بحر الخيال (أفضل ما قرأت في الخيال)

25- فجر ديانا

  مهما امتد الظلام واختفت النجوم من سمائِنا، وخرجت وحوش الليل تعوي وتقتات من خوفنا، إلا أن فجر الحياة قادم لامحال لينثر بذور الأمل في أبداننا.
                          🌟 🌟 🌟 🌟

موعدنا اليوم مع الكاتبة الواعدة عائشة (Aisha)، الرواية فازت في مسابقة أسوة خيار الجمهور لعام ٢٠١٩، وهي رواية جيدة تستحق القراءة.

تدور رحى الرواية بين المخلوقات الخيالية العديدة والمعروفة من مستذئبين وسحرة ومصاصي الدماء بالإضافة إلى بعض المخلوقات الجديدة مثل التايتينيا واللارميون، فضلًا عن مسمى الهيدرا مع اختلاف المعنى لما اعتدنا عليه، كانت الفكرة جيدة ومبتكرة، وكان التنوع ممتع أكسب الرواية طابعها الخاص، بالإضافة إلى وجود مسميات جديدة أكسب الرواية نكهة مميزة.
وقد ناقشت الرواية عدة موضوعات مثل الجشع والحقد وتأثيرهم، والحب وما قد يغيره في الإنسان، والتضحية لأجل من نحبهم.

وقد غلب على الرواية الوصف الجيد، فكان الوصف الخارجي للأماكن والشخصيات جيد، إلا أن وصف الملبس -بشكل خاص- كان فيه زيادة ومط فلم يكن هناك داعٍ في الكثير من المرات لوصفه إن لم يكن له دلالة. كما قامت الكاتبة بوصف داخلي مميز، فتمكنت من نقل مشاعر الأبطال وانفعالاتهم بشكل رائع.

أما السرد فقد كان سرد متقطع على لسان أكثر من راوي، فقد استخدمت الكاتبة في البداية الراوي الأنا على لسان البطلة، ثم بعد عدة فصول استخدمت الراوي العليم، ورغم أنني لا أحبذ التبديل بين الرواة حتى لا يتشتت القارئ، إلا أن الكاتبة أجادت استخدامهم بطريقة لم تشعر القارئ بالتشتت، بل ربما لا ينتبه بعض القُراء لتغيير الراوي، وقد كان هذا التغيير ضروري، وذلك لأن الرواية ببدايتها كانت تحتوي على شخصية رئيسية والباقي ثانوي، فكان لابد من نقل الحديث على لسانها لنعرف عنها وعن مشاعرها، وعندما زادت الشخصيات كان لابد من استخدام الراوي العليم لنقل الصورة كاملة وإزالة الغموض تدريجيًا.

وتمتاز الرواية بلغة جيدة قلت فيها الأخطاء الكتابية والإملائية، وكانت سلسة سهلة الفهم ويسيرة.

وقد دارت الرواية من خلال حبكة انكسارية، كانت مناسبة تماما للأحداث التي احتاجت لاسترجاعات زمنية عديدة، إلا أن الاسترجاعات كانت قليلة، فكانت هناك بعض النقاط التي احتاجت للتوضيح، كما كان هناك بعض التناقضات في بعض العبارات والأحداث.
ومن هذه التناقضات أن العجوز دلوريس أخبرت ديانا أن القبر لمؤسس مملكة كلير دي لون، ثم في مذكرات أمها أخبرتها أن الأخوة مع بعضهم البعض كونوا مملكة كلير دي لون.
كما ذكرت الكاتبة أن لوكس لا يستطيع سماع أفكار كارمن عندما كان يراقبها من نافذة حجرته، ثم في فصل آخر عندما علم حقيقة زوجته وكان بمنزله سمع أفكار القادم والتي كانت كارمن.
كما ذكر اسم أسهيريو بالبداية ثم تغير لأسهيري.
فضلًا عن أن الكاتبة خلطت العديد من المرات بين كارمن ولورين.