chapter 3

416 20 43
                                    


قطع أدم حديثهم فقال بابتسامة عذبة : كل سنة وأنتي طيبة يا أغلى شخص في حياتي (وفي هذه اللحظة أمسك أطراف أصابعها بيده وجلس بركتبه علي الأرض وأخرج خاتم رقيق للغاية وقال لها بنظرة حب) أنتي أحلى وأجمل واحده دخلت حياتي ،، أنا بحبك اوووي يا عهد ،، ومش من دلوقتي لا ده من زمان اوي من ايام ما كنا عيال صغيره ،، وانا انتهزت الفرصه ان انهارده عيد ميلادك وان كل اهلك موجودين وكمان كل صحابنا ،، فاانا اخيرا بعد كل السنين دي اتشجعت وقررت اقولك اللي في قلبي من ناحيتي ليكي يا عهد ،، اللي جوايا كتير اوي بس يتلخص في جمله واحده بس ،، عهد!!!  انا بحبك ،، تتجوزيني!!! ؟
نظرت له عهد بصدمة شلت لسانها وكانت لا تعرف بماذا ترد عليه ،، بحقك يا أدم ما هذا الموقف المحرج الذي وضعتني به ،، ماذا سوف أفعل الآن!!! ؟
وأثناء تفكير عهد في الاجابة علي طلب صديق عمرها ،، فادم هو الوحيد الذي تحكي له كل شئ بداخلها بدون تردد أو حرج ،، هو صديق طفولتها ،، وصديق مراهقتها ،، وصديق شبابها ،، فهي لا تريد أن تجرحه بأي لفظ قاسي ،، فهي تمنت أن تتزوج شخص بأخلاقه ولكن هي تريد أكثر من الأخلاق ،، وهنا قررت أن ترفض طلبه بالذوق!!!
قاطع تفكيرها صوت أنثوي تعرفه جيداً ،، فهذه منال ،، أكثر فتاه تحقد علي عهد ،، فمنال قد جائتها الفرصة لكي تنتقم من غرور وعجرفه عهد المعهودة وقررت منال أن تضيف لمساتها الفنية....
فقالت منال بتريقة : هههههههههه ،، يا حرام صعبت عليا يا أدم ،، ليه حطيت نفسك في الموقف ده ،، عهد هترفضك طبعاً وهيبقي شكلك مش لطيف خالص هههههههههههههه
وجملة منال أشعلت غضب عهد ،، فعهد حقاً تحب أدم صديقها ولا تتحمل أي أحد أن يوجه له كلمه سيئة ،، فمعجزة القدر كانت أقوى من صدمة هذه الصدفة فجعلت عهد تغير رأيها بسبب جملة منال الاخيرة ،، وقررت أن توافق علي طلب أدم حتي تحافظ علي هيئه صديقها وأيضاً حتي ترد علي منال رد لا يتخيله الجميع...
فنظرت عهد لادم بأرتباك ،، وقالت له بنبرة حانية : موافقة
وهنا كانت المفأجاه للجميع ،، فالجميع توقع رفضها وكان لا يوجد أحتمال واحد بالمليون لقبول عهد بعرض زواج أدم...
لم يصدق أدم أذنه فشعر بأنه تخيل موافقتها من شدة تمنيه بأن توافق....
فقال لها بصدمة ممزوجة بفرحة شديدة : إيه!!! بجد!!! موافقة!! يعني أنتي وافقتي تتجوزيني ،، يعني أنا مش بحلم صح ،، قولي أه يا عهد ،، قولي إني مش بحلم
ابتلعت عهد مرارة الموقف وقالت له بأرتباك : أيوه يا أدم دي حقيقة مش حلم
في نفس التوقيت كان أدم يود لو يحملها بين ذراعيه ويهرب بها إلى جزيزة بمفردهما ،، فشعر بأن قلبه علي وشك الهروب من بين اضلاعه من شدة فرحته ،، فاضلاعه لن تتحمل كل هذه الفرحة ،، فأمنية حياته الأولى والاخيرة قد تحققت أخيراً بعد كل هذه السنوات...
في هذا التوقيت البسها أدم الخاتم في يديها وقبل يديها بحنان بالغ ،، ثم وقف وأخذ ذراعها وضعه في ذراعه ليزين ذراعها ذراعه وحياته بأكملها...
قاطعت هذه اللحظة والدتها فذهبت لهم وقالت لها بصدمة : عهد ،، أنتي وافقتي بجد!!!
في هذا التوقيت نظرت عهد بغرور لمنال وقالت بتفاخر : أه وافقت
قاطع حديثهم والدها قائلا بنبرة حانية : تمام يا بنتي ،، مدام القرار ده هيسعدك يبقي علي البركة ،، الف مبروك يا ولاد
وبدء الحضور في تهنئه أدم وعهد علي قرار الخطبة المفأجاه....
يُقال إذا أحب شخص شريك حياته ،، وشريك حياته هذا بادله بنفس الشعور ،، يصبحوا هما الاثنين كأنهما شخص واحد ،، بروح واحده ،، وبقلب واحد ،، إذا فرح أحدهم يفرح الأخر تلقائياً وبالمثل في حالة الحزن ،، ولكن في حالة أدم وعهد كانت هذة النظرية مختلفة تماماً ،، فكلاً منهما كان في الإتجاه المضاد للأخر ،، فأدم كان أسعد شخص علي الوجود ،، ويهنئ الجميع بابتسامه عريضة وفرحة حقيقية نابعة من أعماق قلبه ،، ولكن ماذا عن عهد!!!
لم تجرء عهد أن تُفصح بالذي بداخلها لأحد فقررت أن تتحدث بداخل نفسها ،، فقالت لنفسها بصدمة : هو اللي حصل ده بجد!! هو أنا فعلاً قدرت أوافق علي إني اتخطب لادم ،، أدم كويس ومحترم بس مش ده الشخص اللي أنا بحلم بيه ،، مش هو ده الشخص اللي نفسي أكمل معاه حياتي ،، أنا كنت حاطة مواصفات تانية خالص ،، يعني حلمي خلاص أنتهي!! ،، طب كنت رفضته!؟ ،، بس كله كان هيشمت فيه وأنا بحبه بجد بس زي أخويا أو صديقي مش أكتر من كده ،، طب أكلم مين دلوقتي واخد رأيه ،، أنت يا أدم اللي كنت بفتحله قلبي وبقوله كل اللي جوايا ،، ودلوقتي خلاص مبقاش ينفع أحكيلك زي زمان ،، أعمل إيه ياربي ،، أعمل إيه!!!!!؟
ولكن أدم لم يتركها أكثر من ذلك في أفكارها ،، فانتشلها منها سريعاً وهو يقول لها بفرحة حقيقة : إيه رأيك في المفاجاة بقي يا حبيبتي!!
فاقت عهد من شرودها وقالت له : هااا ،، أه حلوة
شعر أدم بعدم فرحتها فقرر أن يترك لها حرية الإختيار إذا كانت بالفعل تريد أن توافق أم لا ،، فهو يعشقها لأقصى درجة ،، يعشقها لدرجة أنه يمكن أن يأتي علي سعادته في مقابل سعادتها ،، فقال لها : عهد أنتي مش مبسوطة!! ؟
في هذه اللحظة كانت تود عهد أن تقول له نعم أنني غير سعيدة يا أدم بما حدث ،، ولكن خافت علي أن تجرح شعوره وردت عليه قائلة : ليه بتقول كده يا أدم!!
رد عليها أدم بابتسامة مصطنعة : عهد لو عايزة ترفضي عرضي ارفضيه ،، أنا عمري ما هجبرك علي حاجة يا عهد ،، ولا هقدر أبقى سعيد علي حساب تعاستك
فعهد تعلم جيداً أن الوحيد القادر علي معرفة ما بداخلها بدون أن تفصح عنه هو أدم ،، ولكن الآن هي لا تريد أن يعرف ما بداخلها خوفاً علي مشاعره ،، فقررت أن تصطنع الفرحة ،، فقالت له بابتسامة مصطنعة : لا يا أدم أنا بس مخضوضة شوية من اللي حصل ،، وبعدين أنت فاجأتني الصراحة ،، أنا عمري ما كنت أتخيل أنك بتحبني أو أن ممكن يجي يوم وتعرض عليا عرض زي ده
أبتسم لها أدم أبتسامه مطمئنة وقال : أنا عارف أنك مخضوضة ويمكن تكوني خايفة كمان (ثم أمسك يديها برفق) بس صدقيني يا عهد أنا بحبك اوووي ومن زمان ،، أنا كل يوم كنت بحبك أكتر من اليوم اللي قبله مليون مرة يا عهد ،، لو تعرفي أنا عافرت أزاي علشان أبقى أد الخطوة دي مش هتصدقي ،، بس أنا عايزك تثقي فيا وتثقي أني هخليكي أسعد واحده علي الكوكب ،، وهعمل ليكي كل اللي نفسك فيه...
أبتسمت له عهد وقالت بحماس : ليه أنت ورثت يا أدم!!
فضحك أدم بشدة علي جملتها الاخيرة قائلاً : ههههههههههه ،، ضحكتيني والله ،، لا مورثتش ولا حاجة ،، بس أنا هموت نفسي في الشغل علشان ميكونش نفسك في حاجة
وهنا كانت الصدمة الثانية لعهد فقالت بداخل نفسها : تشتغل!!! يعني هتعيشني علي مستوي قليل ،، يعني مش هسافر والف العالم واجيب أغلى اللبس وأفخم الهدايا اللي في العالم!!!!
شعر أدم بشرودها مرة أخرى فقرر أن ينتشلها منه للمرة الثانية ،، فقال لها بابتسامة : بتسرحي كتير ليه يا حبيبتي!!!
فاقت عهد سريعاً من شرودها وردت عليه بابتسامة مصطنعة قائلة : هاا ،، لا ولا حاجة ،، مش هتفسحني بقي
أبتسم أدم أخيرا من قلبه فرد عليها قائلاً : بس كده أنتي تؤمريني بس يا حبيبتي ،، تحبي تروحي فين!! ،، ولا أقولك خليها مفأجاه
ردت عليه عهد بابتسامه قائلة : يا خوفي من مفاجاتك دي هههههههههههه
وهنا قُطع حديثهم بشخصية تستفز عهد كثيراً ،، فقالت لهم منال بابتسامة ممزوجة بغيظ : الف مبروك يا أدم ،، مبروك يا عهد
ردت عليها عهد بتفاخر قائلة : ميرسي يا منال ،، عقبالك
أنغاظت منال أكثر وقررت أن تغيظ عهد ،، فردت عليها قائلة : ميرسي يا عهد ،، عقبال ما أنتي تقدري النعمة اللي في أيديك وأنا أشك أنك هتقدري تقدريها أصلاً
فحقاً يجب أن نعترف بأن منال استطاعت أن تغيظ عهد بشدة ،، فقررت عهد أن تتحدي منال وتصدر تصرفات نابعة عن شعور التحدي وليس شعور الحب ،، فلم تشعر بنفسها إلا وهي تعلق يديها في يد أدم وتقول له برقة : يالا يا حبيبي علشان نتفسح زي ما وعدتني
أبتسم أدم لها بحب ثم قال لها : يالا يا حبيبتي ،، ميرسي يا منال ،، عن أذنك
ردت عليه منال بابتسامة مصطنعة : ااه اااه أتفضل يا أدم ،، عن أذنكوا
وذهبت منال وشعرت عهد بأن الفرحة تغمرها لأنها استطاعت أن تغيظ منال بقوة ،، وحل مكان منال والد عهد ،، فقال لهم بابتسامة : ها يا ولاد هتعملوا ايه دلوقتي
رد عليه أدم بابتسامة عذبة قائلاً : والله يا عمي أحنا أن شاء الله هنخرج شويه علشان نحتفل باليوم ده
أبتسم لهم والد عهد قائلاً : تمام يا ولاد ،، خلي بالك منها يا أدم مش هوصيك
أمسك أدم يديها بحنان شديد ورد عليه بابتسامة عذبة قائلاً : في عنيا يا عمي أطمن
رد عليه والدها بابتسامة : تمام ،، يالا يا ولاد روحوا اتفسحوا واتبسطوا
وهنا أمسك أدم يديها بحب وحنان وتحرك بها في أتجاه سيارته المتواضعة في نظر عهد ،، في هذه اللحظة أدم كان يشعر بالفرحة الشديدة والحب والعشق والسعادة وفقط ،، فكان يتمني لو أن توقف الزمن به الآن ،، فهو لا يريد أن يمر الزمن ويتنهي هذا اليوم الرائع....
ولكن شعور عهد لم يكن صدمة أو نفور من هذه الخطبة فقط ،، فشعورها تحول إلى تحدي ،، فهي أصبحت كل ما تريده هو أن تغيظ منال فقط ،، وأصبحت غير مباليه ماذا سيكون شعور أدم في هذه اللعبة التي سوف تلعبها ،، فهي وافقت علي أدم وفعلت كل هذا لمجرد التحدي الممزوج بغرورها وعجرفتها فقط....
في مكان أخر ،، تحديداً بالمدرج...
قررت دهب أن ترسل لهم الرسالة الثانيه لكي يتعظوا بها في المستقبل ،، فقالت بنبرة ثقة : أد إيه ممكن يكون الشعور قاسي لو أنت قررت أنك تعشم حد بالحب لمجرد أنك عايز تتحدي شخص معين أو عايز تشبع غرورك وبس ،، طب أنتو مقدرين حجم كلمة العشم!! كلمة سهلة من تلت حروف بس وبسيطة جداً ،، بس لو دخلتوا جواها هتكتشفوا أنها من أكبر الكلمات في المعني اللي ممكن تقابلوها في حياتكوا ،، دائماً الكلمات البسيطة في حروفها بنلاقيها ضخمة في معناها زي مثلاً الحب والكره والعشم ،، العشم ده ممكن يهد علاقات وممكن يبني علاقات ،، دائماً بحس أن العشم ده شبه السحر ،، ممكن يسحرك ويدخل جواك ويحتل قلبك ومشاعرك وأفكارك ،، بس لو أنت مقدرتش تتحكم في نسبة عشمك في الناس وفجأه لاقيت أكتر شخص كنت متعشم فيه بيخذلك وقتها هتلاقي أن العشم ده بقي سحر أسود وهيتقلب السحر علي الساحر ،، والوحيد اللي هيتأذي هو أنت ،، أنت وبس.....
نرجع لحكايتنا تاني....
أوقف أدم سيارته أمام مطعم راقي ،، ثم نزل من السيارة وتوجهه إلى باب عهد وفتح لها الباب ،،
أبتسم أدم بشدة وهو يُعلق يديها في يده ،، فقال لها : يالا يا حبيبتي
أنصدمت عهد كثيراً من المكان ،، بحقك يا أدم هل سوف نحتفل في هذا المطعم البسيط!!!! فقالت له بنبرة جافة : ثانية واحدة بس ،، أدم هو أحنا بجد هندخل المطعم ده
أبتسم لها ادم أبتسامه عذبة قائلاً : أه يا حبيبتي مش عاجبك ولا إيه
ابتلعت عهد مرارة ما شعرت به من جملته الأخيرة ثم قالت له بنبرة ممزوجة بغرور : هو إيه اللي عاجبني ولا مش عاجبني  ،، أنا مستحيل أدخل هنا
حاول أدم أن يسيطر علي أعصابه التي علي وشك أن تتلف بسبب غرورها ،، فحاول أن يعيد ابتسامته مرة أخرى وقال : ماله بس يا حبيبتي المطعم ،، ده حلو جداً وهيعجبك أوي
حاولت عهد كثيراً أن تخبئ غرورها وعجرفتها حتي لا تجرح مشاعر أدم ولكن للأسف الطبع غلب التطبع ،، فقالت له بنبرتها المغرورة : ده مطعم بسيط وعادي ،، وأي حد ممكن يدخله ،، وأنا مش أي حد يا أدم ولا عايزة أدخل مكان بسيط وعادي زي ده
بحقك يا عهد ماذا أفعل لكي ترضي بأي شئ أفعله لأجلك ،، فحاول أن يتحدث معاها بلغة فلسفية قليلاً ،، فهي تستلم أمام فلسفته المقنعة ،، فقال لها بنبرة هادئة : مش يمكن المكان يعجبك ،، وبعدين يا عهد لازم أنتي اللي تخلي المكان مميز مش هو اللي يخليكي مميزة ،، ولو قدرتي تعملي كده ف حاجة بسيطة هيكون أفضل مليون مرة من أنك تروحي مكان غالي جداً ،، علشان بس متوهيش في كلامي ،، أنا أقصد أن الحاجات بتبقي حلوة في بسطتها وأنك ممكن تتبسطي جداً في حاجة بسيطة مش لازم تروحي أغلى مكان في مصر علشان تتبسطي فيه أو متتخيليش أنك هتلاقي سعادتك في الحاجات الغالية بس ،، وأنتي لو عايزة تتبسطي هتتبسطي بنفسك بأقل حاجة موجودة ،، متخليش المكان هو اللي يحدد سعادتك وهو اللي يبقي متحكم فيها وفيكي ،، خليكي أنتي اللي متحكمة في كل مشاعرك ،، اذكانت مشاعر حب أو كره أو سعادة أو حزن ،، أهم حاجة أنتي اللي تتحكمي مش مكان أو فلوس أو حاجة غالية هي اللي تتحكم فيكي وفي مشاعرك
شعرت عهد وقتها بأنها علي وشك الإستسلام أمام فلسفته المقنعة ،، فهي تقف أمام فلسفته مثل الطفلة الصغيرة الغير قادرة علي الاعتراض علي رأيه ،، فقالت له باستسلام : ماشي يا أدم أنت استغليت إني مش هعرف أرد علي فلسفتك دي واتكلمت بفلسفة والصراحة كانت مقنعة ،، خلاص هدخل وامري لله
أبتسم لها أدم أبتسامه رضا ،، فهو يريد أن يوجهها إلى طريق السعادة الصحيح ،، وقال لها بابتسامه : ههههههههه ،، مش بستغلك علي فكرة أنا بس بقول وجهه نظري وأنتي بتقتنعي بيها أعمل إيه أنا
ابتسمت له عهد قائلة : أيوه ماانا هبلة بقي ،، أعمل إيه في النصيب اللي وقعني مع اشطر حد بيقنع وبيعرف يتكلم حلو أوي ها هههههههههههه
أبتسم لها أدم أبتسامه عذبة ،، فااخيراً هي اقتنعت بكلامه وهي الآن علي وشك أن تفرح من قلبها معه ،، فقال لها بابتسامه : وبسمع حلو أوي برده علي فكرة ،، ولا هتنكري
ابتسمت له عهد من قلبها ،، فهذه أول مرة في هذا اليوم تبتسم حقاً له من قلبها وليس مجرد أبتسامه مصطنعة ،، فقالت له : الصراحة أنت الوحيد اللي بيسمعني وبيخليني أطلع كل اللي جوايا كده من غير كسوف ،، وبلاقي عنده حلول لأي مشكلة أنا فيها ،، ويا سلام بقي لما بتقعد تتفلسف عليا وتستغلني علشان بضعف قدام فلسفتك دي ههههههههههههه
وهنا ضحك أدم من قلبه وليس من فمه فقط ،، فقال لها بابتسامه عذبة : ههههههههه ،، علشان بس تعرفي أنك مش معاكي أي حد ،، يالا بقي ندخل المطعم بدل واقفتنا في الشارع كده
ابتسمت له عهد علي مضدد ،، فبرغم كل هذا الحديث ولكنها غير مقتنعة بالمكان وكانت تريد مطعم أفخم من ذلك بمراحل ،، ولكن استسلمت لطلبه وقالت له : ماشي ،، يالا
اعترفت عهد لنفسها بالحقيقة التي لم تستطع أن تصارح بها أدم ،، فقالت بداخل نفسها : ولحد أمتي يا أدم هفضل أتنازل واضحي ،، أنا حاسة أن أحلامي بتقع ورا بعضها ،، أنت أه غالي عليا بس مش لدرجة أني أتنازل عن كل أحلامي علشان خاطرك ،، يارب ميحصلش حاجة تانية عكس أحلامي ،، علشان خلاص أنا جبت أخرى منك يا أدم وثانية كمان وهمشي واسيبك...
أدم هو أكثر شخص يفهم عهد ويعرف ما يدور بذهنا بكل سهولة ،، ولكن هذه المرة رفض أن يعترف لنفسه ما يدور بذهن عهد ،، فهو من شدة حبه لها ،، كان يأبي أن يقول لنفسه ما تفكر بيه عهد الآن ،، واتخذ قرار أن يغير أفكارها مع الوقت والحب ،، ويجعلها سعيدة حقاً لأنها معه....
في مكان أخر ،، في المدرج.....
لم تستطيع دهب أن تجعل أخر جزئية تمر مرور الكرام ،، فهي قررت أن تقول لطلابها حكمة في غاية الاهمية ،، فقالت لهم بابتسامة ونبرة قوية : عارفين إيه أسوء حاجة في الحب!!! أسوء حاجه في الحب هي مرايته لأنها بتبقي عامية ،، وللأسف أدم مرايا حبه كانت عامية ،، أفتكر أن بحبه هيقدر يغير طبع عهد 180% ،، مكنش يعرف أن عهد هتفضل عهد زي ما هي ،، وعمرها ما هتتغير إلا لو هي بقت عايزة تتغير ،، كان عارف أن الطبع غلب التطبع بس مكنش قادر يقول الجملة دي لنفسه....
هذه الرسالة أثارت فضول طالب يجلس أمامها ،، وأصبح غير قادر علي عدم مناقشتها ،، فقال لها باستاذان : أحم ،، دكتور بعد أذنك ،، ممكن أسأل سؤال
أبتسمت دهب له ،، لأنها تسير علي الطريق الصحيح واستطاعت أن تثير فضولهم وجعلتهم علي وشك الانسجام بين أحداث هذه الحكاية ،، فقالت له بابتسامة : ااه أتفضل
رد عليها الطالب بابتسامة عذبة قائلاً : هو امتي تبقي مرايا الحب عامية!!! ؟
يا لك من طالب يعشق التفاصيل ،، فرحت دهب بشدة من سؤاله هذا فهي كانت تنتظر سؤال مثل ذلك منهم ،، فردت عليه بابتسامة ممزوجة بنبرة ثقة : لما تكون بتحب الشخص الغلط  ،، لما تدي حبك لشخص مش شايفك ولا عمره هيشوفك ،، لما تفتكر أن حبكوا هيقدر يغيروه بس للأسف مفيش غير حبك أنت وبس وقلبه مفيهوش ذرة حب ليك زي ماانت متخيل ،، ممكن يبقي جواه مشاعر طيبة أو مشاعر أخوه أو مشاعر صداقة ،، أنما لسه موصلتش لدرجة أنها تكون مشاعر حب لأنك في نظره قليل مهما كان فيك مميزات كتير ،، ممكن قليل في الجمال أو الإمكانيات أو أي حاجة تانية فضلها عنك ،، مرايتك هتبقي فعلاً فعلاً عامية لما تبقي عارف الحقيقة ومش عايز تقولها لنفسك ،، لما تبقي عارف أن مستحيل الشخص ده يديك حتي جزء بسيط من الحب اللي أنت منتظره منه وتقاوح وتقول هيتغير بالحب ،، عارف أمتي فعلاً الشخص يتغير بالحب زي ما أنت بتحلم
رد عليها الطالب باستفهام قائلاً : أمتي يا دكتور!!؟
في هذه اللحظه قررت أن تغير من موضعها وأن تنزل من علي المنصة التي كانت تقف عليها وتتجه إلى الساحة المقابلة للطلاب ،، فهكذا يمكن أن يشعروا قليلاً بأنها قريبة منهم ،، واحتمال استاعبهم لكلامها سوف يكون أعلي ،، فقالت له بابتسامه : لما الشخص ده يحبك بجد من قلبه ،، ويبقي حب صافي من أي مصالح أو من أي تمثيل ،، لما يحبك علشان هو عايز يحبك مش علشان أنت بتجبره بتصرفاتك الحلوة أنه يحبك ،، أو علشان هو خايف علي مشاعرك فبيظهر قدامك أنه بيحبك ،، وقتها بس فعلاً تقدوا تغيروا بعض بالحب ،، غير كده عمره ما هيتغر الشخص ده مهما عدي أيام وشهور وسنين ،، ولا عمره هيتغير مهما أنت عملت معاه حاجات حلوة كتيرة جداً ،، أتمنى أكون عرفت ارد علي سؤالك
رد عليها الطالب بابتسامه : اااه يا دكتور حضرتك وصلتيلي اللي كنت محتاجه بالظبط ابتسمت له دهب وقالت :نرجع بقي لحكايتنا...
في مطعم راقي وكلاسيكي للغاية تحديداً علي طاولة مميزة ،، يجلس عليها إثنان في غاية الاناقة والرقة ويظهر عليهم الحب الكبير ولكن هذا للأسف الشديد من الظاهر فقط ،، فالجميع يحسدهم علي قصة حبهم الكبيرة التي يروها من القشور ،، فهم لم ينظروا إلى عمق هذة العلاقة ،، إذا أحد اخترق عمق علاقة هذا الثنائي الرائع ،، فإنه سوف يعلم بأن الذي ينبض فيهم هو قلب واحد فقط والقلب الأخر لا يصدر منه إلا جفاء وفقط....
ولكن لم يبالي أحد للنظر في عمق ما يراه أهتموا فقط بالقشرة وبالمثل لم يبالي أدم بجفاء عهد الواضح أمام عينيه ،، فسعادته بأنه أخيراً حقق أمنيته الوحيدة جعلت عينيه تُصاب بالعمى علي أشياء مهمة للغاية وواضحة أمامه ،، فقال لها أدم بابتسامة كبيرة : تحبي تاكلي إيه يا حبيبتي
نظرت عهد إلى المكان بشمئزاز وغرور ثم قالت له بعجرفتها المعهودة : أي حاجة ،، مش فارق معايا كتير ،، أختار أنت
فعهد قالت كلمات إذا بها نبرة حب فسوف تكون من أفضل الكلمات التي من الممكن أن يسمعها شريك حياتها ،، وإذا قالتها بنبرة جافة فسوف تكون كلمات غير طيبة بالمرة ،، ولكن أدم سمع منها هذه الكلمات بواسطة الطريقة الاولي فهو أبي أن يصارح نفسه بالحقيقة ،، فهو تخيل بأنها تقولها بحب وأنها تريد أن تجعله يشاركها كل شيء وأن يختار هو لها الطعام ،، فقال لها بابتسامة عذبة : من عنيا يا حبيبتي
وبعدها أختار أدم بالفعل الطعام وطلبه من الجرسون ،، وبعدها غادر الجرسون لتحضير طلبه ،، وهنا قرر أدم أن يضع النقاط علي الحروف حتي تساعده عهد قليلاً في تغير نفسها ،، فقال لها بنبرة هادئة ممزوجة بحب وعشق كبير : عهد أنا عايزك تعرفي عني حاجات مهمة أوي ،، أولا أنا بحبك أوي يا عهد والود ودي أجبلك العالم كله تحت رجلك واعيشك العيشة اللي بتحلمي بيها ،، بس للأسف أنا امكانياتي المادية متسمحش لده ،، يعني أنا هخرجك وأعمل كل اللي نفسك فيه بس أنا مقدرش علي المكان الغالي أوي اللي أنتي عايزاه بس أنا هحاول كتير واشتغل جامد علشان احققلك ده بس لحد ما ده ما يحصل هي دي امكانياتي يا عهد حالياً ،،
ثانياً بقي أني عارف أننا لما كنا صحاب كنتي بتحبي الولاد اللي بيلعبوا جيم وكده وبتشوفيهم حلوين جداً وبتنجذبي لمظهرهم وبس ،، أنا كان نفسي أكون زيهم علشان أسعدك وافرحك بس للأسف أنا عندي مشكلة في ضهري ومش هقدر العب جيم نهائي فهو شكلي هيفضل كده لحد ما يبقي عندي 100 سنة ،، وثالثاً بقي المشروع اللي كنت حكتلك عنه قبل كده وكان هيجبلي شهرة كبيرة والناس كلها هتبقي عارفة مين أدم أنا مش هقبله يا عهد ،، من قبل ما تسألي وتقولي ليه ،، أنا هقولك إيه السبب ،، السبب أن المشروع ده فيه حاجات كتيرة أوي مشبوهة وعكس أخلاقي ومبادئي اللي اتربيت عليها وأنا مستحيل أخسر أخلاقي ومبادئي علشان الشهرة ،، أنا عايز آكلك أنتي وعيالنا اللي هيجوا أن شاء الله في المستقبل من فلوس حلال يا عهد ومش مستعد إني أدخل علي بيتي أي قرش فيه احتمال أنه يكون حرام تحت أي مسمي أو مبرر ،، رابعاً بقي ودي أخر حاجة هقولهالك ،، عيلتي اللي في تركيا ،، الكبيرة أوي دي وعندهم مكانة اجتماعية كبيرة في البلد ،، كانوا عايزين إني أتجوز بنت عمي بس أنا رفضت علشانك يا عهد ،، مكنتش قادر أشوف نفسي مع واحده تانية غيرك ،، ضغطوا عليا كتير وأنا فضلت علي موقفي ،، وقتها مكنش قدامهم غير لاما أختارك وهما يتبروا مني ومبقاش من العيلة الكبيرة دي ولا منسوب ليهم ،، أو أني أتجوز بنت عمي واسيبك وأفضل من العيلة ،، بس أنا اختارت الإختيار الأول يا عهد ،، اختارتك أنتي ومستعد أبيع أي حاجة وأي حد في مقابل أنك تبقي معايا لأن أنا ولا عمري حبيت حد زيك ولا عمري هحب حد ادك ،، أنا كده خلصت كلامي كله ،، دول يعتبر الحاجات الوحيدة اللي أنتي متكنتيش تعرفيها عني بس غير كده أنتي عارفة كل حاجة عني ،، وأنا مستعد أعمل أي حاجة علشان بس أسعدك ،، بس في حدود امكانياتي وظروفي يا عهد ومش عايز أشوف نظرة اليأس دي في عنيكي تاني ،، وصدقيني أنا هشتغل جامد علشان أجيب فلوس أكتر واعملك كل اللي أنتي عايزاه ،، بس أنتي أصبري عليا شوية....
بحقك يا أدم ما كل هذه الصدمات والمفاجات التي قذفتها في وجهى مرة واحدة ،، وهل بعد كل ما قولته أتريد مني أن أظل موافقة عليك!!! ،، يا الله ماذا أفعل ،، فهكذا كل أحلامي أنتهت وتحطمت ،، فأنت أصبحت شخص عادي للغاية وسوف أعيش حياه عادية معك ،، ياليتني لم أنزل من منزلي هذا اليوم حتي لا أرى كل هذه الصدمات ،، وحاولت عهد أن تسيطر قليلاً علي هدوئها وقالت له بنبرة هادئة : أنت عمال تصدمني من الصبح يا أدم يعني حقيقي انهاردة اليوم العالمي للصدمات هههههههههههه
شعر أدم في نبرتها بعدم الراحة بسبب حديثه الأخير معها ،، وقرر أن لا يعمي بصره أكثر من ذلك ،، وأن يترك لها حرية الإختيار للمرة الثانية ،، فقال لها بنيرة هادئة وقلبه يعتصر ألماً : بوصي يا عهد أنتي عارفة كويس أوي إني أكتر حد بيعرفك وبيعرف اللي جواكي من قبل ما تتكلمي ،، علشان كده أنا عارف كويس أوي أنك وافقتي علي عرضي علشان منظري ميبقاش وحش قدام الناس ،، بس أحنا دلوقتي لوحدنا يا عهد وهي دي حياتي ،، أنا بديكي حرية الإختيار يا عهد ،، اختاري أنك تعيشي مع راجل بيحبك بجد ومستعد يعمل أي حاجة علشان بس يشوف الابتسامة علي وشك وراجل هيحميكي من أي أذى وهيفضل جنبك في حزنك قبل فرحك وهيفضل معاكي في ضعفك قبل قوتك ،، أنك تختاري راجل هيعافر وينحت في الصخر علشان يحقق كل أحلامك ،، ولا أنك تختاري راجل فيه كل الحاجات اللي نفسك فيها ومش مهم يبقي عنده أخلاق أو أنه ممكن ميحافظش عليكي أو أنك متلقيش حب كبير في قلبه زي الحب اللي في قلبي يا عهد ،، أنا عايزك تاخدي أي وقت تحتاجيه علشان تقرري ،، وصدقيني أنا عمري ما هزعل ولا هجبرك علي إختيار معين وهفرح لأي إختيار هتختاريه يا عهد لأنك هتختاري القرار اللي هيسعدك وأنا عمري ما هبني سعادتي علي تعاستك يا عهد ،، وزي ما دخلنا بالمعروف هنخرج بالمعروف وهننسي ال24 ساعة دي ،، كأنهم حلم جميل عشناه سوا وبس ،، وخلاص وقت الحلم خلص وجه وقت أننا نصحي من النوم
لم تنصدم عهد كثيراً مما قاله أدم ،، فادم أكثر شخص يعرفها ويفهمها ويشعر بما تشعر بيه من الداخل بدون أن تتحدث ،، ولكن عهد كانت في حالة أكبر بكثير من مجرد أنها تنصدم بتصرف أدم معها وانصدمها بأن أدم لهذه الدرجة يعرفها عن ظهر قلب ،، عهد كانت في حالة الإختيار ،، فقد كان الاختيارين أصعب من بعضهم البعض ،، فهي تعلم إذا تركت أدم فيمكن أن تجد فتي أحلامها وفي نفس التوقيت هي تعلم بأنها لن تحظي بحب كبير مثل حب أدم لها ،، فهو أحبها لدرجة لا توصف وحقاً هو سوف يحاول أن يسعدها مثلما قال ولكن مهما فعل سوف تكون امكانياته محدودة أمام أحلامها وامانيها ،، فماذا عليها أن تفعل الآن!!!  أتختار أحلامها التي تريد أن تحققها أم تختار شخص يحبها بإخلاص وهي تعلم أنها لن تجد هذا الحب في أي مكان أخر أو مع أي رجل غيره ،، وأخيراً وبعد تفكير طال للحظات استقرت عهد علي أن تجلس وتفكر جيداً ،، فهي تحتاج وقتا كثيراً حتي تختار الإختيار الصائب الذي سوف تجد فيه السعادة من وجهه نظرها ،، وقالت له بابتسامة هادئة : أنا محتاجة وقت أفكر يا أدم ،، حاسة أني مشتتة ومش عارفة أختار ،، وخايفة أختار إختيار غلط أظلم بيه نفسي واظلمك معايا
أبتسم لها أدم أبتسامه مطمئنة : أطمني يا عهد أنا فاهم كويس جداً اللي عايزة توصليه ليا ،، وأنا كمان عايزك تفكري كويس جداً قبل ما تتخذي أي قرار ،، ولحد ما توصلي للاختيار الصح وتستقري علي القرار اللي هتلاقي فيه سعادتك ،، أنا مش هرخم عليكي بتليفونات أو مسدجات أو حتى هخليكي تشوفي وشي ،، لأن أنا مش عايز أضغط عليكي حتي لو بنسبة صغيرة
وهنا شعرت عهد ببعض الخوف ،، فادم هو صديقها الوحيد وهي لم تتخيل في يوم بأن يومها سوف يمر بدونه.....
فقالت له بنبرة ممزوجة بنبرة خوف : لا يا أدم متعملش كده بليز ،، أزاي طب هعيش يومي من غيرك ،، أنا بكلمك أكتر من أي حد في الدنيا ،، ده أنا حتي بشوفك أكتر ما بشوف أهلي يا أدم
إذا كنتي أنتي خائفة لمجرد أنكي علي وشك أن تفقدي صديق لكي وتشعري بأن يومك لن يمر بسلام بدوني لانكي تعودتي علي وجودي ،، فماذا أفعل أنا ،، فأنا سوف أهجر حبيبتي الأولى والاخيرة لفترة مجهولة غير معلومة أو محددة ،، يا ليت تستطيعي أن تشعري بقلبي الآن الذي يعتصر الماً علي هذا القرار الذي سوف أفعله لأجلك ولأجل سعادتك يا حبيبتي ،، وهنا قرر أن يبث لها الإطمئنان وهو في أشد الحاجة بشخص يبث له الإطمئنان ،، ولكن هذا الحب يا عزيزتي ،، أول خطواته هي التضحية من أجل حب عمرك ،، فقال لها بنبرة هادئة ممزوجة بالاطمئنان : أهدي يا عهد ،، متقلقيش ،، أنا هفضل جنبك علطول حتي لو مختارتنيش ،، بس مينفعش أبقى بشوشر علي تفكيرك وانتي بتختاري إختيار مهم زي ده ،، ووجودي في حياتك في الوقت ده هيشوشر عليكي ومش هتعرفي تختاري الإختيار الصح ،، خدي الوقت اللي تحتاجيه ممكن تخدي يوم أو شهر أو سنة أهم حاجة أنك تختاري الصح ،، وأنا هستناكي لحد ما تبلغيني أنسب إختيار ليكي...
لماذا يا أدم وضعتني في خانة اتخاذ القرارات ،، يا الله ماذا سوف أفعل في هذا الموقف ،، ساعدني يا الله ،، اقتنعت عهد بكلام أدم فحقاً إذا تواجد في حياتها في هذا التوقيت فسوف يضغط عليها وعلي تفكيرها وهي تحتاج أن تهدئ حتي تكون قادرة علي إختيار الإختيار السليم ،، ولذلك قررت عهد أن تغير مجري الحديث ،، فقالت بنبرة فكاهية : الأكل جه من ساعة علي فكرة وأحنا مكلناش ،، علي فكرة بقي لو الأكل برد يا أدم هتدخل المطبخ وهتسخنه بنفسك ،، ذنبك علي جنبك بقي هههههههههههه
ضحك أدم علي طريقتها ولكن هذه المرة كانت الضحكة من وراء قلبه ،، فكيف لقلبه الذي يتألم الآن يستطيع أن يضحك ،، فقال لها بابتسامة عذبة : هههههههههه ،، أنا علشانك يا عهد مستعد أعمل أي حاجة
ردت عليه عهد بابتسامة عذبة قائلة : طب يالا ناكل بقي علشان أنا قلبي رهيف وهتصعب عليا الصراحة هههههههههههههه
"هتصعب عليا" هذه الجملة كانت مثل الخنجر المسموم الذي اخترق قلب أدم ،، فنعم هي شفقت عليه لذلك وافقت علي عرض الخطبة ،، يا الله أنني أريد أن أعيش مع عهد بدون شفقة منها فأنا لا أستطيع أن أتعايش مع هذا الشعور القاسي ،، ثم رد عليها بابتسامة وهو يبتلع مرارة جملتها الأخيرة قائلاً : تمام يالا ناكل ،، وعلي فكرة الأكل هيعجبك جداً
ردت عليه عهد بابتسامة ممزوجة بالقليل من الغرور : أتمنى هههههههههههه
وظلوا يتسامرون في أشياء أخرى غير متعلقة بخطبتهم أو بحياتهم المستقبلة ،، ظلوا يتحدثوا كأنهم مازلوا أصدقاء ،، أصدقاء وفقط ،، وفي الحقيقة شعر كلاً منهما بالقليل من الراحة في هذا التوقيت ،، فعهد شعرت بالراحة عند عدم تحدث أدم عن حبه لها وخطبتهما لأن هذا الموضوع يضغط عليها للغاية ،، وشعر أدم بالراحة قليلاً لأن عهد لم تقول له كلمات قاسية مثل الشفقه أو ما شابه ذلك فهما ظلوا يتحدثوا في أمور خارجية ويضحكون وفقط...
هل أحد كان يتوقع أن يكون يوم خطبة ثنائي مثلهما يمر هكذا ،، فالمتوقع أن تكون هذه الليلة رومانسية للغاية وملئيه بالحب والعشق فقط ،، ولكن سهم القدر يمكن أن يأتي علي عكس توقعتنا....
وبعد هذه الليلة الطويلة الملئية بالصدمات ،، صعد كلاً من أدم وعهد إلى سيارة أدم واوصلها أدم إلى منزلها...
أمام منزلها...
شعر أدم بأن قلبه يبكي بشدة ،، فهو لا يعلم متي سوف يقابل عهد مرة أخرى ،، ولكن حاول أن يهدئ من نفسه أمامها ،، فقال لها بنبرة هادئة : تصبحي علي خير يا عهد ،، خلي بالك على نفسك
شعرت عهد أيضاً عهد بالحزن علي صديق عمرها وشعرت بالأسف علي علاقتهم التي علي وشك أن تنتهي بجملة منها ،، ولكن حاولت أن تسيطر علي مخاوفها وتعتمد علي نفسها في ذلك فيمكن في أي لحظة لا تجد أدم معها لكي يبث لها الأمان التي تحتاجه ،، فيمكن أن لن تجد الشخص الوحيد القادر علي انتشالها من مخاوفها وبث الطمأنينه لها ،، فقد حان الوقت لكي تعتمد علي نفسها وأن تطمئن نفسها بنفسها ،، فردت عليه بنبرة هادئة : وأنت من أهلو يا أدم ،، وأنت كمان خلي بالك على نفسك
رد عليها أدم بنبرة هادئة : حاضر يا عهد ،، باي
ردت عليه عهد وهي تخرج من السيارة : باي
ثم صعدت عهد إلى منزلها وبعدما أطمئن عليها أدم غادر المكان وتوجه إلى منزله...
شعرت عهد بأن رأسها علي وشك الانفجار من شدة التفكير ،، فاخذت حمام دافئ ثم استلقت علي سريرها وذهبت في سُبات عميق وبالمثل أدم فعل مثلها....
ومر أسبوع علي هذا الحال ،، فعهد كانت لا تعرف ماذا تختار ،، فإن الاختيارين أصعب من بعضهما البعض ،، وقررت أن تنزل تجري قليلاً فيمكن بهذه الطريقة تستطيع أن تهدئ قليلاً وتكون قادرة علي التفكير بطريقة صحيحة...
وبالفعل أرتدت عهد ملابسها الرياضية ،، وتوجهت إلى كورنيش النيل حتي تمارس رياضتها المفضلة وهي الجري ،، وبعد برهة من الزمن وصلت عهد الي الكورنيش ووضعت السماعات في أذنها حتي تسمع موسيقتها المفضلة وتوقف صوت أفكارها المزعج ،، وبدئت في الجري.....
وبعد فترة من الزمن شعرت عهد بالتعب قليلاً بسبب الجري ،، وقررت أن تقف قليلاً أمام النيل حتي تأخذ نفسها ،، وتفكر مرة أخرى فإنه من الممكن بعد هذه المحاولة تستطيع أن تتخذ القرار السليم....
شردت عهد في النيل وتذكرت أيامها مع أدم ،، وأيضاً تذكرت حياتها التي تتمني أن تعيشها...
وبدون سابق إنذار وجدت يد توضع علي كتفها.....

يا تري مين الشخص اللي حط ايده علي كتف عهد ،، وايه هيكون رد فعل عهد بعد اللي حصل ده ،، لو عايزين تعرفوا مين الشخص ده وعايز ايه من عهد وايه رد فعل عهد ،، انتظروا البارت اللي جاااي....
تااااااابعووووووااااااا ،،،...🔥🔥🔥
......................................................................


چِـــهـــارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن