الفصل الثامن و العشرون

26.6K 869 157
                                    

الندم بعد فوات الأوان ، تقدير الأشياء و معرفة قيمتها بعد خسارتها سمة موجودة بالانسان و هذه هي الطبيعة الكثير منا و ليس القليل لا يقدر الأشياء إلا حينما يفقدها

كانت تجلس على الاريكة بمنزلها البسيط الذي خصصه لها يوسف لتبقى فيه بل و ساعدها على التعافي من جديد و ها هي بعد علاج اكثر من عام استطاعت ان تتخلى عن ذلك المقعد المتحرك

الذي تعلمت من تجربتها معه الكثير و غيرت فيها الكثير استطاعت ان تحصل على عمل بعد عناء تجنبت اللقاء من العائلتين و اي فرد منهم عدا يوسف و كم تشعر بالحزن للوحدة و العزلة التي تعيش بها بيدها تجني الآن حصيلة افعالها مع الجميع ، حتى هو كانت تأمل ان يسامحها و يغفر لها ما فعلته به ثم يعودا من جديد لكنها تفاجأت بعد ان تركت منزله بخمسة اشهر فقط بزواجه الذي رأت صوره على احد مواقع التواصل الاجتماعي

لقد تزوج عمر بقدر ما حزنت بقدر ما فرحت له انها استطاع ان يتخطاها

تأملت سكون المنزل من حولها بحزن و دموع التقطت سترتها الرياضية و متعلقاتها و نزلت للأسفل تتمشى بالشوارع قليلاََ ذلك الحل سيكون افضل كثيراََ من العزلة التي تعيش بها

كانت تسير على النيل لتقع عيناها على بدر و حياة يبدو انها اخيراََ وجدت السعادة و من يحبها حقاََ كانت تقف بعيداََ و رأت كيف ركع على ركبتيه و كيف كانت حياة تبتسم له بسعادة

ابتسمت بخفوت و اكملت سيرها لتتوقف مرة أخرى عندما وقعت عيناها على عمر الذي يجلس برفقة زوجته و طفله صغيرة يبدو أنها ابنته فهي تشبهه لحد كبير جداََ

ارادات ان تذهب قبل أن يراها لكن اسوء حظها لقد رأها بالفعل و التقت عيناها بعينيه سرعان ما اشاحت بوجهها و اكملت السير بسرعة و الدموع تنهمر على وجنتها بغزارة

جلست على احد المقاعد قائلة بحسرة و حزن :
الكل عاش حياته و محدش حياته واقفة غيرك يا سارة ، بتحصدي كل عمايلك زمان و ادي اخرتها لوحدك بين اربع حطان لو موتى محدش منهم هيحس بيكي و لا يفتكرك بالخير !!!
.........
فتحت الخادمة الباب لبدر و حياة و ما ان دخلوا سألت تفاجأت بالسكون الذي يعم المكان سألت الخادمة عنهم قائلة :
هو محدش هنا و لا ايه

اجابتها بتهذيب :
لا يا هانم كلهم مشيوا من شوية و راحوا القصر عند سليم بيه و الأولاد كلهم نايمين فوق ما عدا صافي زينة هانم خدتها معاها

اومأت لها بصمت ليبتسم بدر قائلاً :
يلا نروح لهم

اومأت له و بالفعل ذهبوا لهناك و كان المكان قريب جدا دقائق قليلة و كانوا هناك لتتفاجأ بدر بوجود سيارة ذلك الحقير الذي تجرأ و نظر لها بوقاحة
قائلاً بغضب :
هو بسلامته لسه هنا

حياة بتحذير :
بدر اهدى مش عايزين مشاكل اصلا انا عندي احساس كبير ان هنا هترفضه بعد كلامي الصبح

رواية ضحايا الماضي ( شهد الشورى ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن