الجزء الثالثنار مضطرمه تطقطق داخل المدفئة
كنت ممدده على الكنبة، الف غطاء سميك حول ساقي
قمت من الكنبه و توجهت الى الحمام، فتحت الدُش ليتدفق الماء البارد منهخلعت ملابسي و دخلت بداخل الدُش لآخذ حمام بارد لعله يخمد النيران المشتعله في قلبي و التي تكاد تدمرني
لففت منشفة على جسدي بعد ان انتهيت وخرجت من الحمام متجه الى خرفتي
اخذت قميص و بنطال و لبستهما ثم لففت شعري بعشوائيه.فتحت هاتفي باحثهً عن احدى الفيديوهات التي ارسلها لي عندما كان مسافر الى نيويورك لزياره والدته المريضه
فتحتها وضللت استمع الى صوته ، كان يتحدث بهدوء لتسقط دمعه كلما انتهى من جمله-صباح الخير..اعلم ان الوقت متأخر في لندن الآن لكنني فقط اردتك ان تسمعي الأغنيه التي الفتها لك، آمل ان تعجبكِ.
تحرك ليقف امام البيانو الكبير و بدأ بالعزف لم يمض الكثير حتى بدأ يغني
انتهى المقطع فأعدت تشغيله، انا فقط لا استطيع التوقف عن سماع صوته الموسيقي الذي عندما يطرق طبلات اذني يشعرني بأنني في وسط جنه.
جنهٌ لا يوجد فيها سوانا
جنهٌ عيناه فيها بساتينها، و صوته موسيقاها ، و تبسمه ضيائها.
-
ظللت استمع الى صوته و الى كل كلمه يقولها حتى انتهى المقطع مره اخرى
تعجبت عندما لاحظت انني مبتسمة و قد توقفت عن البكاء
و عندها ظللت اتسائلكيف يمكن لسعاده الكون ان تسكن صوت احدهم ؟
كيف يمكن لصوته ان يكون علاج لغضبي و حزني و سبب لضياع عقلي مني؟
كيف يمكنه ان يتحكم بحزني و فرحتي حتى بعد انقضاء عام؟رميت هاتفي على السرير و فتحت حاسبي المحمول
تفقدت بريدي الألكتروني ككل صباحكنت اردد..
"زين..زين"
و انا ابحث عن رسالة تحمل أسمه من بين عشرات الرسائل اليوميةكنت انزل بالمؤشر بحثًا عن اسمه ليحبطني غيابة من جديد
نزلت بالمؤشر الى الأسفل ضاغطة على الزر الذي يظهر لي الرسائل القديمة التي قد قرأتها بالفعل ، ظللت ابحث عن رساله منه حتى وجدت واحده ، كانت آخر رساله ارسلها لي بتاريخ..
٢١ديسمبر ٢٠١٣
أي قبل ان يتركني بيوم واحد فقط
كان قد كتب فيها"اهلًا عزيزتي ،اشتقتك كثيرًا ، الحفل كان مملًا من دونك ، ليتكِ كنتِ بجواري ،أحبكِ"
هذا الكاذب
يقول انه يحبني و بعدها يخبرني انه لا يشعر بشيء تجاهي!
اغمضت عيناي و ضغطت على شفتاي بقوه محاوله كبح دموعي
سمعت صوت الباب يفتح ، لم التفت ، فأنا اعرف انها كاميلا