الحلقة الثامنة والعشرين

13.5K 527 52
                                    

يجلس عبد القوى يزفر بضيق دقيقة بعد الأخرى فقد طال الصمت ابنه مازال صامت غامض بطريقه مستفزه فهو رجل ضيق الخلق قصير البال ولا طاقه له ببال ابنه الطويل حتى لا يعلم من اين له به وممن ورثه... بالتأكيد ورثة عن امه فهى سيده حليمه رزينه تعرف كيف تمتص غضبه لأنه رجل عصبى بتركيبه غريبه ولولا انه رزق بسيده حكيمه مثلها لكان هدم بيته بعصبيته من اول عام زواج لكنها كانت قادره على قيادة الامور و سياسة وعلى مايبدو ان ابنه قد ورث عنها كل ذلك.

ولكن أكثر من ذلك لن يتحمل.. لقد حاول والله ولكنه هكذا خلقه الله عصبى بالفطرة لذا تحدث بغضب وهو يضرب سطع المكتب بمبسم ارجيلته يقول :اللهم طولك ياروووح.. ماتنطق يابنى ايه رأيك في العروسه.

هز عبدالرحمن راسه بحيرة يقول :مش عارف يا حاج.. لأ.. لأ.

عبد القوى:لأ ليه بس يابنى.. البت ماشاءالله عليها كشكل بدر منور.. كنسب ابوها الحاج لطفى المحمدى ده يبقى صاحبى وحبيبى وبينا عشره طويلة .. أصغر منك بخمس سنين يعنى احلى حاجة لا هى من سنك ولا هى صغيره وهبل وكده يبقى فين الاعتراض بس.

فى نفس الوقت كانت عاليا غاضبة جداً ومصدومه من ردة فعل ذلك المغرور من وجهة نظرها فقررت الذهاب لفاطمه لتخرج معها غضبها وغيظها تحكى لها ما حدث.

وبالفعل ها هى ذاهبة  تمر بطريقها على محل عبد القوى فتوقفت باستغراب وهى تستمع لاسم أبيها أثناء حديثهم وهى تلمح من احد الزوايا ذلك الشاب الذى سبق وكان بييتهم وقام بضرب ريان يتحدث بضيق شديد ورفض:ايوه يا حاج بس لا ماتناسبنيش.. ده انا جايبها قبل كده من مع واحد مابقاش انا راجل ومانع نفسى عن اى حاجة وفى الاخر اروح اتجوز واحدة شوفتها قبل كده خارجه مع واحد.. لأ.

اتسعت عينها تأخذ هى الصدمه.. صفعه قويه سددت لها وهي تستمع لحديث ذلك الشاب.

التفت حولها تدرك وضعها الان ومن المؤكد سيراها احد ويعرف انها تتلصص عليهم فتحركت تسير مبتعده وهى مزهوله... مصدومه.

تتذكر اخطائها وأنها قد سبق وسمحت لحالها بالخروج مع عمر.. وبعدها مراد حتى لو قد فعلها وقام بخطبتها لكنها سمحت لنفسها بأن تحدثه بالهاتف هو مره وعمر مره.. ههه ضحكت بسخرية والم.. هل جاء اليوم الذى يتحدث عنهم شاب على انها أنثى غير مؤدبة ولا تملك اى حياء.

وجدت نفسها تجلس على الرصيف بضياع وكلمات ذلك المعيد تعاد بإذنها:تانى مره ماتجليش هنا تانى.. زى مانتى شايفه ده مكتبى لوحدى ومايصحش بنت زيك تجيلى هنا لوحدي.

بعدها يعقبه صوت ذلك الشاب كالرصاص:ده انا جايبها قبل كده من مع واحد مابقاش انا راجل ومانع نفسى عن كل حاجه وفى الاخر اروح اتجوز واحده شوفتها خارجه مع واحد.

ضياع... تشعر بالضياع.. هذا هو حالها الان من اين قدمت والى أين هي ذاهبة لا تعلم.

تتسع عينها بجنون... هل جاء اليوم الذى يتحدث به الناس عنها وعن شقيقتها على انهن فتيات منحله.. طوال الوقت وهى تعد نفسها وشقيقتها أيضاً من الفتيات المؤدبه.

بطل من رواية (كامله) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن