الجزء الـ عاشر

5.3K 414 45
                                    

-
الجزء الـ عاشر
-

قد تَبكي المرأهُ لأي سببٍ صغيرًا كان ام كبيرًا، لكنْ عِندما يَبكي الرجلُ فأعرف إن الألمَ قد تخَطى حُدودَ قُدرته على التحمل.

-

التقت عيناي َبالعسليتانِ خاصته.
رغمَ ان رحيله مُر الا ان عيناهُ كفيله بمسحِ كلِ سيئاته، فرُب نظرهٍ منه تهوي بي لسبعين خريفًا.
كانت نبضاتُ قلبي كما حين ولادتي، تارهً تتسارع و تارهً تتباطئ، فعِندما انضرُ الى عيناه تتسارع و عندما اتذكر غضبي مِنه تتباطئ.
لا استطيع ان اغضب منه و انا انظر الى عيناه في نفس الوقت، فالغضب امام جمال ناظريه يقربني من الموت.

ظللت انظر اليه فتذكرت حبًا عظيمًا اكنه لهذه الملامح.
شعرت بشيء غريب و انا ارى ملامحه امامي.. لم تتغير كما تغير هو.

"اشتقت اليكِ"

همس بصوتٍ خافت، مرتجف..
ضحكت من غير أدراك

"الآن؟"

لم يجبني .. ظل صامتًا و فعلت المثل.. فأنا لا اعرف ماذا علي ان اقول
لقد كان في قلبي اشتياق كاد يقتلني وجعه.. لكنني الآن لا اريد رؤيته حتى .. اريده ان يرحل فحسب.
فلقد وقفت طويلًا انتظر عودته و لم يعد، و عندما جهزت نفسي للنسيان عاد

"تغيرتي كثيرا.. اصبحتي قاسية"

نظرت له و قلت مباشرة بعد ان اكمل جملته

"و انت لم تتغير.. مازلت حقيرًا.. كعادتك"

لم اعد اشعر بما اقوله، كان قلبي من يتحدث لا شفتاي
ظللت انظر الى دموعة التي تشق طريقها عبر وجهه..
هذه المرة الاولى التي اراه يبكي فيها، في الحقيقه انا لم ارى رجل يبكي قط.

"لما تفعلين هذا؟"

"افعل ماذا؟"

سألته وانا انظر له بحقد، فكيف له ان يرحل لسنه كامله بعيدًا عني ثم يعود قائلًا انه اشتاق لي و يريدني ان اعود له؟
كيف يظن انني سأعود له بهذه البساطه؟
نظرت اليه

"شيء واحد فقط .. بعد فراقنا ..لازلت افكر بك كثيرًا.. وادعوا لك و اكتب عنك و كلما انتهي من الكتابه وجدتني امزق الاوراق.. ابعثرها في الزوايا كما فعلت بي الايام في غيابك.. لأعود في اليوم التالي و اكتب عنك.. و انا اعلم انك لا تقرأ ما اكتبه لك.. لا تفكر بي مثلما افكر انا بك ..و لا تفكر ان كنت بخير ام لا .. لا يهم.. اسمعني جيدًا..لقد كنت احبك جدًا و اشتاقك كثيرًا.. و تألمت منك اكثر ..و ظللت احبك رغم هذا .. لكن الآن.. لقد تغيرت..لم اعد اريد حبك المزيف .. لم اعد تلك اليائسة التي تركع من اجلك و تبكي الليالي لفراقك.. "

توقفت قليلًا و عندما اراد ان يتحدث قاطعته صارخه

"انا واثقه بانك لن تهتم بما اقوله لأنهم اغنوك عني و اصبحوا كل ما يهمك..لكنها مسأله وقت فقط..ستمر الأيام و سيظهرون على حقيقتهم.. ستصدم منهم و مما سيفعلونه..و عندها سأمارس لعبتك..سأبقى معك و اقنعكَ بأنني سأبقى معك للأبد ثم سأتخلى عنك كأننا لم نكن..لن اهتم بك و سوف اكون سعيدة حينها.. لن اعود لك ولن اكون معك في كل حين ..ستشتاق لي كثيرًا و سأجعلك تذوق مراره الفقد مرتين."

Annabeth {Z.M}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن