وبعد فترة من الزمن شعرت عهد بالتعب قليلاً بسبب الجري ،، وقررت أن تقف قليلاً أمام النيل حتي تأخذ نفسها ،، وتفكر مرة أخرى فإنه من الممكن بعد هذه المحاولة تستطيع أن تتخذ القرار السليم....
شردت عهد في النيل وتذكرت أيامها مع أدم ،، وأيضاً تذكرت حياتها التي تتمني أن تعيشها...
وبدون سابق إنذار وجدت يد توضع علي كتفها.....
فزعت عهد كثيراً من هذه اليد التي وضعت علي كتفها بدون سابق إنذار.....
فلفت عهد ظهرها قائلة بصدمة : مين!!!!
فكانت هذه اليد لسيدة عجوز ،، فقالت لها السيدة العجوز بابتسامة مطمئنة : أهدي يا بنتي ،، ده أنا
خافت قليلاً عهد من هذه السيدة العجوز ،، فمن تكون هذه السيدة واقتربت منها ووضعت يديها علي كتف عهد ،، ولكن حاولت أن تُخبئ شعورها بالخوف.....
فقالت لها عهد بتوجس : أنتي مين!! وعايزة مني إيه!!!
ردت عليها السيدة العجوز بابتسامة مطمئنة قائلة : لاقيتك يا بنتي واقفة هنا لوحدك وشايلة هم الدنيا ،، والدنيا أبسط بكتير من أنك تشيلي همها ،، فقولت أجي أشوفك واهون عليكي شوية ،، يمكن أقدر أساعدك
اُصيبت عهد بالحيرة ،، فهل تشكي لها همها وهي في أمس الحاجة لكي تشكي همها لأي شخص ،، أو أن تحفظه بداخلها وتظل هكذا لفترة غير معلومة ،، وبعد حيرة طالت عدة ثواني قررت عهد أن تصارح هذه السيدة بما في قلبها فمن الممكن أن تجد الحل لديها.... فقالت لها عهد بنبرة حزن : أنا تعبت أوي ومش عارفة أخد قرار ولا أختار الإختيار الصح ،، ليه الدنيا بتحطنا في اختيارات وبيبقي كل إختيار أصعب من اللي بعده
ابتسمت لها السيدة العجوز أبتسامة مطمئنة وقالت لها : طب احكيلي الحكاية من أولها يا بنتي يمكن أقدر أساعدك
تنهدت عهد ثم قالت لها :الحكاية بأختصار أن من وأنا صغيرة معرفش صديق في حياتي غير آدم ،، هو كان صاحبي واخويا ،، أي مشكلة بتحصلي بجري عليه علشان يساعدني فيها ،، الوحيد اللي كنت بتكلم معاه وأنا علي طبيعتي من غير ما أفكر في كلامي قبل ما أقوله ،، هو بجد أغلى شخص في حياتي كلها ،، يعني حياتي مينفعش تمشي من غيره ،، ممكن أتوه واعك الدنيا ومبقاش عارفة أتصرف في أي حاجة ،، هو علطول بيساعدني في كل حاجة وأي حاجة ،، وبيحميني من أي مشكلة أو أي غلط ممكن أقع فيه ،، هو علي فكرة محترم جداً وعنده أخلاق مش عند حد ،، والأهم بقي في كل ده أنه بيحبني أوي ،، لا ومش بس كده ده طلع بيحبني من زمان كمان وأنا مكنتش واخده بالي ،، أنا متاكدة إني مش هلاقي حد يحبني اده ولا حتي زيه ،، وأنا كمان بحبه ،، بس بحب أحلامي اللي نفسي احققها أكتر منه ،، أنا كنت عايزة أحقق أحلامي وهو يفضل في حياتي برده بس كصديق زي ما هو ،، بس للأسف مبقاش ينفع ،، مقدميش غير اختيارين وكل إختيار أصعب من التاني ،، الإختيار الأول هو أني أفضل مخطوبة لآدم واتنازل عن كل أحلامي اللي نفسي فيها والتاني أني أتنازل عن آدم في مقابل أحلامي اللي نفسي احققها ،، (ثم تنهدت وأكملت قائلة) شوفتي بقي الحيرة اللي أنا فيها
ظلت السيدة العجوز مبتسمة لها طوال حديث عهد ،، وأخيراً بعدما أنتهت عهد من حديثها... قالت لها السيدة العجوز بابتسامة : وأنتي إيه الأحلام اللي نفسك تحققيها يا بنتي
تحمست عهد قليلاً وقالت لها بنبرة حماسية : أنا كان نفسي أتجوز واحد غني أوي يغرقني هدايا غالية والف العالم كله وأنا معاه ،، أو مثلا واحد قمور جداً يبقي في نفس جمالي مثلاً ووانا ماشية جنبه أحس أن ماشي جنبي أحلى واحد في العالم وأحس بتفاخر كده ويبقي كل الناس بتحسدني عليه ،، أو مثلاً واحد يبقي مشهور والبلد كلها عارفاه وأبقى مرات فلان الفلاني وأبقى مشهورة زيه وتبقي كل الناس تتمني أنها تسلم عليا بس أو تاخد معايا صورة ونروح حفلات ومهرجانات ويبقي عندي فانز كتير من خلاله ،، أو مثلاً واحد عنده مكانة اجتماعية كبيرة أوي في البلد وعنده علاقات ملهاش حدود وأي حاجة اشاور عليها تبقي تحت رجلي في غمضه عين ،، واقابل سيدات المجتمع وأبقى من مستواهم كده وأبقى زيهم في كل حاجة ،، يعني مثلاً أبقى زيهم في الشكل وأسلوب الكلام والتفكير واللبس وكل حاجة.......
ظلت السيدة العجوز مُحافظه علي ابتسامتها... فردت عليها بابتسامة قائلة : احلامك يا بنتي كلها قشرة وبس ،، اهتميتي بالشكل الخارجي وقشرته ورميتي الجوهر بتاع الشئ ،، عارفة يا بنتي شكل الماسه من بره يخطف العين ويخليكي تفضلي باصة عليها وهتموتي وتلمسيها بايدك بس لو وقعت منك واتكسرت جمالها بيروح وبتبقي عبارة عن ازاز متكسر هيجرحك لو قربتي منه ،، يعني أكتر حاجه كانت خاطفاكي وكنتي هتموتي وتشتريها وتبقي ملكك هتبقي أول حاجة تجرحك وتأذيكي ،، أنتي عمرك ما هتكتفي بشخص فيه حب وأخلاق ومبادئ ،، لأن لمعة الحماس اللي شوفتها في عينك وأنتي بتتكلمي عن فارس أحلامك لاقتها مطفية وأنتي بتتكلمي عن الشخص اللي فيه الحب والأخلاق وأنه يقدر يصونك ويحافظ عليكي ،، بوصي يا بنتي أنتي عمرك ما هتحسي بقيمة الحب طول ما هو في أيديك وسهل أنك توصليله ،، هتحسي بيه لو عافرتي علشان توصلي للحب ده ،، هتحسي بيه لما يزول منك وتبقي نفسك ترجعي الحب ده تاني ،، واوعي يا بنتي تختاري الحب وأنتي مش مقدرة قيمتة الكبيرة لأنك وقتها هتظلميه وهتظلمي نفسك وهتفضلي محرومة طول عمرك من لذه الحب الحقيقية ،، مش هقولك اختاري إيه ومتختاريش إيه ،، بس افتكري أن أي إختيار هتختاريه تمنه هيتقسط علي كل يوم في عُمرك....
شعرت عهد بأن الحيرة قد أصابتها مجدداً ،، فهي كانت تظن بأن حديثها مع هذه السيدة العجوز سوف يوصلها إلى الإختيار السليم ولكن حديث السيدة العجوز أصابها بالحيرة أكثر وأكثر....
فقالت لها عهد باستفهام : يعني أختار آدم والحب والأخلاق!!!
فشعرت السيدة العجوز بأن هذا ليس الإختيار الذي تريده عهد ،، وقررت أن تضعها في إختبار بسيط لتقيس مدي تمسكها باختيار آدم....
فقالت لها السيدة العجوز بابتسامة ولمعة مكر قليلاً : على فكرة أنا أقدر احققلك كل أحلامك ،، واخليكي تقابلي الغني والحلو واللي عنده مكانة اجتماعية كبيرة والمشهور اللي كل الناس بتشاور عليه
تحول حزن عهد إلى فرحة وحماس لدرجة أنها نسيت آدم وحبه وكل شئ متعلق به ،، وانجذبت إلى لمعة أحلامها المزيفة...
فلم تشعر بنفسها إلا وهي تقول بحماس : بجد!!! ،، يعني حقيقي أنتي تقدري تخليني أقابل شخص فيه كل الحاجات دي
ابتسمت لها السيدة العجوز بحزن ،، فحزنت علي عهد التي تعرضت إلى إختبار بسيط مثل هذا وقد رسبت فيه ،، فماذا كانت عهد ستفعل في حق آدم بالمستقبل ،، ولكن هي من اختارت وكل شخص في هذه الحياه مسؤل عن اختيارته...
فقالت لها السيدة العجوز بابتسامة ممزوجة بحزن : لا ،، أنتي قولتي أربع صفات يعني أربع أشخاص ،، يعني كل صفة هتلاقيها في شخص واحد بس...
احتارت عهد لعدة ثواني ولكنها حسمت قرارها في النهاية....
وقالت لها عهد بابتسامة ولمعة حماسية زينت عينيها : تمام موافقة ،، بس أنا مش فاهمة هتعملي إيه علشان تخليني أقابل أربع أشخاص فيهم الصفات دي
ابتسمت لها السيدة العجوز وقالت لها : تعالي معايا وأنا أفهمك...
ترددت عهد قليلاً وقالت لها : هنروح فين!! ؟
ابتسمت لها السيدة العجوز بابتسامه مطمئنه وقالت لها : أطمني يا بنتي ،، تعالي معايا وهتعرفي أي أجابة عايزة تعرفيها علي أي سؤال عايزة تسأليه
ثم أخذتها السيدة العجوز من يديها وساروا في ممر غريب به اضاءه خافتة ،، ثم وصلوا إلى منزل قديم للغاية ،، شعرت عهد بداخلها بقلق شديد من هذا المكان الغريب ولكن السيدة العجوز أمسكت يديها بحنية حتي تبث لها بعض الإطمئنان....
ثم قالت لها السيدة العجوز بنبرة مطمئنة : متخفيش يا بنتي ،، تعالي معايا
استسلمت عهد لطلب السيدة العجوز ،، فلهجة هذه السيدة كان يوجد بها سحر غريب قادر علي أقناع أي شخص أمامها...
فقالت عهد لها باستسلام : حاضر
ثم دخلوا إلى هذا المنزل القديم ،، وبعدها توجههوا إلى غرفة السيدة العجوز ،، كان كل شئ بها قديم ،، الأثاث قديم والمفارش قديمة حتي الجدران كانت علي وشك السقوط فكانت قديمة للغاية....
فقالت السيدة العجوز بابتسامه مطمئنه لعهد : أقعدي هنا يا بنتي علي الكرسي ده ،، وأنا هجيب حاجة وجيالك ،، بس خلي بالك وأنتي بتقعدي ،، ده الكرسي ده بقاله آلاف السنين وممكن يقع بيكي ههههههههههه ،، فاقعدي براحة
ابتسمت لها عهد وقالت : حاضر ،، متخفيش
ثم جلست عهد بتوجس وخوف علي هذا الكرسي الذي ييلغ عمره آلاف السنوات ،، يا للهول فأن هذا الكرسي أصيل بمعني الكلمة ،، فكيف أستطاع أن يحافظ علي صلابته طوال هذة السنوات الكثيرة!!!...
وفي نفس التوقيت ذهبت السيدة العجوز وبعد عدة دقائق جاءت السيدة العجوز وكان في يديها أربع كاسات بهم مشروب غريب...
جلست السيدة العجوز أمام عهد ثم قالت لها بابتسامة : بوصي يا بنتي ،، دول أربع كاسات ،، كل كاس فيهم هيحققلك أمنيه من الأربع أمنيات بتوعك ،، يعني أول كاس ده "كاس الغني" هيخليكي تقابلي الشخص الغني اللي بتحلمي بيه...
والكاس التاني ده ،، ده "كاس الجمال" هيخليكي تقابلي الشخص الجميل اللي نفسك ترتبطي بيه...
والكاس التالت ده ،، ده "كاس المكانة الاجتماعية " لو شربتيه هتقابلي الشخص اللي عنده مكانة اجتماعية كبيرة في البلد وعنده علاقات ملهاش حدود...
وبالنسبه بقي للكاس الأخير ده ،، ده "كاس الشهرة " هيخليكي تقابلي الشخص المشهور اللي هيشهرك معاه وهيبقي عندك معجبين وكل الناس هتتمني أنها تتصور معاكي وتسلم عليكي...
في الأربع كاسات دول امنيات كل الناس هتحسدك عليها ،، لأن هيبقي معاكي الماسة اللي بتلمع اللي الكل نفسهم يقربوا منها ويلمسوها بأديهم ،، بس زي ما قولتلك الماسة دي غالية أوي وتمنها مش فلوس ،، لا ده تمنها هيتقسط علي كل دقيقة في عمرك ،، ولو محافظتيش علي الماسة دي ووقعت منك واتكسرت أنتي أول واحده هتنجرحي منها....
قلقت عهد كثيراً من كلام هذه السيدة الأخير ،، فهي شعرت بأن هذه السيدة العجوز تقول الغاز وتحمل وراء هذه الألغاز معاني قوية ومُخيفة للغاية...
فلم تدري بنفسها إلا وهي تقول لها باستفهام : أنا مش فاهمة حاجة ،، قصدك إيه من كلامك الأخير ده!!!!
ابتسمت لها السيدة العجوز وقالت لها : في مثل قديم أوي كانوا بيقولوه الستات العواجيز اللي زيي ههههههههههه ،، كانوا بيقولوا أن "دخول الحمام مش زي خروجه " ،، أنا بقي بقولك أن قبل شروبك للكاس حاجة وبعده هتبقي حاجة تانية
احتارت أكثر عهد في الغاز هذه السيدة العجوز ،، فقالت لها باستفهام : أنا بحاول أفهم كلامك بس مش فاهمة حاجة
ضحكت السيدة العجوز لها بشدة ،، فنعم ماذا تنتظر من فتاه مدللة مازلت صغيرة للغاية ولا يوجد لديها خبرة في الحياه....
فقالت لها بابتسامة : بوصي يا بنتي هقولك الكلام بلغة بسيطة علشان تفهميها ،، لو مثلاً شربتي كاس الغني ،، هتقابلي راجل غني زي ما أنتي بتحملي بس لو مقدرتيش تحافظي علي علاقتكوا وعلاقتكوا دي فشلت وقررتي أنك تنهيها وتختاري الكاس اللي بعده ،، أنتي وقتها هتبقي فقيرة ،، ولو اختارتي الجمال وفشلتي في استمرار العلاقة جمالك هيقل ،، وأنتي دلوقتي عندك صحاب كتير ومشهورة وسطهم فلو اختارتي الشهرة وفشلتي شهرتك وسط صحابك هتقل وحتي وسط الناس كلها يعني لو فيه مثلاً نسبة من الناس عارفاكي دلوقتي وأنتي بتحسي أنك مشهورة وسطهم وبتبقي واخده كل الاهتمام منهم ده مش هيبقي موجود ،، ولو اخدتي كاس المكانة الاجتماعية والعلاقات وفشلتي في أنك تخلي العلاقة دي تنجح وتستمر ،، كل علاقتك اللي موجودة دلوقتي مش هتبقي موجودة ومش هتعرفي حتي تعملي علاقات في المستقبل وعيلتك اللي عندها مكانة اجتماعية كبيرة إلى حد ما ،، المكانة الاجتماعية بتاعتهم دي مش هتبقي موجودة خالص ،، يعني هتدفعي ضريبة إذا فشلتي في كل كاس شربتيه ومعرفتيش تحافظي علي الحلم بتاعك اللي فضلتي تحلمي بيه أيام وشهور وسنين ،، فهمتيني يا بنتي!!!
شعرت عهد بأن طريقة تحقيق احلامها ليست بالسهولة التي كانت تتخيلها فهي سوف تدفع الثمن إذا فشلت في أي علاقة منهما ،، وفي هذا التوقيت سيطر عليها شعور الغرور الممزوج بالطمع ،، فهي طمعت لكي تحصل علي الماسة الالمعه التي أمامها"حلمها" وغرورها كان يتمثل في إحساسها بأنها من المؤكد أنها سوف تنجح ولن تفشل ،، وسوف تجعل العلاقة تستمر وهكذا هي ضمنت النجاح ولن تضحي بأي شيء هي تملكه ،، فهي سوف تفعل أي شئ لكي تجعل هذه العلاقة ناجحة ،، وللأسف غرورها كان أكبر منها وهئ لها بأنها سوف تنجح من أول كاس وأنها سوف تكون بغير الحاجة اللي الكاسات الباقية ،، فهي سوف تجد سعادتها من أول مرة ،، فحقاً غرورها وطمعها عمي عينيها عن الخسائر التي من الممكن أن تتعرض لها ،، وبعد هذا التفكير الكبير منها استقرت علي القرار السليم والاختيار الصحيح من وجهه نظرها الذي سوف يجلب لها السعادة التي تتمناها ،، ثم قالت عهد بابتسامة للسيدة العجوز : أنا موافقة
ابتسامة السيدة العجوز التي لم تفارق وجهها من لحظة مقابلتها لعهد تحولت إلى نظرة حزن والم علي ما سوف تراه عهد بسبب طمعها وغرورها ،، ولكن هي التي اختارت بكامل ارداتها وكل شخص يوجد علي هذه الأرض مسؤل عن اختيارته بالنتائج الملحقه بها ،، فالسيدة العجوز حاولت أن تنقذها من طمعها وغرورها ولكن للأسف فان طمع عهد في أنها تريد أن تحصل علي كل شئ وغرورها الكبير أصبحوا هذاين الصفتان أكبر من عهد ذات نفسها...
فقالت لها السيدة العجوز باستسلام : تمام يا بنتي ،، وافتكري أنك هتبقي مسؤلة عن فشل أي علاقة هتدخليها
ابتسمت لها عهد وقالت لها بنبرة غرور : أه عارفة ،، ومن أول علاقة هتدخلها هنجح وهحقق كل اللي نفسي فيه ومش هيبقي فيه فشل ولا حتي فيه كاس تاني اخده ،، أنا واثقة في نفسي
فقالت لها السيدة العجوز بابتسامة حزينة : تمام يا بنتي ،، بس قبل ما هتاخدي أي كاس من دول ،، لازم تروحي لادم وتنهي علاقتك بيه ،، وبعد ما تعملي كده تعالي ليا أنتي خلاص عرفتي الطريق وهتلاقيني مستنياكي أنا وأول كاس هتشربيه....
ابتسمت لها عهد وقالت لها باستاذان : تمام ،، عن أذنك
ردت عليها السيدة العجوز قائلة : أتفضلي يا بنتي
ثم غادرت عهد منزل السيدة العجوز ،، وتوجهت إلى الكافية التي تجلس فيه دائماً مع آدم ،، ثم طلبت آدم علي هاتفها وبعد عدة رنات رد آدم عليها...
فقالت له عهد : الو ،، أزيك يا آدم
لم يصدق آدم أذنه وقتها ،، فااخيراً بعد هذه المدة سمع صوت عهد مره أخرى..
فقال لها بفرحة كبيرة عجز أن يخبئها : أيوه يا عهد ،، أنا الحمد لله كويس ،، وأنتي عاملة إيه ،، طمنيني عليكي
شعرت عهد بالذنب من ناحية آدم فكيف هي سوف تستطيع أن تواجهه وأنها بعد عدة دقائق سوف تطلب منه أن ينهوا علاقتهم سوياً ،، ولكن لا مفر من المواجهه أكثر من ذلك...
فقالت له عهد وهي تبتلع مراره ما تشعر به : أنا الحمد لله ،، آدم أنا عايزة أقابلك ،، أنا راحة للكافية اللي بنقعد فيه علطول ،، لو أنت فاضي تعالي علشان نتكلم
فاخيراً سوف اقابلها مرة أخري في أفضل مكان بالنسبة لي ،، ولكن لم يكن يعرف آدم بأن هذه المرة هي المرة الاخيرة التي سوف يقابل بها عهد...
فقال آدم لها بفرحة صادقة : لو مش فاضي افضالك يا عهد ،، أنتي متعرفيش أنتي غالية عندي أزاي وانك أهم حاجة في حياتي أصلاً ،، نص ساعة وهتلاقيني في الكافية
ابتلعت عهد مرارة ما سوف تفعله بادم بعد قليل ،، ثم قالت له : تمام وأنا كمان قدامي حوالي نص ساعة وأوصل الكافية ،، باي
رد عليها آدم بفرحة : مع أني مش عايز أقفل معاكي لحد ما نوصل للكافية بس هسيبك براحتك ،، باي يا عهد
وبعدها أغلقوا الخط معاً ،، ومرت دقائق الإنتظار للمقابلة علي أبطالنا بطريقة مختلفة ،، فكلاً منهم كان يشعر شعور مختلف عن الآخر ،، فادم كان يشعر بسعادة كبيرة لأنه أخيراً سوف يقابل محبوبته مرة أخري بعد هذه الفترة الطويلة ،، فاخيراً بعد طول أنتظار سوف يراها مرة أخرى أمامه ،، وأذنه سوف تتراقص علي رنات صوتها العذب مرة أخرى ،، وانفه سوف تنعم برائحتها الرائعة مرة أخرى...
وعلي العكس تماماً كانت تشعر عهد بالخوف من هذه المواجهه التي سوف تحدث بعد عدة لحظات ،، فكيف ستسطتيع أن تقول لادم أنني فضلت أحلامي عليك ،، وانني علي إستعداد أن أتنازل عنك في مقابل أحلامي ولكن لا أستطيع أن أتنازل عن أحلامي حتي لو كنت أنت المقابل الذي سوف أحصل عليه ،، ظلت تحاول كثيراً أن ترتب الكلام التي سوف تقوله له ولكن للأسف لم تصل إلى نتيجه ،، فهي ظلت مشتتة هكذا ويراوضها شعور الخوف من المواجهه فقط....
في مكان أخر ،، تحديداً في المدرج...
أصرت دهب علي أن تضيف لمستها علي هذه الجزئية...
فقالت دهب بنبرة هادئة : تفتكروا أن المواجهه شئ مرعب لدرجة أننا نخاف منه!!!! هلاقي ردود عليا زي مثلاً أنا عمري ما خفت من المواجهه وأنها بتريح وبتقطع أي شعور سئ مهما كان بقي وأنها أفضل حل لأي مشكلة بين طرفين مهما كانت علاقة الطرفين دول ،، وعلي العكس تماماً هلاقي اللي بيقولي أنا علطول بخاف من المواجهه وعمري ما كان عندي الشجاعة اللي تخليني اواجهه شخص قريب مني باللي في قلبي ،، ممكن يكون خايف لعلاقتهم تبوظ أكتر أو مثلاً مش عارف هيقول إيه للشخص ده في المواجهه دي ،،
برغم كل الآراء المختلفة اللي هسمعها منكوا عن موضوع المواجهه ،، بس الأكيد في كل ده ،، أن الشخص اللي بيخاف من المواجهه هو الشخص اللي مبيكونش علي حق وهو بيبقي عارف أنه مش علي حق ،، الشخص اللي بيخاف هو اللي بيواجهه علشان ينهي العلاقة مش يبنيها أو حتي يحاول انه يرجعها زي ما كانت ،، وفي أي حالة بقي بغض النظر أنت علي حق وعايز تبني العلاقة من تاني أو أنت علي باطل وعايز تنهي العلاقة لأسباب تافة فأسلم حل هو المواجهه في الحالتين ،، واسوء حل ممكن أنك تختاره هو الهروب من المواجهه دي وانك تفضل معشم الطرف التاني على أمل للأسف مبقاش موجود ،، أظن أن رسالتي وصلت ،، نرجع بقي لحكايتنا من تاني.....
بعد مرور عدة دقائق وصل آدم إلى الكافية وأختار الطاولة التي يجلس عليها دائماً مع محبوبته عهد فهو كان علي أمل بأن عهد سوف تواجهه غرورها وتختاره هو ،، وبعدها بعدة دقائق وصلت عهد إلى الكافية وتوجهت إلى الطاولة التي كان يجلس عليها آدم ،، فجلست عهد مقابلة لآدم.....
علي الطاولة...
ساد الصمت لعدة ثواني معدودة ،، فأحب آدم أن يقطع هذا الصمت...
فقال آدم لها بابتسامة عذبة : أزيك يا عهد ،، وحشتيني
ااااااه يا آدم كفاك ،، فكلماتك البسيطة تصعب الموضوع أكثر وأكثر فماذا افعل يا الله... فردت عهد عليه بابتسامة مرتبكة : الحمد لله يا آدم ،، وأنت كمان وحشتيني
فأين كنتي يا محبوبتي طول هذه المدة ،، فأنا كنت أنتظرك منذ أيام حتي تردي لي روحي مرة أخرى....
فبتسم لها آدم ابتسامة ممزوجة بفرحة حقيقية من قلبه قائلاً : بجد يا عهد ،، يعني أنتي كنتي مفتقداني طول الوقت اللي فات ده
ردت عليه عهد بارتباك قليلاً قائلة : أحم ،، الصراحة آه يا آدم ،، كنت مفتقداك أوي
"ايمكن أن تغير عهد ما كانت تنوي فعله في آدم قبل قليل!!! ايمكن أن تهتز من داخلها بسبب رؤيتها نظرة الحب الصادقة التي تزين عين آدم!!! "
فادم من أبسط كلمات من عهد يشعر بالسعادة الحقيقة ،، فهو لا يريدها أن تقول له أشياء كثيرة هو يريد أن تظل معه فقط...
فقال آدم لها بفرحة حقيقة ونظرة عشق صادق : عارفة يا عهد أنا كنت مش مجرد مفتقدك بس ،، أنا كنت مفتفد قلبي وروحي وكياني كله ،، لو تعرفي الأسبوع ده عدي عليا أزاي ،، ده كان أسوء أسبوع يعدي عليا يا عهد ،، عارفة كنت بمسك التليفون وبجيب اسمك وببقي هموت واكلمك بس علي أخر لحظة كنت بمنع نفسي بالعافية انا لحد دلوقتي معرفش أزاي كنت بمنع نفسي ههههههههههه ،، عارفة يا عهد الحاجة الوحيدة اللي كانت بتصبرني هي صورنا مع بعض يا عهد ،، أنا مكنتش بعمل حاجة في يومي غير أني أتفرج علي صورنا وأفضل اتمل فيها وافتكر ايامنا مع بعض ،، أنا أن شاء الله هخليكي تعيشي أيام أحلى من دي مليون مرة أنتي بس ثقي فيا وثقي في حبي ليكي يا عهد وصدقيني هخليكي أسعد واحده في الدنيا.....
لماذا يا آدم تفعل بي هذا!! فأنت هكذا تجعلها صعبة أكثر وأكثر ،، فيجب أن أضع حد الآن وأمنع آدم من الإستمرار في هذا الحديث ،، فعهد كانت غير قادرة أن تسمع كل هذا الكلام منه ،، فكل هذا الكلام لم يجعل عهد تشعر بحبه أو شوقه لها ،، بل هي شعرت بتأنيب ضميرها فقط ،، وهنا قررت أن تتحدث وتقول له كل شئ بداخلها فهي لن تستطيع أن تشعر بهذا التأنيب أكثر من ذلك....
فاخذت عهد نفس عميق ثم قالت له : آدم أسمعني لو سمحت ،، أنا آه فعلاً كنت مفتقداك ،، بس مفتقدة آدم اللي كان أخويا وصاحبي مش مفتقدة آدم اللي بيحبني دلوقتي ،، آدم أفهمني لو سمحت ،، أنا فكرت كتير أوي في المقابلة دي وكنت خايفة منها وحتي معرفتش أرتب الكلام اللي عايزة اقولهولك ،، وكلامك الأخير ده صعب عليا الموضوع أكتر يا آدم ،، آدم أنت أغلى شخص في حياتي وأنت عارف ده كويس ،، والوحيد اللي كنت بفتحله قلبي من غير تردد ،، بس الكلام ده لما كنا اخوات يا آدم ،، أنا فكرت كتير ولاقيت أننا مش هينفع نبقي حاجة أكتر من أخوات ،، علاقتنا مينفعش تبقي أكتر من كده ،، وأنا مينفعش اظلمك معايا أكتر من كده يا آدم ولا ينفع أقولك خلينا صحاب وأخوات وأفضل معلقاك جنبي ،، أنسب حل اننا نبعد عن بعض خالص وأنت أنساني يا آدم وعيش حياتك من غيري عادي ،، وأنت كويس أوي يا آدم ومحترم وطموح والف واحده تتمناك ،، وأن شاء الله هتلاقي البنت اللي تستاهل حبك ده ،، بس للأسف أنا مش البنت دي يا آدم ،، أنا علشان بحبك بجد زي أخويا وأنت غالي عليا جداً ،، عمري ما هقدر اعشمك أكتر من كده ،، أمشي يا آدم وروح شوف حياتك وعيش حياتك يا آدم بس بعيد عني ،، عارفة أن كلامي صعب عليك بس أهون من أني أفضل أضحك عليك أنا مقدرش أعمل فيك كده يا آدم.....
فهذه الحقيقة التي كانت أمامي ولكن كنت أهرب منها دائماً ،، فهاهي تُقال أمامي الآن ولا مفر من الهروب منها أكثر من ذلك....
فقال آدم لها بنبرة الم ودمعة معلقة : عارفة يا عهد أحساس أن أكتر حد تحبيه في حياتك يبقي هو أكثر حد يجرحك ويخلي قلبك ينزف دم ،، طب عارفة اد إيه الإحساس ده صعب!!!!
فلم تعرف بماذا ترد عهد علي آدم ،، فهي تشعر بالمه ولكن ماذا كان عليها أن تفعل ،، فقالت له بنبرة آسفه : آدم أنا....
قاطع آدم حديثها بسرعة فقلبه أصبح ضعيف للغاية وغير قادر علي سماع حديثها أكثر من ذلك....
فقال آدم لها بنبرة الم : أنا سمعتك للآخر يا عهد ،، لو سمحتي اسمعيني أنتي شوية ،، أنا مش زعلان من كلامك علي فكرة يا عهد ،، أنا كنت هزعل أكتر لو كنتي فضلتي ساكتة أكتر من كده وكنتي عشمتيني بحاجة مستحيل تحصل ،، ساعات الحقيقة بتوجع وبتجرح بس بتكون هي الحل في الأخر ،، وأنا وعدتك أن عمري ما هبني سعادتي علي تعاستك يا عهد ،، أنا هخرج من حياتك للأبد بس لو احتاجتي أي حاجة مني أنتي عارفة عنوان بيتي وعمري ما هقفل بابي في وشك ،، اتمنالك الخير في حياتك اللي جاية وانك فعلاً تلاقي سعادتك اللي بتدوري عليها...
ثم أخرج من جيبه حساب الكافية ووضعه علي الطاولة ،، وهم للذهاب بعيداً مثلما وعدها ،، فوقف آدم ولف ظهره ولكن وجد يد باردة رقيقة تمسك يده ،، فلف ظهره لها مرة أخرى...
فعهد مهما كانت مغرورة ومتعجرفة فهي في النهاية أنسانه لديها مشاعر ،، فهي دائماً كانت تقول من سوف يجرح آدم بكلمة أو نظرة فهو لن ينال منها إلا القتل ،، فماذا تفعل الآن وهي التي جرحته فهل تقتل نفسها!!! ولكن نفسها غالية عليها فلن تستطيع أن تفعل ذلك فحتي هذا هي عاجزة أمامه ،، وفجأه وبدون مقدمات وجدت نفسها وهي تمسك يده برفق وعيونها أصبحت غير قادرة علي الصمود أكثر من ذلك فإذا كانت هي استطاعت أن تصمد أمامه بقوه فان دموعها عجزت أن تفعل مثلها وفجأه انهارت دموعها أمام صديق عمرها فنزلت دمعة هاربة علي خديها....
ثم قالت عهد بنبرة حزينة : أنا آسفه
ف للأسف يا عزيزتي عهد ،، فان وقت الأسف قد مر ،، فهذا وقت الفراق ،، ولكن آدم برغم تحكمه بنفسه فهو يصبح ضعيف أمام لمسة منها فماذا يفعل الآن ،، فود لو أخذها بين أحضانه وقال لها لا تتركيني وحيداً يا عزيزتي ،، فيومي لن يمر بدونك ،، ولكن كبرياءه منعه من أن يفعل ذلك ،، وصوت عقله نهر قلبه المغفل الذي يريد أن يتمسك بها بعد كل ما فعلته به ،، وقرر آدم أن يستسلم اخيراً لصوت عقله وأن لا يسمع لقلبه هذه المرة ،،،
فازاح آدم يديها بيده الأخرى ،، وقال آدم لها : وقت الأسف خلص خلاص يا عهد ،، خلي بالك على نفسك
وقرر أن يهرب بعيداً قبل أن يضعف أمامها أكثر من ذلك ،، فسار آدم بعيداً عنها ود لو صرخ وأخرج ما بداخله من الم ولكن لماذا لا يخرج منه صوت ،، وشرد في الذكريات التي ظلت تحاوطه من كل أتجاه....
في مكان أخر ،، بالمدرج...
فخانة الذكريات مؤلمه للغاية فبالتأكيد دهب لن تمر هذه الجزئية مرور الكرام....
فقالت لهم دهب بنبرة ثقة : عارفين إيه الألم اللي بيأذينا جامد في الفراق!!!؟ ،، لو كان الألم أننا مش هنشوف الشخص ده تاني ف ده مقدور عليه ،، هيعدي يوم وشهر وسنة وهنتعود علي عدم وجوده وهننساه مع الوقت ،، بس الألم بيبقي أكبر من كده ،، الألم الحقيقي بيبقي في الذكريات اللي بتفضل تطاردنا وتلحقنا من كل أتجاه ،، الذكريات اللي كانت أجمل حاجة في حياتنا وبتفكرنا بتفاصيل حلوة عشناها بتتحول للعنة بتسكنا ،، ومبيبقاش قدامنا غير اختيارين ،، الإختيار الأول هو أننا نستسلم للذكريات الملعونة دي لحد ما تقضي علينا وتموتنا بالبطئ ،، أو أننا نطردها من حياتنا ونقاومها ونبدء من جديد...
نرجع تاني لحكايتنا...
بعدما غادر آدم من المكان ،، ظلت عهد جالسة قليلاً تفكر في حياتها المستقبلية التي سوف تمر عليها لأول مرة بدون آدم فيها ،، فهل ستكون صعبة أم سهلة أم مثلما كانت!!!...
وبعد قليل قررت أن لا تفكر كثيراً فيما مضي وفيما سوف يأتي فقررت أنها سوف تعيش اللحظة بلحظتها وفقط ،، وقررت عهد أن تذهب إلى مكان تعرفه جيداً عن ظهر قلب...
وبعد برهه من الزمن...
وقفت عهد أمام ذلك المنزل القديم الذي تملكه هذه السيدة العجوز ،، ثم طرقت علي الباب طرقات خفيفة....
وبعد عدة لحظات فتحت لها السيدة العجوز بابتسامة : كنت متأكدة أنك هتيجي ،، بس مكنتش أعرف أنك هتيجي بالسرعة دي
ابتسمت لها عهد بارتبارك ثم أخذت نفس عميق وقالت بثقة : أنا جاهزة أشرب أول كاس.....يا تري ايه اللي هيحصل لعهد لما تشرب اول كاس ،، لو عايزين تعرفوا انتظروا البارت اللي جاااي 🔥🔥🔥🔥
تااااااابعووووووااااااا.... ،،،،
.....................................................................

أنت تقرأ
چِـــهـــار
Romanceالحياة كالبيانو، هناك أصابع بيضاء وهي السّعادة، وهناك أصابع سوداء وهي الحزن، ولكن تأكد أنّك ستعزف بالاثنين لكي تعطى الحياة لحناً لذلك يجب عليك اولا تعلم العزف علي اوتار الحياه المتقلبة ♥