-
الجرء الـ سابع عشر
-لا تقل لي 'وداعًا' بل قل ' الى اللقاء'، فلا لقاء بعد الوداع.
-
-كارمن، اذهبي و افتحي الباب
قالت و هي تخرج من غرفتها حالما سمعت صوت جرس الباب.
انقبض قلبها عندما سمعت صوته بعد صوت فتح الباب-اهلًا يا صغيره، كيف حالكِ؟
تجمدت خطواتها و ظلت واقفه في وسط الدرج من دون حراك
-انتِ جميله جدًا، انا لن ارتاح حتى اتزوجكِ
اكملت نزولها من الدرج ببطئ ليضهر نصف جسده فقط.
-أتتزوجيني؟
اكملت نزولها حتى استطاعت ان تراه..يقف امام اختها التي هزت رأسها بنفي
تخيلت انه يوجه طلبه هذا لها..تخيلته راكعًا على احدى ركبتيه ممسكًا بيدها اليمنى و هو يطلبها ان تتزوجه-ارجوكِ؟
اكمل ترجيه مثلما فعل في آخر مره راى فيها كارمن، لكن جوابها مازال نفسه..فقد هزت رأسها بنفي مره اخرى
و مرهً اخرى، تخيلت انه يترجاها لأن تتزوجه، و هو يخبرها انه لا يريد ان يكمل حياته مع غيرها، يخبرها انها هي حياته و من دونها لا حياه له
على كل حال..هل هي تريد ذلك حقًا؟ أعني الزواج منه، هل تريد ان يكون لها طفل بنفس شعره الاسود و ربما عيناها الزرقاوتان، يحمل نفس صفاته و يتصرف بتصرفاته.
هل تريده زوجًا حتى بعد ما فعله لها؟ انا اعني.. كيف لها ان تكمل حياتها مع شخص لم سيتطع ان يُخلص لحبهما سنه واحده، فكيف بالاخلاص الابدي؟
-
صنع وجه عابس و هو ينظر الى اختها متظاهرًا بأنه غضب.
و عندها ضحكت اختها و ضحك هو معها، فضاقت عيناه و اتسع ثغره
ثم ذهبت اختها بعد هذاابتسمت غير مدركه و هي تنظر اليه من بعيد، لقد كانت غاضبه جدًا منه بسبب ما فعله آخر مره لكن هذا الغضب تلاشى فورًا حالما رأته
كيف لها ان تغضب منه و هي ترى ملامح وجهه في نفس الوقت؟
كيف لهذا الغضب الا يختفى و هي واقفه امام ناظراه؟
بل كيف يمكن ان تظل غاضبه و هي ترى هذه الملامح؟
ملامحه التي بإمكانك ان ترى الجنه من خلالهاكان يبدو ملاكًا كاملًا في تلك اللحظه..فهي تراه بعين ملائكيه..تراهُ من نور
رفع رأسه اخيرًا عندما لاحظها و لم تتغير ملامح وجهه مع هذا، ظل ينظر اليها بنظره غريبه،و كأنه لا ينظر، نظره شارده، تُشعرك بانه ينظر من خلالك
و كأنه يبحث عن شيء آخر غير مرئي، هو وحده من يستطيع رؤيتهابتسم لها من بعيد فأخفت ابتسامتها باخفاض رأسها لتتساقط خصلات من شعرها الكستنائي على جبينها و تختلط برموشها الطويله.
