الحلقة السادسة

7.4K 388 6
                                    

ظل على عناده... هاله من الغشاوه أمام عينه.

خرج من مكتبه فقط ليرى ماذا تفعل... وجدها تصافح عماد بمهنيه قائله :أن شاء الله اكون عند حسن ظن حظرتك.

ااااه.. و إن كان من سلام عابر باليد اشتعلت غيرته.. ماذا سيفعل وهو يعلم القادم.

حديثها مع عماد لا يحمل غير معنى واحد؛ هى عازمة على الرحيل.. فلترحل؛ربما هذا الأفضل؛ له ولها.

انتبهت هى وعماد على وقوفه أمامهم.

طالعهم بعدم تقبل؛ وضع يده بجيوب بنطاله واخذ نفس عالى ينفخ صدره بكبر وقال :فى ايه؟

نظرت له نظرة شامله، خاطفه وقالت :ابدا.. انا بس كنت عايزة ابلغ حضرتك انى مستقيله وبالنسبة للشرط انى لازم أبلغ قبل اسبوعين فأنا... قاطعها هو يلجم حسرته يرتدى ببراعة قناع اللامبالاة والحزم:مش مهم.. ممكن تنفذى من دلوقتي اتا اوردى كلمتهم يعملوا إعلان عن اسيستانت جديدة.

اتسعت اعين عماد وهو يراه يتحدث هكذا.. اسلوبه كان فظ وصادم جدا.

اما هى كان تنفسها غير منتظم.. اطرافها باردة.. لأول مرة تهان بهذه الطريقة.

سحبت حقيبة يدها تحركت لتخرج سريعاً.

كان يجاهد على الا يجذبها لاحضانه يراضيها.. ذراعيه واحضانه يطالبون بها.

لكنه ظل واقف كالحجر.. يرى عماد يركض خلفها سريعاً يحاول التخفيف عنها بعد ذلك الحرج الكبير :فاطمه.. فاطمه استنى ماتزعليش...طب استنى هوصلك.

لكنها غادرت سريعاً؛ لن تستطع التحمل او المكوث اكثر.

عاد مره اخرى يحمل هاتفه ومفاتيحه ونظر باستحقار وسخط لآدم ثم قال :شغلك على الفلاشه دى.. اهى خدها.

القى له تلك القطعه المعدنية على طاولة المكتب وذهب بغضب ونفور.

بينما آدم.. التف حوله يرى من كان شاهد على ما حدث... ثم تحرك سريعاً للداخل.

الان لا داعى للتماسك.. ركض سريعاً لنافذته الزجاجية المطلة على الطريق الرئيسي.

يضع يده على الزجاج يبكى لأول مرة.. لا يعرف لما يفعل هكذا..  لم يرد ذلك ابدا .. كان يود قول أشياء أخرى.. او ربما كان الأحق والاجدر أن يقول اشياء اخرى... انه مثلا تعلق بها.. انه ربما عشقها.. انه الان يتمزع من الداخل.

كان يشهق كرضيع توفت امه للتو وهو بمهده يشرع بذلك دون أخبار من احد.

تقهقر قليلا للخلف وهو يراها ترفض الصعود بسيارة عماد بعدما لحق بها سريعاً.. لكن الآخر أصر فذهبت معه وهى بحاله سيئه للغاية.

فى سيارة عماد.

كان يقبض على مقود السياره بغضب شديد.. ماحدث الان صادم.. يعلم آدم وأخلاقه.. هو يوما لم يكن مغرور متعجرف.. لا يعلم مابه هذه الأيام ولما تحول فجأه هكذا.

بطل من رواية (كامله) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن