-
الجزء الـ ثاني عشر
-
"كريس..كارمن..ألم تحذركما امي من التحدث الى الغرباء؟"
التفت الي الرجل بعد سماع صوتي لتلتقي عيناي بنفس تلك العينان العسليتان التي وقعت في حبهما ليتوقف قلبي.
هل انا اتخيله الأن؟ هل سيطر على عقلي و قلبي الى هذه الدرجه؟ لدرجه انني بت اتخيله.
ظللت مجمده في مكاني من دون حراك، اغمض عيناي و افركها ثم افتحها لأعود و اغلقها مره اخرى.
هو لم يختفي، هذا يعني انني لا اتخيله.
وقف بعد ان كان يجلس بطول كارمن عندما كان يتحدث معها.
"أصبحتُ غريبًا الآن؟"
قال بنبره حزن تملئ صوته، لم اجبه..فكل ما يشغل فكري في ذاك الوقت كان..كيف جاء الى هنا؟
لكن لم يأخذ مني الأمر الا عده دقائق لأتذكر انه يعيش في هذه المنطقه.
"هذه اختكِ؟"
سأل و هو يشير الى كارمن، لم اجبه حتى هذه المره و لم انظر اليه حتى
انا لم استوعب بعد انه هنا امامي، فكيف لي ان استوعب بأنه يتحدث معي؟
"نعم انا اختها"
اجابت عليه كارمن بصوتها الطفولي.
نظر اليها ثم اعاد نظره لي و ابتسم
"هي جميله..مثلكِ"
تجاهلت نبضات قلبي المتسارعه و مشيت اقرب متوجهه الى كريس
"هيا..ألم تقل لي اننا سنبني رجلًا ثلجيًا؟"
ابتسم و ركض الى كومه ثلج كبيره، وقف بجانبها وقال
"نعم، لقد حاولت ان اصنع كره من الثلج حتى تكون الرأس لكنني لم اقدر لذا انتظرتك حتى تأتين"
ابتعدت من زين لأقترب من البقعه التي يقف كريس بجانبها و جلست على الأرضيه و انا احاول ان اجمع الثلج لأصنع كره كبيره، اقترب مني كريس و اخذ يساعدني، انتهينا من صنع كره متوسطه الحجم فأخذ كريس يدحرجها على الأرض ليصبح حجمها اكبر.
"و الآن يجب ان نقوم بصنع واحده متوسطه الحجم ثم صغيره لتكون الرأس"
قال لي كريس و هو يقوم بصنع الكره المتوسطه ثم الصغيره، و بعد انتهى حملته ليقوم بوضع الرأس في الأعلى
"رائع، تبقت العينان و الأنف و الايدي"
قال و انا اقوم بإنزاله و ركض الى داخل المنزل، سمعت ضحكات من خلفي فدفعني الفضول الى معرفه سبب ضحكهم فألتفت و رأيت زين و كارمن يلعبان بالكرات الثلجيه و يرميانها على بعضيهما.
لم يكن يلاحض تحديقي به فأستغليت ذلك الوقت لتأمله، كان يرتدي قميص قطني ابيض كلون الثلج، و قبعه قطنيه حمراء يخرج منها مقدمه شعره الأسود،معطفه الذي يرتديه دائمًا و بنطاله الأسود، كانت ملابس عاديه لكنها تليق به بمثاليه. ضحكت من دون ادراك عندما رأيت بأن زين قد وقع على الأرض و قد ملئته الكرات الثلجيه خلع قبعته الصوفيه و بدأ ينثر الثلج من عليها.
التفت الي عند سماع صوت ضحكاتي ليبتسم لي هو الآخر.
بدأت ابتسامتي تتلاشى تدريجيًا و انا اتعمق في النظر اليه.
عيناه العسليتان تحدقان بي بشرود، فشردت بجماله انا ايضًا، رموشه كثيفه تظهر جمال عيناه العسليه، انفه طويل، شفتاه ورديه ممتلئه، لحيته خفيفه تحدد فكه المربع، شعره الأسود المبعثر الذي طال قليلًا ليصل الى اسفل اذناه زاده جمالًا و وقار، بعض الحمم الثلجيه بدأت بالتساقط على شعره لتظهر سواده اكثر، الهواء الأبيض المنبعث من بين شفتاه عندما يتنفس يشكل دائره قرابه وجهه، اتسع ثغره ليظهر هذا التبلور الذي يسمى ابتسامه..هو فقط جميل..جدًا.
