Chapter 12

149 11 6
                                    


اوصل شريف عهد الي المنزل ،، وبعدها صعدت عهد الي منزلها ودخلت غرفتها واوصدت الباب عليها جيدا حتي تمنع دخول اي شخص عليها...

في هذا التوقيت قالت عهد لنفسها ببكاء : انا ازاي قدرت استحمل كل ده من شريف ،، ازاي مسبتوش من الاول ،، ازاي سكت وسمحتله انه يعمل فيا كل ده ،، ازاي مقفتوش عند حده من اول مره اتحكم فيا ،، انا اللي سمحتله انه يمد ايده عليا انا اللي غلطت من الاول ،، كان لازم اعترض علي تصرفاته اللي مكنتش بتعجبني مكنش لازم اسكت من البدايه ،، وادي تاني كاس يفشل ،، اعمل ايه دلوقتي اكمل باقي الكاسات ولا اكتفي لحد هنا ويبقي كفايه خساره لحد كده ،، انا بجد تعبانه ومش عارفه افكر ،، انا دلوقتي خسرت كتير اوي ولو كملت وفشلت هخسر أكتر ولو مكملتش هيبقي حكمت علي نفسي الخساره الابديه ،، اختار الحل اللي هيخسرني أكثر بس فيه احتمال اني انجح واعوض خسارتي دي ولا اختار الحل اللي مش هيخسرني تاني بس مش هيبقي فيه نسبه نجاح ،، انا محتاره اووي وخايفه من القرار اللي هختاره ،، دائما بتحط في موضع اني لازم اختار بين اختيارين اصعب من بعض...



بس أنا دخلت اللعبة دي ولازم أكملها للأخر ،، أنا عايزة أنجح واعوض كل الخسارة اللي حصلتلي دي ،، مش قدامي حل غير أني أخد الكاس التالت...
ولكن هل يستيطع أن يغير القدر مسارها!! أم هي سوف تظل مصممة علي اختيارها مهما فعل لها القدر من مفاجأت...
ثم دخلت عهد في نوما عميق من شده التفكير..
في صباح اليوم التالي أستيقظت عهد علي طرقات خفيفة علي باب غرفتها...
فقالت عهد بصوت نائم : أيوه أدخل
ردت عليها سوسن وهي تدخل إلى الغرفة : كل ده نوم يا عهد ،، يالا قومي يا حبيبتي كفاية نوم لحد كده
ردت عليها عهد بصوت نائم قائله : والله يا مامي أنا بقيت عايزة أفضل نايمة كده ومصحاش خالص
ردت عليها سوسن وهي تمسد علي شعرها بحنان : بعد الشر عليكي يا حبيبتي ،، طب وأنا وباباكي نعمل إيه من غيرك بس ،، متقوليش كده تاني يا عهد
ردت عليها عهد وهي تحضن والدتها بشده : حاضر يا مامي ،، أنا محتاجة حضنك أوي يا مامي ،، احضنيني جاامد
فكانت عهد تريد أن تُخبئ نفسها من الحياه القاسية بداخل حضن والدتها ،، أو كانت تريد أن ترمي كل احمالها وهمومها بداخل حضن والدتها ،، فهي تمنت أن بعد هذا الحضن ترجع عهد القديمة مرة أخرى..
تفأجات سوسن من طلب عهد ولكن لم تفعل شئ إلا أنها لبت طلب ابنتها الوحيدة ،، فحضنتها سوسن بشده وظلت تمسد علي شعرها بحنان بالغ...
وبعد مرور عده دقائق شعرت عهد بأن قلبها قد أخرج كل الهموم التي كانت بداخله ،، وشعرت براحة غريبة تغزو أوصلها ،، فحقاً يجب أن نتعرف جميعاً بأن حضن الأم عبارة عن سحر وأنه الدواء لأي تعب نفسي نحن قد نمر به...
خرجت عهد من حضن والدتها ببطئ بعدما شعرت بالراحة الكبيرة التي غزت أوصلها...
فقالت عهد لوالدتها بنبرة حانية : شكراً يا مامي
ردت عليها سوسن بنبره حانية قائله : شكراً علي إيه يا عهد ،، أنا مامتك يا حبيبتي ودي أقل حاجه أعملها ليكي ،، وبعدين هو فيه بنت تُشكر مامتها علشان حضنتها
ردت عليها عهد وهي تمسك يديها قائله : أكيد لا طبعاً يا مامي ،، بس حضرتك يا مامي مش متخيلة أنا كنت محتاجة الحضن ده أد إيه
ردت عليها سوسن بحنان وهي تمسد علي شعرها قائله : حضني دائماً مفتوحلك يا حبيبتي ،، بس قوليلي إيه اللي خلاكي في الحالة دي يا عهد!! أنتي متخانقة مع شريف ولا إيه يا عهد!!
فلم تعرف عهد بماذا تجيب ،، أهل تقول لها الحقيقة وتقول لها بأنها تركت شريف!! أم تخبئ الحقيقه قليلاً عنها!! ولكن لمتي سوف تخبئ حقيقة ما حدث!! فوالدتها سوف تعرف أن لم يكن عاجلاً فستعرف آجلاً..
وهنا انتشالتها سوسن من أفكارها المشتتة فقالت لها : إيه يا عهد سرحتي في إيه يا حبيبتي!! أنتي متخانقة مع شريف خناقه كبيرة ولا إيه
ردت عليها عهد بأرتباك قائله (فعهد قررت أن تقول لوالدتها كل شيء) : الصراحه يا مامي أنا وشريف سب....
فقاطع حديثم طرقات عنيفه علي منزلهم..
فقالت سوسن بنبره خوف : أستر يارب ،، فيه إيه
ردت عليها عهد بخوف قائله : مش عارفة يا مامي
ردت عليها سوسن بتوجس قائله : أنا هروح أفتح الباب وأشوف فيه إيه
ردت عليها عهد قائله : وأنا هاجي معاكي يا مامي
وبالفعل ذهبت سوسن وعهد لفتح الباب وفي نفس التوقيت خرج محسن من غرفته علي صوت هذه الطرقات العنيفه..
فقالت سوسن بابتسامه وهي تفتح الباب : اهلاً أهلا ،، فوزية هانم وفتحية هانم شرفونا هنا ،، اتفضلوا اتفضلوا
ردت عليها فوزية بغضب شديد قائله : أحنا مش جاين نتضايف يا سوسن هانم
ردت عليها سوسن باستغراب قائله : أنتي متعصبة ليه بس يا فوزية هانم
ردت عليها فتحية بعصبية قائله : بصي يا سوسن هانم أحنا جاين نقولكوا كلمتين وهنمشي علطول
وهنا قاطع حديثهم محسن قائلاً بنبره هادئة : يا هوانم أحنا مستعدين نسمع كل كلامكوا بس أكيد ميصحش نتكلم وأحنا واقفين كده ،، فااتفضلوا جوا في أوضه الصالون وقولوا كل اللي أنتوا عايزينه
ردت عليه فوزية علي مضدد قائله : تمام
وبالفعل دخل الجميع إلى غرفة الصالون وأثناء هذه الثواني المعدوده كانت ترسل فوزية وفتحية لعهد نظرات نارية ،، فالوحيدة التي فهمت كل شيء يحدث كانت عهد ،، فمن المؤكد بأن شريف خانها وجعلها تقف أمام المدفع بمفردها...
في غرفة الصالون جلست فوزية بجانب فتحية وكان يوجد علي وجههم ملامح تدل علي الغضب الشديد..
قال محسن لفوزية بنبره هادئه : خير يا فوزيه هانم
ردت عليه فوزيه بعصبيه قائله : محسن بيه أنا هدخل في الموضوع علطول فمن غير مقدمات وكلام كتير أنا مكنتش هجوز أبني لبنت حضرتك وكنت عايزة اجوزه بنت فتحية أختي ،، بس للأسف هو مكنش موافق وجه فضل يتحايل علينا علشان نوافق علي جوازته بعهد ،، والصراحة انا لما عرفت أنها بنتك وتعتبر من العيلة حتي لو من بعيد مش مهم أنا اتشجعت ووافقت ،، بس تيجي بنتك بعد كل ده وتسيب ابني فده مش مسموح به نهائياً
رد عليها حسين بنبرة تفأجي قائلاً : تسيب أبنك!! عهد هو أنتي وشريف سبتوا بعض!!
ردت عليه عهد بأرتباك قائله : أيوه يا بابي إمبارح باليل وحضرتك كنت نايم فمعترفش أقولك
رد محسن بنبره هادئه قائلا : تمام يا عهد ،، دي أكيد خناقة عادية يا فوزية هانم بتحصل بين أي اتنين مخطوبين
ردت عليه فوزية قائله : أنا قولت كده برده وقولت عهد هتهدي وترجع لعقلها تاني ،، كلمي شريف يا عهد واعتذريله ووافقي أن معاد فرحكوا يبقي أخر الشهر ،، وكده كده الڤيلا جاهزة ومش محتاجة أي حاجة يعني
ردت عليها عهد ببصدم قائله : أنا مستحيل أتصل اعتذرله ولا إني ارجعله تاني أصلاً
ردت عليها فوزيه بغضب قائله : لو اللي قولت عليه محصلش يا عهد يبقي عليتنا هتتبري منكوا وانتوا مش هتكونوا من العيلة العريقة بتاعتنا أبداً
ردت عليها سوسن بفزع قائله : إيه لا طبعاً يا فوزية هانم الموضوع مش هوصل لكده ،، اتصلي يا عهد دلوقتي بشريف اعتذري ليه يالا متزعليش فوزية هانم منك
ردت عليها عهد والدموع متجمعة في عينيها قائله : يا مامي مش المفروض حضرتك تعرفي الأول إيه اللي حصل بينا خلاني أوصل للمرحلة دي
ردت عليها سوسن بعصبية قائله : أحنا مش ناقصين لعب عيال ،، هيكون يعني إيه اللي حصل أكيد اتخانقتوا علي حاجة تافهة ،، اتفضلي كلمي شريف حالاً
فشعرت عهد بخيبه أمل كبيرة ثم قالت لها والدموع معلقه في عينيها : يا مامي بس انا...
وهنا قاطع محسن الحديث قائلاً : سوسن ،، لو سمحتي أسكتي أنتي دلوقتي دورك خلص ودوري أنا جه ،، قولي يا عهد يا حبيبتي إيه اللي حصل بينك وبين شريف
شعرت عهد أخيرا بأمل جديد وأن والدها هو طوق النجاه التي سوف تتعلق به....
فقالت له عهد بأرتباك : يا بابي مش هعرف أتكلم هنا
ردت عليها فوزية بعصبية قائله : عهد أنا مش فاضية للعب العيال ده ،، لتقولي اللي حصل بينكوا حالاً علشان ندور علي حل ،، لتتصلي بشريف والموضوع يتلم ،، لعيلتنا هتتبري منكوا ،، أتفضلي اختاري
فهل هذه مزحة ،، ففوزية لم تترك لعهد حرية الاختيار واجبرتها بالطريقة أن تقول كل ما حدث معها مع شريف...
فلم تجد عهد حل إلا وهي تقول باستسلام : حاضر هتكلم ،، شريف من أول يوم في الخطوبة وهو بيتحكم في كل تصرفاتي وبيجبرني علي أي حاجة بعملها مش بيسبني أفكر وأختار أو حتي اتناقش معاه ،، ولو معملتش اللي قال عليه أو عملته غلط بيعاقبني كأني عيله صغيره وبيختار أكتر حاجه ممكن تضايقني وتزعلني علشان يعاقبني بيها ،، ودائماً بيشك فيا وعايز يقفل عليا صندوق خشب دائماً حاسس إني ممكن في أي لحظة ممكن ابص لحد غيره أو ممكن اخونه مع أني مستحيل أعمل كده والله ،، وأنا استحملت كل ده وسكت استحملت تحكماته وشكه فيا حتي هو أجبرني أني محكيش لحد حتي لأمي وأنا سمعت كلامه وعملت كده ،، واتحكم في لبسي وبقي يخليني البس حاجات واسعه أوي وشكلها وحش عليا ولما اتناقشت معاه قالي لازم تتعودي علي ده لأنك هتتحجبي ،، يعني هو قرر أني اتحجب من غير ما يأخد رأيي يا بابي وأنا قولت هتناقش معاه براحه وهتكلم معاه يمكن هو يقنعني برأيه أو أنا أقنعه برأيي واستحملت كل ده ،، بس اللي مقدرتش استحمله واسكت عليه هو أن شريف يمد أيده عليا ،، إمبارح يا بابي وأحنا خارجين من الحفلة قابلنا رمزي وجه سلم علينا وشريف كلمه بأسلوب وحش جداً ،، ومكملناش دقيقة واقفين مع رمزي وبعدها شريف شدني ودخلنا العربية وشريف شك فيا إني اكون أنا اللي قولت لرمزي يجي علشان أقابله وفجاه لاقته بيضربني وبيشد شعري ،، (وفي هذا التوقيت عيون عهد خانتها وفرت منهم دموع حارقة) بجد لو كنت أقدر استحمل كنت استحملت بس أنا مقدرتش استحمل يا بابي ،، كرامتي وجعتني أوي حسيت أني بتهان يا بابي لما أخلي خطيبي يمد أيده عليا واني علشان سكت من الأول خليته يوصل للمرحلة دي
فكلمات عهد جعلت قلب والدها يتألم ولكن كلمتها الاخيرة جعلت قلبه يعتصر من الألم ،، فكيف يا صغيرتي تحملتي كل هذا بمفردك!!
ولكن تحكم محسن في اعصابه وقال بنبره حكمية : اديكي سمعتي كل حاجة حصلت يا فوزيه هانم يعني المفروض احنا اللي نطلب الاعتزار مش انتوا وأنا لو مش عامل في اعتباري أننا عيلة واحده كان زماني دفعت ابنكوا تمن اللي عمله في بنتي ده غالي أوي
ردت عليه فوزيه بنبره كلاسيكية قائله : هي ليه محسساني أنها عملت اللي مبيتعملش ،، أي بنت لازم تسمع كلام الراجل اللي هيبقي جوزها وشريف كان عارف أنك طايشة وتصرفاتك غلط علشان كده مكنش بيسمحلك أنك تتصرفي من دماغك ،، وأنتي اللي عصبتيه جداً لدرجه أنك وصلتيه لدرجه أنه يمد أيده عليكي ،، فاانتي لازم تتعلمي من اخطائك وتعرفي تتعاملي معاه وهو متعصب وتتجنبي أي حاجة ممكن تعصبه علشان الموقف ده ميتكررش تاني ،، ولو علي الأسف يا محسن بيه أنا أبني راجل ومن حقه أنه يعمل أي حاجة وواجب علي بنتك أنها تسمع كلامه في أي حاجه حتي لو قالها نُطي في البحر ،، وعلشان خاطر دموع عهد دي أنا ممكن أتنازل عن طلبي واخليهم هما الاتنين يعتذروا لبعض مع أني هقنع شريف بالعافيه علي الطلب ده
رد عليها محسن بنبره هادئة قائلاً : عارفة يا فوزيه هانم أنا مش مستغرب من كلامك ده علي فكرة ،، لأن دي البيئة اللي حضرتك عيشتي فيها ،، أنك عادي تتنازلي عن كرامتك أو إنك تقبلي تتهاني لمجرد بس إنك لازم تعملي كده علشان ده الراجل ولازم ده اللي يحصل ،، بالنسبه بقي للبيئه اللي عهد اتربت فيها واللي أنا علمته ليها عكس بيئتكوا وتفكيركوا ،، أنا علمتها يعني إيه كرامة وأزاي تعمل لنفسها كرامة قدام أي حد بغض النظر هو خطيبها ولا حتي جوزها وعلمتها انها متسمحش لأي حاجه إنها تهنها أو تيجي علي كرامتها ،، وبنتي علشان بنت أصول استحملت أبنك مره واتنين وعشره بس فيه خطوط حمرة مينفعش أي حد يخطيها ولا أبنك ولا غيره ،، بنتي ست البنات واحترمت ابنك في الصغيرة قبل الكبيرة يبقي أبنك ميجيش في الأخر ويمد أيده عليها ،، ده خط أحمر ومش مسموح ليه انه يعدي الخط الاحمر ده حتي لو كانوا اتجوزوا وخلفوا ،، علي فكرة يا فوزيه هانم أنا مش بقولك الكلام ده علشان أقنعك برأيي أو إني أقنعك بطبيعيه البيئه اللي عهد اتربت فيها أنا مجرد بس بوضحلك الصورة الكاملة ،، وفي نفس الوقت حضرتك متجبريناش اننا نقتنع بوجهه نظرك أو بالبيئه اللي اتربيتوا فيها..
ردت عليه فوزية بنبرة حادة قائله : يعني قصدك إيه يا محسن بيه
رد عليها محسن بكبرياء قائلا : قصدي إني لو كنت ممكن أرفض أن بنتي تكمل مع أبنك قراط دلوقتي أنا برفض 24 قراط ،، ولو كان فيه أحتمال واحد في المليون إن أبنك يرجع لبنتي بعد ما يعتذر ليها كتير ويكفر عن الذنب اللي هو عمله فدلوقتي انا يستحيل أسلم بنتي لواحد زي أبنك مهما أعتذر ومهما كفر عن الذنب الكبير اللي عمله
ردت عليه فوزية بغضب قائله : يبقي أنت اللي اختارت يا محسن بيه انكوا تخرجوا من عليتنا العريقة
رد عليها حسين بكبرياء قائلاً : العيلة العريقة دي مقدمتش ليا حاجة غير المنظره الكدابة يا فوزية هانم العيلة العريقة دي عمرها ما وقفت جنبي وأنا في شده أو لو تعبت ،، بس اللي وقفوا جنبي في شدتي ومرضي هما مراتي وبنتي علشان كده أنا مستعد أني أتنازل عن أي حاجه علشان أسعدهم وعلشان راحتهم ومستحيل أجي علي كرامه بنتي وأقبل أنها تتهان علشان اتمنظر وأقول إن أنا من عيلة كذا وابن عيله كذا ،، أسف يا فوزيه هانم طلبك مرفوض
ردت عليه فوزيه بعصبيه شديده قائله : العيله دي هي اللي سهلت ليك شغل كتير أوي يا حسين بيه ولو أنت نسيت أنا لازم أفكرك
رد عليها حسين بكبرياء قائلاً : وأنا مستعد أني أتنازل عن كنوز الدنيا كلها علشان كرامة أهل بيتي يا فوزية هانم
"فحقاً الأب نعمة كبيرة للغاية ،، لا نُقدر حجمها إلا في وقت الشده ،، فالاب هو السند والظهر الأول والأخير ،، فتحيه شكر لكل أب يحافظ علي أهل بيته ويُكرس جهده لاساعدهم ويتنازل عن كل شيء في سبيل راحتهم وكرامتهم"...
وهنا وقفت فوزيه وقالت لحسين بغضب شديد : يبقي من اللحظه دي أعتبر نفسك بره العيلة يا حسين بيه ،، يالا بينا يا فتحية
ردت عليها فتحيه بنبره غاضبه وهي تنهض من مكانها : يالا بينا يا فوزيه
رد عليهم حسين بنبره هادئة قائلا : نورتي يا فوزية هانم ،، نورتي يا فتحية هانم ،، طب كنتوا استنوا تشربوا حاجه الأول
ردت عليه فوزية بعجرفة قائله : شكراً يا حسين بيه ،، هنشرب في البيت ،، عن أذنكوا رد عليها حسين بابتسامة هادئه قائلاً : نورتوا والله بيتنا المتواضع ،، وصلي سلامي لمحسن بيه جوز حضرتك يا فوزية هانم
ردت عليه فوزيه علي مضدد قائله : إن شاء الله يا حسين بيه
(فحقاً هدوء وحكمه وكبرياء حسين استفز فوزية واختها بشده وجعلها تستشاط غضبا منه)
وبالفعل خرجت فوزيه واختها من منزل حسين ،، وأغلق حسين ورأهم الباب بهدوء..
بعد أغلاق الباب اترمت عهد في حضن والدها بقوه وظلت تبكي بحرقة ،، فهي أخيراً شعرت بمصدر الأمان والحماية الوحيد لها...
فقال لها والدها وهو يمسد علي شعرها بحنان : بس أهدى يا حبيبتي
ردت عليه عهد وهي تبكي في حضنه : كنت خايفة أوي يا بابي لتوافق علي طلبهم وتجبرني أني أكمل مع واحد زي شريف
رد عليها حسين بنبرة حانيه قائلاً : يبقي أنتي متعرفيش باباكي بقي يا عهد ،، يا حبيبتي انتوا أغلى حاجة في حياتي ومستحيل إني أتنازل عن كرامتكوا أو سعادتكوا لأي سبب مهما كان بقي
ردت عليه عهد قائله : ربنا يخليك ليا يا بابي وميحرمنيش منك أبداً
رد عليها حسين بنبره حانيه قائلاً وهو يمسح دموعها : وطول ماانا عايش يا عهد مش عايز أشوف دموعك دي أبداً يا حبيبتي عايز أشوف ابتسامتك وبس ،، اتفاقنا
ردت عليه عهد بابتسامه هادئه قائله : حاضر يا بابي اتفاقنا
ومرت عده أيام علي هذا اليوم ،، حاولت عهد أن تسترجع قوتها من حنان والديها عليها في هذه الفتره ،، وبالفعل أستطاع والديها أن يخرجوا عهد من هذا الاكتئاب التي كانت علي وشك الدخول به...
وبعد مرور عده أيام ،، علي سفره الطعام..
قالت عهد بابتسامه قائله : تسلم ايدك يا مامي الاكل يجنن
ردت عليها سوسن بابتسامه قائله : بالهنا والشفا يا حبيبتي
قاطع حديثهم حسين قائلا بابتسامه : عامله ايه في المذاكرة يا عهد
ردت عليه عهد بابتسامه قائله : الحمد لله يا بابي ،، كله ماشي حلو
رد عليها والدها بابتسامه قائلا : تمام يا حبيبتي ،، انا عايزك تركزي في مذاكرتك وبس الأيام دي يا عهد ،، اتفاقنا
ردت عليه عهد وهي تبلع ريقها قائله : أحم آه أكيد طبعاً يا بابي
قاطعت حديثهم سوسن بنبرة حادة قائله : متقولها الحقيقة مرة واحده يا حسين أنت عمال تزوق في الكلام ليه
رد عليها حسين بنبره انذار قائلا : بس يا سوسن ،، اسكتي
ردت عليهم عهد باستغراب قائله : هو فيه إيه يا جماعة ،، ما تفهموني
ردت عليها سوسن بنبرة حادة قائله : فيه أن متجيش علينا بعد شهر وأنتي في أيدك عريس وتبقي عايزة تتجوزيه يا عهد ،، فيه ان باباكي خسر شغله وجزء كبير من فلوسه بسببك وانه خسر علاقات كتير برده بسببك يا عهد ،، فيه أن الناس كلت وشنا وانك اتخطبتي تلت مرات في أقل من سنه يا عهد وكلام الناس مبيرحمش
ردت عليها عهد بارتباك قائله : بس أنا مكنتش أقصد والله يا بابي إني أعمل كده أنا بجد آسفه
رد عليها حسين بابتسامه عذبه قائلاً : أنتي معملتيش حاجة يا عهد ده نصيبنا يا حبيبتي
ردت عليهم سوسن بنبره حاده قائله : وحتي لو أنت اتنازلت عن دي يا حسين ومحملتهاش نتيجه اللي أنت وصلتله في شغلك دلوقتي ،، هنعمل إيه في كلام الناس
ردت عليها عهد باستنكار قائله : وأحنا مالنا بالناس يا مامي ،، هما الناس دول بيأكلونا ولا بيشربونا
ردت عليها سوسن بنبرة حادة قائله : لا يا عهد الناس مش بتأكلنا أو بتشربنا بس أحنا عايشين وسطهم يا عهد ومش هنسلم من كلامهم لو فضلنا نوافق علي أي حد انتي تجبيه البيت
ردت عليها عهد قائله : يا مامي أنا مش بجبركوا انكوا توافقوا ومتنكريش أن الشخص ده بيكون مناسب وبيعجبك وانتي بنفسك بتبقي وقتها بتدعي أنه يكون من نصيبي
ردت سوسن عليها قائله : وأنا هعرف منين أن أخلاقه مش كويسة وإن بيبقي فيه عيب زي الزفت
ردت عليها عهد قائله : يبقي ده مش ذنبي بقي يا مامي
(فحقا سوسن مثل أي أم مصرية تخاف علي سمعة ابنتها من حديث الناس الذي يكون مثل الخناجر التي تغرس بهم بدون رحمة ،، ولكن هذا ما كانت تريده عهد في البداية وفي نفس التوقيت هذا ما اغري عيون سوسن في البداية ،، فاي أم تتمني أن تحصل ابنتها علي شخص ذو إمكانيات رائعة ولكن للاسف في وقتها تتغاضي عن الأخلاق وتدعي فقط أن يكون من نصيبها وأن يكون ذو أخلاق حميدة )
ردت عليها سوسن قائله : عهد أحنا سبناكي تختاري تلت مرات والتلاتة فشلوا يبقي سبينا أحنا نختارلك مرة يمكن المرة دي تنجح
ردت عليها عهد قائله : مامي أنا مستحيل أتجوز بالطريقة دي ،، أنا مش هتجوز جواز صالونات يا مامي
ردت عليها سوسن قائله : وأحنا خدنا إيه يعني من الجواز التاني بتاعك ده ما سبتيهم كلهم يا عهد
ردت عليها عهد قائله : علشان مكنوش مناسبين يا مامي وكل واحد فيهم كان فيه عيب مقدرتش اتأقلم عليه
ردت عليه سوسن قائله : بقولك إيه أنا كلامي خلص وده الكلام اللي اتفاقنا عليه أنا وباباكي
ردت عليها عهد قائله : حتي انت كمان يا بابي!!
رد عليها حسين بحكمه قائلاً : بوصي يا عهد أنا عمري ما اجبرتك علي حاجة يا بنتي بس كلام مامتك صح وأحنا عايشين وسط مجتمع ووسط ناس كتير يا بنتي أحنا مش عايشين لوحدنا في المجتمع
ردت عليه عهد بصدمة قائله : يعني يا بابي هتجبولي واحد معرفوش وتقولولي يالا هو ده اللي هتتجوزيه
رد عليها حسين قائلاً : لا يا بنتي أحنا عمرنا ما هنعمل كده ،، أنتي لما تحسي أنك جاهزة للموضوع ده قولي لمامتك ووقتها مامتك هتشوفلك ولد محترم وهنبقي سألين عليه كويس وسألين علي أخلاقه قبل ما ندخله بيتنا ولو ارتاحتي معاه يا بنتي يبقي كان بها مرتحتيش ومحستيش بقبول خلاص يا حبيبتي احنا مش هنجبرك علي حاجه مهما كانت
ردت عليه عهد علي مضدد قائله : بس يا بابي...
قاطعت حديثها سوسن فقالت لها بنبره حاده : عهد باباكي قالك الكلام اللي هيحصل والكلام ده ميفهوش نقاش ،، ده الناس لسه فاكرة موضوع آدم وبتتكلم فيه
ردت عليها عهد قائله : يا مامي وأنا مالي بالناس ،، هما الناس اللي هيحددوا حياتي هتمشي أزاي
ردت عليها سوسن بحدة قائله : عهد مش عايزين كلام كتير في الموضوع ده ،، ويالا اتفضلي أدخلي ذاكري
ردت عليها عهد قائله : لا أنا مش قادرة أذاكر ،، انا هنزل اتمشي تحت شويه علشان أقدر أرجع أذاكر تاني بعد القرارت الغريبة دي اللي أنتوا قررتوها
رد عليها حسين قائلاً : تمام يا حبيبتي وافتكري دائماً أننا عايزين مصلحتك وعمرنا ما هنخليكي تعملي حاجة غصب عنك
ردت عليه عهد قائلة : حاضر يا بابي
رد عليها حسين قائلاً : خلي بالك على نفسك يا حبيبتي
ردت عليه عهد قائله : حاضر يا بابي ،، باااي
وبالفعل غادرت عهد المنزل ونزلت الشارع حتي تتمشي قليلا وتاخذ نفسها من هذه القرارت المفأجاه التي صدمتها..
قالت سوسن لحسين : سبتها تنزل ليه يا حسين
رد عليها حسين قائلا : هنحبسها في البيت يعني يا سوسن خليها تنزل تشم هوا ومتنسيش برده إن القرارات اللي قولنهلها مش سهلة عليها
ردت عليه سوسن قائله : مااحنا عايزين مصلحتها يا حسين أحنا عملنا كده يعني علشان نضرها ،، ربنا يهديكي يا بنتي ويكفي شر ولاد الحرام..
في مكان أخر ،، تحديداً علي النيل...
قالت عهد بداخل نفسها وهي ناظره للنيل بشرود : وبعدين هعمل إيه دلوقتي بس ،، مامي وبابي حطوني قدام الأمر الواقع واجبروني علي حل أنا مش عايزاه ،، طب أنا كده مش هعرف أشرب باقي الكاسات يعني ،، كده أحلامي خلاص ادمرت وانتهت يعني ،، لا أنا مش هسمح لحاجه أنها تدمر أحلامي ،، أنا لازم أفكر في حل يخليني أشرب باقي الكاسات...
وبعد فتره كبيرة من التفكير ،، وجدت عهد اخيراً الطريقة المثلي التي سوف تحقق أحلامها من خلالها وفي نفس التوقيت بدون أن تغضب والديها وبدون أن تعطي للمجتمع فرصه حتي يتحدثوا عنها...

يا تري ايه هي الطريقه دي!! ؟ وياتري ايه اللي هيحصل في حياه عهد بعد كده!! ؟
لو عايزين تعرفوا كل ده انتظروا البارت اللي جااااي  🔥🔥🔥🔥

تااااااابعووووووااااااا ،،،...

..................................................................

چِـــهـــارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن