*الحكاية التانية*...
وبعد عده أيام هدئت عهد قليلاً وقررت أن تترك الماضي باحزانه كما هو وأن تفكر في المستقبل...
فلم تشعر بنفسها الا وهي ذاهبه الي مكان معين تعرفه عن ظهر قلب...
طرقت عهد طرقات خفيفه علي باب يخص منزل قديم للغايه...
وبعد عده ثواني فتحت السيده العجوز لعهد الباب..
ثم قالت السيده العجوز لعهد : اهلا يا بنتي ،، تعالي اتفضلي
دخلت عهد الي منزل السيده العجوز ،، ثم جلست علي الكرسي المخصص لها...
قالت لها السيده العجوز بابتسامه : ازيك يا بنتي عامله ايه
ردت عليها عهد بارتباك قائله : انا مش كويسه خالص ،، ومحتاجه اني اشرب الكاس التاني دلوقتي...
ردت عليها السيدة العجوز بجدية قائلة : أنتي متأكده يا بنتي ،، ولا عايزة تخدي فترة راحة شوية وبعدين تدخلي في علاقة تانية
ردت عليها عهد بدموع معلقة قائلة : كنت فاكرة إن الفلوس ممكن تغنيني عن أي حاجة بس مقدرتش تغنيني عن كرامتي وعن مشاعري ،، هو كان فيه كل حاجة كويسة أوي وكل حاجة كانت ماشية حلو لآخر لحظة لحد ما اكتشفت أنه كداب ،، عارفة أنا فكرت أني أكمل معاه حياتي بس مقدرتش كان مجرد تفكير جرئ وأنا أجبن بكتير من أني انفذه ،، مقدرتش أتخيل نفسي مع واحد كداب ،، مقدرتش أتخيل أن حياتي هتبقي عبارة عن كدب وبس ده من البداية خالص كدب عليا في حاجة مهمة جداً ومقاليش الحقيقة علشان يسبلي حرية الإختيار لاء ده كدب عليا وحتي مش معترف أنه كداب ،، وقتها كان لازم اتخذ قرار واتحمل نتيجته وللأسف نتيجته كانت قاسية جداً ،، أبويا خسر شغله وفلوسه بسببي وأنا مقدرتش أعمله حاجة ،، علشان كده أنا عايزة أشرب الكاس التاني يمكن يساعد أهلي ويمكن يخرجني من اللي أنا فيه ده....
ردت عليها السيدة العجوز بابتسامة حزينة قائلة : أنا حذرتك يا بنتي من قبل ما تشربيه ودلوقتي بحذرك تاني من قبل ما تشربي الكاس التاني
ردت عليها عهد بابتسامة قائلة : مش هخسر أكتر من اللي خسرته وأنا خلاص دخلت اللعبة دي ومش هخرج منها غير لما أخلصها
ردت عليها السيدة العجوز بنبرة حزن قائلة : يا خوفي لتخلص هي عليكي ،، علي العموم قوليلي إيه الكاس التاني اللي عايزاه
ردت عليها عهد بتفكير قائلة : امممم ،، عايزة اللي عنده علاقات كتيرة أوي وصاحب المكانة الاجتماعيه العالية ،، بعلاقاته هيعيشني ملكة ووقتها هكون أسعد واحدة في الدنيا وهيحققلي كل أحلامي
ردت عليها السيدة العجوز بابتسامة صغيرة قائلة : ماشي يا بنتي ،، ثانية واحده هروح أجبلك الكاس التاني..
وبالفعل ذهبت السيدة العجوز إلى مكان الكاسات ثم أخذت الكأس الثاني وتوجهت إلى عهد مرة أخرى...
قالت السيدة العجوز لعهد بابتسامة : الكاس التاني يا بنتي أهو
ردت عليها عهد بابتسامة وهي تأخذ منها الكأس قائلة : ميرسي أوي
وبالفعل شربت عهد الكأس الثاني بأكمله...
قالت لها السيده العجوز بابتسامة مطمئنة قائلة : متنسيش كلمة السر يا بنتي ،، لو ركزتي علي هدفك
ردت عليها عهد بابتسامة عذبة قائلة : هتلاقيه بين ايديكي ،، أطمني أنا حفظت الكلمة دي وبفضل أقولها لنفسي كتير
ردت عليها السيدة العجوز قائلة بابتسامة : الأهم من الحفظ هو أنك تفهمي اللي ورا الكلام
ردت عليها عهد بتسأُل قائلة : قصدك إيه!!
ردت عليها السيدة العجوز بابتسامة قائلة : كل حاجة هتعرفها في وقتها يا بنتي ،، يالا قومي روحي بيتك علشان متتأخريش أكتر من كده
ردت عليها عهد بابتسامة عذبة قائلة : حاضر ،، باااي
ردت عليها السيدة العجوز بابتسامة قائلة : مع السلامة يا بنتي
وبالفعل غادرت عهد المكان وذهبت إلى منزلها مره أخرى..
صعدت عهد الي منزلها ثم أخذت حمام دافئ حتي ترمي من علي ظهرها الهموم التي حملتها مؤخراً ،، فالحمام الدافئ جعل ذهنها صافي قليلاً وجعلها قادرة علي التفكير في التجربة الجديدة التي هي علي وشك أن تدخل بها....
حفظت عهد علي جملة السيدة العجوز وظلت ترددها كثيراً ،، ومر عده أيام علي المقابلة الاخيرة التي دارت بين عهد والسيدة العجوز ولم يحدث بهم اشياء مهمة تُذكر ،، ولكن لم تيأس عهد وظلت تنتظر الفرصة التي ستجمعها بفارس أحلامها...
وبعد حوالي 10 أيام ،، أستيقظت عهد من نومها ونظرت في الساعة المعلقة وجدت نفسها قد تأخرت كثيراً علي كليتها وأنها اليوم سوف تخضع لامتحان هام أيضاً ،، فنهضت عهد سريعاً وأرتدت أي شئ جاء أمامها ثم عقصت شعرها إلى الخلف وانطلقت إلى كليتها...
حاولت عهد أن توقف تاكسي مثل كل يوم ولكن لم تجد ،، ولم تجد حل أمامها غير أتوبيس النقل العام!!
قالت عهد لنفسها بشمئزاز : أنا مستحيل أقدر أركب الأتوبيس ده ،، ياربي بجد هو فيه إيه ،، ما هو المصايب مش بتحصل غير مع بعض
ويوجد مقوله تقول "إن الوقت كالسيف أن لم تقطعه قطعك" ،، فالوقت الذي يمر بسرعة البرق لم يترك لعهد حلول أخرى غير أتوبيس النقل العام...
فلم تدري عهد بنفسها إلا وهي تصعد إلي الأتوبيس وتذهب ناحيه كرسي فارغ حتي تجلس عليه...
ظلت عهد مصدومة قليلاً بالفعلة التي فعلتها وأنها حقاً ركبت أتوبيس نقل عام ،، وظلت مصدومة من هذا الزدحام الكثير التي وجدته قد املئ أرجاء الأتوبيس مع أول خطوة خطاها الأتوبيس...
وبدون سابق إنذار قاطع شرودها الرجل الذي يأخذ الاجره ،، وهو يقول لها بصوت منادي : الاجره يا أبله ،، يا أبله الاجره ،، يا ااابله ،، هي شكلها مبتسمعش ولا إيه ،، يااا ابله الاجره
ردت عليه عهد وهي تفيق من شرودها قائله : ها ،، نعم حضرتك عايز إيه
رد عليها الرجل قائلاً : ما أنتي بتسمعي أهو بقالي ساعة بقولك الاجره يا أبله
قالت عهد بداخل نفسها بشمئزاز : أبله!!! أنا بقي يتقالي أبله علي أخر الزمن!!
قال لها الرجل بصوت منادي مرة أخرى : يا أبله أنتي سرحانة في إيه ،، أنا بقولك عايز الاجره
ردت عليه عهد قائلة : ماشي خلاص سمعت ،، كام الاجره دي
رد عليها الرجل قائلاً : تلاتة جنية يا أبله
ردت عليه عهد بصدمة قائلة : تلاتة جنية بس!!
رد عليها الرجل قائلاً : أيوه يا أبله تلاتة جنية بس أنتي شكلك أول مرة تركبي أتوبيس ولا إيه
ردت عليه عهد بأرتباك قائلة : ااه أول مرة أركب الأتوبيس ده ،، أتفضل الفلوس
قال لها الرجل بابتسامه وهو يعطيها التذكرة : وأن شاء الله متكونش أخر مره ،، عن إذنك يا أبله
في البداية عهد كانت تشعر باشمئزاز من المكان ومن بداخل المكان ،، ولكن قطع اشمئزازها رجل كبير في السن ظل يقول نكات هو وزوجته للاتوبيس بأكمله حتي يهون علي نفسه ويهون علي الركاب مرارة هذه التوصيلة ،، وبالفعل نسي الجميع الازدحام ودرجة الحرارة المرتفعة وظلوا يضحكوا علي نكات هذا الرجل ويشاركوه الحديث...
وفي هذا التوقيت قالت عهد لنفسها : هههههههههه ،، أنتوا ناس غريبة أوي يا مصريين يعني في عز المواقف الصعبة بتهونوا علي نفسكوا بخفة الدم دي ،، والله لو أنا حبيت المكان الزحمة ده هيبقي علشان خفه دمكوا بس
وقاطع شرودها سائق الأتوبيس وهو يقول بصوت منادي : حد نازل عند الجامعة يا جماعة
ردت عليه عهد بصوت عالي قائلة : أيوه أنا نازلة
رد عليها السائق قائلاً : طب يالا يا أنسه أنزلي بسرعه قبل ما الاشاره تفتح
ردت عليه عهد قائلة : حاضر حاضر ،، عن إذنك يا حج ،، عن إذنك لو سمحت ،، عن إذنك يا حاجه وسعي علشان أنزل
وأخيراً وبعد عناء كبير وصلت عهد إلى باب الأتوبيس...
فقالت عهد لسائق الأتوبيس : لو سمحت أقف علشان أعرف أنزل
رد عليها السائق قائلاً : ماأنا واقف أهو يا أبله
ردت عليه عهد قائلة : لا الأتوبيس بيتحرك براحة أهو
رد عليها الساىق بنفاذ صبر قائلاً : يالا يا أبله نطي وانزلي ،، 5 ثواني والاشارة هتفتح ،، يالا يا أبله
ولم تجد عهد نفسها إلا وهي بالفعل تقفز من الأتوبيس فهذا كان أخر شيء تتوقع عهد أن تفعله ،، ولكن عهد قفزت بشكل غير صحيح فقدمها لفت حول نفسها وهذا أدى إلى وقوع عهد أمام سيارة كانت علي وشك أن تصطدم بها ولكن السيارة وقفت فجاه ونزل من السيارة رجل ذو هئية ووقار...
قال لها الرجل بعنف : أنتي يا أنسه مش تفتحي ،، جاية تقعي قدام العربية بتاعتي بالظبط
ردت عليه عهد بأرتباك قائلة : أنا أنا كنت بنزل من الأتوبيس وهو كان ماشي وأنا قولتله أقف بس هو مرضيش بجد سوري
فعهد كانت في حالة صدمة كبيرة مما يحدث لها منذ الصباح الباكر...
رد عليها الرجل بعنف قائلاً : طب يالا قومي بدل ما أنتي قاعدة في نص الشارع كده ووقفتي الطريق
بهذا الوقت كانت بدئت عهد في الافاقة من صدمتها ثم نهضت من مكانها وقفت أمامه بغرور....
فردت عليه عهد بغرور ممزوج بعصبية قائلة : أنت أزاي تسمح لنفسك أنك تكلمني بالأسلوب ده ،، أنت مجنون!!!
رد عليها الرجل بعصبية قائلاً : أنتي اللي اتجننتي رسمي بقي ،، يعني أنتي اللي غلطانة وكمان بتقلي أدبك
ردت عليه عهد بعصبية شديدة قائلة : أنا محترمة غصب عنك
وهنا تدخل رجل مسن في الحديث حتي ينقذ الموقف ،، فقال لهم بهدوء : بس يا بنتي عيب ده أكبر منك وأنت يا بني أعذر البنت صغيرة ومش متعودة علي ركوب الاتوبيسات ،، يالا يا بنتي روحي شوفي كنتي راحة فين وأنت يا بني أركب عربيتك وأطلع علشان الشارع واقف بسببكوا
فوقار هذا الرجل المسن جعل عهد وصاحب السيارة يستسلموا لما قاله لهم...
فقال صاحب السيارة للرجل المسن : حاضر يا حج أنا همشي بس علشان خاطرك أنت
ثم ردت عهد علي الرجل المسن بتحدي قائلة : وأنا كمان يا عمو همشي علشان خاطرك أنت
رد عليهم الرجل المسن بابتسامة عذبة قائلاً : ههههههههه ،، ربنا يهديكوا يا ولاد
وبالفعل صعد الرجل إلى سيارته وذهبت عهد إلى جامعتها وسار الشارع كما يرام...
في الجامعة...
قالت نيرة لصديقتها عهد : كل ده تأخير يا عهد يا بنتي حرام عليكي ده أمتحان مش رحلة ولا محاضرة عادية
ردت عليها عهد بارهاق قائلة : أسكتي والنبي يا نيرة لحسن انهارده اليوم مكنش حلو خالص واتختمت بواحد غلس ورخم اتخانق معايا قدام الجامعة
ردت عليها نيرة بصدمة قائلة : إيه اتخانقتي مع واحد قدام الجامعة!!! ،، طب قوليلي بسرعة شكله كان عامل أزاي كان قمور يعني ولا وحش
ردت عليها عهد بتأفف قائلة : شوف والنبي أنا بقول إيه وأنتي بتقولي إيه ،، يالا يا نيرة علشان يدوبك نحضر الامتحان وربنا يهديكي يا حبيبتي
ردت عليها نيرة بابتسامة قائلة : هو أنا مقولتلكيش مش الامتحان اتأجل للأسبوع الجاي والدكتور هيدينا محاضرة انهارده عن العلاقات العامة وكده وجايب واحد عنده علاقات كتير وهيقولنا خبرته بقي في الحياه وأزاي كون كل العلاقات دي
ردت عليها عهد بعصبية قائلة : أنتي بتهزري يا نيرة وليه متصلتيش قولتيلي كل الكلام ده في التليفون لو كنتي قولتيلي مكنش حصل كل اللي حصلي انهارده ده
ردت عليها نيرة بتلقائية قائلة : يا عهد العيال جابوا فطار وأنا اتلخمت معاهم وكنت هقولك والله أول ما نخلص أكل
ردت عليها عهد بعصبية قائلة : أنتي بجد مستفزة ،، بقولك إيه أنا هروح البيت علشان مش طايقة نفسي
ردت عليها نيرة قائلة : بس الدكتور قال أنه هياخد أسماء الناس اللي هتحضر المحاضرة دي واللي مش هيحضروا هينقصهم في درجات الامتحان الجاي
ردت عليها عهد بتأفف قائلة : ااااف أصل أنا ناقصة ،، خلاص هحضر المحاضرة وامري لله
ردت عليها نيرة بتلقائية قائلة : مش هتفطري طب
فردت عليها عهد بعصبية قائلة : نيرة أبعدي عن وشي علشان أنا هرتكب جريمة بسببك
ثم ابتعدت عهد عن نيرة سريعاً وذهبت إلى المدرج واختارت بينچ في نهاية الصف حتي تستريح قليلاً من هذا اليوم المرهق...
وبعد عدة دقائق بدء الطلاب والطالبات يدخلون إلى المدرج وبعدها دخل الدكتور الخاص بهم وكان معه رجلاً أخر في أوائل الاربيعينات فشعره قد صُبغ معظمه باللون الأبيض وهذا الشعر الابيض جعل له جاذبية كبيرة وكارزما خاصة وفي نفس التوقيت كانت صحته جيدة للغاية فكان يظهر عليه قوه عضلاته وصلابتها وفي نفس التوقيت كان يظهر عليه الحسم والصرامة...
فقال الدكتور لهم : صباح الخير ،، أحب أعرفكم باستاذ شريف منصور ،، هو أكتر حد عنده علاقات في مصر كلها ،، أتفضل يا أستاذ شريف احكيلهم عن قصة كفاحك اللي خلتك في الأخر صاحب كل العلاقات دي
وهنا تولي شريف منصور مهمة الحديث فقال لهم بجدية : صباح الخير أولاً ،، وثانياً بقي أنا مش جاي أقول قصة كفاح أو اقولكوا علي خطوات معينة تمشوا عليها وفجأه تلاقوا نفسكوا بتمتلكوا علاقات كتير جداً ،، أنا هتكلم في نقطه تانية خالص...(ثم أكمل حديثه)...
وهنا قالت نيرة بصوت منخفض لعهد أثناء حديث شريف : يا لهوي يا عهد علي القمر ده أينعم شعره أبيض بس شعره الأبيض ده مخليه أحلى بكتير وعنده كارزما كده بجد اااف يخربيته
ردت عليها عهد بصوت منخفض : أنتي لو شوفتي كلب في الشارع يا نيرة هتقولي نفس الكلمتين دول بالظبط
وهنا سمع شريف همس من بعض الطلبة وعندما التفت إلى البينچ الأخير وجدها هي نفس الفتاه التي تشاجرت معه منذ قليل ،، فها قد اتته الفرصة لكي يأخذ حقه منها...
فقال شريف لها بنبرة صارمة : أنتي يا أنسه
انفزعت عهد كثيراً من نبرته الحادة ثم قالت له بأرتباك : أحم ،، حضرتك بتنادي عليا أنا
رد عليها شريف بسخرية قائلاً : إيه بنادي عليكي دي هو أحنا في سوق يا أنسه
فضحك جميع الطلاب علي جملة شريف الاخيره وشعرت عهد بخجل شديد فهي لها وقارها وسط زملائها فهكذا هي علي وشك أن تخسر هذا الوقار بسبب هذا الشخص البغيض...
فردت عهد عليه بكبرياء قائلة : والله أستاذ شريف مقالش حاجة تضحك علشان كلكوا تضحكوا عليا ،، ومامي كانت بتقولي وأنا صغيرة أن الضحك من غير سبب يعتبر قلة أدب
فرد عليها طالب قائلاً : قصدك إيه يا عهد
وهنا تدخل شريف في الحديث فقال : أنا سمحتلك أنك تتكلم!!
رد عليه الطالب بأحراج قائلاً : لا يا دكتور بس هي.....
فقاطع شريف حديثه قائلاً : يبقي تسكت خالص لحد ما أنا اسمحلك أنك تتكلم
رد عليه الطالب معتذراً قائلاً : أحم ،، أنا أسف
وهنا أكمل شريف حديثه مع عهد قائلاً : أخر حاجة كنت بقولها إيه يا أنسه
ردت عليه عهد بكبرياء قائلة : مش عارفة ،، صاحبتي كانت عماله تتكلم معايا ومعرفتش أركز مع حضرتك
في نفس التوقيت قالت عهد لنفسها : مش هنولك اللي في بالك يا شريف ومش هسمحلك أنك تقل من شكلي قدام حد ،، وهتشوف أنا هعمل فيك إيه
فرد عليها شريف بسخرية قائلاً : وإيه بقي الكلام المهم اللي صاحبتك كانت بتقولهولك وخلاكي متركزيش في كلامي
ردت عليه عهد بكبرياء قائلة : كانت معجبة بحضرتك وعماله تتغزل فيك وأنا كنت بقولها أنها لو شافت أي حد هتقول عليه كده وأن حضرتك عادي يعني واحد زي أي واحد
وهنا همست نيرة قائلة : يخربيت سنينك ودتيني في داهية
فالأول مرة فتاه تملك الجُرئه لكي تقول هذا لشريف....
فرد عليها شريف قائلاً : أنا الصراحة متفاجئ من جرائتك ،، أزاي تقدري أنك تقولي قدامي كده وبعدين أنتي عارفة إنك كده ممكن تأذي صاحبتك
ردت عليه عهد بكبرياء قائلة : أستاذ شريف أنا ممكن أكون مغرورة وشايفة نفسي ودي حاجة الكل عارفها وأنا مش مضايقة منها علي فكرة ،، بس أنا مش كدابة وبكره الكدب كره العمي ومعنديش إستعداد أني أكذب علشان خاطر حد ،، هي لو عملت حاجة غلط واتعاقبت عليها يبقي هتعاقب علشان اللي عملته غلط مش علشان أنا قولت الحقيقة
رد عليها شريف بنظرة إعجاب قائلاً : طب أتفضلي أقعدي يا أنسه... اسمك إيه صحيح!! ؟
ردت عليه عهد بثقة قائلة : أسمي عهد
رد عليها شريف بنظرة إعجاب قائلاً : أتفضلي أقعدي يا أنسه عهد وياريت تركزي في المحاضرة وسيبك من كلام صاحبتك
ردت عليه عهد بثقة قائلة : حاضر يا أستاذ شريف
وبعدها جلست عهد واكمل شريف المحاضرة وتفاعل عدد كبير من الطلاب معه فحقاً كانت المحاضرة ممتعة للغاية واستفاد منها عدد كبير من الطلاب...
بعد أنتهاء المحاضرة..
قالت نيرة لعهد بعصبية : أنتي بتسلميني لاستاذ شريف يا عهد علشان تنقذي نفسك
ردت عليها عهد بهدوء قائلة : انا مسلمتكيش لحد ،، لسانك ده اللي سلمك ،، وأنا قولت الحقيقة اللي حصلت وأنا يا نيرة معنديش إستعداد إني اكدب ولا علشانك ولا علشان غيرك ،، وبعدين ما أستاذ شريف معملكيش حاجة أهو
ردت عليها نيرة بغيظ قائلة : بس أنتي احرجتيني قدام الدفعة كلها ،، يقولوا عليا إيه دلوقتي
ردت عليها عهد بضحك قائلة : ههههههههه ،، لا أطمني الدفعه كلها عارفة أنك بتعجبي بأي راجل معدي ،، بقولك إيه أنا هروح البيت علشان أنتي صدعتيني الصراحة ،، باااي
وبعدها تركت عهد نيرة وسط غيظها بمفردها ،، فعهد لم تفعل هذا لتحرج صديقتها فهي فعلت هذا لكي لا تترك أي فرصة لشريف بأن يحرجها وسط زملائها...
وبعد عدة لحظات وقفت عهد أمام الباب الرئيسي للجامعة منتظرة تاكسي ليوصلها إلى منزلها فهي لن تكرر تجربة الأتوبيس هذه مره أخرى...
فقال شريف لعهد بصوت منادي : تحبي أوصلك
ردت عليه عهد بكبرياء قائلة : هو حضرتك فاكريني إيه!!
رد عليها شريف بثقة قائلاً : فهمتيني غلط برده ههههههههههه ،، علي فكرة أنا نيتي أني أوصلك بس مفيش في نيتي إي حاجة تانية
ردت عليه عهد بكبرياء قائلة : ميرسي مش عايزة توصيلة من حد
فرد عليها شريف بابتسامه قائلاً : علي فكرة أنا اُعجبت بجرائتك ،، مفيش بنت قدرت تقف قصادي وتتكلم زيك كده عادي
رد عليه عهد بغرور قائلة : علشان أنا غير أي بنت قابلتها او لسه هتقابلها
فرد عليها شريف بثقة قائلاً : طب وليه متستغليش جرئتك وتميزك ده!!!
ردت عليه عهد باستفسار قائلة : استغله ازاي!!
رد عليها شريف بابتسامه جذابة قائلاً : تقبلي أني اعزمك علي drink ونتناقش في التفاصيل
ردت عليه عهد بغرور قائلة : والله أنت واحد أنا معرفوش علشان أقبل عزومته علي drink
رد عليها شريف بثقة قائلاً : اعتبريها مقابلة بيزنس مثلاً!!
ردت عليه عهد بتفكير قائلة : اممم ،، خلاص مفيش مشكلة
رد عليها شريف بابتسامة جذابة قائلاً : طب اتفضلي اركبي العربية
وبالفعل ركبت عهد السيارة وتحرك شريف إلى مكان راقي للغاية لكي يتحدثوا به..
في الطريق قالت عهد لنفسها : هو ده الهدف اللي عايزة أوصله ،، ركزي يا عهد علي هدفك علشان يبقي بين ايديكي ،، لو ركزت شوية وفضلت ماشية زي ماانا كده هيبقي في ايديا أكبر شبكة علاقات في مصر ومنها هحقق كل أحلامي...
بعد عدة دقائق...
قال شريف لعهد بابتسامة عذبة : أحنا وصلنا ،، أتفضلي أنزلي
ردت عليه عهد بابتسامة كلاسيكة قائلة : تمام
وبالفعل نزلوا من السيارة وتوجهوا إلى داخل الكافية الراقي ،، وأختار شريف طاولة في موقع متميز بعيدة عن الأنظار ،، ثم جلسوا عليها....
وبعد عدة لحظات قال الجرسون لهم : تشرب إيه يا فندم
فقال شريف له : قهوه مظبوط وعصير فريش
فرد عليه الجرسون بأحترام قائلاً : أي حاجة تانية يا فندم!! ؟
رد عليه شريف قائلاً : لا شكراً
وبعدها غادر الجرسون المكان وسط تفاجئ كبير أصاب عهد ،، فلماذا لم يستشيرها ويسألها عن المشروب الذي تريده!! ،، فلماذا تصرف من رأسه بدون أن يرجع لها ،، ولكن حاولت أن تهدئ حيرتها هذة قليلاً حتي لا تُظهر أمامه....
فقالت له عهد بنبرة هادئة : هو ليه حضرتك مقولتليش تشربي إيه مثلاً وأنت اللي أخترت ليا
رد عليها شريف بابتسامة ثقة قائلاً : أصل أنا باجي هنا كتير وعارف إيه الحلو وإيه الوحش فأنا اخترتلك أحسن حاجة هنا وأكتر حاجة مناسبه ليكي
ردت عليه عهد بثقة قائلة : اممم الصراحة حضرتك أقنعتني ههههههههههه ،، أتفضل حضرتك قولي إيه الموضوع اللي عايز تقولهولي وجايبني هنا مخصوص علشان تقولي عليه
رد عليها شريف بابتسامة جذابة قائلاً : شكلك مستعجلة أوي يا آنسه عهد
ردت عليه عهد بثقة قائلة : مش موضوع مستعجلة أو لا بس أنا عايزة أعرف فيه إيه
رد عليها شريف بجدية قائلاً : تمام ،، بصي يا عهد وطبعاً تسمحيلي أقولك عهد من غير القاب ولا تحبي أقولك يا آنسه عهد
ردت عليه عهد بثقة قائلة : لا مفيش مشكلة أنا مبحبش الألقاب أصلا أنت تقدر تقولي عهد عادي يا شريف
تفاجئ شريف كثيراً من رده فعلها ثم رد عليها بأعجاب قائلاً : ههههههههههه ،، شريف!!! حقيقي كل شوية بتفاجئيني بجرئتك أكتر وأكتر ،، وبتخليني أتأكد من أن فعلاً انتي الشخص المناسب للمهمة اللي أنا عايز أعملها
ردت عليه عهد بثقة قائلة : لو تحب أقولك يا أستاذ شريف أنا معنديش مشكلة
رد عليها شريف بابتسامة عذبة قائلاً : لا شريف منك أحلى
ردت عليه عهد بابتسامة قائلة : ميرسي ممكن بقي تدخل في الموضوع علطول لأن أنا مش فاضية وعندي مشاوير كتير
رد عليها شريف بنبرة إعجاب قائلاً : هههههههههه مش مصدق إني قاعد قدام بنت صغيرة وبتكلمني بكل الثقة والجراءة دي حقيقي حاسس إني قاعد مع واحده من سني مش أنا عمري ضعف عمرها
ردت عليه عهد بثقة قائلة : مش بالسن علي فكرة يا شريف أنت ممكن تلاقي واحدة أكبر منك ومتعرفش تقول كلمتين علي بعض
فرد عليها شريف بابتسامه قائلاً : فعلا عندك حق
وهنا قالت عهد لنفسها : أنا خلاص عرفت دخلتلك يا شريف وأنا مكونش عهد غير لو لففتك حوالين نفسك وخليتك تقول حقي برقبتي وخليتك تيجي تحت رجلي تطلب مني الجواز...
فقال لها شريف بابتسامه وهو يقطع شرودها : سرحتي في إيه!! ؟
ردت عليه عهد قائلة بابتسامة : ها لا ولا حاجة ،، أنا سمعاك أتفضل أدخل في الموضوع اللي جبتني هنا علشانه
رد عليها شريف بثقة قائلاً : بوصي يا عهد وبدون مقدمات كتيرة أنا مبحبش الف والدوران وبحب أدخل في الموضوع علطول ،، اللي شجعني إني أكلمك في الموضوع ده كذا حاجة أولهم كانت ثقتك بنفسك وجرئتك بس اهمهم كانت صدقك وأنك مش كدابة ولا عندك أستعداد إنك تكدبي تحت أي ظرف ودي حاجة أنا كنت مفتقدها الصراحة يعني نادراً لما بلاقي شخص صادق فعلاً وبيقول الحقيقة مهما كانت هي إيه
ردت عليه عهد بابتسامه كبيرة قائلة : شكلك مبتحبش الكدب ومش بتكدب برده صح!!!
رد عليها شريف قائلاً بابتسامه عذبة قائلاً : أنا بحب الصدق وبحترم الصادق وبكره الكدب وبتجنب الكدابين ،، علشان كده من أول ما شوفت فيكي حته الصدق دي احترمتك بجد
"فااخيرا عهد وجدت الشخص الصادق ،، فهي شعرت بأن شريف سوف يكمل لها القطعة الناقصة التي كانت مُفتقدة في رمزي وهكذا شريف يصبح الرجل المثالي الذي سوف تكمل معه "
فردت عليه عهد بابتسامه قائلة : ميرسي أوي يا شريف
رد عليها شريف بثقة قائلاً : بصي يا عهد أنا من عيلة كبيرة أوي في المجتمع ،، وبحكم إني راجل كسرت الأربعين ولسه متجوزتش فده عمل مشكلة كبيرة أوي في العيلة وبدءوا يجبولي بنات كتير أوي علشان اتجوزهم بس مفيش ولا واحده فيهم شدتني وفي النهاية انا قولت لعيلتي أنهم يدوني مهلة شهر ولو أنا لاقيت بنت مختلفة واستثنائيه أنا هخطبها
ردت عليه عهد باستفسار قائلة : وأنا ايه دخلي بكل ده،!!
رد عليها شريف بابتسامه جذابة قائلاً : بصي يا عهد أنا حسيت أنك البنت الاستثنائية اللي أنا بدور عليها ،، يعني أنتي استثنائية في الجمال أنا عن نفسي لفيت كتير جوا مصر وبره مصر ملقتش واحده في جمالك ،، واستثنائية في الشخصية يعني أنا مشوفتش بنت في جرئتك
ردت عليه عهد بغرور قائلة : ميرسي يا شريف علي كل كلامك ده بس برده أنا مطلوب مني إيه أنا مش فاهمة أنت عايز توصل ل إيه بالظبط!!!
رد شريف عليها بثقة قائلاً : تقبلي أنك تكوني خطيبتي يا عهد!!!
عهد : ....ياللهول هل يوجد عرض خطبه بهذه السرعه والجراءه!!! يا تري ايه رد فعل عهد علي عرض شريف المفاجئ ،، لو عايزين تعرفوا ايه اللي هيحصل بين عهد وشريف انتظروا البارت اللي جااااي 🔥🔥🔥
تااااااابعووووووااااااا ،،،...
......................................................................
![](https://img.wattpad.com/cover/253281127-288-k426450.jpg)
أنت تقرأ
چِـــهـــار
Romanceالحياة كالبيانو، هناك أصابع بيضاء وهي السّعادة، وهناك أصابع سوداء وهي الحزن، ولكن تأكد أنّك ستعزف بالاثنين لكي تعطى الحياة لحناً لذلك يجب عليك اولا تعلم العزف علي اوتار الحياه المتقلبة ♥