ألا تجد من الصعب العثور على قصص وروايات جيدة؟ روايات تنسيك القليل من هموم الحياة، هل عانيت من قراءتك لبعض القصص المملة؟!
هذا ما حدث معي.
لذلك قمت بكتابة هذا (ليس رواية، ليس قصة قصيرة ) إنما هو يشمل كل ما قرأته من روايات جذبتني في موضوعها أو طريقة سر...
أنا أدرستيا... والقصاص كلمة تنتمي لي. وإن رأيتها في أي مكانٍ آخر سوف تتذكرني. كلمة حروفها من دمي، ونسيجها من دموعي، فقدت أجنحتي وقدمت ريشها قربانًا في سبيل تحرير المقيدين أمثالي. أخترت ألا أكون مجنحةً لأنني بطبيعتي أحلق في السماء، حتى لو كنت ملكة المنبوذين. أنا أدريستيا، ولا لقب لي... أنا أدرستيا، والقصاص كلمتي. *مقدمة الرواية 🌟 🌟 🌟 🌟 🌟
موعدنا اليوم مع أولى روايات سلسلة هيبتا للكاتبة المميزة نون ( ريناد سابقًا)، وكانت الرواية سابقًا تسمى إدرستيا، إلا أن الكاتبة قامت بتحديث السلسلة وغيرت اسم الروايات، وحاليًا هناك ثلاث روايات من السلسلة وربما يكون هناك أكثر في المستقبل، وسأتحدث عن باقي الأجزاء في فصول قادمة بإذن الله. وقد فازت الرواية في القائمة الطويلة لمسابقة أسوة لعام ٢٠١٩.
نسافر بين سطور الرواية لزمن الأساطير الإغريقية، حيث قامت الكاتبة بجمعهم باللايكان بطريقة جميلة ومختلفة أعطت الرواية سمة وسحر خاصة بها، فنتج عن ذلك تفرد في الرواية. كما ضمت الرواية تنوع كبير في الكائنات المختلفة فكان منها ما هو جديد ومنها ما هو مألوف، مما أعطي الرواية جانب كبير من التشويق. وقد ناقشت الرواية قضية خطيرة وهامة ألا وهي الظلم والتجبر والطغيان، وهو واقع -للأسف- نعيشه حاليًا في مجتمعاتنا العربية، فالسلطة أصبحت عنوان لهذه الصفات، والثقة العمياء التي قد نمنحها للبعض دون التأكد من استحقاقهم لها، ودفاعنا عن حريتنا وحقوقنا والمطالبة بها.
وقد سردت الكاتبة روايتها من خلال حبكة إنكسارية تخللها قليل من الاسترجاعات الزمنية، وقد كانت هذه الاسترجاعات مناسبة ولم يكن هناك داعٍ لزيادتها. كما استخدمت الكاتبة عنصر التشويق بطريقة بارعة عملت على جذب القُراء. وقد أعجبني في الكاتبة استخدامها للفظ الأباطرة بدلًا من لفظ الآلهة، وهو أمر يحتسب لها. كما أنها أرفقت دائمًا توضيح لمعنى المسميات الموجودة بالرواية بنهاية كل فصل، مما يسهل الأمر على القارئ لإستيعاب الرواية وفهمها بشكل جيد، إلا أنه هناك مصطلح هام لم توضح الكاتبة معناه وقد كان له دور هام بالرواية ألا وهو (روح الجليد) حيث لم يتضح معناه ودوره بالرواية والهدف منه.
وقد كان السرد على لسان الراوي العليم، وكان اختيار موفق من الكاتبة، فلم يكن الراوي الأنا ليناسب الأحداث، واستخدمت معه الكاتبة الحوار الخارجي لسد الثغرات، إلا أن الحوار الداخلي كان قليل للغاية، فلم تصل لنا مشاعر الشخصيات بشكل جيد.
أما عن الوصف فقد كان الوصف الخارجي للأماكن والملبس والكائنات كاملًا، ولكن الوصف الخارجي للشخصيات كان قليل، احتاجت بعض الشخصيات وصف أكثر من ذلك مثل الملوك مثلًا وغيرهم. أما الوصف الداخلي فقد كان قليلًا جدًا، نظرًا لعدم وجود حوار داخلي، وقد انتهت الرواية ولم نعلم عن مشاعر البطلة أدرستيا سوى مقتطفات، وهي شخصية ستلعب دور كبير في الأجزاء التالية للسلسلة خاصة الثاني، فكان هذا ثغرة بالرواية. أيضًا مشاعر ودواخل الملوك ظهرت في بعض الأحيان وأحيانًا أخرى لم تظهر.
وعن اللغة فقد تميزت الرواية بلغة جيدة، قلت فيها الأخطاء الإملائية و اللغوية والنحوية بدرجة كبيرة، وتميزت بالسلاسة.
وبالنسبة للبداية فقد كانت مقدمة الرواية غريبة وأجدها مشتته، وبشكل خاص لمن لم يقرأ السلسلة من قبل، إذ أن الإصدار القديم للرواية لم يحتوي على هذه المقدمة، فالجزء الأول للمقدمة أشعرني وكأني أقرأ قصة خاصة بالأطفال، أما الجزء الثاني منها فقد كان مبهم ومشتت، أما الفصل الأول والذي يعتبر البداية الحقيقية للرواية فقد قل فيه عنصر التشويق بطريقة محبطة، إذ ظهر فقط في نهايته وبشكل بسيط.
أما النهاية فأجد أنها موفقة جدًا وغامضة في نفس الوقت، كما برعت الكاتبة في استخدام عنصر التشويق لجذب القُراء للأجزاء التالية، فخرجت النهاية مرضية ومحمسة للقُراء. 🦋⚘️🦋⚘️🦋⚘️🦋
عندما يطغى القوي ولا يجد من يوقفه، تُرسل هي لتكون القاضي والجلاد، الملوك الاربعة تجبروا كثيرًا وأخلو بالتوازن أنشأوا جيلًا جديدًا بقوى كبيرة، أرادو إخضاع الجميع والسيطرة، فهل يستمر الظلم؟ هي بالمقابل أخطأت خطأً كبيرًا، خطأً لا يغتفر، فأصبحت إمبراطورة العقاب، ماذا ستفعل أدراستيا عندما ترسل لعقاب الملوك الاربعة، وهل ستتقبل مصيرها وتنصاع للأوامر؟
