[الجزء الثالث] البارت الثالث (٣)

161 12 0
                                    

ذات مساء، أيقظني تشانغ في وقت متأخر. "هوزيه!".

- ماذا يجري.. تشانغ؟

سألته» في حين كان مستلقيا على صدره فوق مرتبته. قال:

- سخن الزيت وقم بعملك..

- ليس الأمر مضحكا.. كلمات كهذه تسببت في تركي لأرض
ميندوزا!

قلت له غاضبا. تدارك تشائغ:

- لست أمزح.. ألم تقل لي إنك على استعداد للقيام بالأعمال
التي يكلفك بها جدّك» على أن تكون في مكان آخر مقابل ثمن تتقاضاه؟

اعتدلت في جلستي:

- وهل ستدفع لي مقابل ذلك؟!

- لا تكن مغفلا هوزيه.. قم بعملك أولا وسوف أخبرك في ما
بعد.

أذعنت له من دون فهم.

- أحتاج زيتا!

أشار بإصبعه إلى زاوية الغرفة:

- فوق الرف هناك..

٠.

لم يلبث تشانغ» بين يديٍّّ؛ نصف ساعة حتى استسلم للنوم.

- تشانغ! تشانغ!

أيقظته.

- هوزيه.. في الغد في الغد أرجوك..

قال كمن لا يريد أن يفوّت حلما أدرك نصفه في المنام. هززت
كتفيه بقوة:

- لن تضحك علي تشانغ! هل تفهم؟!

قلت له غاضيا. اعتدل في جلسته. وبعينين نصف مغمضتين قال:

- وظيفة بيع الموز لا تناسبك يا مجنون..

- كان خياري الوحيد..

- انظر هوزيه..

قال تشانغ مقاطعاء أتم:

- سأصطحبك صباح الغد إلى المركز الصيني.. في زاوية الشارع
خلف المعبد.

- ولكني لا أجيد الصينية!

ضحك. اختفت عيناه. أشار إلى كفي:

- أناملك تجيد..

كان تشانغ يتحدث عن المركز الصيني للعلاج الطبيعي والتدليك.
كمعالج؛ يتطلب الأمر شهادة تجيز ممارسة المهنة.. "كمدلك.. لا
يتطلب الأمر سوى أنامل سحرية كتلك" قال تشانغ مشيرا إلى كفيّ.

ناا

بعد اختبار عملي في المركز الصيني؛ قال لي المسؤول:

- لا بأس.. ولكن.. هذا لا يكفي..

ترك السرير الطبي متجها إلى حاجز خشبي بطل من فوقه دش
الاستحمام. توارى خلف الحاجز ليزيل الزيت عن جسده. رفع صوته
متجاوزا صوت المياه المتدفقة:

- يتطلب الأمر أن تجتاز تدريبا عمليا في التدليك الصيني

التقليدي.. التايلتدي.. التدليك الجاف والتدليك بواسطة الحجارة
الساخنة..

وقّعت عقدا مع المركز الصيني فور اجتيازي التدريب بنجاح؛
ينص على العمل مقابل راتب شهري بالإضافة إلى عمولة نظير الخدمة
المقدمة؛ والأهم من هذا وتلك. هو ما لم يأتٍ ذكره في العقدء البقشيش
الذي يدتّه عملاء المركز في يدي إذا ما نالت الخدمة استحسانهم.
وهذا ما وفر لي دخلا يعادل أضعاف ما كنت أجنيه من بيع الموز في
مانيلا تشاينا تاون.

أبليت بلاء حسنا في عملي رغم الصعوبة التي كنت أواجهها في
البدء» فكوني رجلاء هذا بحد ذاته؛ يقلل من حظوظي في اختيار العملاء
لي» حيث ان المرأة» في هذا العمل» كما في أعمال أخرى؛ هي صاحبة
الحظ الأوفر. إلا ان هذا لم يعد يمثل مشكلة بالنسبة لي مع مرور
الوقت. فقد أصبح لي عملاء جادون» يزورون المركز بعد يوم شاق في
العمل» أو بعد تمرين رياضي مجهد؛ ليستمتعوا بساعة تدليك حقيقية؛
بعيدا عما تقدمه بعض المعالجات في غرف المركز المغلقة.

***

ساق البامبوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن