الفصل السابع عشر

27.3K 848 77
                                    

في المساء بقصر الجارحي

كانت مهرة حبيسة غرفتها منذ صباح الأمس كلما حاول التحدث معها لا تجيب فقط يستمع لصوت شهقاتها التي تحاول كتمانها تعجب الجميع من عدم رغبتها في الخروج من غرفتها و ظنوا انها تشاجرت مع اوس الذي حاول بشتى الطرق ان يجعلها تفتح الباب و عندما حاول أن يكسره مساء الأمس ترجته بأن يرحل و لا يكسره

توجه لغرفتها اليوم و هو عازم على ان يجعلها تفتح ذلك الباب اللعين حتى لو سيحطمه رغماً عنها

اوس بصرامة :
مهرة افتحي الزفت الباب ده

لا تجيب فقط ارتفع صوت شهقاتها ليدفعه بقدمه بقرة قائلاً بغضب :
يا تفتحيه يا هكسره و انتي حرة بقى

اقتربت مهرة من الباب قائلة بصوت متحشرج من البكاء و بشهقات عالية :
امشي با اوس

صرخ غاضباً من بكاءها و دفع الباب بقدمه مرة اخرى بقوة :
مش همشي و افتحي الزفت ده احسنلك

فتحت الباب بتردد و ما ان رأى هيئتها وجهها الشاحب و عيناها الحمراء المتتفخة من كثرة البكاء سالها بحزن :
للدرجة دي ندمانة

بكت اكثر قائلة بحزن :
اللي حصل غلط....انا غلطت مكنش ينفع ده يحصل دلوقتي......

قاطعها قائلاً برفق و هو يجذبها لاحضانه محاولاً جعلها تتوقف عن البكاء :
اللي حصل غصب عني و عنك بس انتي مراتي احنا بس اتسرعنا في الخطوة دي

ابعدها عنه محاوطاََ وجهها بيديه قائلاً :
معملناش حاجة حرام كل ده حصل و انتي مراتي قدام ربنا متلوميش نفسك

مسح دموعها قائلاً بحزن :
انتي مش غلطانة انا اللي مقدرتش اتحكم في نفسي

نفت برأسها قائلة بحزن :
كنت اقدر اوقفك بس انا......

لم تستطيع أن تكمل حديثها ليكمل هو بدلاً
عنها قائلاً :
ضعفتي زي ما انا ضعفت

اخفضت وجهها بحزن ليجذبها لاحضانه قائلاً برفق :
حقك عليا و صدقيني مش هتتكرر تاني و انا هحاول اقدم ميعاد الفرح

لازال جسدها يهتز بين يديه من البكاء جذبها و جلس امامها على الفراش قائلاً و هو يجفف دموعها بيده :
اضحكي بقى عايز اشوف ضحكتك يا مهرتي

اومأت له بابتسامة صغيرة صمتت للحظات قبل ان تنظر لعيناه قائلة بحب :
انا بحبك يا اوس اوعى في يوم تجرحني او تخليني اندم اني وثقت فيك

ابتسم بحب مقبلاً جبينها قائلاً :
عمري ما اخليكي تندمي

وضع خصلات شعرها خلف اذنها قائلاً بمرح :
يلا قومي هنخرج نتعشى بره سوا و لو عايزك تروحي اي مكان انا تحت امرك مولاتي الجميلة

ضحكت بخفوت و تجهزت ثم غادرت برفقته و هي تحاول تجاهل شعور الخوف الذي يلازمها و لا
تعرف سببه !!!
.........
في صباح يوم جديد.....بحديقة قصر الجارحي

رواية ضحايا الماضي ( شهد الشورى ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن