يومان مروا وهى مازالت على صمتها؛ اغلب الأوقات نائمه أو ربما هاربه من ذلك التحقيق الذى فتحته نعيمه وعاليا لها.
ومن ولما وكيف ومالذى حدث وهل هى بخير.
يرغبون بتفاصيل التفاصيل وهى لا طاقة ولا قدره لها... أو بمعنى أدق لا تريد الحديث... تجاهد كى تنسى.
فتحت نعيمه عينيها تبتسم براحه فاخيرا قد عادت فلذة كبدها بأمان.
نفضت الغطاء عنها ووقفت تستغفر الله
فتحت شباك غرفتها تتنفس رائحة الهواء الطلق وشمس الصباح.
بعد عشر دقائق فقط كانت تجوب كل انحاء البيت تفتح كل النوافذ وبيدها مبخره من النحاس وضعت بها بعض الفحم المشتعل تلقى عليه بحفنات من البخور فيرتفع عقبه سحابه كثيفة من الادخنه ذات رائحه قويه عطره تملأ أركان البيت.
وهى تدعو وتبتهل تاره وتردد المعوذتين وقل هو الله أحد تاره وفى بعض الأحيان تردد بعض الكلمات المتوارثة ذات سجع وجناس واحد.
فتحت فاطمه باب غرفتها تتقدم بخطوات ناعسه ونعيمه مستمرة فيما تفعل.. اول مارأتها اخذت تبتهل من جديد وهى تقوم بصنع دوائر وهميه فوق رأسها بتلك المبخره التى تحملها.
وفاطمه تسعل بشده وهى تتحدث :ايييه يا ماما ده... صدرى اتكتم.
نعيمه ببعض الضيق والريبة :اسكتى يابت خلينى ارقيكى... ده العين فلقت الحجر والى احنا فيه ده حسد.
فاطمه :حسد!
نعيمه :ايوة معلووم..طب دوريها في مخك كده الى حصل لك ده حصل امتى ها.. مش بعد ما صورك اتتشرت مع الجدع ده الى بيمثل ولا أبصر بيغنى ولا..
قاطعتها فاطمه مصححه:بيعمل كله ياماما.
نعيمه :ايوه اسم الله على مقامك هو ده.
ضيقت فاطمه مابين حاجبيها تقول ببعض المرح :انا ليه حاسه انك بتكلمينى باحترام يا نعنع... ايه الادب ده انا مش متعوده على كده.
زمت نعيمه شفتيها ووضعت مابيدها على طاولة خشبية كانت لجوارها ثم استدارت تجلس امام ابنتها قائله :اسكتى يابت يابطه.. ده انا قلبى كان مخلوع من مطرحه وانتى مخطوفه.. كان هاين عليا اجيب حته من السما بس اوصلك ياضنايا.. اخدت عهد على نفسى بينى وبين ربى ترجعي بس لحضنى واضمك كده واشم ريحتك وانا نادر عليا ما كون رافعه شبشبى على واحده فيكوا تانى ولا أقل منكوا أبدا اه... ده احنا ولايا ياختى ومالناش إلا بعض.
فكرت فاطمه قليلاً ثم قالت :بس انا عرفت انك اكلتى عاليا حته علقه وانا مش هنا قدام عماد.
اشاحت نعيمه بيدها تقول :يوه... كنت نسيت.. هو انا مخى دفتر.
ضحكت فاطمه رغماً عنها على عفويه امها وقالت :ربنا مايقطعلك عاده يا نعنع.
أنت تقرأ
بطل من رواية (كامله)
Humorاقتباس دلفت الى شقتها تجر قدميها جرا... تقدمت شقيقتها تنظر لها بحماس مردده:هااااا.... عملتى ايه... بت يا فاطمه ردى. نظرت لها فاطمه بشراسه:عليكى وعلى سنينك السوده لليوم الى عرفتك فيه. شقيقتها:الله.. ايه يا بت... ايه اللي حصل؟ فاطمه:بقا انا اقعد طول ا...