Chapter 14

161 14 24
                                    


وامام منزل عهد تفأجات عهد برنه هاتفها التي تعلن عن متصل مجهول الهوية لديها ،، فظهر علي شاشتها رقم غريب وبعد تفكير كبير من عهد ردت اخيرا علي هذا المتصل..
فقالت عهد بنبره جاده : الو مين معايا
رد عليها حازم بنبره هادئه قائلا : وصلتي ولا لسه
فعرفت عهد جيداً من الشخص المتصل من نبره صوته فنبرته مميزه للغايه..
فردت عهد عليه بابتسامه قائله : اه انا قدام البيت اهو
فرد عليها حازم بنبره هادئه قائلا : طب تمام ،، انا بس كنت بطمن انك وصلتي بالسلامه
ردت عهد عليه بابتسامه قائلا : ميرسي يا حازم ،، طب أنت وصلت
رد عليها حازم بهدوء قائلا : ااه لسه واصل دلوقتي ،، اطلعي بقي ونامي وارتاحي بعد اليوم الطويل ده
ردت عليه عهد برقه قائله : تمام
فقال لها حازم بنبره هادئه قائلا : تصبحي علي خير يا عهد
ردت عليه عهد قائله : وأنت من أهله باااي يا حازم
رد عليها حازم وهو ينهي المكالمه : سلام يا عهد
وبعدها اغلقت عهد الخط وسجلت رقم حازم علي هاتفها وصعدت إلى منزلها وعلي وجهها ابتسامه عريضه...
بداخل المنزل..
قالت عهد لولدتها : أزيك يا مامي
ردت عليها سوسن بابتسامه قائله : اهلاً يا عهد ،، جيتي اخيرا
ردت عليها عهد بابتسامه قائله : اه يا مامي ،، أومال بابي فين
ردت عليها سوسن قائله : نام من بدري يا حبيبتي ،، تعالي يا عهد علشان عايزاكي في موضوع مهم
فجلست عهد امامها وقالت لها بابتسامه : موضوع إيه يا مامي ،، قولي أنا سمعاكي
ردت عليها سوسن بابتسامه قائله : أنا جيبالك عريس يا عهد!!!
ردت عليها عهد بضحه سخريه قائله : مش هتبطلي هزارك ده بقي يا سوسو ،، عريس إيه بس يا سوسو هههههههههههههه أنا جايه تعبانه جدا من بره بكره إن شاء الله لما نصحي نبقي نهزر براحتنا
ردت عليها سوسن بنبره جاده قائله : عهد أنا مش بهزر ،، أنا بتكلم بجد ،، أنا فعلاً جيبالك عريس يا عهد
ردت عليها عهد بصدمه قائله : عريس إيه يا مامي اللي أنتي بتقولي عليه ،، ده أنتي لسه من كام أسبوع كنتي عماله تقوليلي كلام الناس والمجتمع وكلام غريب كده تقومي دلوقتي تيجي وتقوليلي أنا جيبالك عريس!!
ردت عليها سوسن بنبره جاده قائله : أنا كنت بقولك علشان أنتي اللي متجبيش عرسان وتديني الفرصه أنا وباباكي نختارلك شويه
ردت عليها عهد بنبره جاده قائله : يا مامي أنتي وبابي دائما بتختارولي كل حاجة ،، اختارتوا إني أدخل علم رياضه علشان ابقي مهندسه واساعد بابي في شركته واختارتوا ليا الكليه لأنها من كليات القمه وليها مستقبل ،، وحتي كنتوا بتختاروا ليا صحابي من وأنا صغيره ،، دائماً كل حاجة تخصني أنتوا تختاروها ،، حتي شريك حياتي عايزين تختاره ،، يا مامي أنا اللي هتجوز مش أنتوا
ردت عليها سوسن بنبره جاده قائله : أحنا بنختارلك علشان عايزين مصلحتك ودائماً بنتختارلك الصح ،، تقدري تقوليلي لما سبناكي تختاري عملتي إيه ،، واختيارتك وصلتنا ل ايه ،، انتي دائما بتختاري غلط لانك لسه صغيره ودائما هتختاري الغلط لانك معندكيش خبره في الحياه ولسه عيله
ردت عليها عهد بنبره جاده قائله : طب سبيني اغلط يا مامي ،، ماانا لما اغلط هتعلم من اخطائي وهيبقي عندي خبره في الحياه ،، وبعدين أنا مخترتش غلط أنا أخترت صح وبعدها اكتشفت أن فيهم عيوب صعبه أنا مش هقدر اتأقلم عليها
ردت عليها سوسن بعصبيه قائله : وأحنا نسمحلك أنك تغلطي ليه مااحنا ممكن نقولك خبرتنا ونوجهك للصح من غير ما تغلطي
ردت عليها عهد بنبره جاده قائله : لأن عمري ما هتعلم من غير ما أغلط يا مامي لازم أغلط علشان اتعلم وعلشان مقعش في الغلط ده تاني ،، والخبره يا مامي مينفعش حد يعلمهالي ،، لازم أنا اتعلمها بنفسي لأن ببساطه فيه فرق كبير في الاجيال والاشخاص اللي كل واحد فينا أتعامل معاهم ،، أنتي وبابي جيل مختلف تماما عني يا مامي ،، لازم أنا اللي أكون الخبره دي لنفسي مش حد اللي يقولهالي
ردت عليها سوسن بعصبيه قائله : بقولك إيه انا مش عايزه كلام فلسفي وكلام موجود في الكتب ،، أحنا ادناكي فرصه الاختيار بدل المره مرتين وتلاته ،، جه وقت أننا نختارلك الصح بقي
ردت عليها عهد بخيبه امل قائله : طب قوليلي كده يا مامي إيه الفرق اللي بينكوا وبين شريف!! ؟ أقولك أنا إيه الفرق يا مامي!!
ولا حاجه ،، مفيش فرق بينكوا يا مامي ،، دائماً شايفني عيله صغيره وشايف ان هو الصح اللي مش بيغلط ودائما بيختار الصح ولازم أنا أسمع كلامه ،، مع أن مش كل اختيارته صح يا مامي ،، عارفه ليه!! ؟ لان هو إنسان وبشر زيي زيه ،، بيغلط وبيتعلم من اخطائه ،، مش نبي نازل من السما ومعصوم من الخطأ
ردت عليها سوسن بنبره عاليه قائله : أنتي أزاي تقارنينا بشريف!!
ردت عليها عهد بخيبه امل قائله : لانكوا كلكوا واحد يا مامي ،، حرام عليكوا سبوني اغلط واتعلم من اخطائي ،، سبوني أكون لنفسي خبره ويبقي عندي شخصيه مستقله بنفسي وأعرف أفرق بين الصح والغلط وأنا معتمده علي نفسي ،، مش لازم الجأ لحد علشان يفرقلي بين الصح والغلط
ردت عليها سوسن بنبره عاليه قائله : ده كلام فارغ
ردت عليها عهد بنبره جاده قائله : أهو بقي الكلام الفارغ ده هعلموا لولادي لما أكبر يا مامي ،، مش هختار ليهم كل حاجه تخص حياتهم بحجه اني عارفه الصح من الغلط ،، هعلمهم امتي يختاروا الصح وازاي يعرفوا فعلا انهم يفرقوا بين الغلط والصح ،، هعلمهم يبقي عندهم شخصيه ويبقي عندهم حريه الاختيار من وهما صغيرين ،، علشان لما يكبروا ميبقوش زيي
ردت عليها سوسن بنبره عاليه قائله : أنتي حره في ولادك ،، لما تكبري وتشيلي بيت أبقى ربي ولادك زي ما أنتي عايزه محدش هيقولك بتعملي إيه ،، بس طول ما أنتي لسه في حكم باباكي ومامتك يبقي أحنا كمان أحرار في تربيتنا ليكي
ردت عليها عهد بخيبه أمل قائله : عارفه يا مامي إيه الاسوء من أني أختار غلط!!؟
ردت عليها سوسن بتسأل قائله : إيه يا فيلسوفه زمانك!! ؟
ردت عليها عهد والدموع معلقه في عينيها قائله : إني مبقاش عارفه أفرق بين الغلط والصح ،، وبسبب اختياركوا ليا لكل حاجه أنا مبقتش عارفه أفرق بين الغلط والصح يا مامي ،، والكام شهر اللي فاتوا دول اتعلمت فيهم حاجات متعلمتهاش طول عمري ،، ومهما غلطت عمري ما هندم اني غلطت ،، لان الغلط ده خلاني اكتشف الصح ،، الغلط ده هو اللي هيخلي عندي خبره في الحياه وخبره في الناس
ردت عليها سوسن بنبره جاده قائله : والله اهلينا علمونا كده واي اهل في اي بيت مصري بيربوا عيالهم كده وعيالهم بيكبروا وبيبقوا كويسين وزي الفل ومش بيتمردوا زيك يا عهد
ردت عليها عهد والدموع تهرب من عينيها دمعة وراء دمعة قائله : غلط ،، هما بيبقوا فاكرين انهم كويسين وزي الفل بس الحقيقه بقي أن أهلهم اللي بيوصلولهم الفكره دي يا مامي ،، أهلهم بيختاروا ليهم كل قرار في حياتهم اينكان القرار ده مهم ولا تافه ،، ويفضلوا يعملوا كده لحد ما يجوزوهم لواحد يعمل نفس الحاجه بالظبط ويبقي هو اللي بيختار ليهم كل حاجة ،، بيختار يلبسوا إيه وميلبسوش إيه ويتكلموا مع مين وميتكلموش مع مين وينزلوا أمتي ويطلعوا أمتي ويشتغلوا ويبقي عندهم شخصيه ولا يقعدوا في البيت ويربوا العيال ،، حتي بيختاروا امتي يتخانقوا معاهم وامتي يصالحوهم ،، والبنت علشان اتعودت أن دائماً حد تاني هو اللي يختارلها فمبتحسش بفرق كبير يعني ،، يعني وهي في بيت أهلها ،، أهلها كانوا بيتحكموا في حياتها ولما اتجوزت جوزها أخد مكانهم فعادي يعني مفيش فرق كتير اذكان هنا او هنا
ردت عليها سوسن بعصبيه قائله : هي دي سنه الحياه وهو ده المجتمع اللي أنتي عايشه فيه أنتي مش عايشه في أوروبا علشان تتمردي علي حياتك اللي هنا يا بنت حسين
ردت عليها عهد بدموع حارقه قائله : دي مش سنه الحياه ،، دي عادات وتقاليد أنتوا اللي عملتوها علشان ترضيكوا أنتوا ،، عمر ما كانت سنه الحياه أني اتولد جاريه وأموت جاريه وأبقى حره بس في البطاقه ،، مش دي سنه الحياه يا مامي
وهنا تدخل صوت رجولي حكيم حتي يضع حد فاصل وقاطع بين الأم وابنتها وبين وجهات النظر المختلفه التي سمعها...
فقال حسين بصوت حكيم : بغض النظر إني صحيت علي صوتكوا بس مش دي المشكله ،، عهد يا بنتي مامتك بتخاف عليكي وعلشان كده فاكره أنها لما تبعدك عن أي غلط وتبقي حياتك تقلديه زي أي بنت في سنك فهيبقى هو ده الصح ،،  بس أنتي يا بنتي مش جاريه في بيت أهلك ولا هتكوني جاريه في بيت جوزك ،، مش معني أننا بنوجهك للصح يبقي أحنا شايفينك جاريه ،، أنتي لما بتغلطي يا عهد أنا مش بزعقلك ولا بعاقبك لأن ببقي عارف أن مش ده الحل ،، وبشوفك وانتي بتعاقبي نفسك بنفسك وبتتعلمي من غلطتك وبتبقي حريصه جداً أنك متقوعيش فيها تاني
ردت عليه سوسن بعصبيه قائله : يعني أنت موافقها علي الكلام الفارغ اللي هي بتقوله ده يا حسين!!
رد عليها حسين قائلا : أنا واثق في بنتي يا سوسن ومتأكد أنها لو شافت حاجه غلط هتبعد عنها ومش هتكمل فيها ،، وعهد مبقتش صغيره دي كلها سنه ولا اتنين ويبقي عندها بيت واسره وتبقي أم لولادها ،، ومينفعش تعلم ولادها الصح والغلط وهي مش عارفه الفرق بينهم يا سوسن
ردت عليه سوسن بقلق حقيقي قائله : بس أنا خايفه عليها ومش عايزاها تقع في الغلط مدام أنا في ايدي أني ابعدها عنه
رد عليها حسين بصوت حكيم قائلا : وهي عمرها ما هتقتنع بأنه غلط غير لما تعيش تجربته يا سوسن ،، عهد أنسانه وعندها عقل مش أنسان ألي عايزين نبرمجه علي حاجه معينه
ردت عليه سوسن بعصبيه قائله : خلاص لما تبقي تجيلك بمصيبه بقي أبقى حلها ليها يا حسين
رد عليها حسين بصوت حكيم قائلا : هتتعلم أزاي تحل مشاكلها وهتتعلم أزاي متقعش فيها تاني وهتتعلم أزاي تختار الصح وهي مقتنعه بيه وهتبقي فاهمه مش حافظه يا سوسن
ردت عليه سوسن باستسلام قائله : والله أنت حر أنت وبنتك بقي ،، أنا خلاص تعبت منكوا
وفي هذا التوقيت اسرعت عهد علي والدها وتشبثت باحضانه بشده وظلت تبكي بكاء حارق بداخل ذراع والدها فهنا شعرت بان حقا والدها هو منبع الامان والحمايه لها من اي شخص بالعالم ،، ومن الجهه الأخرى ظل يمسد حسين علي ظهرها وشعرها بحنان بالغ فهو يريد ان يُعلم ابنته درس صعب ومهم للغايه ،، وهو درس* الحياه*...
فقال لها حسين وهو يمسد علي ظهرها علي شعرها بحنان : أبويا وأنا صغير قالي حكمه ،، قالي يا حسين أوعي تشتري السمكه او تطلبها من حد ،، اتعلم ازاي تصطاد السمكه دي وتبعها للناس ،، لو أعتمدت علي حد في أنه يديك السمكه هيجي عليك وقت وهتجوع وهتفضل محتاجه طول عمرك ،، أنما لو أتعلمت أزاي تصطدها عمرك ما هتجوع وعمرك ما هتحتاج لحد ،، مش عيب أننا نغلطت يا بنتي لأن هي دي الحياه بس العيب أننا نغلطت ومنتعلمش من الغلط ده ،، الحياه مش سهله وعمرك ما هتقدري تعرفيها كلها وكل دقيقه هتمر عليكي هتتعلمي حاجه جديده وحاجه مختلفه هتغير شخصيتك وهتفضلي كده لحد ما ربنا ياخد امانته..
ردت عليه عهد بصوت مخنوق من شده البكاء قائله : وده اللي كنت عايزه أوصله لمامي يا بابي كنت عايزه أقولها ان انا اللي عايزه اتعلم وعايزه اعرف افرق بين الصح والغلط بنفسي علشان اتعلم ويبقى عندي خبره في الحياه ومحسش في مره اني تايهه ومش عارفه اتصرف
رد عليها حسين قائلا : وانا موافق يا عهد بس تتعلمي في اطار الاصول اللي اتربينا عليها يا عهد وأنا هقولك جمله لازم تحطيها حلقه في ودنك ،، اتعلمي يا بنتي انك انتي اللي تعلمي الاصول للناس مش هما اللي يعلموهالك...
ردت عليه عهد بابتسامه وسط دموعها الغزيره التي ملئت وجهها قائله : حاضر يا بابي
رد عليها حسين بنبره حانيه وهو يمسح دموعها قائلا : طول ما انا عايش ولسه فيا نفس مش عايز اشوف دموعك دي نازله منك ابدا ،، اتفاقنا يا حبيبتي
ردت عليه عهد بابتسامه عذبه مخلوطه بدموعها قائله : اتفاقنا يا بابي
قال لها حسين بنبره حانيه : يلا روحي بقي خدي شاور ونامي وارتاحي يا حبيبتي علشان تصحي بكره بدري وتروحي جامعتك
ردت عليه عهد بابتسامه قائله : حاضر يا بابي ،، تصبحوا علي خير
وبعدما ذهبت عهد الي غرفتها..
قالت سوسن بعتاب لحسين : وهي دي التربيه الصح يا حسين!! ؟
رد عليها حسين بنبره حكيمه قائلا : احنا مش هنعيش لعهد طول العمر يا سوسن ولازم نعرفها ازاي تعرف تفرق بين الصح والغلط وازاي تعرف تختار بنفسها علشان لما هتقع في الغلط هتعرف قيمه الصح  وهتتمسك بيه انما لو احنا اللي اجبرناها ممكن في اي لحظه تسيب الصح ومتقدرش قيمته ونعمته الكبيره
ردت عليه سوسن بنبره خوف قائله : بس عهد لسه صغيره يا حسين وانا خايفه عليها
رد عليها حسين بنبره اطمئنان قائلا : الصغير مسيره يكبر يا سوسن وجه الوقت علشان عهد تكبر وهو ده الوقت المناسب علشان تاخد من الحياه دروس كتير تعلمها وتديها خبره
ردت عليه سوسن بقلق ام قائله : ربنا يسترها يا حسين ويبعد عنها ولاد الحرام
رد عليها حسين قائلا : امين يارب ،، يلا بقي علشان ننام
ردت عليه سوسن باستسلام قائله : ماشي ،، يلا بينا
وبالفعل ذهب كلا من عهد وحسين وسوسن في ثبات عميق بعد هذه الليله الطويله الملئيه بالاحداث الكثيره..
في صباح اليوم التالي ،، استيقظت عهد علي رنه هاتفها وهو يعلن عن متصل جديد..
ردت عهد علي هاتفها بصوت ناعس قائله : الو ،، مين
رد عليها المتصل بنبره حانيه قائلا : صباح الخير ،، كل ده نوم يا عهد!!
ردت عليه عهد بابتسامه هادئه قائله : صباح الخير يا حازم ،، ايه المفاجاه دي
رد عليها حازم قائلا : انا قولت اصحيكي بقي بدري علشان تقومي تفطري وتفوقي وتروحي الجامعه وانتي مركزه علشان انا عايزك تجيبي اعلي تقديرات الترم ده
ردت عليه عهد بابتسامه قائله : ده اشمعنه يعني
رد عليها حازم بنبره حانيه قائلا : علشان عايزك تبقي ناجحه واشطر واحده
ردت عليه عهد بفرحه حقيقيه قائله : ده انت شكلك عايزني ابقي ناجحه بجد بقي
رد عليها حازم بنبره هادئه قائلا : طبعا هو انا ههزر معاكي يعني ،، يالا قومي بقي وكفايه رغي ،، لما تخلصي كل حاجة وتنزلي ابقي رني عليا علشان اونسك لحد ما تروحي الجامعه
ردت عليه عهد بابتسامه كبيره وهي لا تريد ان تغلق معه قائله : تمام ،، بااي
وبعدما اغلقوا الخط معا ،، استيقظت عهد بنشاط علي غير العاده وارتدت ملابس مبهجه وبعدها تناولت الافطار مع والديها ثم نزلت من منزلها واتصلت بحازم وظلوا يتحدثوا كثيرا عن امور كثيره وتشاركوا في الضحك من قلبهم ،، وتكررت هذه المواقف المبهجه طوال شهر كامل ،، فكان حازم يتصل بعهد يوميا وخلال هذا الشهر عرفت عهد عن حازم اشياء كثيره للغايه..
وفي صباح يوم جديد بعد مرور هذا الشهر ،، رن هاتف عهد رنه تعلمها جيدا فمن المؤكد ان المتصل هو *حازم*..
ردت عهد بنبره حانيه قائله : الو ازيك يا حازم
رد عليها حازم بنبره حماسية قائلا : الحمد لله ،، بقولك ايه انا مجهزلك مفاجاه انهارده
ردت عليه عهد بحماس يخلط سؤالها قائله : بجد يا حازم ،، مفاجاه ايه!!؟
رد عليها حازم بنبره حانيه قائلا : مش انتي كان نفسك تعملي رحله سفاري طول عمرك
ردت عليه عهد بحماس شديد قائله : لا يا حازم متهزرش ،، هعمل سفاري!!
رد عليها حازم بجدية مختلطه بنبره مرح قائلا : قصدك هنعمل مع بعض رحله سفاري مش هعمل انتي عايزاني اسيبك تروحي تعملي سفاري لوحدك وانا ابقي قاعد هنا ولا ايه شايفني مش راجل ولا ايه
ردت عليه عهد بقهقه عاليه قائله : هههههههههه انا اقصد يعني انك هتعرف تيجي معايا يعني ،، يعني حفلاتك ومواعيدك هتعمل فيهم ايه!! ؟
رد عليها حازم بنبره ممتلئه بشغف خارج من قلب عاشق قائلا : انا ظبطت مواعيدي واجلت حفلاتي علشان افضيلك يوم السفاري ده ايه رأيك بقي
ردت عليه عهد بخجل قائله : بجد مش عارفه اقولك ايه بس انا فرحانه اوي ميرسي يا حازم
رد عليها حازم بابتسامه قائلا : طب يالا قومي بقي اجهزي علشان نلحق اليوم من اوله
ردت عليه عهد بصدمه قائله : ايييه!! احنا كمان هنروح انهارده ،، لا انت كده بتهزر رسمي هههههههههههه
رد عليها حازم بضحكه جذابه قائلا : هههههههههههه لا مش بهزر ،، انا مستعد اعملك اي حاجه علشان ابسطتك يا عهد انتي مش عارفه انتي بقيتي غاليه علي قلبي ازاي
ردت عليه عهد بخجل شديد قائله : احم ،، طب انا هقوم اجهز بقي علشان منتأخرش وكده يعني
رد عليها حازم بضحكه عاليه قائلا : وكده يعني ،، ماشي يا ستي ههههههههههه ،، سلام
ردت عليه عهد بخجل ممزوج بفرحه شديده قائله : احم ،، طب باااي بقي
وبعدها اغلقوا الخط معا وظلت عهد تقفز من شده سعادتها فهي حقا تشعر بانها اخير سوف تحصل علي الشخص المثالي الذي سوف يعوضها عن كل ما حدث معها وكل ما رأته خلال تجاربها السابقه...
وبعدها ارتدت عهد ملابس رياضيه صالحه لرحله السفاري ،، ثم قالت لوالديها بانها  ستخرج مع اصدقائها وكانت هذه اول مره تكذب عهد علي والديها بسبب حازم..
وبعدها نزلت من منزلها وتوجهت الي المكان الذي ستقابل به حازم...
وبعد عدة دقائق قابلت حازم وصعدت الي سيارته..
بداخل السياره..
قال لها حازم بنبره اعجاب : ايه الحلاوه والشياكه دي بس
ردت عليه عهد بغرور لكي تخبئ خجلها قائله : دي اقل حاجه عندي
رد عليها حازم بابتسامه جذابه قائلا : اومال اكتر حاجة يبقي إيه بقي
ردت عليه عهد بخجل قائله : بقولك ايه سوق وانت ساكت
رد عليه حازم بقهقهات عالية قائلا : ههههههههه ايه ده ،، ده انتي بتتكسفي زي البنات ووشك بيحمر
ردت عليه عهد بارتباك قائله : لا وشي محمرش ولا حاجه
رد عليها حازم بضحك شديد قائلا : هههههههههههه لا والله احمر اهو ،، وشك احمر يا بطه هههههههههه
ردت عليه عهد بخجل وهي تضربه علي كتفه بخفة قائله : بس بقي بطل رخامه هههههههههههه
رد عليها حازم بابتسامه هادئه قائلا :  حاضر ،، ممكن بقي تنامي شويه لحد ما نوصل علشان انتي سهرتي جامد باليل وماخدتيش كفايتك في النوم وانا عايزك تبقي فايقه انهارده
ردت عليه عهد بصوت رقيق قائله : بس انا مش عايزه انام دلوقتي وهبقي فايقه والله
رد عليها حازم بصوت حاني قائلا : انا عارف انا بقولك ايه ،، وانتي اصلا بتتاوبي اهو هههههههههههه يالا نامي بقي شويه واول ما نوصل هصحيكي
ردت عليه عهد بابتسامه مستسلمه قائلا : تمام تصبح على خير
رد عليها حازم بابتسامه عذبه قائلا : وانتي من اهلوا
وبالفعل استسلمت عهد للنوم فحقا كانت تريد ان تنام ولكن كانت تقاوم بشده..
فاذا كانت وهي مستيقظه حوريه في قمه الجمال ف وهي نائمه ملاك في غايه الرقه ،، فنظر لها حازم نظره ممتلئه الكثير من الحب والاعجاب ،، فكيف بجانبه الفتاه الوحيده التي تحركت مشاعره اليها بدون سابق إنذار!! ؟ ،، فكيف بجانبه الفتاه الوحيده التي خطفت قلبه من اول لقاء لهما!!؟ ،، فهل الذي يشعر به الان هو حب حقيقي صادق ام مجرد اعجاب بجمالها المفرط!!؟
وفي مكان اخر تحديدا بالمدرج...
قررت دهب ان تقطع الحكايه لبعضه دقائق وتُبدئ رأيها في اخر جزء قالته..
فقالت دهب بنبره كلاسيكيه هادئه : تفتكروا فيه فرق بين الحب والإعجاب!! طب لو قولتوا ان فعلا فيه فرق بينهم ياتري الفرق ده كبير ولا صغير!! طب تفتكروا ان ممكن الاعجاب يتحول لحب او الحب يتحول لاعجاب!! طب ياتري الاجابات اللي هتقولها دلوقتي هتقولوها من خبرتكوا في الحياه والحب مثلا ولا هتقولوها من كتب الحب الفلسفيه الشهيره ولا من الافلام والمسلسلات!!
معظم اجابتكوا هتبقي جايه من اي مصدر الا من خبرتكوا لان ببساطه انتو مش كبار كفاية للدرجه اللي هتخليكوا تدوقوا كل اطعمه الحب وتشوفوا كل اشكاله وتحسوا كل شعور فيه...
طب هسألكوا سؤال تاني ،، ياتري النخله اطول ولا الطياره اسرع!!
ردت عليها طالبه بتلقائيه قائله : مفيش علاقه بينهم اصلا يا دكتور يعني دي حاجه ودي حاجه مختلفه فمينفعش نقارن بيهم
ردت عليها دهب بنفس الابتسامه الكلاسيكه الجذابه قائله :  طب ياتري مايه المطر احلي ولا المايه الجوفيه طعمها احلي منها
رد عليها طالب بتلقائيه قائلا : هما الاتنين بيتخزنوا في مكان معين وبيتعملهم عمليه تعقيم وفلتره وفي الاخر بيبقوا مايه بتتشرب عاديه يعني يكاد يكون مفيش فرق بينهم او احنا ممكن منعرفش نفرق بينهم
سعدت دهب بشده علي تفاعل طلابها معاها وسعدت من اجابتهم بشده فهذه الاجابات التي حقا كانت تتمني ان تسمعها...
فقالت دهب لهم بابتسامه عذبه : هو ده فعلا اللي عايزه اوصلوا ليكوا ،، الحب والاعجاب عاملين زي النخله والطياره مينفعش نقارن بينهم لان مفيش علاقه بينهم اصلا ،، لان الحب ده حاجه والاعجاب ده حاجه تانيه مختلفه تماما عنه ،، بس اللي بيحصل لمعظمنا علي ارض الواقع هو اننا بنقارن بين الحب والاعجاب كأننا بنقارن بين مايه المطر والمايه الجوفيه ازاي هنقدر نفرق بينهم بعد ما صعبناها علي نفسنا وبعد ما حطينا لنفسنا مقارنه صعبه جدا فمهما كنا بنمتلك خبره في الحب او بنكتب كتب عن المشاعر هنفشل فشل ذريع في التفرقه بينهم ،، علشان فعلا نعرف نفرق بينهم لازم نحطهم في مكانهم الصح ونقتنع انهم ملهومش علاقه ببعض..
ناس كتير منكوا هتستغرب وجهه نظري وهتقول ما الحب بدايته نظره اعجاب والنظره دي بتتطور وبتتحول لحب ،، انا وقتها هرد عليكوا واقولكوا ان الحب عمر ما كان ولا هيكون بدايته نظره اعجاب..
الحب الحقيقي الصادق بدايته بتبقي خطفه قلب ملهاش كتالوج ،، يعني مقدرش اقولك انت اتخطفت للشكل ولا الشخصيه ولا الهيئه ولا اقدر اقولك انت هتتخطف امتي وفين وعلي ايد مين ،، كل واحد فينا ليه كتالوج خاص بيه ومختلف عن اي حد تاني ،، الحب هو خطفه لو اتخطفتها يبقي وقتها اقدر اقولك انك للاسف الشديد وقعت في الحب بغض النظر بقي الحب ده هيستمر ولا مش هيستمر بس وقتها بذره الحب هتكون اتولدت جواك وهيبقي عليك تختار لترعي البذره دي لحد ما تكبر او تدفنها وتحاول تعديها وتنساها بس صدقني انت ممكن فعلا تدفنها وتعديها بس عمرك ما هتعرف تنساها...
انما الاعجاب بقي هو عامل زي بالظبط كأنك دخلت مول واعجبت بقميص معين او بنطلون بتبقي هتموت عليه وعايز تشتريه دلوقتي ولما تشتريه بتلبسه يوم واتنين واسبوع بس بعدها شمعه الشغف اللي كانت جواك دي بتنطفي وبتلاقي نفسك اعجبت بحاجه تانيه وتالته وعاشره وكلهم مصيرهم بيبقي واحد ،، انك بتستمتع بيه شويه وبعدها بتزهق منه وتروح لحاجه احلي واشيك..
لو عايز تتاكد فعلا ،، انك وقعت في الحب ولا مجرد إعجاب بسيط وهيروح لحاله ،، اسأل قلبك وشوفه اتخطف فعلا للشخص ده من غير مبررات ولا هو معجب بيه علشان حلو وشيك وأسباب تانية كتير ملهاش حصر...
لو قلبك وصل لمرحله انه يعرف يجاوبك علي السوال ده وقتها بس فعلا هتكون عرفت تفرق بين الحب والإعجاب..
واخر جمله هختم بيها كلامي..
"ان الحب الحقيقي هو شمعه شغف مبتطفيش وخطفه قلب بتحتل كل ذره في كيانك"

لو عايزين تعرفوا ايه اللي هيحصل بين حازم وعهد في السفاري انتظروا البارت اللي جاااااااااي 🔥🔥🔥

تااااااابعووووووااااااا ،،،...

.....................................................................

چِـــهـــارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن