روح شوف شغلك وكفاية رغي بقي
ثم صعد صاحب الاسطبل علي فهد بكل مهارة واحتراف ،، وبعدها لحق صاحب الاسطبل بعهد بكل خفة ومهارة...
وبعد مرور دقائق معدودة ،، كان صاحب الاسطبل قد لحق بعهد حقاً...
فقال صاحب الاسطبل لعهد بنبرة غرور : ركوبك للخيل مش بطال علي فكرة
تفأجات عهد من هذا الصوت ،، فهذا الصوت سمعته قبل قليل ،، نعم فهذا نفس الرجل الذي أستطاع أن يكسر غرورها بغروره....
قالت له عهد بنبرة غرور وهي تلف رأسها له : هو أنت
رد عليها صاحب الاسطبل بثقة قائلاً : آه أنا
ردت عليه عهد بنبرة عبارة عن خليط من الغرور والاستفزاز قائلة : وجاي ورايا ليه يا غلس
قال لها صاحب الاسطبل بثقة كبيرة : ههههههههههه ،، حلوة غلس دي ،، يا بنتي أنتي حتي مش مراعية إني أكبر منك!! يعني المفروض تقوليلي يا عمو علي فكرة
ردت عليه عهد بغرور قائلة : أنت كبير آه في السن بس في العقل معتقدتش
رد عليها صاحب الاسطبل باستفزاز قائلاً : امممم ،، علي الأقل مش صغير في الاتنين زيك هههههههههههه
فعهد انجذبت بشدة لثقته الكبيرة بنفسه والكارزما الجذابة التي لديه ،، وطريقة حديثه معاها مختلفة جداً ،، فلم يجرء رجل أن يتحدث معها بهذا الأسلوب من قبل ،، فحقاً هي شعرت بانه خطف قلبها....
ردت عليه عهد بغرور قائلة : ومدام أنا صغيرة في السن والعقل ليه جاي ورايا
رد عليها صاحب الاسطبل بثقة قائلاً : ومين قالك إني جايلك أصلاً ،، أنا جاي أطمن علي سمارة
انغاظت عهد منه لأنه يقلل منها ثم ردت عليه بثقة عالية قائلة : ملكش دعوة بسمارة وطول ما هي معايا يبقي هي ملكي وأعمل فيها اللي أنا عايزاه وأنت ملكش علاقة بيها ،، وبعدين هو أنت فاكر نفسك صاحب الاسطبل علشان تيجي تطمن علي الفرسة المفضلة ليه ،، أنت صدقت نفسك يا بني ولا إيه هههههههههههههه
ضحك عليها كثيراً لسذاجتها فكيف هي لم تربط الأحداث وتعلم بأنه صاحب الاسطبل!!....
ثم قال لها بثقة : هههههههههه ،، علي فكرة سماره ممكن تغدر بيكي في أي لحظة باشارة مني
ردت عهد عليه بغرور وثقة قائلة : هههههههه ،، اتصدق ضحكتني ،، أولاً سمارة خلاص بقت صاحبتي وأنا كسبتها في صفي من قبل ما اركبها ،، ثانياً أن اللي واقفة قدامك دي أشطر وامهر واحدة تركب خيل ،، وعمرك ما هتشوف امهر مني
فحقاً هو الأخر انجذب لها بشدة ،، انجذب لجمالها الصارخ الذي من السهل أن يلين الحديد أمامه ،، وانجذب إلى غرورها الكبير وثقتها بنفسها.....
رد صاحب الاسطبل عليها بثقة قائلاً : أنا لفيت العالم وشوفت ناس كتير أوي فمستحيل يعني أنتي هتبقي أشطر منهم
فماذا قولت أخيراً!!! هل بالفعل أنت سافرت إلى كل بلدان العالم ،، نعم فهذا الغني الذي أبحث منه منذ أيام...
رد عهد عليه بثقة وغرور : تحب اثبتلك!! ؟
أعجب صاحب الاسطبل بنظرة التحدي التي كانت في عينيها فهو مغرم بالنساء القوية..
فرد صاحب الاسطبل بتحدي قائلاً : موافق ،، شايفة النخلة البعيدة أوي دي
ردت عهد عليه وهي تلف رأسها إلى هذه النخلة قائلة : أه شايفاها
رد عليها صاحب الاسطبل بنبرة بتحدي قائلاً : هنشوف مين اللي هيوصل هناك الأول ،، ولو أنتي ليكي عندي هدية ،، موافقة
فعهد قررت أن تركز علي هدفها مثلما قالت لها السيدة العجوز ،، وهي الآن تركز عليه وتشعر بأن هدفها يقترب منها بشدة وأنها بعد قليل سوف تحصل عليه....
فقالت له عهد بتحدي : موافقة
ثم وقف كلاً من حصان صاحب الاسطبل "فهد" وفرسة عهد "سمارة" علي خط واحد ،، وبعد عدة ثواني أطلق صاحب الاسطبل صافرة الإنطلاق ،، ثم انطلقت عهد بكل مهارة ورشاقة وكان شعرها يتطاير خلفها فاعطها جاذبية أكثر من جاذبيتها الصارخة ،، وبعدها أنطلق صاحب الاسطبل....
بطئ صاحب الاسطبل من سرعة فهد قليلاً عن قصد ثم قال بداخل نفسه : يخربيت جمالك يا شيخة ،، إيه كل الجمال ده ،، أنا لولا أني تقيل وشوفت بنات كتير كان زماني ضعفت قدامك من أول نظرة ،، بس علي مين ،، أنتي اللي هتيجي تحت رجلي مش أنا
وبعد عدة دقائق وصلت عهد هي أولاً وبعدها وصل صاحب الاسطبل "وكان متعمد ذلك"...
فقالت له عهد بنبرة عبارة عن مزيج من الفرحة والغرور : ها اقتنعت إني أشطر وامهر واحدة تركب خيل ولا لسه
رد عليها صاحب الاسطبل قائلاً : ههههههههه ،، أه اقتنعت ،، وفعلاً أنتي تستاهلي الهدية اللي وعدتك بيها ،، بس يا تري أديكي إيه مثلاً!!!
في هذا التوقيت كانت عهد تشعر بنشوة الإنتصار وشعورها بالغرور ظل يرتفع أكثر فأكثر ،، وفي الإتجاه الآخر كان صاحب الاسطبل يتحدث لها وهو يلف بحصانه حولها ،، وبدون سابق إنذار صاحب الاسطبل فعل حركة معينة لسمارة جعلتها ترفع نصفها الأول ونظراً لأن عهد لم تكن تتوقع أن سمارة سوف تفعل ذلك فوقعت علي الأرض بشدة...ياتري ايه اللي هيحصل لعهد بعد ما وقعت من علي الحصان ،، وايه هيكون رد فعلها ،، وهل هتعرف ان السبب في انها تقع هو صاحب الاسطبل ولا ،، وهل هتعرف ان الشخص اللي بيتكلم معاها ده هو صاحب الاسطبل ولا ،، لو عايزين تعرفوا كل الاجابات علي الاسئله دي ،، انتظروا البارت اللي جاااي
تااااااابعووووووااااااا... ،،،،
......................................................................
أنت تقرأ
چِـــهـــار
Romanceالحياة كالبيانو، هناك أصابع بيضاء وهي السّعادة، وهناك أصابع سوداء وهي الحزن، ولكن تأكد أنّك ستعزف بالاثنين لكي تعطى الحياة لحناً لذلك يجب عليك اولا تعلم العزف علي اوتار الحياه المتقلبة ♥