الفصل الثاني و العشرون

25.3K 1K 147
                                    

كانت تجلس ببهو القصر تضم قدمها لصدرها تنظر للفراغ بشرود حزينة تفكر بتلك الخطوة التي ستقدم عليها عن قريب جداََ افيقت من شرودها على رنين جرس باب القصر الداخلي ذهبت لتفتح بتكاسل و ما ان فعلت نظرت للطارق بصدمة قائلة :
بدر !!!!

استقرت عيناه على وجهها يتأملها باشتياق فاق الحدود لقد ظن انه لو ابتعد و عاد إلى حيث كان سينسى لكنه ابداََ حدث العكس لقد تضاعف عشقها بقلبه

ستكون حقاََ اكبر كاذبة اذا انكرت اشتياقها له ، اشتاقت لنظرة الحنان و الدفئ الموجودة بعينيه كلما ينظر لها لتشعرها بالأمان الذي لم تشعر به سوى برفقة اخوانها

تواصل بصري بين الأثنان لوقت غير معلوم قاطعه صوت جين جدته قائلة بتعجب :
بدر انتي واقفة عندك سرحانة في ايه

افيق الاثنان على حالهما ليجيب بدر بتوتر :
مفيش يا جين

بتلك اللحظة جاء صوت سليم من الخلف قائلاً بترحيب و سعادة فهو من قام بدعوتهم لحضور زفاف احفاده :
اهلا اهلا بالغالية مرات الغالي

بتلك اللحظة دخل من الباب عاصم شقيق سليم برفقة ابنه عثمان و زوجته صبا

على الفور اقترب عاصم من شقيقه يحتضنه
بقوة و اشتياق قائلاً :
واحشني اوي يا خويا

بادله سليم العناق قائلاً باشتياق مماثل و سعادة :
نورت مصر و بيت ابوك يا غالي

عاصم بحب و سعادة :
منورة بيك يا خويا

اقترب عثمان من عمه يحتضنه باشتياق و بعد وقت من الترحيب بحضور الجميع و بدر يختلس النظرات من حين لآخر لحياة التي تخفض وجهها ارضاََ بحزن لكن سرعان ما ابتسمت على تلك المرأة التي تدخل القلب بحديثها المضحك و الاشبه للأطفال قائلة :
فاطمة انت وحشت انا كتير اوي

فاطمة باشتياق :
انتي كمان والله واحشاني اوي يا جين بعدين بقالك العمر ده كله مع عاصم و مش عارف يعلمك العربي صح لحد دلوقتي

عاصم بيأس :
انا يأست خلاص يا مرات اخويا الولد عندها يتنطق بنت و العكس و بيني و بينك اهو بلاقي حاجة اضحك عليها

قال الأخيرة بمرح لتنظر له جين قائلة بتوعد :
انا هخليكي تضحكي كويس يا حبيبتي استني بس

ضحك الجميع بقوة و دار بينهم حديث طويل غادرت حياة بمنتصفه لغرفتها و هي تشعر بانعدام رغبتها بفعل اي شئ او الاستماع لأي شيء لاحظ اخوانها كما لاحظوا الايام الماضية و كلما يسألها احدهم يكون اجابتها لا شيء و اضطر امير للصمت بناءاََ على رغبتها بعد ان وعدها رغم عدم اقتناعه

كل ذلك لم يخفى على بدر الذي لاحظ هو الأخر شرودها الدائم و الحزن الذي يحتل ملامح وجهها مهما حاولت اخفاء ذلك
..........
في صباح اليوم التالي تعمدت حياة الخروج من القصر باكراََ حتى لا تلتقي ببدر او تحتك به

رواية ضحايا الماضي ( شهد الشورى ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن